رسالة تثبيت لأخت شيعية مهتدية
إلى الزهرة البريئة التي استعصت على نداء ( إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثرهم مقتدون ) ..
والتي كافحت ( بل وجدنا آبائنا كذلك يفعلون ) ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا ألو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) .
زهرة بريئة أطلقت قيد القلب ، وشرعت ستائر العقل ، وفتحت نوافذ الإيمان الجميل ... وأنشدت:
تالله مـا الإيمان يهـزم بـالأذى أبـدا وفي التاريـخ بـرُّ يمينـي
ضعْ في يدي القيد ألهـب أضلعي بالسوط ضع عنقي على السكينِ
لن تستطيع حصار فكري ساعـة أو رد إيمـاني ونــور يقينـي
فالنور فـي قلبي وقلبي في يدي ربـي ، وربـي حافظي ومعيني
مؤمنة... ، حفيدة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ... ، بنت حمزة وجعفر ، أخت خديجة وعائشة وفاطمة الزهراء ، رضي الله عنهن أجمعين.
يا بنت هذا التاريخ الإسلامي ، الذي يمور بالتضحيات ، ويموج بالصبر والإخلاص ...
أختي .. ها هي الحروف تصطف لهذه الشجاعة ، وهذا الصدق مع الله في اختيار طريق الحق الذي لا مراء فيه ... ، أشهد الله أنها شجاعة ، وأنه صمود..
خليلـي لا أنتـم ولا أنـا منكـمُ إذا علـم مـن آل ليلـى بـدا ليـا
اخترتِ طريق السنة النبوية الواضحة البينة التي لا يداخلها قول مدعي أو أهواء البشر ...
اخترتِ : قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، حين اختار غيرك البكاء مع المواويل والأساطير الملفقة التي يستجدون بها الدمعة ...
ماض وأعرف ما دربي وما هدفي والموت يرقص لي فـي كل منعطفِ
ومـا أبـالـي بـه حتـى أحاذره فخشية المـوت عنـدي أبرد الطرف
ولا أبالـي بـأشـواكٍ ولا محـنٍ على طريقي وبي عزمي ولي شغفي
اخترت حب الصحابة جميعاً والاستغفار لهم جميعا ، والترضي عليهم جميعا ، أما قال الله : { رضي الله عنهم ورضوا عنه } أما قال الله: { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم }
أختي في الله ... أشد البلاء بلاء الأنبياء ، فالأمثل فالأمثل ، والله إذا أحب عبدا ابتلاه ، ولكنه ابتلاء النار التي يصفو بها الذهب ويشمخ بعدها الإيمان ، ويتناثر النور من جبين الصادقين ..
خليلي قطـاع الفيافـي إلى الحمى كثـير ولكـن الوصـول قليـل
وجـوه عليهـا للقبـول علامـة وليس على كل الوجـوه قبـولُ
نعم أختي الكريمة ، تعانين ممن حولك ، وأنت ترين بُعدهم عن الحق ورفضهم له ... ، لكنني أبشرك ...لست وحدك ، بل فوقك رب رحيم مطلع ودود ...
ولك أخوات يعانين الذين تعانينه ، بل أشد ...
ولك أخوات وأخوة من أهل السنة يدعون لكم جميعا بالصبر والثبات والفرج ...
وباقة الوصايا ممن يحبك:
التقوى خير ركن يأوي إليه الإنسان في الشدائد : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ): ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) ، ( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا )
الدعاء لنفسك ولأهلك بالهداية ، فوالله لا شيء أحب للمؤمن من هداية أخوة له ضلوا عن الطريق ...
أعلمُ أن عي************ تترقرق بالدموع حين تطوفين بقول إبراهيم عليه السلام لوالده : { يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا } { يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا } ...
أعلم ذلك كله أيتها الزهرة البرية لكنني أعلم أكثر أن الرفق ما وضع في شيء إلى زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ، كما أخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... ، فترفقي بهم ... وأحسني لهم الكلام ... وأليني الخطاب ... فلقد قال الله سبحانه وتعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } وقال سبحانه: { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } .
أختي الكريمة : هذا طريق مشى فيه الكثيرون ... أدمت أحجاره أقدامهم ... لكنهم صبروا وما بدلوا تبديلا ، حتى لقوا الله سبحانه وتعالى وهم على ذلك ... فلا تخافي ولا تحزني
ما رد القلب واللسان إذا ما هيج هزَّ الفضاء عزفاً وزأراً
يحمل الحقَّ مشعلا بين عينيه فإن يحترق فقد مات حراً
وها هي نوار الاهتداء تشع يوماً بعد يوم في صفوف الأخوات الشيعيات، هداية تسير على قدم وساق ، فلست وحدكِ في الطريق ... فمثلك كثيرات رفع الله عنكِ وعنهن ما تجدنه من حزن وابتلاء ... وما كان الله ليضيع إيمانكم ...
أكثري من دعاء الله .. والخضوع له .. والانطراح بين يديه .. فهو القاهر فوق عباده ، فنحن سِرنا والغاية الله ..
فلـم أجـد غير درب الله درب هـدىً وغيـر ينبوعهـا نبعـاً لمغتـرفِ
والناس تصرخ: أحجم!، والوغى نشبتْ والله يهتف بـي : أقـدم ولا تخـفِ
ماضٍ فلو كنتُ وحدي والدنا صرخـتْ بي : قِفْ؛ لسرتُ فلم أبطئ ولم أقِفِ!
ختاما : أقولها بملئ فمي واحمرار وجنتي خجلا منكِ يا بنت النور والعزة : كم أنا فخورة بكِ يا حفيدة الشهداء
... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أختك في الله
نقلا عن :
موقع البرهان
http://www.albrhan.com/arabic/mqal/rsala0001.htm
19-05-02, 12:03 AM
العرض العادي
