دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجتمع الدولي إلى مكافحة "الإرهاب " الذي وصفه بأنه آفة القرن الـ 21, وذلك في أول رد فعل له على الهجوم في قطار الأنفاق جنوبي غربي موسكو صباح اليوم والذي أسفر حسب آخر حصيلة رسمية, عن مقتل خمسين شخصا وإصابة أكثر من مائة آخرين بجروح.
وقال بوتين أثناء لقائه بنظيره الأذربيجاني إلهام علييف إن الأسرة الدولية لن تكون قادرة على دحر" الإرهاب" ما لم توحد جهودها لمواجهته. من جهته قدم علييف الذي يزور موسكو حاليا تعازيه للرئيس الروسي.
وأفاد مراسل الجزيرة في موسكو نقلا عن مصادر أمنية روسية أن امرأة قد تكون وراء الانفجار, مشيرا إلى أن السلطات الأمنية ترجح فرضية العمل "الإرهابي "الهادف إلى زعزعة الاستقرار مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الشهر القادم.
وأضاف المراسل أن ما يربو على 250 شخصا أصيبوا بالصدمة جراء الانفجار الضخم الذي وقع في وقت الذروة صباح اليوم وأدى إلى تدمير العربة الثانية في القطار. وأوضح أن أكثر من 100 سيارة إسعاف أجلت جميع المصابين قرب محطة بافليتسكايا.
وقال إن مصدرا خاصا أبلغ الجزيرة بأن عدد القتلى هو أكثر بكثير من العدد المعلن, وإن السلطات تخشى الإعلان عن الرقم الحقيقي خشية ردود أفعال سلبية في أوساط الرأي العام. وفي هذا الصدد قال متحدث باسم وزارة الطوارئ إن من الصعب إعطاء حصيلة دقيقة للهجوم بسبب الكم الهائل لأشلاء الجثث المتناثرة في موقع الانفجار.
مسؤولية الانفجار
الانفجار أحدث حالة من الهلع وسط المواطنين (رويترز)
وذكر المراسل أن السلطات الأمنية تدرس الآن الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة الموجودة في محطة قطارات الأنفاق. وقدر ناطق باسم الشرطة أن الانفجار وقع بمفعول قنبلة بحجم كيلوغرام من مادة TNT المتفجرة.
وقال إن أي جهة لم تعلن لحد الآن مسؤوليتها عن الانفجار ولم توجه السلطات الاتهام إلى أي طرف, موضحا أن جميع المصادر أكدت أن الهجوم يهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مارس/ آذار المقبل, كما يهدف إلى النيل من سمعة بوتين الذي يحظى بدعم 70% من الناخبين الروس.
وتوقع المراسل أن تتواصل الانفجارات في المدن الروسية والعاصمة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن بعض القوى تحاول أن تقاطع الانتخابات وأن الانفجار سوف يخلق الهلع بين صفوف المواطنين الذين قد يتراجع عدد كبير منهم عن المشاركة في الانتخابات.
يذكر أن آخر هجوم تفجيري شهدته موسكو نفذته امرأتان قبل ثمانية أشهر وأسفر عن مقتل 13 شخصا في أحد الاحتفالات في الخامس من يوليو/ تموز الماضي.
كما حدث هجوم مماثل قبل الانتخابات البرلمانية قبل ثلاثة أشهر أسفر عن مقتل نحو 37 شخصا في أحد القطارات بالقرب من الشيشان جنوب روسيا, واعتبره بوتين آنذاك عملية إرهابية تهدف إلى تخريب الانتخابات.
المصدر :الجزيرة