يوفق الله عز وجل من عباده من يشاء وأحسب أني سموت إلى معالي الأمور ، وصبوت إلى أشرف المطالب ، وطمحت إلى أخطر المعاني ، وتوقلت في معارج الشرف ، وتسورت شرفات العز ، كل ذلك غيرة على أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أتعجب كثيرا من خامل الحس ، ضعيف النفس ، صغير الهمة ، قد رضي بالهون ، صاحبا واستوطأ مهاد الخمول ، وأخلد إلى الصغار ، واستنام إلى الضعة ، وقعد عما تسمو إليه النفوس العزيزة ، وترقى إليه الهمم الشريفة ، يضيق ذرعا بنا ، قد تمادى في غيه ، وانهمك في غوايته ، وأوضع في جهله ، وأوجف في غيه ، ومضى في عمايته ، وتهافت في ضلالته . ضل منهم من ضل واختار الباقي الأدنى دون الذي هو خير.
إن شرف الدفاع عن الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين لهو شرف لا يوازيه شرف ، وعمل من أجل الأعمال والقربات إلى الله عز وجل ، كيف لا وهم أحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصته . فهم الشهب الساطعة ، والنجوم الزاهرة ، والبدور الطالعة ، والسهام النافذة .
ومنذ أن من الله علي بهذا العمل الجليل فتح لي أبواب رحمته فأدام سبحانه وتعالى لي سوابغ النعم ، وجدد لي نوابغ القِسَم ، وضاعف لي هباته المتناسقة ، وظاهر علي بآلاءه المترادفة ، ومننه المتتابعة ، فوفقني في أمور الدنيا ، وأسأله عز وجل أن يدخلني الجنة برحمته ومنه وعفوه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وفي هذا الزمان كثر من ينادي بضرورة خروج الأمريكان من جزيرة العرب ، وهذه وصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ، لكنه غفل بضرورة القضاء على المنافقين وإجلاء المشركين من الجزيرة كما فعل رسولنا صلى الله عليه وسلم.
قال أبو الحسن الندوي رحمه الله : { ونجم النفاق " أي في المدينة النبوية " ورفع رأسه ، وكان ظاهرة طبيعية نفسية لا بد منها ، فإنما تظهر بادرة النفاق في بيئة تجمع بين دعوتين متنافستين ، وقيادتين متقابلتين ، هناك يوجد عنصر مضطرب يتأرجح بين هاتين الدعوتين ، ويتردد في إيثار إحداهما على أخرى ، وقد ينحاز إلى دعوة ، فيكون في معسكرها ، ويعطيها ولاءه وحبه العاطفي ، إلا أن مصالحه المادية ، وانتشار الدعوة المقابلة وانتصارها ، لا يسمح له بإعلان موقفه ، والانضواء إلى الدعوة الأولى ، وقطعه للحبال التي تربطه ببيئته الأولى }.
إلى أن قال رحمه الله : { وتكونت في المدينة جبهة معادية ، متسربة في المجتمع الإسلامي ، وكان على المسلمين أن يكونوا على حذر دائما ، فقد تكون أشد خطرا على الإسلام والمسلمين من الأعداء المجاهرين ، ومن هنا زخر القرآن بذكرهم وإزاحة الستار عنهم }. السيرة النبوية ص204،202
ومع هذه الزلازل والمحن استطاع رسول هذه الأمة صلوات ربي وسلامه عليه القضاء على هذه الفتنة المطلة برأسها فقطع دابرها ليتفرغ للعدو الظاهر.
وفي التاريخ نجد أن القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله قد طهّر بلاده من فلول الفاطميين الذين تحالفوا مع الفرنجة يوم أن كانت لهم دولة في مصر وهي الدولة الفاطمية وقد حاول هؤلاء قتله سنة 570 هـ داخل معسكر جيشه، ومرة أخرى سنة 571 هـ وهو محاصر لحلب...
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: "كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديما على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم "منهاج السنة لابن تيمية (4/ 110)
وهذا هارون الرشيد { المفترى عليه } رحمه الله يقضي على البرامكة المواليين للعلويين قبل أن يتوجه لقتال الكفار ويطهّر الصف الداخلي أولا من رجس المنافقين والمرتدين .
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يفتي بضرورة عزل وطرد النصيريين عن باقي المسلمين قال رحمه الله - : ومن المعروف عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من وجهتهم - أي وجهة النصيرية - وهم مع كل عدو للمسلمين ، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ) .. وقال رحمه الله فيهم : (فالحمد لله الذي يسر هذا الفتح في دولة السلطان بهمته وعزمه وأمره، وإخلاء الجبل منهم، وإخراجهم من ديارهم ) .
ولا يخفى على مطّلع ما فعل الرافضة عندما تمكنوا من زمام الأمور أبان ظهور الدولة الصفوية التي تعاونت مع الأعداء من البرتغال ثم الإنجليز ضد المسلمين وتشجيعها لبناء الكنائس ودخول المبشرين والقسس مع محاربتهم للسنة وأهلها وكيف أنهم أذاقوا المسلمين الويلات ونشروا كتبهم المليئة بلعن الصحابة والتعرض لأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين ، ففي هذه الدولة التي أسسها الشاه إسماعيل الصفوي فُرِض التشيع الاثنى عشري على الإيرانيين قسرا وجُعل المذهب الرسمي لإيران.ولقد أعمل سيفه في أهل السنة، وكان يتخذ سب الخلفاء الثلاثة وسيلة لامتحان الإيرانيين، فمن يسمع السب منهم يجب عليه أن يهتف قائلا: "بيش باد كم باد"، هذه العبارة تعني في اللغة الأذربيجانية أن السامع يوافق على السب ويطلب المزيد منه، أما إذا امتنع السامع عن النطق بهذه العبارة قطعت رقبته حالا، وقد أمر الشاه أن يعلن السب في الشوارع والأسواق وعلى المنابر منذرا المعاندين بقطع رقابهم.
كما تسببت هذه الدولة الرافضية في انحسار المد الإسلامي العثماني ؟ في أرجاء أوروبة، وطعن الخليفة العثماني في ظهره بزحفه على عاصمة الخلافة بينما كان يتغلغل بجيوشه في أحشاء النمسا إلى أن دخل قلب "فيينا"، وكادت أوربا تدخل في حظيرة الإسلام لولا اضطرار الجيش العثماني إلى الانسحاب والرجوع إلى الرافضة لدحرهم ودفعهم؟
واليوم يعيد التاريخ نفسه فالرافضة في إيران لم يسمحوا ببناء مسجد واحد لأهل السنة حتى اليوم على الرغم من أنها تضم على مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية اثني عشر كنيسة ، وأربع معابد يهودية وعددا من معابد المجوس عبدة النار ، كما أن هذه الدولة هي حليفة للأمريكان واليهود والوثائق والوقائع تؤكد ذلك ، وبهذا استطاع هؤلاء المجرمون القضاء على الوجود السني في إيران وتشيّع أعدادا لا تحصى من أبنائها تحت وطأة القهر والقوة والتنكيل .
كما أن الرافضة هم من سلّم أرض المسلمين في باكستان الشرقية لقمة سائغة للهندوس حتى يقيموا عليها الدولة المسخ "بنجلاديش ، يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله : "وهاهي باكستان الشرقية ذهبت ضحية بخيانة أحد أبناء "قزلباش " الشيعة يحيى خان في أيدي الهندوس .
وقد عارض شيوخ الشيعة في باكستان تطبيق الشريعة الإسلامية ، وقال زعيم مفتي جعفر حسين في مؤتمر صحفي بأن الشيعة يرفضون تطبيق الحدود الإسلامية ، لأنها ستكون على مذهب أهل السنة . ( الأنباء الكويتية في 1/5/1979م).
وفي لبنان حيث المخيمات الفلسطينية ، هناك الماضي الأسود لمنظمة أمل الشيعية التي خرج منها "حزب الله ": فقتلوا المئات من الفلسطينيين وأهل السنة في المخيمات الفلسطينية بداية من 20/ 5/1985م وحتى 18/6/ 1985م ودفعوا أهل السنة من الفلسطينيين لأكل القطط والكلاب وفعلوا ما لم تفعله إسرائيل وسقط من الفلسطينيين 3100 بين قتيل وجريح وذبحوهم من الأعناق واغتصبوا النساء هذه هي "منظمة أمل " التي انبثق منها حزب الله وخرج من عباءتها الذي يتشدق رافضة الجزيرة بالولاء لهم والانضواء تحت إمرتهم.
أخرجوا الرافضة من جزيرة العرب اجلوهم إلى إيران، أوليس ولاءهم المطلق لها ؟ ، لا تبقوهم يصولون ويجولون ، لا تدعوهم ينهون ويأمرون ، لا تثقوا بهم ولا تسلموهم رقاب المسلمين والتاريخ خير شاهد وأكبر دليل . فيجب علينا الحذر من كيدهم ، والتيقظ من مكرهم ، والتحصن من محالهم .
هؤلاء هم شيعة الباطل ، وفريق الشيطان ، وأتباع الغي ، هؤلاء هم ضواري الفتنة ، وسباع الغارة ، وفَرَاش النار ، هؤلاء هم أعداء الحق ، وجنود إبليس وأحزاب البدع ، وأهل الفرقة والزيغ .
هؤلاء هم خشارة الناس وندّاد العساكر ، وفلول الحروب ، وشذّاذ الأفاق ، وفضلات الرماح ، وشرّاد الأمصار.
إذا .. فاستعد لهذا الأمر وتأهب له ، وشد له حيازيمك ، وأرهف له غرار عزمك ، وأرصد له الأهٌبة ، ففي المثل : دمِّث لجنبك قبل النوم مضجعا ، وقبل الرماء تٌملاْ الكنائن ، وقبل الرمي يٌراش السهم.