الـكاتـب [ مالوم ابو رغيف ]
ما كان النبي محمد فلوجيا ولا كبيسيا
عندما سقط نظام البعث فرحنا كلنا ،كل الشعب ولكنهم قتلوا الفرحة في قلوبنا ،هكذا قالت سيدة عراقية في اتصال تلفوني مع احدى القنوات الفضائية .لم تكن هذه السيدة هي الوحيدة التي
وصفت ما يجري في العراق الان من عمليات غادرة بمساعي لقتل الفرح والامل في النفوس واستبدالهما بخوف وقلق من مستقبل مظلم سيكون اسوء سيناريوهاته حرب اهلية طويلة بين مكونات الشعب العراقي،يتشرك مع هذه السيدة في الشعور ،ملايين الناس الذين ينظرون الى عمليات ما يسمى بالمقاومة نظرة احتقار وازدراء اجبرت المجرميين على اخفاء شخصياتهم خلف الثمة الدناءة .
لكن من هو المسؤول عن خنق الفرحة في النفوس العراقية المتعطشة الى الخلاص والتنعم بالحرية والحياة الكريمة والتحررمن حالة الخوف والرعب المزمن اللتان كانتا الاساس الذي استند عليه البعث في السيطرة على الشعب العراقي طيلة سنوات حكمه المظلمة .؟
مثل ما تلاشا الجيش العراقي واختفى كاختفاء فقاعة الصابون في الهواء رغم حجمه الكبير حتى قبل ان ينفخ بريمر في بوقه ليعلن نهايته ،اختفى كذلك حزب البعث وازلامه وشخصياته المؤثرة وتسابقوا مع الريح لانقاذ جلودهم ،ولم يخرج اي بعثي على الملأ ليدافع عن اعمال البعث الخسيسة .
من لم يسعه الهروب اختفى في جحر او مغارة او فضل الاستسلام طواعية للامريكان وقسم اخر طلب الحماية منهم كما فعل الصحاف وغيره .لم يكن هروبهم موقتا بنية العودة الى ساحة القتال بل كان انسحابا نهائيا من الميدان القتالي والسياسي وتفضيل التمتع بما سرقوه واختلسوه من مليارات الدولارات من اموال الشعب العراقي في بلدان الجوار كالاردن حيث اشتروا القصور والفلل ودفعوا الاف الدولارات ليشتروا الجنسية الاردنية .
لكن قسم اخر من الاوغاد البعثيين المحتميين بهيكل الطائفة وتنظيرات الاسلام فضلوا البقاء لانهم يعرفون ان صوتهم في الخارج لا يعلو على طنين ذبابة ولا مكانة لهم سوى مكانة التابع الذليل .
لذلك فكروا بتنظيم يمنحهم شرعية الفساد والافساد ويسبغ على اعمالهم الاجرامية مباركة دينية ويمنح مجرمي البعث توبة ابدية وعلى ضحالتهم روحا وطنية .فتأسست هيئة علماء المسلميين لتكون محل استقطاب لجميع النفايات الفكرية ولاجتماعية ولاجرامية والطائفية ولتعلن حربا شعواء على الشعب العراقي بحجة مقاومة الاحتلال بينما كانت تسعى سريا للتحاور معه من اجل تغيير المعادلة عن طريق وساطات اردنية ومصرية وسعودية.لم يستطع الامريكان تغيير المعادلة لصالح هيئة علماء السوء ،ليس لانهم لا يريدون ذلك ولا يرغبون به فحسب،بل لان زخم الشعب العراقي المندفع نحو التحرر والانعتاق من ظلم المؤسسة البعثية بشقيها الاستخباراتي والديني اكبر من ان تستطيع الادارة الامريكية اياقفه او الحد من اندفاعه .لذلك راهنت هيئة علماء المسلميين على اشاعة الخوف في النفوس العراقية من خطر حكم طائفي سيهمشهم ويتسلط عليهم .وما كان خروج اتباع مقتدى الصدر الى الشوارع ال حسب توجيه مدروس من هذه الهيئة ،فشعار اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعة او شعار لا سنية ولا شيعية وحدة وحدة اسلامية لم يكن ما يبرره وليس هناك من سبب لرفعه ، ،فلم يكن في الطرح السياسي او الديني لجميع الاطراف الممثلة للطيف السياسي العراقي ما يوحي بنزعة طائفية او استئثارفي الحكم او فرض نظام معين على الشعب العراقي.لقد كانت النية من رفع الشعار هو اثارة المخاوف والفوضى والاستقطاب بين افراد الشعب ولاساءة الى الاحزاب الدينية التي شاركت في اسقاط النظام الهمجي.
لقد استطاعت هذه الهيئة الظالة من احداث صدع كبير بين صفوف الناس المظطهدين عن طريق عملائها واتباعها الاذلاء في ما اصطلح على تسميته بالتيار الصدري ،الذي اتبع نفس الاساليب الظالة التي اتخذتها هيئة علماء المسلمين كاساس للعمل وسط جماهير الناس المحرومة .وتمكنت هذه الهيئة عن طريق ضخ الاموال الهائلة ،شراء ذمم وضمائر المعممين الصدريين وتحويلهم الى مرتزقة لتنفيذ اهداف خبيثة لعرقلة كل عمل خير يهدف الى بناء العراق بعد الخراب الكبير الذي احدثه مجرمي البعث خاصة في الجانب الاجتماعي والاخلاقي .
لقد كانت هيئة علماء المسلمين والتيار الصدري لحد ما، مراكز لتجمع كافة المارقيين من حزب البعث وجنرالاته وظباط مخابراته وبؤرلاستقبال القطعان الاسلامية القادمة من خلف الحدود لقطع التذاكر والذهاب الى جنة في سيارات مفخخة وعملتا بتنسيق تام لنشر الفوضى والابتزاز في العراق.
وفي هذه المرحلة بالذات تدخلت دول الجوار بالشأن العراقي كل حسب اهدافة وغاياته الدنيئة ونسقت مع البعثيين الهاربين واعادت قسم منهم الى ساحة العمل في العراق بعد موقف الاطراف السياسية العراقية الساذج القائل باعادة البعث وتأهيلة مرة اخرى.ونظرة عابرة على اطروحات هيئة علماء المسلميين او على اطروحات التيار الصدري واسلوب عملهما،ستكون اكثر من كافية لمعرفة تبعية هذين المسخين الى المخططات العروبية والايرانية .
لم يكن بوسع ابطال المقابر الجماعية ان يعلنوا عن انفسهم كمتصديين لحركة الديمقراطية والتحرر تحت ذريعة المقاومة،ولا الاستخبارت العروبية والايرانية ان تعمل في العلن دون غطاء عراقي ،ولم تكن هناك اي جهة سياسية نزيهة او معروفة تتبنى موقف مضاد وبشكل علني لمواقف القوى الوطنية المساهمة في بناء الاسس الديمقراطية وحقوق الانسان لسبب بسيط وهو عدم وجود اي حزب او منظمة يعتد بها خارج اطار التحالف والتوافق الوطني ،ولا يوجد في كل العصور غطاء افضل من غطاء الدين والجهاد لتميرير المشاريع الخبيثة .
وبينما وجد التيار الصدري نفسه في وسط غير ملائم لا يمكنه ابتزازه او اخافته بصورة دائمة ولا يمكن التوسع داخل اوساط المظلوميين والمحروميين العراقيين وهو يحمل نفس شعارات هيئة علماء السوء والضلال ولا يمكنه فرض نفسه على الاغلبية الساحقة التي رفضته علنا واشتركت مع الحرس الوطني في قتاله ،فضل هذا التيار الناشز الاستسلام بشكل تدريجي رغم عدم ارتياح هيئة علماء المسلميين ،في حين استمرت هيئة علماء الاختطاف في مخططاتها واعمالها الاجرامية محاولة ان تكون موطئ قدم لكل استخبارت الدول العربية وخاصة السورية والاردنية والمصرية لانها ليس مثل التيار الصدري ،تعيش وتعمل في وسط يتطابق تماما مع شعاراتها ومع طموحاتها الطائفية التي تمثل الرغبة الحقيقة لاغلب سكان المدن التي يعشش فيها الارهاب والسيارات المفخخة وترتع في مساجدها قطعان البهائم الاسلامية الوهابية والسلفية المتوحشة.
هيئة علماء المسلميين وان لم تدعي تمثيل المجموعات الارهابية المسمات من بعض الحثالات بالمقاومة ،الا انها لا تتردد في اضفاء الشرعية على كل اعمالها الاجرامية بما فيها خطف وذبح البشروالتفاوض لاستحصال الفدية وقتل افراد الشرطة والحرس الوطني ،ولا تخفي تعاطفها معها والاساءة لكل جهة تحاول وقف من نشاطاتها الهمجية .
وهي وان ادعت الخوف من تهميش السنة الا ان هذا الادعاء ينفضح تماما في رؤيتها السياسية والدينية العامة فهي لا تنظر الى المذهب الا من الزاوية القومية والعشائرية وكأن النبي محمد كان كبيسيا او فلوجيا او زوبعيا,وان الله لم ينزل هذا الدين الا لخدمة مطامع ال الضاري وال كبيس.فالحكومة الجديدة يتمثل فيها الشيعة والسنة بنسبة متقاربة جدا ،الا اذا ارتأت وكالة الضاري للذبح ان تخرج الكورد من المذهب وتتنكر للسنة العرب الممثليين في الحكومة ،وحينها ستكون نسبة العرب السنة اقل من 10% فقط ولا يحق لهذه الهيئة المنافقة بعد ذلك الكلام عن التهميش .
ان هذه الهيئة تحيل دين محمد من رحمة للعالميين الى نقمة على العالميين،وتختزله بمنطقها الطائفي من ارشادات للعبادة الى مجموعة تعليمات ارهابية للحصول على المصالح والمنافع والمناصب التي يجب ان يتمتع بها شيوخ اهل المثلث وقطاع الطرق وعصابات الاختطاف والذبح .
ولا اعتقد ان الحكومة العراقية كانت تتردد في عرض اعترافات المجرميين على شاشات التلفزة لو لم يكونوا مرتبطيين بهيئة علماء الاختطاف ،لان ذلك يخل في المعادلة الطائفية من ناحية ومن ناحية اخرى يثير نقمة العراقيين على هؤلاء الابالسة المعمميين ويشحن الجو الوطني العراقي اكثر مما هو مشحون.لكن سياسة الحكومة العراقية اذا استمرت على هذا الشكل ستبقى الفرحة ميتة في صدور العراقيين ،فهيئة علماء المسلميين واتباعها من القتلة والسفاحيين والبعثيين هم حقا من يقتل الفرح والامل في نفوس العراقيين.
http://www.kitabat.com/modules.php?n...ticle&sid=1169