في مدح صاحب الغار رضي الله عنه

[الغضنفر]

وجدت هذه القصيدة في منتدى للزيدية

القصيدة البكرية- عبد الحليم المصري

أفضني أبا بكر عليهم قوافيا ....... وأمطر لساني حكمة ومعانيا
وقل لرسول الله لم أعد مدحه......وإن لم أكن فيه بشعري باديا
مقام رسول الله فوق قصائدي.....وهل شرر النبراس يجدي الدراريا
وإنك في الإسلام من حسناته.......فمدحك كنّى عنه دون بيانيا
وقفت بباب الله والقول نافرٌ........فأوقر لي الصديق منه ركابيا
فآمنت بالإلهام فيك ولم أقل........ تعهًّدني وحيٌّ فلستُ مغاليا
بأول صديقٍ ، وأول مؤمنٍ...........وأول شوريٍّ أشد رجائيا
وأضرب أمثالا لقومي تجيئهم......بصورة شيخ المسلمين كما هيا
عسى ان يعيدوا ما أضاعوا من الهدى....وأن يتلافوا منه ما كان باقيا
وحتى يروا أن الخلافة لم تكن...........مظاهر في إبانها ومرائيا
وأنك لم ترق الخلافة بالغنى......ولا السنّ لكن بالنهى كنت راقيا
*******
أهاب رجالات به يوم نبئوا.........وقال ألم تنظر نبيك ساريا؟
أتى المسجد الأقصى ورد براقه....إلى الطبقات السبع لم يخش عاديا
فصلى بمن فيا وكلم ربه.........وأصبح في بطحاء مكة داعيا
أيطوى إلى الأقصى العتيقين ليلة......ونطوي إليه أشهرا ولياليا
ويأتي بأخبار السماء ، وإننا.....لنجهل قيد الشعر ما كان خافيا
فزكى أبو بكر وصدّق قوله.......ومن قالها حاشاه ظُنًّ مداجيا
ولولاه لارتد الفريق الذي اهتدى....وعطل من جيد النبوة حاليا
وأصبح صوت الحق في الأرض خافتا.....وأصبح وجه الحق في الأرض كابيا
فسائل به الآيات كم حفظت له......على الدين من بعد النبي أياديا
يطل أبو بكر بكل صحيفة.......عليك من القرآن إن كنت تاليا
*****
أريت بلالا والسياط كأنها.......مدالع نار تترك الماء ذاكيا
إذا حميت أذنابها ما تلمست......مقابضها دون الفرار أمانيا
تسيل دما حتى كأن بجلدها....جروحا متى أنكئن سلن دواميا
وروح بلال قاب قوسين من نوى....تودع من أطلال جسم بواليا
يقربه من رحمة الله حينها.........ويزداد بالإقصاء منه تدانيا
وإيمانه تحت المنية راسخ.........إذا زحمته لم تنل منه راسيا
فلما أفاض النفس إلا صبابة.......إذا ما رآها الموت لم يدر ما هيا
أطلت عليه رحمة الله من يد......ترى البرق في ديباجة الغيث دانيا
رأى نور عيش في ظلام منية.......يلوح أبو بكر به متهاديا
تعرض ما بين الحمام وبينه.......وكان له في الله بالمال فاديا
كريم يرى ما في يد الناس فانيا....وليس يرى ما في يد الله فانيا
*****
وهاجر فاستندى المحبة صاحبا.....مع الخطب طلاعا على العهد وافيا
تقدمه في الغار يستقبل الأذى......كذلك صدر الرمح يلقى العواديا
فنام ووعد الله يؤنس قلبه...........وخلف يقظانا من الحزن باكيا
إذا لدغتك الجن ألفتك صابرا........على السم تخشى أن تروه غافيا
ولم يبق منك الوهن إلا أصابعا........فألقمتها دون النبي الأفاعيا
وما انتبهت عيناه لولا تساقطت.......دموع أبي بكر عليه هواميا*****
ولما أراد الله نصرة دينه.........ببدر رأى الصديق للدين واليا
وقفت على باب العريش وطيه....سنا لم يزل في موطن السر فاشيا
إذا ما اشرأبت هامة من مفاضة.......رأتك عليها بالمنية هاويا
وطاروا بأسباب القتال كأنهم......فراخ حمام صادفت منك بازيا
ترد عيون الساهمين حسيرة......وتدفع من نقع المنية هابيا
وإن عليا قالها فيك قولة.....يحلى بها الأمثال من كان داريا
إذا ذكر الصديق في بدر صدني....حيائي منه أن أسل حساميا
******
ويوم تبوك لم تذر لمعرس.....من الزاد ما يكفيه إذ سرت غازيا
تدفقت لم تترك لبعضك قطرة.....فبعضك أمسى منك حرّان صاديا
وقال رسول الله أهلك فاكفهم......فقلت : أليس الله دوني كافيا
*****
وريع أبو حفص بموت محمد......فهاج كما استعديت في الفيل ضاريا
وقال ورب البيت لست منثن......... إذا قلتموها أو أقط النواصيا
وأنساه هول الخطب آية ربه......وليس أبو بكر على الخطب ناسيا
نهى لم يزدها الهول إلا حصافة.....وما زعزعت منها الرياح رواسيا
فلما استبان الموت حيا بأبلج.......مسجّى من الإشراق يحسب صاحيا
أهاب بهم : يا قوم مات محمد......وألقى على شط الخلود المراسيا
فمن ظنه ربا فقد مات ربه..........وإلا فإن الله ما زال باقيا
وعاد وجرح الجاهلية سائل........على جانب الإسلام أحمر قانيا
****
أرب أبي بكر سيخلق مثله........فيدرك من بنيانه متراميا
بقية إيمان وآثار أمة..........توارت عن الأبصار إلا بواقيا
ذكرت أبا بكر لقومي وليتني....بلغت به ما كنت في القول راجيا
لعل سراة الدهر تبلغ فجره.... فأنَّى أرى الأصباح تتلو الدياجيا

رضي الله عنه وأرضاه