العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-05, 08:00 AM   رقم المشاركة : 1
مساعد الخالد
عضو





مساعد الخالد غير متصل

مساعد الخالد is on a distinguished road


الخيرات الجمّة في علو الهمة

الخيرات الجمّة في علو الهمة

الحمد لله الرّب العظيم، الجواد الوهاب المعطي الكريم، الغفور الرحيم، العزيز العليم، الواحدالأحد، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفواً أحد، الذي إذا ارداد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، فسبحان من أمره بين الكاف والنون.



والصلاة والسلام على صَفِيِّهِ، وعبده ونبيه ، محمد بين عبد الله المطلبي الهاشمي القرشي العدناني ، أزكىَ الناس نسباً، وأطهرهم عِرقاً وحّسباً ، الأمِيِّ الذي تَفَوَّقَ على كل ذكيٍّ، ودانت له العلماء والفلاسفة والمناطقة وكل من كتبا ، فهل رأى الناس أو سمعوا مثل هذا عجبا!!


أما بعد:

فهذا كتاب لَخًّصتُ فيه كُتُبا ،وأودعت فيه من الجواهِر يواقيتا ودرراً وذهبا ، فقطفت من حدائق العلم أجمل الأزهار ، التي تسحر العقول والأبصار ، فإذا طالعها النَّاظِر تَحَيَّر ،ماذا يَدَعُ أو يَتَخيََر.

لا يخفى عليك أخي الكريم

أن العمر ساعات ، بل لحظات ..وما فات فات ، فهيهات يرجع هيهات ، فما تدري غداً أانت من الأحياء أم من الأموات ، فاعمل ما شئت فلا بد أن يُقال عنك يوماً : فلان مات .....

فسابق الأجل ، وحي على خير العمل . ففي هذا الكتاب ما يعين ويوقظ همتك الضعيفة ، ويجعلك تُسابق إلي الأعمال الشريفة...
فاقرأهُ بِتَمَعُّن ، واجعله زادك الذي تتغذى به وتَسمُن....وهكذا كلما ضعفت وفترت عندك الهمَّة ، فانظر فيه ..ففيه الخيرات الجمّة ، من الآيات والأحاديث وأقوال وأفعال كبار الأئَمِة.... والأشعار النادرة ، والأمثال السائرة.



ما هي الهمة؟
الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول.

وعلو الهمة : هواستصغار مادون النهاية من معالي الأمور وقيل: خروج النفس إلي غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل.

والهم: هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يُفعل،من خير وشر.

قال ابن قيم الجوزية عليه رحمات رب البرية في " مدارج السالكين 3/3":

الهمة فِعلَة من الهم، وهو مبدأ الإرادة ، ولكن خصُّوها بنهاية الإرداة ، فالهم مبدؤها ، والهمة نهايتها .

وقال" 3/171":
علو الهمة أن لا تقف دون الله " أي النفس" ولا تتعوض بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلا من ، ولا تبيع حظها من الله ، والأنس به ، والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية ، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بساقطهم ، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم ، فإن الهمة كلما علت بعدت من وصول الآفات إليها ، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان ، فإن الآفات قواطع وجواذب،وهي لا تعلو إلي المكان العالي فتجتذب منه ، وإنما تجتذب من المكان السافل ، فعلو همة المرء عنوان فلاحه ، وسفول همته عنوان حرمانه . إ هـ .

الهمة مولودة مع الآدمي

قال ابن الجوزي رحمه الله في " لفتة الكبد إلي نصيحة الولد":
وما تقف همة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون ، وقد عرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي ، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزاً فسلِ المُنعمَ ، أو كسلاً فَسَلِ المُوَفِقَ ، فلن تنال خيرا إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم يرى كل مراد؟ .. إ هـ .

الهمة محلها القلب

الهمة عمل قلبي والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه ، وكما أن الطائر يطير بجناحيه ، كذلك يطسر المرء بهمته ، فتحلق به إلي أعلى الآفاق ، طليقة من القيود التي تكبل الأجساد.

قال ابن قتيبة في " عيون الأخبار 3/231" :
ذو الهمة إن حُطَّ فنفسه تأبىَ لإلا عُلوّا ، كالشعلة من النار يُصَوِّبُها صاجبها وتأبى إلا ارتفاعا. إ هـ.


همة المؤمن أبلغ من عمله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنما الأعمال بالنيات" متفق عليه

وقال عليه أفل الصلاة والسلام :"من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة" رواه البخاري

وقال عليه الصلاة والسلام:"من سأل الله الشهادة بصدق، بَلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم فيمن حرص على الخروج معه في تبوك ولم يُقدر له :" إن بالمدينة لرجلا ما سرتم مسيرا ، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ، حبسهم العذر" متفق عليه

ولذلك سبقوا الركب بعلو همتهم وإن لم يفعلوا ولكنهم صدقوا الله ما عاهدوا عليه ، فَنَّوَلهم ما أرادوا.

ولذلك يقول ابن قيم الجوزية:
اعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلي الله بقلبه وهمته لا ببدنه ، والتقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح.

وقال:فالكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة ، وعلو الهمة،وتجريد القصد ، وصحة النية ، مع العمل القليل أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير، والسفر الشاق.

وقال: والتقدم والسبق إلي الله سبحانه إنما هو بالهمم ، وصدق الرغبة والعزيمة ، فيتقدم صاحب الهمة مع سكونة صاحب العمل الكثير بمراحل، فإن ساواه في همته تقدم عليه بعمله، وهذا موضوع يحتاج إلي تفصيل يوافق فيه الإسلامُ والإحسانَ، فأكمل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وكان موفيا كل واحد منهما حقه ، فكان مع كماله وإرادته وأحواله مع الله يقوم حتى ترم قدماه ، ويصوم حتى يُقال لا يفطر، ويجاهد في سبيل الله ، ويخالط أصحابه ، ولا يحتجب عنهم ، ولا يترك شيئا من النوافل والأوراد لتلك الواردات التي تعجز من حملها قوى البشر. إهـ


همم أهل الدنيا

من الناس من يكون مطلبه التمتع بمتاع الحياة الدنيا

قيل لطرفة بن العبد : ما أطيب عيش الدنيا؟ فقال: مَطعَمٌ شَهِيٌّ، وَمَلبَسٌ دَفِيٌّ ، وَمَركَبٌ وَطِيٌّ.

والسبب الذي يجعل الكثير من الناس يطلبون الدنيا ويتنافسون عليها غلبة الجهل عليهم ، وفساد العلم وإن كان عندهم ،فيكون عالي الهمة فيهم مبلغه وغاية مراده الحصول على الدنيا بالملك أو الولاية أو المال لبلوغ المطعم الشهي والملبس الدفي والمركب الوطي أو للسمعة وحب الثناء وهذا مبلغهم لجهلهم ، ولا يلام به أهلل الجاهلية قبل الإسلام وإنما كل اللوم على من عرف الإسلام ودان به فكان ذلك أقصى غايته

وهؤلاء جميعا حالهم كحال امرئ القيس ، عندما أفاق من سكره وعبثه على زوال ملك أبيه ، فانقلب جادًّا طالبا إعادة هذا الملك:



فلو أن ما أسعى لأَِدنى مَعيشةٍ"="كَفاني ولم أطلب قليلا من المال
وَلَكِنَّما أسعى لمجد مُؤّثَّلٍ" ="وَقد يُدركُ المَجدَ المؤثل أمثالي

فطال طلبه للملك ، حتى قضى نحبه ولم يبلغه فيعتذر لنفسه قائلا:

بَكَى صاحبي لَمَّا رَأى الدَّربَ دُونهُ"="وأيقنَ أنَّا لاحقان بقَيصَرا
فَقُلتُ لا تَبكِ عينُكَ إنمَّا"="نحاولُ مُلكاً أو نموتَ فَنُعذرا

فضاعت حياته أولا في الشهوات ، وثانيا في طلب الملك، وانتهت حياته ولم يحصل مطلبه .

وقيل ليزيد بن المهلب:ألا تبني دارا؟ فقال: منزلي دار الإمارة أو الحبس.
وقال غَيرُه:






وعش مَلِكاً أو مُت كريماً، وإن تَمُت"="وَسَيفُكَ مَشهُورٌ بِكَفَّكَ تُعذَرُ



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقال له: ألم أجعل لك سمعاً ، وبصراً ،ومالاً ،وولَداً؟ وسخرتُ لك الأنعامَ والحَرثَ، وتَركتُكَ ترأسُ ، وتربَعُ؟ فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول:لا. فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني" رواه أحمد ومسلم

وقال عليه الصلاة والسلام:" إن الله يبغض كل جَعظَرِيًّ جَوَّاظٍ، سَخَّابٍ في الأسواق، جيفة بالليل ، حمار بالنهار ، عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة"
رواه البيهقي وابن حبان وصححه الأالباني
والجعظري: هو الفظ الغليظ المتكبر
والجوّاظ : هو البخيل الجموع المنوع
والسخّاب: هو كثير الضجيج والخصام

وقوله عليه الصلاة والسلام"جيفة بالليل حمار بالنهار " أي أنه يعمل كالحمار طوال النهار لِدُنياه، وينام طوال الليل كالجِيفة التي لا تتحرك.

وقبل ذلك كله قوله تعالى" فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يُرِد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم"

فهم يجتهدون في العلم بأمور الدنيا ، مع جهلهم بأشرف العلوم علوم الآخرة ، التي هي الشرف اللازم الذي لا يزول ، فجدير بمن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير أن يبغضه الله ويمقته.


تفاضل الناس بتفاوت هممهم:


قال الله تعالى:"إنَّ سعيكم لشتى"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو إلي امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه"

يقول المتنبي:





على قدر أهلِ العَزمِ تَأَتِي العَزائِمُ"="وتأتِي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وتَعظُمُ في عَينِ الصغيرِ صِغارُها"="وَتَصغُرُ في عينِ العَظيم العَظائِمُ


فمن الناس من ينشط للسهر في سماع سمر ، ولا يسهر في سماع خير الذكر ، ومنهم من يحفظ بعض القرآن الكريم ولا يتوق إلي التمام، ومنهم من يعرف قليلا من الفقه ، ومنهم من لا يخفى عليه من الفقه إلا القليل،ومنهم من يحفظ صحيح البخاري كلهن ومنهم من يحفظ الكتب الستة ، بل معظم كتب الحديث ، ومنهم من لا يقوم الليل إلا قليلا، ومنهم من يقوم الليل إلا قليلا
ومنهم من يطلب معالي الأمور، ولا يسعى إلي تحقيقها ، ويغتر بالأماني الكاذبة





وما نيل المطالب بالتَّمني"=" ولكن تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابا
وما استَعصَى على قومٍ مَنالٌ"="إذا الإقدام كانَ لَهُم رِكابا


وإذا علت الهمم جدَّت النفوس في تحصيل كل الفضائل، ونبت عن النقص،مستخدمة البدن
قال المتنبي:





إذا النفوس كنَّ كبارا"="تعبت في مرادِها الأَجسام

قال ابن قتيبة(عيون الأخبار1/367)،: اجتمع عبد الله بن عمر وعروة بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة ، فقال لهم مصعب : تمنّوا، فقالوا : إبدأ أنت. فقال: ولاية العراق ،وتزوج سُكينة ابنة الحسين ، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، فنال ذلك وأصدق كل واحدة خمسمائةَ ألف درهم وجهزها بمثلها ، وتمنى عروة بن الزبير الفقه ، وأن يحمل عنه الحديث ، فنال ذلك ، وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها ، وتمنى عبد الله بن عمر الجنة.
ولما تولى عمر بن عبد العزيز رحمه الله الخلافة خَيَّر امرأته فاطمة بين أن تقيم معه على أنه لا فراغ له إليها ، وبين أن تلحق بأهلها ، فبكت ، وبكى جواريها لبكائها ، فَسُمِعَت ضجة في داره ، ثم اختارت مقامها معه على كل حال وكانت رحمها الله تقول: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا احتلام منذ استُخلف.




لا تحسب المَجدَ تمراً أنت آكِلُه""لا تَبلُغ المَجدَ حتى تَلعَقَ الصبرا

فعالي الهمة يجود بالنفس والنَّفِيس لتحقيق ما يصبو إليه ،ويبتغيه ،لأن المكارم محفوفة بالمكارِهِ ، ولا يُعبَرُ إليها إلا على جسر من التعب ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"حُفّت الجنة بالمكارِهِ ، وَحُفَّتِ النارُ بالشهوات"
قال الشاعر:




بصرت بالراحةِ الكُبرى فلم أَرها"="تُنالُ إلاَّ على جِسرٍ من التَّعَبِ

وقال آخر:




فقل لِمُرَجِّي مَعالي الأُمور"="بغيرِ اجتهادٍ رَجَوتَ المُحالا



وقيل:



لولا المشقة ساد الناس كلهم"="الجود يُفقر والإقدام قتال


فمن طلب الراحة ، ترك الراحة قال يحي ين أبي كثير : لا يُنال العلم براحة البدن
يقول ابن قيم الجوزية ـ عليه رحمات رب البرية ـ: أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم ، وأن من آثَرَ الراحةَ فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال ، واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة ،فلا فرحة لمن لاهم له ، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له ،بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا. إهـ
وقَد قيل : بقدر ما تَتَغَنَّى تَنالُ ما تَتَمَنَّى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل
ألا إن سلعة الله غالية، إلا إن سلعة الله الجنة" رواه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي

قال معاوية رضي الله عنه:من طلب عظيما ، خاطر بعظيمته
وقال آخر:






ذريني أنل مالا يُنال من العلا"="فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة"="ولا بد دون الشهد من إبَرِ النَّحلِ

وقيل للربيع بن خُثَيم: لو أرحت نفسك؟ قال: راحتها أُريد.

فمن أرد سلعة الله الغالية لم يلتفت إلي لوم لائم، ومضى ولم يثنه شيء في السعي لها
قال تعالى(ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا)

قال بعضهم:






أعاذلتي على إتعاب نفسي"="وَرَعيي في الدُّجَى روضَ السهادِ
إذا شام الفتى برق المعالي"="فأهونُ فائتٍ طيب الرّقادِ


وقدر السلعة يعرف بقدر المنادي عليها وبقدر مشتريها،والثمن المبذول فيها،

فإذا كان المشتري عظيما، والمنادي جليلا، والثمن خطيرا ، كانت السلعة نفيسة

، قال الله عز وجل (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)

وهذا أجمل شيء نمق في هذا الباب







أيها اللائمُ دَعني لستُ أصغِي لِلملامِ"="إِنَّني أَطلُبُ مُلكاً نَيلُه صَعب المرامِ
في جِنانِ الخُلدِ والفِردوسِ في دار السَّلام"="وعروساً فاقَتِ الشمسَ مع بَدر التَّمام
طَرفُها يُشرق بالخَطِّ مَضِيًّا بالسِّهامِ"="وَلها صِدغٌ على خدٍّ كنونٍ تحت لام
أحَسَنُ الأترابِ قدًّا في اعتدال وقوام"="مَهرُها مَن قامَ ليلاً وهوَ يَبكي في الظَّلامِ

قيل للإمام أحمد رحمه الله: متى يجد العبد طعم الراحة؟ فقال عند أول قدم في الجنة.

وقد لا يتسنى للمريد إدراك بغيته ، وتحقيق غايته لأمور خارجة عن إرادته، فلا يحط ذلك من همته، بل يعزي نفسه أنه أدى ما عليه

قال بعضهم في هذا المعنى:






سأضرب في طول البلاد وعرضها"=" أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن تَلَفت نفسي فلله دَرُّها"="وإن سلمت كان الرجوع قريبا



وقال آخر:



ورَكب كأطراف الأسنة عَرَّسوا"="على مثلها ، والليل تسطو غياهبُه
لأمر عليهم أن تتم صدوره"="وليس عليهم أن تتم عواقبُه


أم خسيس الهمة فغارق في شهوات، متمرغ في وحل النزوات، لا يفقه ولا يُبصِر

ولا يسمع إلا ما يوافق هواه قال تعالى(ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس

لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها

أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)

فهم أضل من الأنعام لأنها تبصر منافعها ومضارها ، وتتبع مالكها ، وتعرف خالقها ، وهم بخلاف ذلك.

قال عطاء: الأنعام تعرف الله ، والكافر لا يعرفه.

قال ابن قيم الجوزية: لا شيء أقبح بالإنسان من أن يكون غافلا عن الفضائل
الدينية ، والعلوم النافعة، والأعمال الصالحة ، فمن كان كذلك فهو من الهمج
الرعاع ، الذين يكدرون الماء ، ويغلون الأسعار ، إن عاش عاش غير حميد ، وإن
مات مات غير فقيد، فقدهم راحة للبلاد والعباد ، لا تبكي عليهم السماء، ولا
تستوحش لهم الغبراء. إ هـ

هم لم يصيروا إلي هذه الخسة ،إلا لجهلهم ، وقلة علمهم لأنهم لو علموا لعرفوا
أن من هجر الدنيا وطلب الآخرة أتته الدنيا راغمة، قال عليه الصلاة والسلام:"
من كانت همه الآخرة، جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا
راغمة، ومن كانت همه الدنيا ، فرق الله عليه أمره وجعل فقره في عينيه ، ولم
يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له" رواه ابن ماجه وصححه الألباني




نكمل إن شاء الله







التوقيع :
www.almanhaj.com
من مواضيعي في المنتدى
»» من ألقم الحجر إذ كذب وفجر وأسقط عدالة من قال من الصحابة ماله؟أهجر؟
»» نريد مصمما بارعا
»» تكفير الشيعة لأهل البيت
»» رواية صحيحة 100%100 في لعن المخالف
»» الزنديق ياسر الحبيب يتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالإجرام جديد
 
قديم 17-06-05, 10:45 AM   رقم المشاركة : 2
رجعي
عضو نشيط





رجعي غير متصل

رجعي is on a distinguished road


[align=center]يقول ابن قيم الجوزية ـ عليه رحمات رب البرية ـ: أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم ، وأن من آثَرَ الراحةَ فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال ، واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة ،فلا فرحة لمن لاهم له ، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له ،بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا. إهـ
وقَد قيل : بقدر ما تَتَغَنَّى تَنالُ ما تَتَمَنَّى



جزاك الله خيراً أخي الكريم
[/align]







التوقيع :
[align=center][blink]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/blink][/align]


[align=center]سُئِلَ الحارث الأعور -وكان من أصحاب علي- :ما حمل الحسن بن عليّ على أن يُبايع لمعاوية وله الأمر ؟000قال :إنه سمع علياً يقول : لا تكرهوا إمْرَة معاوية 000

قال ابن عباس :ما رأيت أحداً أحلى للملك من معاوية 000فملك الناس عشرين سنة ، يسوسهم بالملك ، يفتح الله به الفتوح ، ويغزو الروم ، ويقسم الفيء والغنيمة ، ويقيم الحدود000
قال أبو الدرداء :لا مدينة بعد عثمان ، ولا رخاء بعد معاوية 000 [/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» مهدي خروبي بعد طول صمت يفضح المخابرات الايرانيه وأعمالها في مكة المكرمة
»» صورة للتعذيب داخل الحرم العلوي
»» انتصار ساحق للسنة بلبنان وهزيمة للشيعة صورة
»» 15 فكرة في كيف نحبب أبنائنا بالصحابة
»» مجلس الوزراء السعودي يستنكر أعمال جنود الخميني في مكة المكرمة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "