بارك الله فيك اخي النعمان :
.. حصار عثمان وقتله والخروج عليه..
لما اشرف عثمان على الذين حاصروه قال :
( يا قوم! لا تقتلوني , فاءني وال وأخ مسلم , فوالله ان أردت الاصلاح ما استطعت
أصبت أو أخطأت , وانكم ان تقتلوني لا تصلوا جميعا" ابد" , ولا تغزوا جميعا ابدا"
ولا يقسم فيؤكم بينكم ) . فلما أبوا, قال :
(( للهم أحصهم عددا" واقتلهم بددا" ولا تبق منهم أحدا" )) .
قال مجاهد : فقتل الله منهم من قتل في الفتنة, وبعث يزيد الى أهل المدينة
عشرين الفا" فأباحوا المدينة ثلاثا" يصتعون ما شاءوا لمداهنتهم . (1)
وقد كان مع عثمان – رضي الله عنه – في الدار نحو ستمائة رجل فطلبوا
منه الخروج للقتال , فكره وقال : انما المراد نفسي , وسأقي المسلمين بها!!
فدخلواعليه من دار أبي حزم الأنصاري فقتلوه.والمصحف بين يديه فوقع شئ
من دمه عليه . (2)
ووقع بقتل عثمان –رضي الله عنه – ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
ابا موسى الأشعري- رضي الله عنه- عندما حرك عثمان باب النبي صلى الله عليه
وسلم مستاذنا" وهو عند بئر أريس ذات يوم – وكان أبو موسى بوّابه ذلك اليوم
فقال: من هذا؟ فقال عثمان بن عفان , فقال أبو موسى على رسلك ورجع الى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبره, فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه .(3)
وقتل عثمان –رضي الله عنه- ومضى الى ربه شهيدا" سعيدا" مضرجا" بدمه
وقد قتلته الطغمة المفسدة التي ضاقت ذرعا" بعدله ورحمته وعطفه وتواضعه
وكرمه وسخائه وفتوحاته.
حقا" لقد كانت خسارة المسلمين بقتله عظيمه وجليله وفتح القاتلون بابا" من الشر
عريضا" يصوره أيمن بن خزيم بن فاتك فيقول:
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى
وأي ذبح حرام ويلـــهم ذبــــحوا
وأي سنة كفــــــرســـنّ أولهــــم
وباب شر على سلطانهم فتــــحوا
ماذا أرادوا أضل الله سعـــيهم
بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفكوا
ولقد كان وقع المصيبه على نفوس الصحابه عظيما" فجلّلهم الحزن وفاضت مآقيهم
بالدموع ولهجت ألسنتهم بالثناء على عثمان والترحم عليه
وقام حسان بن ثابت – رضي الله عنه – يرثي عثمان ويكثر البكاء والتفجع لمقتله
وهجاء قاتليه وقرعهم بما كسبت ايديهم فقال :
أتركتم غزو الدروب وراكم
وعزوتمونا عند قبر محمد
فلبئس هدي المسلمين هديتم
ولبئس أمر الفاجر المتعمد
وكان اصحاب النبي عشية
بّدن تنحر عند باب المسجد
فابك أبا عمروا لحسن بلائه
امسى مقيما" في بقيع الغرقد
وقال ايضا"
ضحوا بأشمط عنوان السجود به
يقطع الليل تسبيحا" وقرآنا
صبرا" فدي لكم أمي وما ولدت
قد ينفع الصبرفي المكروه احيانا"
فقد رضينا بأهل الشام نافرة
وبالأمير وبالاخوان اخونا"
اني لمنهم وان غابوا وان شهدوا
ما دمت حيا" وما سميت حسانا"
لتسمعـــن وشيكا" في ديارهم
الله أكبر يا ثارات عثمانا"
لقد تعب عثمان طويلا" وهو يحمل أعباء الخلافة ولأواءها طيلة اثني عشرة سنة
رافعا" الرايه بيمينه وكل همه الأ تسقط ما دام حيا" وأن يلقى الله تعالى وليس في
عنقه قطرةّ دم لآمرئ مسلم.
ذهب عثمان السابق الى الاسلام ... وذهب ذو النورين .. وصاحب الهجرتين
الذي جهز جيش العسرة واشترى بئر رومة ووسع المسجد النبوي ... ومضي الى الله
تعالى- ذاك الرجل الذي حرر الأرقاء .. ووقف طويلا" عند مقام ابراهيم يقيم الليل
بركعه يختم فيها القرآن .. ذهب الذي جمع الأمة على المصحف والذي دوخت جيوشه
جحافل المجوس والرومان.. فهنيئا" له الشهادة .
ونعود لدعاء عثمان رضي الله عنه على الخوارج وأهل المدينه عندما اصروا على قتله
رضي الله عنه وقال : (( للهم أحصهم عددا" واقتلهم بددا" ولا تبق منهم أحدا" )) .
قال مجاهد : فقتل الله منهم من قتل في الفتنة, وبعث يزيد الى أهل المدينة
عشرين الفا" فأباحوا المدينة ثلاثا" يصتعون ما شاءوا لمداهنتهم .
وصدق والله عثمان عندما قال : , وانكم ان تقتلوني لا تصلوا جميعا" ابد" , ولا تغزوا جميعا ابدا"
ولا يقسم فيؤكم بينكم ) وها نحن ومنذ عهد عثمان الي يومنا هذا لم تجاهد تحت راية واحده
رضي الله عنك يا عثمان فوالله ما اخزاك الله ابدا" واستجاب لدعائك ومن عهدك الي
يومنا هذا ونحن في فتن وبلاء وفرقه ..
رحمك الله ورضي عنك وجمعنا بك في مستقر رحمته .. آمين
تأمل قول حسان سلمت لمحبك في الله معاويه.. ..