الدكتور عبد الرحيم البلوشي مسؤول مكتب أهل السنة بإيران - فرع لندن في حوار مع الفجر
الرافضة تعتبر عدوها الأول ليس أمريكا ولا اليهود
بل أهل السنة
في إطار الحرص على التعريف بقضايا المسلمين المختلفة في كل مكان ، وطرحها على بساط البحث أجرت (الفجر) اتصالاً هاتفياً بالدكتور عبد الرحيم البلوشي مسؤول مكتب أهل السنة بإيران والمقيم في العاصمة البريطانية لندن ، وذلك بغية توضيح أبعاد وحجم معاناة أهل السنة في إيران ، وما يلاقونه من اضطهاد وقمع وإرهاب في ظل حكم الروافض لتلك البلاد
الحديث المطول تطرق إلى جملة من القضايا والمسائل .. وهذه هي الحلقة الأولى منه
نصت المادة الثانية عشرة من الدستور الإيراني على أن (الدين الرسمي لإيران هو الإسلام ، والمذهب الجعفري الاثنى عشري، وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد ، وأما المذاهب الأخرى سواء الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي فإنها تتمتع باحترام كامل ، وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسيمهم الإسلامية حسب فقههم ... وكل منطقة يتمتع فيها اتباع أحد هذه المذاهب بأكثرية ، فإن المقررات المحلية لتلك المنطقة تكون وفق ذلك المذهب
من خلال معرفتكم ومعايشتكم لواقع أهل السنة في إيران، هل تمتع هؤلاء حقاً بالاحترام الكامل في أداء شعائر دينهم كما جاء في نص الدستور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وعلى من اتبع سنته واقتفى أثره صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين
أجل لقد نص الدستور الإيراني على أن المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الجعفري الحق ! (هكذا) وكما جاء في السؤال بقية المذاهب محترمة فقط
أولا : لقد عايشت ظروف كتابة الدستور، فقد كان أخي رحمه الله في مجلس الخبراء لكتابة الدستور، وكنت وقتذاك أرى العاصفة من قريب ، وقد كان وجود هذه المادة هو السبب في انسحاب الزعيم السني البلوشي الشيخ عبد العزيز ملا زاده من المجلس، فقد اقترح على الخميني أن لا يتحدد مذهب رسمي للدولة وان يكتفي بتحديد الدين، ولكن الأخير لم يوافق
ثانياً : الدستور الإيراني لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، لأنه عملياً ليس هو الذي يحكم كما في البلاد المسلمة التي ابتليت بالجبروت والطغيان
ثالثا: عندما كانت الدولة الطائفية الإيرانية بحاجة إلى دعم ثاني اكبر طائفة بعد الشيعة - في إيران - لها ، حاولت أن تستميل السنة فتكسبهم إلى جانبها فقررت في دستورها بعض البنود لإرضائهم ظاهرياً ، ذلك في الوقت الذي كانت الدولة فيه لا تزال ضعيفة في مراحل تأسيسها الأولى ، ثم بعد ذلك عندما تقوت ضربت بكل وعودها عرض الحائط ، حتى أنها لم تحترم ما قررته في دستورها سواء بالنسبة للشيعة أو السنة أو غيرهم واستولت الآيات الشيعية على الحكم فحرفوا مسار الثورة الشعبية الإسلامية إلى ثورة طائفية بغيضة ، ولذا لو انهم طبقوا حتى دستورهم المشوه الذي خطوه لاستطعنا أن نحصل على بعض الحقوق كما هو مذكور في المادة الآنفة الذكر، وإن كان الرئيس والوزراء ومن يليهم - بطبيعة الحال- يجب أن يكون من الشيعة ، بل إن الرئيس يكون فارسياً أماً وأباً
هذه هي الدولة التي تتبجح بلسان إمامها أنها نجحت فيما لم ينجح به النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، تشترط أن يكون رئيسها فارسياً أباً وأماً! علماً بأن الخميني نفسه هندي الأصل !! واسم أخيه (هندي زاده) وآخر بسنديده.
وقد حدث أن وفداً من أهل السنة سألوا المدعي العام - في وقتها - آية الله موسوي الاردبيلي قائلين : لقد قررتم في دستوركم بالنسبة لأهل السنة كذا وكذا .. فلماذا لا تطبقون هذه المواد ؟ فأجاب بالحرف الواحد ، أجل لقد كنا ضعافاً في زمن كتابة الدستور وعليه عملنا بالتقية ، ولكننا الآن أقوياء فلا حاجة إلى الأخذ بالتقية والعمل بهذه المواد
هل رأيتم في العالم على كثرة ما فيه من شياطين ومنافقين من يقرر دستورا للبلاد كذباً وتقية ؟! ثم يتبجح بأن دولته هي افضل دولة على وجه الأرض وقد نجحت في تطبيق الإسلام بما لم ينجح في ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم نفسه
وأما عن العمل بالدستور فيما يتعلق باحترام أهل السنة في أداء شعائرهم
فقد قال مولانا الشيخ عبد العزيز ملا زاده مندوب أهل السنة في مجلس الخبراء لكتابة الدستور والذي انسحب منه بعد ذلك، قال لهم علناً وعلى مرأى من الناس وأجهزة الإعلام -لا ننسى أنه كانت هناك حرية نسبية في بداية الثورة لأن الدولة لم يكن قد اشتد عودها بعد فلم تبدأ بممارسة الطغيان كما فعلت بعد ذلك.- : (إننا لسنا بحاجة إلى احترامكم فنحن محترمون منذ اكثر من ألف عام ، وإنما أنتم من يحتاج إلى ذلك، ولذا فإنه لا يوجد في العالم الإسلامي عالم واحد - باستثناء أحد المتأخرين وهو الشيخ شلتوت- أفتى بجواز تقليد مذهبكم ، ولذا فعليكم أن تتعاملوا معنا كما تتعاملون مع الشيعة حتى تثبتوا صحة دعاواكم العريضة في الوحدة الإسلامية) وعندما لم يستجيبوا لكلامه ، ولم يحصل منهم على أدنى المتوقع وأقل اللازم انسحب من هذا المجلس وبقي الدستور الإيراني - بحمد الله - دون توقيع من مندوب السنة مما يجعله غير ملزم لهم ، وأما ما يعنون به الاحترام وما يرونه فهو أن تكون لنا حرية ممارسة بعض الشعائر التي لا تضر النظام كالصوم والصلاة .. وأما في المدن الشيعية فحتى صلاة الجماعة أمر محظور علينا إذ لا يوجد مسجد يخص أهل السنة ، ولا يُسمح ببناء مسجد لنا في المدن الكبرى وحيث ما وجدت الشيعة كأكثرية ، في الوقت الذي يبنون فيه مساجد لهم وحسينيات حتى في قرانا الصغيرة والتي لا يتواجد فيها الشيعة ، ويصبح الأمر أغرب إذا علمت أن النصارى واليهود والهندوس والمجوس والسيخ لهم معابدهم في المدن الكبرى ولا يعانون شيئاً مما نعانيه ، ذلك أن هذه الدولة الطائفية قالت بالحرف الواحد ضمن ما تنشره من مخططاتها : (ليس عدونا الأول هو أمريكا أو حتى إسرائيل بل هم السنة الوهابيون لأنهم أعداء ولاية الفقيه وأعداء مذهبنا) ، ولذا يعامل السني في إيران في مستوى أدنى بكثير مما يعامل أي كافر وثني
قتل .. وإرهاب
لو أردنا أن نتعرف بصورة اكثر وضوحاً وتفصيلاً على أبعاد حجم المعاناة والاضطهاد والعداء الذي يتعرض له أهل السنة على أيدي الرافضة .. هل يمكن ذكر ذلك في نقاط محدودة
أقول بكل صراحة إن إخواننا الفلسطينيين – مع عظم حجم مآسيهم وكبر معاناتهم - يعتبر حالهم من بعض النواحي أفضل من حال السنة في إيران
لماذا
لأن مشكلتهم واضحة إعلامياً بينما مشكلتنا ضرب عليها التعتيم الإعلامي المطبق ، فحتى الإعلام الإسلامي لا يستطيع أن يتكلم عنها إلا من رحم ربك ثم تصدر عليه الأحكام الجائرة جراء ذلك
فأنت لن تجد موظفاً سنياً واحداً من - 20 مليون سني - لدى الدولة سواء من الوزراء أو الوكلاء أو المدراء أو السفراء وما شابه ذلك لا في الداخل ولا في الخارج ، فهل تجد ذلك في فلسطين المحتلة ؟ ودع عنك ما يلقاه أبناء السنة من عناء ، وما يوضع في طريقهم من عوائق إذا أرادوا دخول الجامعات، وأسوأ من هذا ، بعد أن تمت تصفية الوجود السني في الدوائر الحكومية ممن كانوا في عهد الشاه، لم يبق سوى القليل من الموظفين العسفاء جداً ، هنا بدأت الدولة بهدم المساجد والمدارس الدينية ، وقد تم هدم مسجد الشيخ فيصن في مشهد عام 94 وقال آية الله طبسي سادنه قبر الإمام الرضا ومتوليه أنه يجب أن لا يكون هناك أي وجود سني في قطر 100 كيلو متر مربع من قبر الرضا!! ولذا هُدِمَ المسجد الذي كان يقع على بعد كيلو مترات معدودة من القبر
وبعد هذه المرحلة بدءوا بهدم بعض المساجد والمدارس الدينية لجس النبض وقياس ردود الأفعال ولكي يأتوا بعد ذلك على ما بقي من المساجد والمدارس هدماً حيث هي فعلاً موجودة على قائمة الانتظار
ثم بعد ذلك بدأت أيديهم تطال العلماء والدعاة فنفي البعض وكبد البعض الآخر ، ثم تلا ذلك مرحلة البدء بالقتل والاعدامات والاغتيالات التي شملت علماء السنة في الداخل والخارج ، فقتل رمياً بالرصاص الأستاذ بهمن شكوري الذي قضى فترة من حياته في سجون الشاه الهالك ، وقتل الشيخ ناصر سبحاني الكردي والشيخ عبد الوهاب الخافي من خراسان والشيخ قدرة الله جعفري ، ولبث الشيخ المجاهد مفتي زاده في سجونهم عشر سنوات أخرجوه بعدها في حالة صحية مزرية ليموت رحمه الله بعد ثلاثة اشهر من إطلاق سراحه، وقتل الدكتور عليى مظفر يان إمام جمعة أهل السنة في شيراز - كان شيعياً خرج منه في عهد الشاه - والشيخ عبد الستار برزكزادة البلوشي والشيخ عبد العزيز اللهياري والشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي والشيخ عبد الملك ملازادة البلوشي والشيخ عبد الناصر جمشيد زهي البلوشي والأستاذ فاروق فرساد الكردي والشيخ ملا محمد ربيعي الكردي والدكتور عبد العزيز الكاظمي الخراساني المقيم في بلوشستان ومصطفى ناصري وغيرهم من الدعاة والوجهاء والزعماء السياسيين من السنة الذين اغتالهم النظام الشيعي الرافضي
إذاً فخلاصة مآسي السنة تتلخص فيما يلي : تصفية الوجود السني من الدوائر الحكومية، التهجير الإجباري بشكل مباشر أو غير مباشر ، وتوطين الشيعة بشكل متزايد في المناطق السنية في سبيل جعل السنة أقلية حتى في مناطقهم ذات الغالبية السنية ، ثم هدم مساجدهم ومدارسهم الدينية ، لأنها تمثل الوجود الرسمي الوحيد للسنة ـ وإن كانت هذه المدارس لدى الدولة ـ ثم قتل العلماء والدعاة وإرهاب الألوف من الشعوب السنية في سبيل إدخالها المبرمج إلى التشيع عبر خطط تنفذ في زمن طال أو قصر كما حدث في إيران من قبل
الهدف الوحيد
لكن لماذا هذا الحقد الرافضي الدفين على أهل السنة .. هل مرد ذلك إلى أمور عقدية أم لخلافات سياسية، أم لماذا
مرد ذلك قبل كل شئ إلى أمور عقدية حيث أن مبتغاهم هو إدخالنا إلى التشيع طوعاً أو كرهاً، وقد أعلنوا ذلك صراحة أن هدفهم الوحيد من قيام الثورة هو إحياء مذهب الشيعة في أنحاء المعمورة ، ولذا قالت المخابرات الإيرانية للمساجين السنة منذ وقت مبكر : يا معشر السنة إن مثلكم كمثل صالة كبيرة فيها الأضواء الشديدة (الكشافات) والمصابيح المتوسطة (اللامبات) والشموع الكثيرة ، فنحن بادئ ذي بدء سنطفئ الكشافات كناية عن قتل الأئمة الكبار والعلماء المرموقين ، ثم نطفئ المصابيح كناية عن عموم الدعاة ، والآن هم في نهاية هذه المرحلة تقريباً ، ثم ندير المروحة لنتول إطفاء الشموع ، وهذا كناية عن إدخال الناس قسراً إلى التشيع
إذا هذا الحقد الدفين الملفق بشتى الألوان من الدعاوى والدعايات كمؤتمرات الوحدة الإسلامية ودعوى التقريب ... وما إلى ذلك ، هو حقد عقدي قديم يعود تاريخه إلى اكثر من ألف عام ، وان كان آية الله بهشتي رئيس البرلمان وقتئذ قد قال لنا في بداية الثورة: سوف نجتمع وسنحل خلافاتنا القديمة ، ومن قبل قال الخميني كلاماً أحلى من العسل ، ولكنهم جميعاً دون استثناء أثبتوا أعمالهم أمرّ من الحنظل كجميع المنافقين طالبي الدنيا والسلطة
وأما عن الخلافات السياسية فإن السنة محرومون من أي وجود رسمي أو شبه رسمي فكيف يتسنى لهم إظهار معارضتهم السياسية ، هل تعلمون أن تأسيس جمعية خيرية لإعانة الأيتام ممنوع في حقنا ؟ هذا في الوقت الذي يسمح فيه لليهود والنصارى والمجوس بإنشاء أمثال هذه الجمعيات ، ولا ننسى أمراً هاماً وهو أن الشعوب السنية في إيران كلها غير فارسية ، فالعداء القومي أيضا موجود منذ عهد الشاه ولكن ليس في مستوى العداء المذهبي والحقد الرافضي الدفين ، زد على كل هذا أنهم يعتبرون السنة في إيران امتداداً للسنة في خارجها - ويدعونهم الوهابية - وهذا بدوره يفوت عليهم فرصة خداع العالم الإسلامي الذي يرى تعاملهم معنا ونفاقهم وظلمهم المفروض علينا ، ولذا فهم يحاولون بشتى الطرق إدخال السنة في الخارج إلى التشيع بتكثيف جهودهم الدعوية الخبيثة أو إبعادهم عن السنة أو تمييعهم كي يتمكنوا من تصدير ثورتهم ، ولكنهم عندما أحسوا أن الحرب لن تجدي شيئاً غيروا في خططهم وقالوا : لقد جربنا الحرب فإسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد فدخلوا مع دول الجوار من باب الصداقة ! ليجربوا حظهم في تصدير ثورة التشيع والرفض مرة أخرى في لباس آخر
اقتل مسلما تدخل الجنة
ما هو حجم وانتشار وعدد أهل السنة في إيران؟ وهل نسبتهم في تناقص أم في ازدياد؟ ولماذا
لا توجد إحصائيات رسمية دقيقة عن ذلك، والعدد بدقة لا تعرفه إلا الدوائر الأمنية ، ولكن العدد التقريبي من الأكراد في الغرب والبلوش والتركمان شمال شرق وأهل طوالش في شمال غرب ، والعرب في الجنوب وبعض الفرس في شرق إيران ، من ربع إلى ثلث تعداد السكان في إيران أي من 15 - 20 مليون من أصل 60 مليون نسمة ، وكما أشرت فهم يسكنون أطراف إيران الأربعة وان كان موطنهم الأصلي في المدن الداخلية ، ولكن حروب الرافضة المستمرة ضدهم بالتعاون مع الصليبيين (التعاون الصفوي - الصليبي) وإعدامهم بالألوف حيث قتل 40 ألف سني في مدن كتبريز وأصفهاني وشيراز ، كل هذا جعل من المدن الداخلية مدن شيعية بحتة لأنهم أباحوا دماء السنة وأموالهم ونساءهم ، كما هو واقع فقههم - سواء القديم أو المعاصر - لكن مرة باسم الوهابية ومرة باسم الناصبي ، ويجب أن نعرف منطق القوم وخطابهم ولغتهم إذن فوجود السنة في أطراف إيران هو أمر ذو دلالة تاريخية سيئة جداً، وهي ما تعرضوا له من طغيان وإبادة بشتى الصور ، وأما تلك المناطق الجبلية الحدودية فلم يتمكنوا منهم ، ولكنهم حاولوا تتبعهم إليها فقد ادعى الشاه إسماعيل الصفوي أنه رأى في المنام علياً رضي الله عنه ( وربما زاره الشيطان في نومه أو لعله كذب على الجهلة من أتباعه فالشيعة من أجهل الناس بأمور الدين على الإطلاق وكل ما يدعونه من العلم هو مجرد كذب وروايات موضوعة باطلة من وضع مشايخهم) فقال له علي - كما يدعي - : اقتل سني ادخل الجنة ، واليوم يرفع نفس الشعار في شوارع لبنان ، ويطبق حرفياً في إيران ، وأما نسبة أهل السنة فليس في تناقص من حيث العدد ولكن المشكلة هي الحجر على الدعوة والتضييق وملاحقة الدعاة بحيث أن أدنى نشاط دعوي يعتبر وهابية - سابقاً - أي قبل أن تتوطد علاقاتهم مع السعودية حيث اعتبرت فيما مضى جماعة التبليغ من الوهابية !! فأي نشاط غير رافضي وغير بدعي يعد عندهم نشاطاً وهابياً ، وأما الآن فالتهمة الجاهزة هي الطالبانية ، خاصة وأن لطالبان حدود مع إيران من جهة بلوشستان ودولة الروافض ذات القدم الأسبق في الكذب والافتراء ، لا تعدم تهمة تلفقها لأهل السنة وذلك حسب الموجة العائمة وعلى كل حال فالعدد ليس في تناقص ولكن يحاولون تغيير المعادلة السكانية بتوطين الشيعة المستمر في المناطق السنية وفتح جميع المجالات لهم في العمل والتحصيل وإغلاق السبل حتى المتواضعة في طريق السنة لحملهم على الهجرة إلى خارج البلاد أو الإبقاء عليهم في ذل الفقر والعوز تحت رحمة أعدائهم ولكن باسم الاخوة والتقارب
الخطة الخمسينية
أشرتم في أحد لقاءاتكم الصحفية أنكم قمتم بنشر مخطط يسعى الرافضة لتطبيقه على ارض الواقع ، وقد أسميتم ذلك المخطط بـ(الخطة الخمسينية الإيرانية) هل من الممكن معرفة ملامح هذه الخطة
هذه الخطة أو بالأحرى المؤامرة هي رسالة إدارية من المجلس الثقافي الأعلى للثورة - التي كان يرأسها رئيس الجمهورية - إلى المحافظين في الولايات (والمحافظ بطبيعة الحال سلطة تنفيذية ) إذاً هي أمر من الأعلى إلى الأسفل وملامح هذه الخطة الجهنمية والتي تذكرنا ببروتوكولات حكماء صهيون هي كما يلي
نظراً للوضع العالمي والقوانين الدولية فإنه من غير الممكن تصدير الثورة - أي الرفض والتشيع - بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة ونحن في سبيل تصدير الثورة يجب أن نوحد الإسلام اولاً لأن الخطر الوهابي والسني أكبر بكثير من خطر الغرب ، فهم الأعداء الحقيقيون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين - بزعمهم - فبناءً على هذا يجب تغيير وضع المناطق السنية في الداخل اولاً ، وترحيل الشيعة إلى هذه المناطق وحماية الدولة لهؤلاء المستوطنين الجدد بشكل مباشر ، ثم يجب أن نبسط سيطرتنا على دول الجوار العربية وهذا يعني بسط سيطرتنا على نصف العالم لأنها حلقوم العالم ولذا يجب علينا أن نحسن علاقاتنا مع هذه الدول حتى مع العراق - علماً أن هذه البروتوكلات الشيعية كتبت في أثناء الحرب العراقية - الإيرانية ولذا فقد كتبوا : بعد سقوط صدام . وهاهم بدؤوا يُحسِّنون علاقاتهم مع صدام نفسه - لكي يمكننا إرسال عدد من المواطنين الإيرانيين إلى هذه الدول كعملاء لنا .
ولا يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس بل يلزم وجود برامج مدروسة لأننا ورثة ملايين الشهداء الذين قتلوا على يد الشياطين المتأسلمين (السنة) وجرت دماؤهم ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلماً بعلي-أي يعتقد بولايتهم كما يعتقد الروافض وهي الولاية التكوينية بأن لهم ولاية وتصرف في الكون كما يقول الخميني وهذا هو الكفر بعينه لأن التصرف في الكون من صفات الله تعالى ، ولكن هؤلاء الغلاة يتسترون باسم أهل البيت والتشيع لاخفاء معتقداتهم الضالة المضلة - وأهل بيت رسول الله ويعترف بأخطاء أجداده ويعترف بالتشيع كوارث أصيل للإسلام ، ثم يقترح المخطط على عملائه الذين يذهبون إلى دول الجوار كمهاجرين ما يلي
اولاً : شراء الأراضي والبيوت والشقق بأقصى ما يمكن وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويتزايدوا بسرعة
ثانياً : إنشاء العلاقة والصداقات مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية
ثالثاً : ترغيب الشيعة في احترام القانون - ظاهرياً - وطاعة واحترام منفذيه وموظفي الدولة والحصول على تراخيص رسمية وبكل تواضع للاحتفالات المذهبية - كالمناحات حيث يلطمون أنفسهم في شهر محرم بشكل وحشي - وبناء الحسينيات والمساجد - لأن هذه التراخيص الرسمية ستطرح مستقبلاً بمثابة وثائق رسمية - ويجب أن نجعل الأماكن ذات الكثافة السكانية هي موضع النقاش في المواقع الحساسة ، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يعيشون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة ، وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية عشرة مخططات تستغرق تنفيذ كل خطة خمس سنوات - كما يجب بطريقة سرية وغير مباشرة استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام والموجودة بكثرة في تلك البلاد ، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية هجومية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى ، ولاريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كثيرة من تلك الشعوب ، وفي النهاية إما أن يلقى القبض على تلك القيادات الدينية والشخصيات المذهبية أو أنهم سوف يكذّبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون الملتزمون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة ( أي أن الشيعة سوف يرتكبون أعمالاً مريبة للوقيعة بين الحكام والعلماء واستعداء الحكومات على الدعاة والدين ) وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم ، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية - وانظر كم يغيظهم ذلك - وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية أعمالاً مناهضة لنظامهم ، فضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد ، وسيفقد أهل السنة والوهابية مراكزهم الداخلية ، ولن يكون لهم أي حماية خارجية إطلاقاً
وفي المرحلة الثالثة .. حيث ثبتت صداقة عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار ويوجد عدد كبير منهم في السلك العسكري وهم يعملون بكل دأب ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية فسوف يلفتون نظر الحكام أكثر من ذي قبل وفي هذه المرحلة حيث تكون خلافات وتفرقة وكدر بين أهل الدين والحكام هنا يتوجب على بعض مشايخنا الشيعة المشهورين أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد في المواسم المذهبية ويبرزوا التشيع كمذهب لا خطر منه وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام ليلفتوا نظر الحكام ويحوزوا من ثَمَّ على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية - ترى ماذا فعل ابن سبأ اليهودي أكثر من هذا - دون خوف منهم أو وجل . وفي هذه المرحلة مع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا والأرصدة البنكية التي سوف نستحدثها ستكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دول الجوار ، ولاشك إن أصحاب رؤوس الأموال وفي سبيل تحقيق الربح والأمن والثبات الاقتصادي سيرسلون جميع أرصدتهم إلى بلادنا
وفي المرحلة الرابعة .. لدينا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات ، والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار والناس مضطربون ، وسوف يبيعون ممتلكاتهم بنصف قيمتها ، وفي وسط هذه المعمعة فإن عملاءنا ومهاجرينا وحدهم الذين يعتبرون من حماة السلطة والحكم ، وإذا عمل هؤلاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤا كبرى الوظائف الدينية والعسكرية ويضيقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام ، ومن مواقع كهذه يمكن بسهولة بالغة أن يوشى بالخدمة المخلصين لدى الحكام على أنهم خونة
وبهذه المؤامرات الخبيثة استطاع الشيعة فعلاً إسقاط الدولة العباسية في أيدي المغول فكان هذا هو جزاء من يثق بالشيعة - وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم أو استبدالهم عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام اكثر من ذي قبل ثانياً: إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد نفوذ الشيعة في الدوائر الحكومية
وفي العشرية الخامسة .. يكون الجو مهيأ للثورة لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي هي الأمن والهدوء والراحة والهيئة الحاكمة ستبدو كبارجة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل أي اقتراح لنجاتها، وفي هذه الفترة سنقترح من خلال شخصيات موثوقة ومشهورة تأسيس مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع وسنعطي الحكام حق مراقبة الدوائر وضبط الأمن ولاريب أنهم يقبلون بذلك وسيحوز مرشحونا بأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس ، وسيكون هذا الأمر سبباً في فرار التجار والعلماء وحتى الخدمة المخلصين ونحن سوف نستطيع تصدير ثورتنا - أي الرفض والتشيع - دون حرب أو إراقة دماء إلى بلاد كثيرة
وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في العشرية الأخيرة فيمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونستلب السلطة من الحكام والهدف هو تصدير الثورة لتزيين العالم بنور التشيع حتى ظهور المهدي
هذه هي خلاصة المؤامرة من مخططاتهم وكما ترون فهي لا تقل خطراً وخبثاً ومكراً عن بروتوكلات بني صهيون والماسونية وغيرها من قوى الكفر والظلام ، ولكن كما قال أحد بني جلدتهم عندما نشر هذه الخطة في صحيفته الفارسية قائلاً : إن ما يفعله الآيات يتوافق تماماً مع هذا الذي ننشره هنا ، وان كانوا بحمد الله قد ارتكبوا أخطاء بإثارتهم للسنة في الداخل وقتل علمائهم فانكشفت أوراقهم أمام العالم ، ولما جاءت قضية أفغانستان زادت فضيحتهم أمام الخاص والعام
يتبع العدد القادم إن شاء الله تعالى