العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-04, 10:42 AM   رقم المشاركة : 1
آمنه
عضو





آمنه غير متصل

آمنه is on a distinguished road


أخلاقيات مثالية في السلم والحرب

[align=center]الإسلام أوجب العدل حتى مع الأعداء
أخلاقيات مثالية في السلم والحرب[/align]
د. محمد عمارة

لقد رفض الإسلام أن يكون التفاوت في مراتب القرب من الله، سبحانه وتعالى، ثمرة “للصفات اللصيقة” - “العنصرية” - وجعل هذا التفاوت والتفاضل ثمرة لمعايير متاحة ومفتوحة أبوابها أمام كل إنسان.. فالتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هي معايير الصلاح في المعاش والمعاد “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”..
“ليس بأما************م ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا”.
ولم يحتكر الإسلام النجاة لأبناء شريعة دون الشرائع الأخرى التي جاءت بها الرسالات السماوية في إطار الدين الإلهي الواحد، وإنما أكد على أن “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”.
وأشار إلى أن الذين آمنوا بوحدانية الذات الإلهية، وبالغيب واليوم الآخر والحساب والجزاء، وعملوا صالحا في حياتهم الدنيا، وفق أية شريعة من الشرائع الإلهية الحقة، لا يمكن أن يستووا بالذين جحدوا الحق بعد أن عرفوه، فكفروا بالألوهية الواحدة، وبالغيب، ولم يعملوا صالحا، وتنكبوا كل شرائع السماء “إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
ورفض الإسلام كل الفلسفات والأنساق الفكرية التي زعمت واجتمعت على أن العنف والقتال وسفك الدماء هي “غريزة.. وجبلة” مركوزة في طبيعة الإنسان.. وقرر أن القتال استثناء، وليس القاعدة، وشذوذ عن طبيعة الفطرة السوية، وأنه مكتوب ومفروض على هذا الإنسان، بل ومكروه من الإنسان الذي يرتقي إلى المستوى الحقيقي للإنسان... قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة، غير المسبوقة، عندما قال: “كتب عليكم القتال وهو كره لكم”.. وبينت السنة النبوية هذه الحقيقة القرآنية عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله”.
بل وبلغ الإسلام على هذا الدرب غير المسبوق إلى الحد الذي أوجب فيه العدل حتى مع من نكره “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” (المائدة: 8).. و”لا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا” (المائدة: 2)..
بل والعدل حتى مع من نقاتل ردا لعدوانه علينا “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”.

فروسية إسلامية

كما سن الإسلام قواعد “للفروسية الإسلامية”، غير مسبوقة ولا ملحوقة، في تاريخ الحروب.. فالرسول صلى الله عليه وسلم، قد نهى عن قتل النساء والولدان.. وكان إذا بعث سرية قال لهم: “اغزوا باسم الله، في سبيل الله، تقاتلون من كفر بالله، ولا تغلوا -”أي لا تخونوا” ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا”.
ولقد صاغ أبو بكر الصديق (51 ق.ه-13ه 735-634م) رضي الله عنه -وهو على رأس دولة الخلافة الراشدة- هذه السنة النبوية “وثيقة لشمائل الفروسية الإسلامية”، عندما أوصى “يزيد بن أبي سفيان” (18ه 629م) وهو يودعه أميرا على الجيش الذاهب إلى الشام، فقال له: “إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له.. وإني أوصيك بعشر: لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تحرقن نخلا ولا تفرقنه ولا تغلل ولا تجبن..”..
فشملت أخلاقيات الفروسية الإسلامية آداب التعامل مع الإنسان.. والحيوان.. والنبات.. والجماد.. لأن “الخليقة- الطبيعة” كلها حية، تسبح خالقها، وإن لم نفقه لغاتها في التسبيح، فالعلاقة الإسلامية بها هي علاقة تآخ ورفق، وليست علاقة قهر وتدمير واستغلال..
وفوق كل ذلك، حصر الإسلام أسباب ومبررات استخدام هذه الضرورة وهذا الاستثناء -القتال- في أمرين اثنين، هما: رد العدوان عن العقيدة، ليتحرر الضمير ويكون الدين كله لله.. ورد العدوان عن الوطن -الذي هو وعاء إقامة الدين وذلك بردع الذين يخرجوننا من ديارنا أو يظاهرون على إخراجنا من الديار “عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون”.
بل وحتى هذا القتال الاستثنائي.. المكروه.. والمفروض- قد جعله الإسلام “تدافعا” المقصد من ورائه تعديل المواقف، وتحقيق التوازن العادل، ليحل محل الخلل الفاحش، وصولا إلى التعايش بين الفرقاء المختلفين.. وليس “صراعا” يستهدف أن يصرع طرف الطرف الآخر، فيلغيه.. فالتعددية والاختلاف والتمايز سنة من سنن الله التي لا تبديل لها ولا تحويل.. وإذا كان “الصراع” ينتهي بإلغاء هذه التعددية، والقضاء على الآخر “فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية” (الحاقة: 7- 8).. فإن المقصد الإسلامي هو الإبقاء على التعددية، وتحقيق التوازن والتعايش بين فرقائها -بالتدافع لا بالصراع- “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” (فصلت: 41)..
فالتدافع سبيل للحياة ولإصلاح الحياة.. بينما الصراع هو طريق الفناء..

قمة التسامح

صنع الإسلام ذلك كله، حتى مع المشرك الذي يعبد الأوثان والأصنام من دون الله.. أما مع أصحاب الشرائع الدينية، الذين جاء الإسلام وكل منهم ينكر الآخر، ويلعنه في صلواته، ويصب عليه ألوان الاضطهادات والإبادات -بحسبان ذلك مما يقرب إلى الله!!-.. فإن الإسلام -في تعامله مع أهل هذه الشرائع- قد أضاف إلى تقريره وحدة الألوهية والربوبية لكل العالمين، ولكل عوالم المخلوقات.. أضاف إليها عقيدة الإيمان بكل الكتب السماوية التي نزلت.. وجميع النبوات والرسالات التي سبقت.. وسائر الشرائع الإلهية التي توالت منذ آدم إلى محمد، عليهم الصلاة والسلام..
فوحدة الدين والملة عبر التاريخ الإنساني تجعل جميع الأنبياء أبناء أب واحد -دين واحد- وتجعل شرائعهم المتعددة تنوعا في إطار الدين الواحد فأمهاتهم (شرائعهم) شتى، وأبوهم (دينهم) واحد.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما أكد هذه الحقيقة، فقال: “الأنبياء أخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد” -رواه البخاري ومسلم وأبو داود-.. “لا نفرق بين أحد من رسله” (البقرة: 285).
وبهذا الأفق الإسلامي في السماحة، احتضن الإسلام الكل، وجعل الإيمان فيه شاملا لكل ما أوحت به السماء على مر تاريخ الوحي إلى كل الرسل والأنبياء.. وبذلك، ولأول مرة في التاريخ، جعل الإسلام “الآخر” جزءا من “الذات” فتجاوز، بهذا المستوى غير المسبوق في السماحة، مجرد الاعتراف بالآخرين، والقبول بالآخرين.
ولهذا كان الحديث الإيجابي، والمنصف، والموضوعي عما لدى الآخرين.. فكتبهم، التي يعترف علماؤهم هم بتلفيقها، ووضعها، وتحريفها، لم يعمم القرآن الكريم عليها هذا التحريف، وإنما تحدث عن هذه الكتب فقال: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزّل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان” (آل عمران: 2-4).. وقال: “وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين” (المائدة: 46).
كذلك بلغ الإسلام على درب العدالة والموضوعية والإنصاف، الحد الذي جعله لا يهمل الفروق الدقيقة بين فصائل وتيارات أي “آخر” من الآخرين.. فلم يعمم الأحكام ولا الأوصاف على أهل الكتاب، وإنما رأينا قرآنه الكريم يقول: “من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله” (آل عمران: 113).. “وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب” (آل عمران: 199).. “ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون” (آل عمران: 75).. فلا يسوي القرآن، ولا يعمم الأحكام والأوصاف على فصائل أهل الكتاب وتياراتهم وفرقهم.. ثم يقعد لقاعدة “عدم التعميم” هذه، فيقول: “ليسوا سواء”.

الديانات الوضعية

ولم يقف الإسلام بهذا الأفق، غير المسبوق، في السماحة والتسامح عند “الآخر” المتدين بديانات سماوية فقط -أهل الكتاب من اليهود والنصارى- وإنما امتد به ليشمل المتدينين بالديانات الوضعية.. فتركهم، هم أيضا وما يدينون، وعاملهم، في الدولة الإسلامية، معاملة أهل الكتاب.. فعندما فتح المسلمون فارس وأهلها مجوس يعبدون النار ويقولون بإلهين أحدهما للخير والنور والثاني للشر والظلمة عرض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (40 ق.ه -23ه 584-644م) رضي الله عنه، أمّرهم على “مجلس الشورى” الذي كان يجتمع بمسجد المدينة، في مكان محدد، وأوقات محددة.. “وكان عمر يجلس معهم فيه، ويحدثهم على ما ينتهي إليه من أمر الآفاق” والولايات والأقاليم.. فقال لأعضاء مجلس الشورى: “كيف أصنع بالمجوس؟. فوثب عبد الرحمن بن عوف ( 44 ق.ه32 ه- 580-652م) فقال:
اشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “سنوا فيهم سنة أهل الكتاب”.. فعوملت الديانات الوضعية معاملة الكتابية.. وجاء الفقهاء فقعّدوا هذه السنة النبوية، وهذا التطبيق الراشدي لها، فقالوا: لقد كانت لهذه الديانات كتب ثم ضاعت..
هكذا احتضن الإسلام كل “الآخرين”.. بل وجعل هؤلاء “الآخرين” جزءا من “الذات”.. لأول مرة في تاريخ العلاقات بين “الذات” وبين “الآخرين”!؟

نقلا عن جريده الخليج
الدين للحياة







التوقيع :
دخل النبي صلى الله عليه وسلم منزل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال: يا عائشة. ألا أبشرك؟قالت: بلى يا رسول الله.، قال: أبوك في الجنة ورفيقه إبراهيم. ، وعمر في الجنة ورفيقه نوح.وعثمان في الجنة ورفيقه أنا وعلي في الجنة ورفيقه يحيى بن زكريا.وطلحة في الجنة ورفيقه داود. والزبير في الجنة ورفيقه إسماعيل.وسعد بن أبي وقاص في الجنة ورفيقه سليمان.
وسعيد بن زيد في الجنة ورفيقه موسى بن عمران وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ورفيقه عيسى بن مريم وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ورفيقه إدريس عليه السلام
من مواضيعي في المنتدى
»» كانت بداية قصتي
»» القصه الحقيقيه لمدينه فاطمه بالبرتغال
»» ذكر أسماء اثنا عشر اماما وفيهم المهدي (عج) كلهم من العرب ومن قريش
»» تظن أن إمامك ليس مطلعاً على حاجتك؟
»» غرفه الانصار بالبالتوك مامشكلتها
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "