[ALIGN=JUSTIFY]
قال معاوية _ رضي الله عنه _ يوماً للأحنف وحدَّثه حديثاً: أتكذبُ؟ فقال: والله ما كذبتُ مذ علمتُ أن الكذب يشين أهله.
وجاء في المسند من حديث الحسين _ رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال: (( أن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه )).
وكان السيد الإمام المبجل أبو بكرٍ الصديق _ رضوان الله عليه _ يأخذ بلسانه ويقول: (( هذا الذي أوردني الموارد )).
[ALIGN=CENTER]يقول الشاعر:
لي حيلة فـيـمـن ينمُّ *** وليس لي في الكذاب حيلة
من كان يخلق ما يقـول *** فـحـيـلـتي فيه قليلة[/ALIGN]
والآن لنرى ما فعل العلامة الشيخ محمد رضا المظفر في الكتاب المشهور المتداول عند عوام الشيعة ( عقائد الأمامية ) فإنه تقحم أمراً لا يحسنه ، وقفى ما ليس له به علم ، فقال على الله ، وتكلم في الله بغير علم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
قال كاذباً على الله تعالى ما نصه: (( 4) ليس له محلٌّ ولا يتّحد بغيره:
ومعنى الحلول: وجوده تعالى في محلٍّ، أو جهة وهو باطل؛ لاستلزامه الجسمية والاحتياج إلى المحل أو الجهة التي يحلُّ فيهما، كما أنّه لو حلًّ في جهة أو مكان لخلتْ منه الجهات والأمكنة الأخرى، والله تعالى لا يحدّه مكان ولا جهة، بل موجود في كل جهة ومكان، وهو خالقهما تبارك وتعالى )).
أولاً: انظروا إليه.. فليس معه دليل واحد من القرآن الكريم على ما يدَّعي.
ثانياً: ولا دليلاً واحداً أيضاً من السنة الشريفة الموضحة الشارحة للقرآن العظيم.
ثالثاً: لا أثر أو خبر صحيح مستقيم عن الصحابة الذين عاشوا وقت التنزيل.
رابعاً: من يتدبر كلامه السابق يشعر أنه تنقيص من الله تعالى إذ ليس فيه مدحٌ ولا كمالٌ يثبت لله عز وجل. فهو لا يقبل لنفسه جوف الخنزير ولا الحش ولا أماكن القذارة، فكيف يقبلها في الكامل الخالق المعبود الذي له الكمال المطلق!!
خامساً: قياسه الفاسد للكامل المنزه عن كل نقص وهو الله تبارك وتعالى على المخلوق المربوب الناقص الحقير وتشبيهه الخالق بالمخلوق. فلماذا لا يتقيد بألفاظ القرآن العظيم، بدلاً من أن يتخبط ويكذب ويدلس ويلبس على العوام، وإلا للزم من فعله هذا أن لو تُركنا بلا كتاب ولا سنة لكان أهدى للناس، لأنها ما زادتهم إلا حيرةً وضلالةً وضيعةً، عياذاً بالله من ذلك! بل هي هدى وشفاء لما في الصدور.
سادساً: ذكر وأثبت قبل صفحات في نفس الكتاب الصفات التالية: ( العلم )، ( القدرة )، ( الحياة )، ( الإرادة )، ( الإدراك! )، ( قديم أزلي )، ( متكلم )، ( صادق! ).
ولم يقل بأنها تستلزم الجسمية والاحتياج كما فعل في المكان؟!! فابن آدم (يعلم)، و (يقدر)، وهو (حي)، و (يريد)، و (يدرك)، و (يتكلم)، و (يصدق)، و (يكذب!...كما يفعل المظفر الآن!). فإذا لم تكن هذه الصفات التي أثبتها المظفر مستلزمه للجسمية والاحتياج، فكيف يجوز أن يجعل الرب تبارك وتعالى وصفاته وأفعاله مثل الجسم وصفاته وأفعاله؟!.
[ALIGN=CENTER]يقول الشاعر:
والصدق يألفه الكريم المرتجى *** والكذب يألفه الدنيء الأخيب[/ALIGN]
سابعاً: قد أثبت العلامة الشيخ المظفر صفة (القدرة)، فلماذا ينقضها بقوله: (...والاحتياج إلى المحل أو الجهة التي يحلُّ فيهما، كما أنّه لو حلًّ في جهة أو مكان لخلتْ منه الجهات والأمكنة الأخرى ). فهذا تناقض صارخ وتخبط واضح بسبب عدم وجود الدليل معه من القرآن الكريم. فلماذا لا يسلِّم ويقول: نؤمن بربٍ يقدر أن يفعل ما يشاء؟ كما قال تعالى: (( قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) (29) سورة آل عمران.
بدلاً من أن يقفوا ما لا علم له به! كما قال تعالى: (( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) (36) سورة الإسراء.
[ALIGN=CENTER]قال الشاعر:
قدِّر لرجلك قَبْل الخَطْوِ موضعها *** فَمَن علا زلقاً عن غرةٍ زَلَجا[/ALIGN]
ثامناً: تأمـلوا في الآيات التالية في بيان أنه سبحانه وتعالى في العلو، وله سبحانه الفوقية التي نفاها شيخهم، وإليكم هذه النصوص القرآنية المحكمة التي تجاهلها كلها العلامة الشيخ المظفر، وألقى بها عرض الحائط، ولم يأتِ ولا بواحدٍ فقط، على الأقل في مَعرِضْ الرد!! مع أننا نجده يستدل بآيات القرآن الكريم في قضايا ومسائل أخرى فهل سبب ذلك: (الهـوى.. الذي أعمى وأصمَّ الكثير عن إتباع الحق..)!!
قال تعالى: (( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ )) (16) سورة الملك.
وقال أيضاً: (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) (10) سورة فاطر.
وقال أيضاً: (( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )) (255) سورة البقرة.
وقال أيضاً: (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )) (62) سورة الحـج.
وقال أيضاً: (( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ )) (9) سورة الرعد.
وقال أيضاً: (( بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )) (158) سورة النساء.
وقال أيضاً: (( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ )) (18) سورة الأنعام.
وقال أيضاً: (( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) (50) سورة النحل.
وقال أيضاً: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) (5) سورة طـه.
وقال أيضاً: (( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) (54) سورة الأعراف.
وقال أيضاً: (( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ )) (38) سورة القصص.
وقال أيضاً: (( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ )) (5) سورة السجدة.
وقال أيضاً: (( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) (3) سورة الحديد.
وقال أيضاً: (( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )) (4) سورة المعارج.
وقال أيضاً: (( قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً )) (42) سورة الإسراء.
وقال أيضاً: (( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا )) (3) سورة الجن.
وقال أيضاً: (( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ )) (51) سورة الشورى.
وقال أيضاً: (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى )) (1) سورة الأعلى.
وقال أيضاً: (( إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى )) (20) سورة الليل.
فلماذا يتجاهل العلامة الشيخ محمد رضا المظفر كل هذه الأدلة القطعية من نصوص القرآن الكريم وغيرها كثير بسبب تخرصاته وتوهماته وضنوناته التي لا أصل لها، ولا صحة، فجعلته يضيع طريق ربه، ويضيع معه الكثير من عوام الشيعة المساكين؟!![/ALIGN]