أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري
للشيخ عبدالعزيز محمد ولي
بمعرفتنا لبداية التشيع والرفض لابد أن نعلم أنه لم يكن المتشيعون بنفس الدرجة في كل عصر وبالتالي يختلف مدى قبول روايتهم فهناك فئة متشيعة ولكن بدون غلو فيه بمعنى أن تشيعهم لايتجاوز تقديمهم عليا على عثمان رضي الله عنهما اما الشيخان من قبلهما رضي الله عنهما فإنهما مفضلين على غيرهما وهذا كان أول عهد التشيع فقد قيل لشريك بن عبدالله القاضي أنت من شيعة علي وأنت تفضل أبا بكر وعمر فقال : كل شيعة علي على هذا , هو يقول على أعواد هذا المنبر : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر , أفكنا نكذبه والله ماكان كاذباً
اما الغالي في زمانهم فكان هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا وتعرض لسبهم
ولكن هذا الغلو في زمانهم هو أمر هين في زمان من بعدهم فهناك غلو أعظم منه يتمثل في تقديم علي على الشيخين رضي الله عنهما ومع ذلك فإنهم يعتبرون خلافتهما وهم اتباع زيد بن زين العابدين وهؤلاء يعتبرون أقرب فرق الشيعة الى أهل السنة والجماعة إن لم يتجاوزوا هذا القول
ثم جاء غلو أعظم منه وبدعة أكبر وهو المتمثل في الرفض الكامل وهم الذين يحطون من قدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء الى ذلك فهؤلاء لايحتج بهم ولا كرامة
وقد فصل الذهبي الكلام عن روايات الروافض فقال : قد اختلف الناس في رواية الرافضة على ثلاثة اقوال
احدها : المنع مطلقاً
الثاني : الترخيص مطلقاً الا فيمن يكذب ويضع
الثالث : التفصيل , فتقبل رواية الشيعي الصدوق العارف بما يحدث وترد رواية الرافضي الداعية ولو كان صدوقا
قال أشهب : سئل مالك عن الرافضة فقال : لاتكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون
وقال حرملة : سمعت الشافعي يقول : لم أر أشهد بالزور من الرافضة
وقال مؤمل بن اهاب : سمعت يزيد بن هارون يقول : يكتب عن كل صاحب بدعة اذا لم يكن داعية الا الرافضة فإنهم يكذبون
وقال محمد بن سعيد الاصبهاني : سمعت شريكا يقول احمل العلم عن كل من لقيت الا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا
الرواة والأخباريون الغالون في التشيع :
درج الباحثون في علم تأريخ التاريخ الى تقسيم نقلة الأخبار الى رواة واخباريين ومؤرخين
فالراوي : هو ناقل الخبر باسناده سواء كان عنده علم او ليس له الا مجرد الرواية
اما الاخباري : فهو الذي يروي الحكايات والقصص والنوادر او هو الذي استوعب الروايات لكل خبر وحافظ على اتصالها من رواتها وجمعها في مصنفات تتناول حدثا من الحوادث التاريخية
واما المؤرخ فهو الذي تناول الاحداث التاريخية بحسب تسلسلها الزمني مستفيدا من المصنفات التي تناولت تلك الاحداث وقد يختار ويميز وينقد الروايات التي ينقلها .
اهم الرواة الغالون في التشيع حسب ترتيبهم الزمني :
حبة العرني :
هو ابو قدامة حبة بن حوين بن علي بن عبد نهم بن مالك بن غانم بن هوازن ابن عرينة العرني البجلي من اهل الكوفة .
تشيعه واقوال العلماء فيه :
كان حبة العرني من شيعة علي وشهد معه المشاهد كلها
قال البخاري يذكر عنه سوء مذهبه
قال ابن حبان كان غاليا في التشيع
وقال الذهبي : من غلاة الشيعة
قال ابن حجر كان غاليا في التشيع
وقال يحيى بن معين الشعبي ورشيد الهجري وحبة العرني والاصبغ بن نباته ليس يساوون كلهم شيئا
وقال ابن سعد في طبقاته ضعيف
وقال يحيى : لايكتب حديثه وليس بثقة
وقال النسائي : ليس بالقوي
وقال الجوزجاني : غير ثقة
وضعفه الساجي
وذكره ابن حبان في الثقات ثم ضعفه وفي المجروحين ثم قال واهي الحديث
وقال ابن الجوزي : حبة لايساوي حبة فإنه كذاب
وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء
اما عالم الشيعة المامقاني فقال عنه : حسن
ومن الاخبار التي رواها عن علي قوله : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واسلمت يوم الثلاثاء
وايضا روى عن علي قال : ما اعلم احدا من هذه الامة بعد نبيها عبد الله قبلي لقد عبدته قبل أن يعبده احد منهم خمس سنين او سبع سنين
رواياته في التاريخ
وردت عنه رواية واحدة عند الطبري وهو يذكر فيها انطلاقة مع ابن مسعود الى المدائن ولقاءهما بحذيفة
وفي تاريخ الاسلام للذهبي في العصر الراشدي له روايتان الاولى في وصف عمر بن الخطاب لاهل الكوفة وبعثه لعبدالله بن مسعود اليهم والثانية حديث يرويه عن علي رضي الله عنه مرفوعا عن عثمان رضي الله عنه
انتهى
وبعده إن شاء الله يأتي ذكر الراوي اسماعيل السدي
28-07-05, 07:10 PM
العرض العادي
