[align=center]
محمد بن عبد الرحيم الباجُرْبَقيّ
قال الإمام الذهبي: ((الباجُرْ بَقيّ ، الشيخ الضّال الزنديق محمد بن المفتي الكبير جمال الدين عبد الرحيم بن عمر الباجُرْبَقيّ الجزري الشافعي.
تحوّل جمال الدين بعد الثمانين بولديه محمد وأحمد المدرس إلى دمشق ، فسمعوا من ابن البخاري ، وجلس للإفادة والإفتاء ، ودرّس ، ومات وقد شاخ بعد السبعمئة ؛ فتمشيخ محمد وحصل له حال وكشف ما ؟ وانقطع ، فصحبه جماعة من الرّذالة ، وهوّن لهم أمر الشرائع ، وأراهم بوارق شيطانية ، وكان له قوة تأثير ، فقصده أناس فضلاء للسلوك ، فرأوا منه بلايا منافية للشرع ، فشهدوا عليه بما يبيح الدّم ، منهم شيخنا الإمام مجد الدين التونسي ، وخطيب الزنجلية ، ومحي الدين ابن القادعي ، والشيخ أبو بكر بن شرف.
وجُنَّ أبو بكر هذا أيّاماً ، ثم عقل ، وحُكِيَ عنه التهاون بالصلوات ، وذكر نبينا باسمه من غير تعظيم ولا صلاة عليه ، حتى يقول السامع : ومن محمد هذا ؟ فحكم القاضي جمال الدين الزواوي بإراقة دمه ، بشهادة عدد، اعتمد منهم على ستة ، فاختفى ، ثمّ سحب إلى العراق ، وسعى أخوه فجأة تجاه بَيْبَرْس من العلائي إلى القاضي الحنبلي ، فشهد نحو عشرين بأن الستة بينهم وبين الشيخ عداوة ، فعصم الحنبلي دمه ، فغضب المالكي ، وجدد الحكم بقتله ، وبعد مدّة جاء من المشرق فنزل بالقابون متخفّياً إلى أن مات في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبعمئة ، وله ستّون سنة ، وكان أصحابه يقصدون قبره يوم الجمعة و يتركون صلاة الجمعة.
قال البرزالي: وفي ذي القعدة سنة تسع وسبعمئة حكم القاضي المالكي بقتل ابن الباجُرْبَقِي وإن تاب ، وكان شُهد عليه بأمور لا تصدر من مسلم ، من الاستخفاف بالدين ، و الكلام في الله وفي رسله ، ونحو ذلك .
حدثني قاضي القضاة أبو الحسن السبكي أنه اجتمع بمصر بابن الباجُربقي ، فذكر أنه قال له محي الدين ابن عربي أنه غضبان على أصحابه ، قال : فأنكرت هذا وقلت: لعل هذا في النوم ، فما أعجبه هذا مني.
وحدّثني فقيه أن ابن الباجربقي قال: إنّ الرسل طوّلت على الأمم الطرق إلى الله ، و داروا بهم . يشير إلى أن الفرائض والعبادات حجاب عن الله.
قلت: هذه الطائفة الخبيثة يخبّون في الأنجاس لو أظهروا زندقتهم لقتلوا)).
(سير أعلام النبلاء: 17 ـ 476). دار الفكر
==============
منقول من موقع الصوفية
==============
أبو عثمان
[/align]