العلامة .. ( العثيمين ) .... و .. ( صاحب العمامة السوداء ) ..!؟
هذه الحكاية الواقعية ... !!
هل تـمَّ نشرها .. من قبل، أم، لا ..؟!
هل تـمَّ الوقوف عندها .. أم، لا ..!؟
هل تـمَّ تحليلها .. والتأمل فيها .. أم، لا ..!؟
نزلنا في بيت الشيخ إبراهيم بن صالح والكائن في حي العزيزية بجوار جامع الحارثي والذي كان إمامه حينها الدكتور ناصر الزهراني وفقه الله
فكنا نصلي في المسجد ويلقي شيخنا فيه درسا بعد صلاة العصر
ودرسه الآخر يلقيه في جامع فقيه المعروف..
ولم يكن شيخنا يصلي في الحرم سوى الجمعة ولم يكن يلقي
فيه الدروس لتعذر ذلك بسبب الزحام الهائل في الحرم وحوله..
وغالب من يحضر تلك الدروس هم من الحجاج من الدول العربية وغيره..
والعجيب والغريب ..
هو حضور عدد من أصحاب العمائم السوداء !!
من الروافض لدروس الشيخ...!!
ولقد تساءلنا حينها : هل يفهمون العربية وهل يسمعون الدروس ليستفيدوا؟؟
في درس جامع الحارثي كان أحدهم يداوم الحضور وكان يناقش شيخنا كثير
وشعر شيخنا منه رغبة في البحث عن الحقيقة أو هكذا بدا ؟؟؟
عرف نفسه للشيخ أنه مدرس في إحدى الحوزات العلمية في قم في إيران
وطلب من الشيخ أن يجلس معه جلسة خاصة في بيته ليتجادل مع شيخن
حول بعض المسائل العقدية والمختلف فيها بين الروافض وأهل السنة والجماعة
دعاه شيخنا لبيت الشيخ إبراهيم .. فحضر الرافضي وكان ذلك بعد درس العصر
أظهر الفرح وتملق في كلامه وأنه باحث عن الحقيقة فجاراه شيخنا حتى يبلغه الحجة الناصعة..
قدمنا له القهوة والشاي وكنت أنا حاضرا وكذلك الأخ أحمد البغدادي..
قام بإيراد عدد من المسائل المشهورة والمتعلقة بالصحابة رضي الله عنهم وخصوصا عن أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وخليفته أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ..
وكذلك عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
وتنوقش أيضا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها..
وكان يقول ويؤكد أن الخلاف على هذه المسائل ليس من أصول الدين
فقال له شيخنا: بل هي من أهم المهمات فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهم نقلة الوحي وخير أصحابه..
فالقدح فيهم قدح في رسول الله عليه الصلاة والسلام وقدح في دين الله جل وعل
ومن خلال الحديث لمز الرافضي عثمان ابن عفان ..
فدحر الشيخ كلامه ودحض حججه وترضى عن عثمان ..
وقال أيضا : لا أظن أحد يختلف في كفر معاوية وابنه يزيد !!
فبين له شيخنا فضل معاوية رضي الله عنه وأنه أحد كتبة الوحي ونقل له
موقف أهل السنة والجماعة من الفتنة التي وقعت بينه وبين أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب رضي الله عنه
و أن ما وسع العلماء والسلف يسعنا.. فيهما رضي الله عنهم
وكذلك موقفهم من ابنه يزيد ونقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فيه ..
فقال الرافضي: تمنيت أن اطلع على كتب ابن تيمية..
فقد سمعت أن الرجل له مؤلفات في الرد علينا وفيها قوة حجة وجزالة ألفاظ!!
فقال الشيخ: إن شئت اشتريت لك كتب ابن تيمية ..
لتحملها معك إلى إيران فتقرأها فلعل الله تعالى بفتح على قلبك
فيظهر لك الحق..
فأظهر الفرح وشكر الشيخ ..
وبعد استكمال الحوار والنقاش ..
خرجنا معه من السكن وتوجهنا به وبرفقة شيخنا للمكتبة ..
ويا للعجب !!
رافضي في صحبة ابن عثيمين في سيارة واحدة؟؟
اشترينا له كتاب منهاج السنة وكتاب درء تعارض العقل والنقل..
فتعجب من كبر حجمهما فقال له الشيخ :
إن قرأتهما قراءة بحث وطلب للحق فسوف تجد بغيتك إن شاء الله
أما إن قرأته لتنقده ولتبحث عن زلاته فلن تستفيد منه شيئا..
فقبل الرافضي رأس الشيخ وشكره..
وقال : هذا رقم هاتفي ولعلكم تتصلون علي بعد شهر أو شهرين فأعطيكم رأيي وما وصلت إليه فحفظت الرقم عندي وبعد مرور شهرين ..
ذكرت شيخنا به ..
فاتصلنا عليه ..
فردت علينا امرأة فرطنت بكلام لا نفقهه..!!
فقلت لها : نريد فلان .. وكررت اسمه ..
فما فهمت كلامي فأغلقت السماعة في وجهي !!
ولعل الله تعالى أن يكون هداه !!
..
..
..
..
..
** المصدر :
..
..
الحلقة الثانية والخمسون .... من سلسلة ( رحلتي إلى النور ) ،
للشيخ مازن الغامدي <مالك الرحبي> رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
..
..
..
** التعليق على القصة :
..
..
نستفيد من هذه القصة منهج واسلوب التعامل مع الشيعة شيئاً كثيراً ،
والذي طواه الدهر عن أعيننا .. !
ولا أظنَّ ساحات النت تحوي أعلم من علامة العقيدة والتوحيد الإمام العثيمين - رحمه الله - !؟
فلقد كانت هذه طريقته ، وهذا منهجه .. !
فياليتنا نعيْ .. ونغيّر .. !
ونجعله نبراساً نحذوا حذوه ... ونسير وفق منهجه .. !
فالهداية لا نملكها للناس .. !
وإنما هي بيد الله جلا وعلا .. !
ونحن بيدنا هداية الدلالة والإرشاد .. !
فكيف ندلّ ؟ وكيف ونرشد ؟
وما منهج الدلالة عندنا ؟ وما اسلوب الإرشاد ؟
هذا هو المهم .. ! وما على الرسول إلا البلاغ .. !