[align=center]الحمد لله رب العالمين
اعلم علمني الله وإيّاك وسائر المسلمين
- آميـــــــــن-
أن الكناية ليست من المجاز
لأنك تقصد في ألفاظ الكناية معانيها الأصلية
وتفيد بمعناها معنى ثانياً هو المقصود
فتريد بقولك:
كثير الرماد حقيقته
وهي : ( كثرة الطبخ )
وطويل النجاد حقيقته
وهي : ( طول القامة)
وتجعل ذلك دليلاً على كونه جواداً
فالكناية ذكر الرديف وإرادة المردوف
فمن لم يكن كثير الرماد على الحقيقة فليس بكريمٍ أصلاً
وهذه الكناية لاتنافي كون رماده كثير حقيقة بل تجتمع معها
فتزيد إثباتها إثباتاً
فالمتكلم يريد أن يزيد إثبات معنى من المعاني فلا يذكره بلفظه في اللغة
بل يجيء إلى المعنى مباشرة
وهو رديفه وتاليه في الوجود فيوميء به إليه ويجعله دليلاً عليه
فقولهم كثيـــــر الرماد طويـــــل النجاد
يعنون به أنه كثيــــر الطبــخ و طويـــــــل القامة
و للكناية مزية على التصريح
لأنك إذا أثبت كثرة الطبخ بإثبات شاهدها ودليلها
فهو كالدعوى التي "معها" شاهدها ودليلها
وذلك أبلغ من إثباتها بنفسها
فنقول للمحرفين الهاربين من الإثبات
لغة العرب لا تقتضي نفي صفات الله عَزَّ وَجَلَّ
ولكن أنتم فهمتم منها ما يقتضي نفي صفات الله عَزَّ وَجَلَّ
فقولكم في تفسير قوله تعالى:
"الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى"
تقولون هذا كناية عن القهر والغلبة والتمكن إِلَى آخره
فنقول لكم الكناية لا تنافي الحقيقة في لغة العرب ولا تمنعها
فالقهر والغلبة والتمكن هي الرديف للمردوف
وهو:
( علو الله بذاته وصفاته وقهره واستوائه على عرشه )
فالكناية تأكيد وتثبيت للحقيقة رغم أنوف المحرفين الهاربين من الإثبات[/align]