أحمد الربعي: مشروع أزمة في العراق
الشرق الاوسط اللندنية GMT 3:00:00 2005 الثلائاء 29 مارس
سيرتكب الساسة العراقيون جريمة في حق وطنهم لو سمحوا بقيام حكومة دينية أو طائفية في بلد متعدد المذاهب والأعراق.
الحزبان الكرديان الرئيسيان اللذان وقف معهما كل محبي العراق سيرتكبان جريمة في حق بلدهم وأهلهم إذا سمحوا أو سكتوا أو شاركوا في حكومة دينية أو طائفية مقابل تغييرات على خريطة التقسيم الإداري للعراق.
الذين يحلمون بإقامة دولة على النمط الإيراني عليهم أن يدركوا أن مثل هذه الدولة هي مشروع أزمة داخلية وإقليمية ودولية، وسيجدون أنفسهم في مواجهة مع أطراف أساسية في الشارع العراقي وفي مواجهة مع الإقليم المحيط بهم، ومع المجتمع الدولي. وهؤلاء قصيرو النظر وعليهم ألا يستمروا في مشروعهم الذي لا مستقبل له.
العراقيون لم يقدموا كل هذه التضحيات ولم يتحملوا جرائم الإبادة الجماعية والأسلحة الكيميائية والمقابر الجماعية والتشرد خارج وطنهم من أجل أن تنتهي كل هذه التضحيات بإقامة حكومة دينية أو طائفية تنتمي إلى الجاهلية الأولى وعقلية ما قبل التاريخ.
الكلام الصريح والشجاع لرئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ضد إقامة حكومة دينية أو طائفية يستدعي من بقية السياسيين العراقيين أن يرفعوا صوتهم وبكل شجاعة ووضوح وخاصة خلال الأيام القليلة القادمة، وهي أيام حاسمة، وعليهم أن يقفوا بقوة ضد أية صفقات مشبوهة يكون العراق ضحيتها، نريد أن نسمع رفضا جماعيا ضد استيراد نموذج من الخارج، أو لإقامة دولة وحكومة ذات لون طائفي واحد، وأي صمت عن هذه القضية هو إضرار بالمصالح الوطنية للعراق، وأي مشاركة في حكومة من هذا النوع سيكون عملية موجهة ضد الشعب العراقي.
إذا تغلب صوت التعصب على صوت العقل فليشكل المتعصبون والذين لا يدركون ولا يقدرون المسؤولية حكومتهم، ولتقاطعها كل الفعاليات العراقية، وسيجد هؤلاء أنفسهم معزولين في الداخل ومع جيران العراق ومع المجتمع الدولي.
حكومة طائفية، أو نموذج إيراني في العراق هو عمل مراهقين لا علاقة لهم بالعالم وعمل جهلة بموازين القوى العراقية والإقليمية، وهو مشروع يجب حشد كل القوى العراقية المحلية، وكل القوى الإقليمية والدولية ضده.