هذا العلامة الإمام الذي هرب من المد الشيوعي في بلاده، كتب عن مشاهداته في ايران والعراق، حي جال وساح في بلاد الرافضة، هذا العلامة موسى جار الله والذي توفي منذ نصف قرن، يقرنه كبار سادة الرافضة وآياتها مع الرعيل الأول من الصحابة والتابعين، فيشبعونه شتما وذما، وقد ألف كتابا إسمه "الوشيعة في نقض عقائد الشيعة" قام الرافضي الكذاب الزنديق عبد الحسن شرف بتأليف رد له أسماه ـقبح الله مسعاه ـ : "أجوبة مسائل موسى جار الله" قلب فيها الموازين بدرجة غريبة مستخفا بالعقول وبالافهام كما هي عادة الروافض الذين يستلهمون دينهم من الكذب والنفاق..
وقد وجدت مقدمة كتابه في شبكة راصد الإسلامية، عسى أن ينتفع بها أخوتي في هذه الساحة المباركة:ـ
العلامة موسـى جـار الله
(1295ـ 1369 هـ)
هذه سلسلة من البحوث كتبها مجموعة من المفكرين والباحثين عن عقيدة وحقيقة مذهب الشيعة من خلفيات متنوعة ومتعددة ، نهدف منها بيان أن عقائد الشيعة التي تنكرها ثابتة عند كل الباحثين ، ومقصد آخر هو هدم زعم الشيعة أن السلفيين أو الوهابيين هم فقط الذين يزعمون مخالفة الشيعة للإسلام .
والشيخ موسى جار الله هو شيخ مشايخ روسيا والذي قاوم الشيوعية المجرمة حين اجتاحت بلاد المسلمين ، ولما عجز عن ذلك هرب من بلاده فمر بإيران وكتب لنا تجربته عن العقيدة الشيعية ، في كتابه الوشيعة في نقض عقائد الشيعة ، ص 24 – 37 . الراصد
في بلاد الشيعة:
جُلت في بلاد الشيعة طولا وعرضاً سبعة أشهر وزيادة، وكنت أمكث في كل عواصمها أياماً أو أسابيع، وأزور معابدها ومشاهدها ومدارسها، وأحضر محافلها وحفلاتها في العزاء والمآتم، وكنت أحضر حلقات الدروس في البيوت والمساجد وصحونها، والمدارس وحجراتها، وكنت أستمع ولا أتكلم بكلمة، وكنت أجول في شوارع العواصم وأحيائها، ودروب القرى وأزقتها، لأرى الناس في حركاتهم وسكناتهم على أحوالهم العادية وأعمالهم اليومية.
وكنت طول هذه المدة أرى أموراً منكرة لا أعرفها، ثم أستفهمها ولا أجد جوابها، وأنكر شيء رأيته في بلاد الشيعة: أني لم أر طول هذه المدة في مسجد من مساجدها جماعة صلت صلاة الجمعة يوم الجمعة، إلا في "بوشهر" في رمضان، فقد حضرت في جامع، ورأيت طائفة من الناس صلت جمعة شيعية وخطب خطيبها خطبة شيعية.
ولم أزل أتعجب إلى اليوم: كيف أمكن أن أرى مذهبيا أو اجتهاد فرد أو رأى فقيه يرسخ متمكنا في قلوب أمة حتى تجمع على ترك نصوص الكتاب تركا كأنها تجتنب الحرام.. لم أر في يوم من أيام الجمعة في مسجد من المساجد أحداً من خلق الله، ساعة الجمعة. وكنت قد أرى في سائر الأيام أفرادا أو جماعة تصلي صلاة الظهر، وتجمع صلاة العصر في مسجد من المساجد.
وكنت بكربلاء المقدسة والنجف الأشرف مرات، وأقمت بالنجف أيام المحرم، حتى رأيت كل ما تأتي به الشيعة أيام العزاء، ولهم يوم العاشوراء في الصحن حول قبر الإمام أمير المؤمنين "على" أشواط وأدوار في ألعاب رياضية يسمونها "التطيير"، وصوابها لفظا ومعنى واشتقاقا وأصلا هو "التبيير": كنت أقول كلما أراها: {إن هؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون}.
وفي كل شوط من الدور كان يسقط واحد أو اثنان من المتبّرين مغشيا عليه، يحمله حملة على نعش مثل نعش الميت، فكأنه شهيد فدى الإمام الحسين بنفسه، وكل هذه التمثيلات والألعاب لو لم يكن فيها إغراء عداوة وبغضاء لكان فيها روعة، ولعجل الإمام القائم المنتظر الرجعة لو رأى فيها أثر صدق بين ملايين الشيعة.
وأول شيء سمعته، وأكره شيء أنكرته في بلاد الشيعة هو لعن الصديق والفاروق وأمهات المؤمنين: السيدة عائشة والسيدة حفصة، ولعن العصر الأول كافة في كل خطبة وفي كل حفلة ومجلس في البدء والنهاية، وفي ديابيج الكتب والرسائل، وفي أدعية الزيارات كلها، حتى في الأسقية، ما كان يسقي ساق إلا ويلعن، وما كان يشرب شارب إلا ويلعن.
وأول كل حركة وكل عمل هو الصلاة على محمد وآل محمد، واللعن على الصديق والفاروق وعثمان الذين غصبوا حق أهل البيت وظلموهم.
ولا أنكر على الشيعة في كتابي هذا إلا هذا الأمر المنكر،وهو عندهم أعرف معروف، يتلذذ به الخطيب، ويفرح عنده السامع، وترتاح إليه الجماعة، ولا ترى في مجلس أثر ارتياح إلا إذا أخذ الخطيب فيه، كأن الجماعة لا تسمع إلا إياه، أو لا تفهم غيره.
ولما وردت "طهران" زرت بعض كبار مجتهدي الشيعة، وكنت أحضر حفلات العزاء ومجالس الوعظ، وأسمع فيها بصراحة زائدة ما كنت أنكره شديد الإنكار، وكان فيها في تلك الأيام إمام مجتهدي الشيعة السيد "محسن الأمين الحسيني" العاملي ضيفا. وكان يؤم الجماعة في صلاتي المغرب والعشاء جمعًا، وكنت زرت حضرة السيد العاملي مرة بالكوفة، وجرى في تلك المرة بيننا كلام يسير. فزرته في جامع طهران مرة ثانية، وصلينا الصلاتين. ثم كتبت على ورقة صغيرة إنكاري هذا الأمر المنكر، وزدت فيها مسائل، وقدمتها بيد السيد "محسن الأمين العاملي" لمجتهدي طهران، وقلت:
1ـ أرى المساجد في بلاد الشيعة متروكة مهملة، وصلاة الجماعة فيها غير قائمة، والأوقات غير مرعية، والجمعة متروكة تماما. وأرى المشاهد والقبور عندكم معبودة، أما المقابر فهي في أكثر بلادكم طرق للناس ومعابر، تدوسها الأنعام والكلاب وكل عابر! ما أسباب كل هذه الأمور؟
2ـ لم أر فيكم: لا بين الأولاد، ولا بين الطلبة، ولا بين العلماء من يحفظ القرآن، ولا من يقيم تلاوته، ولا من يجيد قراءته.
3ـ أرى القرآن عندكم مهجوراً.
ما سبب سقوط البلاد إلى هذا الدرك الأسفل من الهجر والإهمال؟
أليس عليكم أن تهتموا بإقامة القرآن الكريم في مكاتبكم ومدارسكم ومساجدكم؟
4ـ أرى ابتذال النساء وحرمات الإسلام في شوارع مدنكم بلغ حداً لا يمكن أن يراه الإنسان في غير بلادكم.
كتبت في الورقة هذه المسائل الأربع، في (26/8/1934) بطهران، وسلمتها للسيد "محسن الأمين العاملي". ثم لم أر حضرة السيد. وسمعت خطيبا في حفلة أتى بكلمات دلت على أن تلك الورقة تداولتها الأيدي.
بين كتب الشيعة:
عنينا عصوراً في عوالم جمة فلم نلق إلا عالماً متلاعنــا.
فإن فاتهم طعن الرماح، فمحفل ترى فيه مطعوناً عليه وطاعنا.
هنيئا لطفل أزمع السير عنهم فودع من قبل التعارف ظاعنا.
هذه حال الشيعة في نسبتها إلى الأمة، والتشيع على شكله الذي نراه اليوم في بلاد الشيعة، وكنا نراه من قبل، لم يكن في العصر الأول وعهد الخلافة الراشدة. والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، قد ألف الله بين قلوبهم، وكان كل يحب أهل البيت، ويحترم بيت النبوة، ولم يحدث التشيع والخروج إلا زمن عليّ، بدهاء معاوية وفساد الأموية، حدث من عداوة جاهلية بين أفراد أو بين بيوت. ولم يكن من الدين ولا من الإسلام في شيء. لو كان لعليّ سيرة النبي وسياسة الشيخين لما كان للتشيع من إمكان.
وميل الشيعة زمن الأموية إلى أهل البيت لم يكن عاطفة دينية. وإنما هو رغبة وأمل في ما كانوا ينتظرونه على أيدي أهل البيت، من الحكم بالعدل، ومن الاستقامة في السيرة، فكان تشيع عداوة لبني أمية وبني العباس. ولم يكن البكاء على الشهداء إلا احتيالا إلى لعن من هو يعاديه، أو مكراً ودهاء وتقية.
ودين الأمة كان أرفع من كل ذلك. ومحبة الأمة لأهل البيت كانت صادقة، لا يلعب بها غرض سياسي. ودعوى الشيعة مثل دعوى الكوفة: أولها كتب نفاق وخداع، عقباها خذلان. ثم نتيجتها إسلام المعصوم إلى أيدي أعدائه.
قد وقع في تاريخ الإسلام أمران مران، كل واحد منهما أمرّ من الآخر، لا ندري أيهما أفجع وأشد وقعا وأذهب بالدين والشرف:
1ـ قتل الإمام المحرّم عثمان في الحرم النبوي، وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرسالة المحمدية، ورئيس الأمة في الدولة الإسلامية، رابع الأمة في إقامة الدين، وثاني الأمة في المصاحف وفتوحات المؤمنين.
وأهل الثورة فئة حقيرة بطرت معيشتها فبغت وثارت بغياً وتمرداً.
وقوة الدولة هم الأنصار والمهاجرون، وعليّ على رأسهم بالمدينة، وكليمة همس من عليّ، أو إشارة لمح من صاحب ذي الفقار، تكفي في طرد الفئة الثائرة من أرض الدولة، وتكفي الإسلام الخزي والسوء بأيدي أعدائه.
أهين الإسلام، وأهينت كل حرماته بأيدي فئة باغية حقيرة، وقوة الدولة (هم الأنصار والمهاجرون) بالمدينة.
لم أجد في هذا الأمر عذرا لأحد. كلا. لا وزر ينجي من عزمات اللوم من حضر.
2ـ الثاني من الأمرين: قتل الحسين وكل من معه من أهل بيت النبوة، بقساوة فاحشة ووحشية متناهية:
تدعوه شيعة أهل البيت بآلاف من الكتب والرسائل، وعدد كثير من الوفود دعوة نفاق وخداع، ثم تسلمه لأعداء أهل البيت: إسلام خذل يخزي كل جبان، ولو كان في نهاية الضعف، ويقتله وكل من معه، ويمثل به مثلات بكل إهانة جيش الدول الإسلامية ابتغاء مرضاة مسرف مفسد ماجن.
أنا لا أكفر يزيد، لأن عمله أشنع وأفحش من كل كفر. ولا ألعنه، لأن إسلام الشيعة للحسين بعد أن دعوه، وإطاعة الجيش وقائديه أمر يزيد، ابتغاء لمرضاته أشنع وأفحش من أمر يزيد أضعاف مضاعفة، ودعوى الاضطرار في القاتل، واستحلال الفرار، وخذل الشيعة الذين دعوه له، باطلة بطلانا فقهيا وواقعيا. إذ لا اضطرار في الدم المعصوم، والذي قتل الحسين قتله بالاختيار، ابتغاء لمرضاة يزيد.
يتبع..