عضو هيئة علماء المسلمين الشيخ عبدالكريم المختار في قبضة الروافض....
احد المعتقلين في سجون وزارة الداخلية العراقية
أخبرنا ضابط عراقي بأن لديه تعليمات عليا تسمح بقتل 3% من المعتقلين
شبكة البصرة
حاوره : أمجد العبسي - السبيل 22/11/2005
عضو هيئة علماء المسلمين الشيخ عبدالكريم المختار اعتقل مرتين، مرة من قبل الاحتلال الأمريكي ومرة من قبل وزارة الداخلية العراقية بتهمة المقاومة التي لا يعترف بها أبناء أمريكا ويطلقون عليها وصف «الارهاب».
في شهادته يسلط الضوء على جانب بسيط من الأهوال التي يتعرض لها أهل العراق على يد حكومة الجعفري ووزير داخليتها باقر صولاغ، خاصة بعد فضيحة سجن الجادرية المدوية والتي قبض فيها على الحكومة العراقية بالجرم المشهود.
سؤال : اعتقلت على يد من في الحكومة العراقية؟
- اعتقلت على يدي لواء الكرار «نسبة الى سيدنا علي رضي الله عنه» التابع للواء المغاوير في وزارة الداخلية.
سؤال : اسم اللواء منسوب الى سيدنا علي!
- نعم، للتشويه، فسيدنا علي لم يظلم وكان يخاف ان يظلم احداً.
سؤال : كيف اعتقلوك؟
- داهمت قوة كبيرة بالمئات مسجد عمر المختار الذي انا امامه، وكان ذلك بعد صلاة المغرب مباشرة، ودخلوا على المصلين باحذيتهم واخذوا يسبون الذات الالهية وضربوا كثيراً من المصلين الذين منهم رجال كبار واطلقوا مئات الطلقات في المسجد التي تركت آثارها الى الآن، ثم داهموا بيتي وسرقوا الكثير من مدخراتي.
واتذكر ان احد المصلين طلب منهم ان يكفوا ايديهم عن رجل كبير في السن وكان عقابه ان اعتقل وعذب حتى سلخ جلده.
سؤال : كم استمر التفتيش؟
- ساعتين تقريباً.
سؤال : يعني ان وقت صلاة العشاء قد حان أثناء ذلك؟
- نعم، ولم يسمحوا لنا بأن نقيم الصلاة في المسجد لأن الأذان لم يرفع اساساً.
سؤال : وبعد ذلك؟
- حملوني في سيارة «بك أب» وصعدوا علينا واخذوا يرددون هتافات طائفية تثير فتنة، ووضعوني تحت اقدامهم وانهالوا عليّ بالضرب الى أن وصلنا.
سؤال : متى كان ذلك؟
- في تاريخ 10/5/.2005
سؤال : الى أين وصلت وماذا حدث؟
- وصلنا الى سجن الأمن العام وادخلونا في غرفة ضيقة جداً ورأينا اجساداً تكدست على اجساد والرجل لا يستطيع ان ينام الا ان ينقلب على اخيه، وكنا نقف يوماً كاملاً وننهار بسب الارهاق، حيث كان هناك اكثر من (150) شخصاً.
سؤال : كم مساحة الغرفة؟
- مساحتها تقريباً 4م * 5م.
سؤال : كيف يحشر 150 شخصاً في غرفة كهذه؟
- نعم، لقد كنا كمعلبات السمك.
سؤال : الفئات العمرية التي وجدتها؟
- تجد الشاب الصغير (16) عاماً والشّياب الذين بلغوا الثمانين.
سؤال : متى بدأ التعذيب؟
- بدأ التعذيب من اول ليلة حيث دخلوا علينا وبدأوا بضربنا بالكيبل، وفي ذلك الوقت نحمد الله عز وجل ان منعنا من الفتنة الشديدة، التي لم نسمع بها حتى في محاكم التفتيش.
سؤال : هل يوجد مرافق؟
- لا يوجد مرافق، ولم نخرج الى المرافق الا بعد يومين، واذا سمحوا لك بالخروج للمرافق يسمحوا لك بدقيقتين، وهناك المريض وكبير السن الذي لا يستطيع ان يقضي حاجته في هذا الوقت الضيق، وكنا أحيانا كثيرة ندفع على النجاسة في حال تجاوزنا هذه المدة.
واتذكر في تلك الليلة وما ان طلعت الشمس حتى توفي شاب في العشرينيات من عمره تحت وطأة التعذيب.
سؤال : لماذا، وكيف؟
- ضرب على كليته وخصيتيه بقضبان حديدية حتى نزف من كل انحاء جسمه.
سؤال : ماذا كانت تهمته؟
في الحقيقة أنهم قبضوا عليه وهو في مكتبة يستنسخ فيها كتبه الجامعية كما عرفنا منه في نزعه الأخير واتهم بأنه ارهابي.
سؤال : ماذا فعلوا به، هل بقيت الجثة بينكم؟
- لا، اخذوها والقوها في المزبلة التي امام الغرفة، وحاولت ان ارفع العصبة التي على عيني حتى اراه فرأيت شاباً وسيماً مضيئاً.
سؤال : كم بقي هكذا؟
- بقي لساعات طويلة وهو امامهم حتى جاءت السيارة واخذته.
سؤال : هل كان هناك ضحايا آخرون؟
- نعم، اذكر انهم نادوا على شخص قالوا بأنه المقدم الطيار الركن الذي ضرب جزيرة خرج الايرانية، واتذكر ان شاباً آخر توفي اختناقاً حيث كان مصاباً بالربو، لقد كان يقول الضابط ان لدينا تعليمات عليا تسمح لنا بقتل 3% من المعتقلين.
سؤال : هكذا بهذه الصفة؟
نعم.
سؤال : هل صحيح ان هناك ضباطا غير عراقيين يشرفون على التعذيب في السجون؟
- نعم، سمعت ضابطاً يتكلم مع ضابط باللكنة الفارسية، واتذكر ان ضابطاً قال بلكنة عربية غير فصيحة «هل هازا (هذا) الذي ضرب ايران».
سؤال : هل تذكر لنا اسماء هذه السجون؟
- نعم، هناك الطابق الخامس في وزارة الداخلية ويشرف عليه طاهر الهنداوي وهو ايراني الجنسية وبناية الأمن العام القديمة وسجن النسور وهو مقر قيادة مغاوير الداخلية وفي الجادرية هناك بيوت وقصور ومزارع تستخدم للتعذيب وهناك فنادق وبيوت، يا اخي يتفننون في البحث عن اماكن.
سؤال : ما السجون التي اعتقلت فيها؟
- اعتقلت في البداية في سجن الأمن العام ومن ثم نقلوني الى سجن النسور.
سؤال : ما هي اشكال التغذيب التي تعرضت لها ورأيتها؟
- تعرضت للركل والشبح والصعق بالكهرباء وانا مبلل بالماء لاكثر من مرة، حتى اني فقدت الذاكرة وتوقف قلبي لمدة لاني وضعت في قلبي اربع شبكات. وتعرضت كذلك للتعليق بالسقف والكي بالمكواه.
سؤال : هل صحيح ان هناك تقطيعاً للاوصال؟
- نعم، رأيت في سجن الأمن العام شاباً ربما لم يبلغ 16 عاماً خرج من دبره شيئا من امعائه ودم كثير.
سؤال : هل كان يتحرك؟
- لا، كان ساكناً وربما كان ميتاً.
سؤال : وماذا بعد، ماذا رأيت؟
- رأيت اناس اصيبوا بالشلل نتيجة الضرب ورأيت اناس ينزفون من كل مكان.
سؤال : وبماذا اتهموك؟
- نادوني واتهموني بقيادة مجموعات ارهابية.
سؤال : هل اشرف ضباط ذوو رتب عالية على عمليات التعذيب؟
- نعم، اتذكر انهم كانوا يقولون جاء اللواء فلان وجاء العقيد فلان وجاء المقدم فلان.
سؤال : هذا يعني ان هذا العمل كان منظما؟
- نعم، كان منظما وكان يعلم به الكبير والصغير.
سؤال : هل اصبت بعاهات؟
- لا، ولكني اعاني حتى الآن من نزف في الأمعاء.
سؤال : كيف كانوا يتهمون المعتقلين؟
- اذكر ان شاباً اثناء التحقيق طلبوا منه ان يقول، فقال ماذا اقول؟ قالوا: قل أي شيء. فقال: انا ما عندي شيء، فقالوا: قل انني قتلت ابرياء واغتصبت فتاة وسرقت مال وقتلت حرس وبعد ذلك ضربت امريكان، فحين رفض بدأوا ينهالون عليه بالضرب الشديد وهكذا.
سؤال : هناك مناطق تتكرر فيها عملية الاعتقال وخاصة في بغداد، هل هناك اهداف مبيتة اتجاه تلك المناطق؟
- الهجمة الطائفية التي تقوم فيها ميليشا بدر تستهدف المناطق السنية داخل بغداد وما حولها، فقد بدأت بدر في مدينة المدائن «شرق بغداد» حيث اعتقل في يوم واحد اكثر من 950 شاباً وانتقلت بعد ذلك الى اللطيفية «جنوب بغداد» والمحمودية واليوسفية والغزالية والعامرية والدورة والسيدية والاسكندرية وغيرها.
وانا في رأيي ان الهدف من هذه الفتنة هو فصل صلة القرابة بين فئات الشعب العراقي، فأنا مثلاً من عشيرة «عنيزة» وهي عشيرة كبيرة فيها السني والشيعي وهذه المناطق مختلطة وفيها ايضاً عشائر مختلطة من السنة والشيعة، وهم بتلك الاعمال يعملون على تفكيك عرى هذا النسيج، والا بماذا تفسرون ما جرى في مدينة المدائن التي عاشت لقرون وهي بحالها المختلط؟ اعتقد ان هناك فكراً حاقداً على العروبة التي التصقت بالاسلام.
سؤال : كم قضيت في الاعتقال وكيف أفرج عنك؟
- افرج عني بعد 16 يوماً من الاعتقال، وذلك بسبب الضغط الهائل الذي واجهته الحكومة من قبل فئات كثيرة من الشعب العراقي، التي منها هيئة علماء المسلمين التي انتمي اليها والحزب الاسلامي وديوان الوقف السني وحتى بعض الاطراف الشيعية والمسيحية.
شبكة البصرة
الاربعاء 21 شوال 1426 / 23 تشرين الثاني 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
25-11-05, 03:25 AM
العرض العادي
