امتدادا لسلسلة المكائد اليهودية على الإسلام لم يكد تخبو جذوة الفتنة السبئيه حتى اعد اليهود مكيدة جديدة قادها يهودى آخر ظهر في الكوفه سنة 276 للهجرة النبوية (1 ) محمد بن مالك بن أبى الفضائل:كشف اسرار الباطنيه:ص 17 .
يقال له :(ميمون القداح) .
حيث أنشأ أخبث فرقة فى تاريخ الإسلام وهى فرقة :(الباطنية) وكان هذا اليهودى منافقاً يظهر الإسلام ويبطن اليهودية .
قال البغدادي :((وقد حكى اصحاب المقالات ان الذين اسسوا دعوة الباطنية جماعة منهم :(ميمون بن ديصان) المعروف (بالقداح) وكان مولى (لجعفر بن محمد الصادق) وكان من الاهواز ومنهم (محمد بن الحسين)الملقب (بدندان)اجتمعوا كلهم مع ميمون بن ديصان القداح فى سجن العراق فأسسوا فى ذالك السجن مذهب الباطنية)) (2) الفرق بين الفرق :ص 282
وكان ميمون القداح –هذا على ما يذكر المحققون – يهودياً متعصباً لليهودية وكان حبراً من احبارهم وعالماًبالفلسفة والتنجيم ومطلعاً
على اصول المذاهب والاديان (3)محمد بن مالك :كشف اسرار الباطنية : ص 17
وتتلخص دعوة الباطنية :في تمجيد الاسرة العلوية واحقيتها في الامامة مع إدخالات وتلفيقات جديدة تنسف الاسلام كله من اصوله ولا تبقى منه إلا الاسم المجرد من اية حقيقة من حقائق الاسلام والتظاهر بقبول نصوص الشريعة الاسلامية من قرآن وسنة وبقبول اركان الاسلام وواجباته .واخذوا يجعلون لكل آية تفسيراً ولكل حديث نبوى تأويلاً وقالوا :ان نصوص القرآن والسنة والاحكام الاسلامية لها ظاهر وباطن فالحذاق الاذكياء هم الذين يعتقدون بالباطن والاغبياء والمغفلون هم الذين ياخذون بظواهر الالفاظ. ثم يأولوا لكل ركن من اركان الشريعة ولفظ ورد فى الكتاب والسنة تأويلاً يورث تضليلاً فزعموا ان معنى الصلاة :موالاة إمامهم والحج :زيارته والمراد بالصوم عندهم :هو الامساك عن إفشاء سر الإمام دون الإمساك عن الطعام الى غير ذلك من تأويلاتهم الفاسدة ....(1)الغزالى :فضائح الباطنية ص55 -57 ,ومحمدبن الحسن الديلمى . بيان مذاهب الباطنية وبطلانه ص45 -46 .
قال الغزالى :(والقول الوجيز فى تأويلهم للظواهر انهم لما عجزوا عن صرف الخلق عن القرآن والسنة حرفوهما عن المراد بهما الى مخاريق زخرفوها وذلك لابطال معانى الشرع مع بقاء موالاتهم لهم ولو انهم صرحوا بالنفى المحض والتكذيب المجرد لم يحظوا بموالاة الموالين وكانو اول المقصودين المقتولين )) (2) فضائح الباطنية:ص55 .
واستمرة هذه المكيدة اليهودية المقنعة فى اطوار متنوعة الاشكال والظواهر متحدة الاهداف والغايات واخذت تجذب اليها الاشرار واهل الفسق والفساد وبعض الجهلة الاغرار وتعددت فرقها واسماؤها واستطاع دعاتها ان يصلوا باتباعهم الى الالحاد بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر واعتقاد سقوط جميع الفرائض الاسلامية من صيام وصلاة وزكاة مع استباحة جميع المحرمات نكاح الاخوات والبنات والانسلاخ من جميع التعاليم الاسلامية بل الانسلاخ من جميع القيم الانسانية مهما كان نوعها .واخذوا ينشرون في الارض الفساد ويدبرون جرائم القتل لكل ذى خير وصلاح من ذوى السلطان او العلم والجاه ويغيرون على الآمنين فيقتلون ويسلبون ويرتكبون الفواحش ويتعاونون مع الجيوش الغازية لبلاد المسلمين وياتمرون معها لتقويض دعائم الدولة الاسلامية مظهرين الانتساب الى الاسلام ومبطنين العداء الشديد لكل شىء يتصل بالاسلام والمسلمين واستطاعوا بمكرهم ان يخربوا كثيراً من الحصون الاسلامية المادية والمعنوية (عبد الرحمن حبنكة الميدانى :مكائد يهودية عبر التاريخ ص 159 .