القادريــــــــة
ومن الطرق المشهورة في بلاد أفريقيا والبلدان العربية وشبه القارة الهندية الباكستانية، نسبة إلى عبدالقادر الجيلي أو الجيلاني "نسبة إلى جيل، وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان، ويقال لها أيضاً جيلان وكيلان"(130).
والنسبة إلى جيلي وجيلاني وكيلاني(131).
ولد سنة 471هـ(132).
وقيل: سنة 470هـ(133).
في بيت أبي صالح بن جنكي دوست، وأمّه أم الخير فاطمة بنت الشيخ عبدالله الصومعي الزاهد حملت به وهي بنت ستين سنة(134).
ويحكون عنها أنها قالت:
" لما وضعت ابني عبدالقادر كان لا يرضع ثديي في نهار رمضان، وغمّ على الناس هلال رمضان، فأتوني وسألوني عنه فقلت: لم يلتقم اليوم ثدياً، ثم أتضح أن ذلك اليوم كان من رمضان، واشتهر في بدنا ذلك الوقت أنه ولد للأشراف ولد لا يرضع في نهار رمضان"(135).
ويحكون عن عمته بأنها أيضاً كانت ولية من كبار الأولياء حيث أن جيلان أجدبت مرة واستسقى أهلها فلم يسقوا، "فأتى المشايخ إلى دار الشيخة أم محمد عائشة عمة الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه، وسألوها الاستسقاء، فقامت إلى رحبة بيتها وكنست الأرض وقال: يا ربّ، أنا كنست فرشّ أنت. قال: فلم يلبثوا أن أمطرت السماء كأفواه القرب، ورجعوا إلى بيوتهم يخوضون في الماء"(136).
ويقولون: إن الشيخ من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وصاحب "فوات الوفيات" ينهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، كما هناك اختلاف في أسماء آبائه إلى علي رضي الله عنه وعددهم.
وقد أنكر قوم انتسابه إلى الأشراف والعرب أيضاً، ونسبوه إلى قبيلة من قبائل العجم، وقد حرر في هذه القضية مباحث وكلام كثير،وألفت فيها كتب ورسائل منها "ترياق المحبين" لتقي الدين الواسطي وغيه من الكتب، كما رفعت حول نسب الشيخ نزاعات إلى قضاء بغداد، والله أعلم بحقيقة الحال.
.........
(130) شذرات الذهب ج 4 ص 198.
(131) الأنساب ج 3 ص 414.
(132) بهجة الأسرار ومعدن الأنوار لنور الدين الشنطوفي المتوفى 713هـ ط مصطفى البابي الحلبي القاهرة،أيضاً سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ج 20 ص 439.
(133) الفتح المبينلا للسيد ظهير القادري ص 4 ط.
(134) قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبدالقادر لمحمد بن يحيى التادفي ص 3 ط دار الكتب العربية الكبرى البابي الحلبي.
(135) بهجة الأسرار للشنطوفي ص 89،قلائد الجواهر لابن التادفي ص 3،الفتح المبين لظهير الدين القادري ص 5،الطبقات الكبرى للشعراني ص 126،نفحات الأنس للجامي ص 507،جامع كرامات الأولياء ج 2 ص 90.
(136) بهجة الأسرار ص 89.