السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في لله ، اسأل الله لكم العافية والهداية لنا جميعا
في الحقيقة وددت المشاركة معكم هنا لأجيش بما في صدري من تلك التجربة الحقيقة حين قررت أن أترك المذهب الشيعي لأهله وألتزم بتعاليم الأسلام التي وجدتها في مذهب أهل السنة والجماعة ...
وحقيقة الأمر لا أعلم من أين أبدا وليعذرني الأخوة في السرد الآتي حسب تسلسل أفكاري دون تنسيق مسبق وأوردها هنا من باب خواطر انسان فرض عليه على اكثر من 3 عقود مذهبا لم يكن يوما يعتقد أنه مؤمن فيه..
لأعرف عن نفسي اخوكم سعودي الجنسية من الساحل الشرقي ومنها في مدينة القطيف المشهورة بإلتزامها بالمذهب الجعفري - هداهم الله - أنتمي لعائلة كبيرة على مستوى المملكة وليس القطيف فقط وسبب تواجدنا فيها هو هجرة أحد أجدادنا من شمال المملكة وتحديدا من حائل الى شرق السعودية وأستقر في القطيف كونها كانت واحة في وقتها... على كل الأحوال أنتمينا للمذهب الشيعي رغم أنفنا ولا أستطيع تحديد اسباب معينة ... خصوصا وأن معظم عوائل القطيف تعود اما لنجد أو لشمال المملكة ، والله العالم ما سر تحولها من إلى المذهب الجعفري والذي هو نفسه مذهب الأثني عشري.
على كل الأحوال سوف أوضح أسباب أسميها انا عودتي لأصلي وأتصور لمذهب أجدادي أهل السنة والجماعة ....
احد الاسباب كانت أني نفسيا لم اكن اتقبل عادات وأسلوب المجتمع الذي اعيش فيه وهذا نمط جميع افراد اسرتنا بإستثناء الوالدة (اطال الله في عمرها) حيث هي أمراة عجوز تربت على أسلوب معين لدرجة انها تؤمن بخرافات حتى المذهب الشيعي يرفضها عموما اسأل الله لها دوما طول العمر والصحة والعافية والهداية وهي تحمل قلب صاف جدا ولا تقصد بنية سيئة لا الابتداع ولا غيره وأنما تريد التقرب لله بكل ما أوتيت من قوة ولكن كما تعلمون من شب على شيء شاب عليه ،،، وأدعو الله لها بالمغفرة والرحمة أنه سميع مجيب.
فمنذ صغري وكان الوالد اطال الله في عمره يقول لي انه نحن أقرب للمذهب الحنبلي ووقتها لم أكن أفهم المعنى بشكل كبير ولكن ما اتذكره جيدا في ذلك الوقت أنه لا يوجد في بيتنا او أسرتنا الأنماط التقليدية عند الشيعة خصوصا سب الصحابة رضوان الله عليهم. والأمر الثاني الذي لاحضته أن أحد أخوتي المطلع بشكل كبير على المذهب الشيعي كان يرفض سبهم أو أن يفعل أحد أمامه ذلك أو يغالي في شيء ما، وأيضا أذكر مثلا أنه دائما يعلق على أفعال الشيعة الخاطئة ومن ضمنها ظاهرة مواكب العزاء الذي كان وما زال يسميها جنون جماعي.
شخصيا حتى سن ال18 عشر لم يكن في أهتمامتي غير المدرسة سوى الكورة والرياضة ولم يكن لي في الدين من شيء ، وأقصد طبعا البحث او التقصي يعني الامر لم يكن يتعدى صلاة وصوم الخ حتى سنة ثالث ثانوي ، وقتها جاءنا مدرس تربية أسلامية وكان العادة ان الطلاب ( وبسبب مراهقة بحتة لا لسبب طائفي ) يجدون فرصة لعمل مشاكل مع المدرسين وبتالي نال هذا المعلم نصيب من هذه المشاكل ، إلا أني شخصيا كنت احترم هذا المدرس كثيرا ولا أعلم السبب حقيقة وقتها حتى أصبح فيه الكثير من المودة بيننا.
على ذلك عند نهاية السنة وقد أقتربت الاختبارات النهائية (وهي كما تعلمون الاسئلة من الوزارة ولا علاقة لها بالمدرسة) بتالي دعوت الأستاذ للخروج معي بسيارتي وأريه مدينتنا... ووقتها اخذتنا السوالف حتى وصلنا لموضوع الشيعة والسنة وخلال نقاشنا أكتشف الاستاذ العزيز لأول مرة طوال السنة التي يدرسني فيها بأني ( شيعي المذهب ) حيث كان يعتقد اني ( سني المذهب ) طوال تدريسه لي في المدرسة ... شخصيا انا تفاجأت وقلت له لا يوجد في المدرسة سني واحد ولكن ما سبب الذي دعاك تقول ذلك ...
قال لي وقتها انه انت الوحيد الذي ليس في قولك ولا في فعلك ولا مظهرك حتى ما يدل على انك شيعي وطوال السنة والله اعتقدتك منا وليس منهم ... ومن بعدها انتهى الحديث بعد ان أجبته كما وضحت ...
أنتهت الدراسة وسافر الأستاذ الى بلدته وتخرجت من الثانوية وذهبت إلى الجامعة في الرياض ...
ولكن ماحدث أن ذلك اللقاء له من التبعات الكثير في حياتي وأن إجابته تلك كمثل من رمى حجر في ماء وحرك به تلك التمواجات التي كان لها اثرها خلال أثني عشر عاما من الاحداث سواء في المملكة أو خارجها أوالحوارات مع المشايخ من الطرفين ورأئي في الشيخ الكوراني والشيخ الدمشقية وحوارات قناة المستقلة وغيرها مما أسال الله ان يعنني على سردها لكم لاحقا
أخوكم العائد لأصله
أبو زيد