الصفحة رقم (1)
منتديات موقع يا حسين الحوار الإسلامي الحوار الشيعي التطبـيـر : دماء تنبض (يا حسين) تعيد نبض البشرية!
عدد الصفحات » (3): 1 2 3 < الموضوع السابق الموضوع التالي >
الكاتب الموضوع
الخيال الحسيني
عضو
تاريخ التسجيل » May 2002
البلد »
عدد المشاركات » 18
بمعدل » 0.03 مشاركة لكل يوم
التطبـيـر : دماء تنبض (يا حسين) تعيد نبض البشرية!
قبل نحو خمسة وأربعين عاما؛ شد الكولونيل البريطاني (لبنس هوبت) رحاله متوجها وفرقته العسكرية إلى العراق - الذي كان آنئذ تحت الانتداب الإنجليزي - للقيام بمهامه التي أوكلت إليه. لكن (هوبت) لم يكن يخطر بباله أثناء رحلته تلك أنها ستغير مجرى حياته كليا، وأنه على موعد لركوب سفينة النجاة!
لقد وجد الكولونيل نفسه في عالم جديد لم يعهد مثيلا له من قبل، ليس لأن العادات والتقاليد والسمات الاجتماعية تختلف عن مجتمعه الذي كان يعيش فيه، حيث إنه كان مستوعبا لذلك بالطبع، بل لأنه عايش أجواء هزّته من الأعماق طوال خمس سنوات كانت فترة مقامه في تلك البلاد.
إنها صور ومشاهدات رأتها عيناه فانطبعت في ذهنه وساورته في نفسه، وبقي يفكر ويتأمل فيها متسائلا: لماذا يفعل هؤلاء ما يفعلونه؟ لمَ كل هذا البكاء؟ لمَ كل هذه الدماء؟
وفي ليلة مهيبة جللها الحزن والسواد؛ وقف على مقربة مما يريد فهمه واستيعابه، فشاهد الآلاف المؤلفة من كل حدب وصوب، تنتحب وتندب وتلطم وتشج رؤوسها وتضرب أجسادها وهي تتوجه في مواكب منظومة منتظمة إلى حيث شُيِّدت قبة ذهبية على ضريح بات محورا تجتمع حوله الخلائق بشتى أصنافها.
لم يدرِ (هوبت) لماذا لم يستطع كبح جماح نفسه عندما رأى تلك المناظر فدمعت عيناه لا إراديا، بيد أنه أحس بأن ثمة أمرا فطريا يحرّك كل هذه الجماهير، ذلك الأمر الذي لم يستطع هو بنفسه مقاومته حينما تقاطر الدمع من عينيه.
وكانت الخطوة الأولى! عندما سأل أحدَ من كان هناك عن الذي يجري، فأجابه قائلا: (إنه الحسين)!!
وهكذا استطلع (هوبت) الأمر وبحث فيه، ليجد نفسه غارقا في عشق الحسين عليه الصلاة والسلام. وبعدما علم بقصة ثورته العظيمة، وبالمُثُل والمبادئ، والقيم والسجايا، التي استشهد صلوات الله عليه من أجلها، لم يجد (هوبت) مفرا من أن يعتنق عقيدة الإسلام قائلا: (أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن عليا ولي الله).
وبهذا أصبح اسمه (عبد الله هوبت) بدلا من (لبنس هوبت) ليصوغ بذلك حياة جديدة لنفسه، فهو كأنما قد وُلِد من جديد في عالم جديد مفعم بروح الإيمان وعبق الولاية.
وبينما كان (عبد الله) يستعد - للمرة الأولى - لدخول حرم الحسين عليه الصلاة والسلام، استعادت ذاكرته وقائع ما جرى في ذلك المكان قبل ما ينيف على 1300 عام، فانتابته مشاعر لا يمكن وصفها. لقد تملكته العبرة، وفي كل خطوة كان يخطوها كان قلبه يزداد خفقانا، ودموعه تسيل على خديه. وعندما اخترق تلك الجموع، ووصل إلى ذلك الضريح المقدس، التصق به بما يشبه الالتحام، حيث كان يشعر وكأن الإمام قد استقبله بذراعيه، فارتمى بين يديه!
في تلك الأثناء؛ حيث كان يقبّل الضريح مناجيا باكيا.. عاهد (عبد الله) إمامه صلوات الله عليه بأن يبقى على ولائه له مدى الحياة، وأن يبذل كل ما يستطيع بذله من أجل أن يعرف الناس قضيته ومظلوميته ورسالته.
وظلَّ الرجل وفيا لعهده. فحينما عاد إلى لندن في عام 1962 للميلاد، جمع معارفه وأصدقاءه وكل من استطاع جمعه، وشرع بقراءة مقتل الحسين عليه الصلاة والسلام. وسرعان ما انتشر حديثه بين الناس وذاع صيته، فبدؤوا يلتفون حوله ويزدادون يوما بعد يوم.
وبذلك حاز الكولونيل (عبد الله (لبنس) هوبت) شرف كونه أول من أقام مجلسا حسينيا في العاصمة البريطانية. فرحمة الله تعالى ورضوانه عليه. وهنيئا له الجنة.
ربما كان (عبد الله هوبت) موقنا بأن ذكر إمامه الحسين عليه الصلاة والسلام سينتشر في كل أرجاء الأرض، وأنه بدلا من أن يكون في بلاده مجلس واحد كان يقيمه بنفسه، فستكون هناك عشرات بل مئات من المجالس. ربما كان يدرك بأن القضية الحسينية ستظل خالدة في الضمائر الحية، وأن ذلك كفيل بتوسع نطاقها لتعم العالم أجمع فلا تكاد تخلو بقعة واحدة منه من مجلس يرثي الحسين صلوات الله وسلامه عليه وينقل أقواله وتعاليمه ووصاياه.
إلا أنه ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، ستُقصَف فيه كربلاء وتُدمَّر القبة الحسينية المقدسة على مرأى من البشرية التي لم تحرك ساكنا!
ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، ستُمنع فيه شعائر أبي عبد الله صلوات الله عليه ويُنَّكل بمن يقيمها في مهدها ومنبعها؛ أرض العراق وبلاد إيران!
ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، ستُوجَّه فيه أصابع الاتهام إلى من يتمسك بالتراث الحسيني العظيم بدعوى أنه (متشبث بالأساطير والخرافات والممارسات البالية)!
ربما لم يكن عالما بأن زمنا ما سيأتي، سيُعتبر فيه البكاء على الحسين (حالة غير حضارية)! واللطم لأجله (ممارسة رجعية)! والتطبير لمواساته (جريمة لا تقبلها الإنسانية)!
تُرى.. كيف ستكون حال (عبد الله هوبت) لو أنه عمّر إلى حين أن يرى كل ذلك بعينيه؟! لا شك أن قلبه كان سيعتصر ألما. ليس لأن عشاق الحسين عليه الصلاة والسلام محاربون - فذلك أمر أزلي ما دام الصراع بين الحق والباطل - بل لأن الذين انضموا إلى محاربتهم هذه المرة أناس يدعون أنهم منهم! ولأن الأسلحة الجديدة التي لجئوا إلى استخدامها ضدهم، هي أسلحة فتوائية!
(ماذا يريد هؤلاء)؟! لعل هذا هو السؤال الذي سيراود الكولونيل البريطاني المتشيّع إذا ما كان حيا بيننا الآن. إنه السؤال ذاته الذي دار في أذهان عشاق الحسين عليه السلام قبل سنوات، لكنهم اليوم ما عادوا يشغلون أنفسهم بالإجابة، فهم أيقنوا أن تلك المحاربات لم تزدهم إلا عزيمة وإصرارا، وأن الجماهير التي تحيي شعائر سيد الأحرار والشهداء صلوات الله عليه في ازدياد ونماء يوما بعد يوم.
في لبنان لم يكن يتجاوز عدد المطبرين من أهله قبل (الفتوى إياها) أكثر من أربعة آلاف، لكن العدد ارتفع هذا العام إلى أكثر من ثلاثة وعشرين ألفا، منهم النساء والأطفال. وقد استمرت مواكب التطبير إلى أكثر من سبع ساعات، بدأت منذ صلاة الفجر حتى ما بعد الظهر، حيث تنطلق المواكب من مختلف البقاع، ومن النبطية بقيادة الشيخ العالم الفذ عبد الحسين صادق، ومن جبل عامل، ومن بيروت، ومن غيرها. وتسير المواكب المهيبة وترى المطبرين بالآلاف في الشوارع والميادين العامة، حتى يكاد لبنان كلّه ينطق في يوم العاشر: (حيدر.. حيدر)!
ومن العجيب أن من بين المطبرين مسيحيون مارونيون! إذ ينقل أحد آيات الله أنه شاهدهم يوم العاشر وقد شجوا رؤوسهم، وقد حاول أن يتحدث معهم ليستفهم منهم عن أسباب إقدامهم على هذا وهم على دين آخر، إلا أن انشغالهم بما كانوا فيه، وانخراطهم في المواكب العظيمة حال دون أن يستكمل حديثه معهم.
ورغم ما تقوم به جهات حزبية، وأخرى طفقت إلى طموح مرجعي، من عمل دؤوب للانقضاض على تلك الشعيرة المقدسة، إلا أن شعب لبنان لا يزال على أصالته وتمسكه بتراثه الحسيني السامي. لقد وظفت تلك الجهات أموالها ظنا منها أنها قد تتمكن بها من إيقاف هذه الجماهير عن مواساة أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه، غير أن الحسين أبى! ويأبى الله ورسوله والمؤمنون!
ويبقى لبنان الأبرز في إحياء الشعائر الحسينية المقدسة، كونه محط أنظار الشرق كله، ومحطة إعلامية يصل مداها إلى العالم كله. من هنا وصل صوت الحسين عبر وكالات الأنباء والتلفزات العالمية ومختلف وسائل الإعلام التي غطّت ونقلت وصورت الحدث الكبير.
في سوريا سُيِّرت المواكب التي انخرط فيها ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من المطبرين، متوجهين إلى حرم عقيلة الهاشميين زينب بنت علي صلوات الله وسلامه عليهما لمواساتها في أخيها الحسين صلوات الله وسلامه عليه، ولإعلان استرخاصهم دماءهم في سبيله وفي سبيل إحياء قضيته.
وطافت المواكب الشوارع أمام آلاف من الجماهير التي احتشدت لرؤيتها. وكانت ثمة نسوة تطبَّرن في إحدى الحسينيات.
ورغم أن جهات طفقت إلى طموح مرجعي في لبنان سعت - حتى ماليا - لأجل ثني القيادة السورية عن قرارها بالسماح لعشاق الحسين بتنظيم مواكبهم وشج رؤوسهم، إلا أن المواكب استمرت بعدما لم تلتفت القيادة السورية لتلك الأصوات.
ويظل الحرم المطهر لكعبة الأحزان زينب صلوات الله عليها، موئلا لكل العاشقين الذين يسيرون بسيرتها عندما نطحت جبينها بمقدم المحمل فسال دمها الطاهر المقدس من تحت القناع ليعلن للبشرية أن دماء أيٍ كان ليست أغلى من دماء الحسين!
في باكستان لا يمكن إحصاء عدد المطبرين اليوم! إذ هم يتجاوزون الآلاف المؤلفة، وتصل بعض الأقوال إلى أن عددهم يتعدى خمسة وثلاثين الفا، رغم أنهم قبل (الفتوى إياها) لم يكن بينهم مطبّر واحد! حيث أن الباكستانيين اعتادوا على إدماء ظهورهم لا رؤوسهم، وذلك بكيفية خاصة تستخدم فيها المشارط المربوطة بالزناجير. وحرصا منهم على إحباط المؤامرة ضد الشعائر الحسينية المقدسة، فإنهم عمدوا منذ صدور (الفتوى إياها) إلى إدماء رؤوسهم بالسيوف والقامات بعدما يحرقون تمثالا خشبيا يمثل مَن أفتى، معلنين براءتهم منه ومن كل من يسعى إلى الانقضاض على شعائر أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
وأهل باكستان مفخرة من مفاخر الشيعة والتشيع، إذ إن ولاءهم لأئمتهم لا يمكن لأحد أن يساوم عليه، وقد كانوا منذ أمد التاريخ حتى يومنا هذا مضربا لأمثال الشجاعة والإباء والذوبان المطلق في محبة أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم.
في أفغانستان ورغم الحكم الطالباني الوهابي الجائر، فإن الشيعة هناك أحيوا شعائر أبي عبد الله عليه السلام، حتى في كابول العاصمة! حيث نقلت (رويترز) و(أ.ف.ب) عن مراسليها هنالك أن شيعة آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قاموا بشعائرهم في يوم العاشر دون أن تتمكن السلطات من إيقافهم. لقد ظهر وكأن يد طالبان في ذلك اليوم مغلولة تماما إذ يقول مراسلا الوكالتين أنهما (لم يجدا تفسيرا منطقيا لعدم تمكن طالبان من إيقاف المسيرة)!
إنهما لا يعلمان أن صرخة (حيدر.. حيدر) تهز الأرض تحت عروش الظالمين!!
إنه الحسين.. من يستطيع أن يقف بوجه الحسين؟!
__________________
إن كان رفضاً حب آل محمدٍ.. فليشهد الثقلان أني رافضي..
حب علي بن أبي طالب.. أحلى من السكر للشارب.. من لم يحب بن أبي طالب.. أمه زنت به وأبو ناصبي..
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
16-05-2002 02:46 PM
الخيال الحسيني
عضو
تاريخ التسجيل » May 2002
البلد »
عدد المشاركات » 18
بمعدل » 0.03 مشاركة لكل يوم
في آذربيجان المستقلة وصل عدد المطبرين إلى حدود الخمسة آلاف، وينقل أحد الآذربيجانيين أن التطبير في آذربيجان لم يتوقف قط حتى في فترة الحكم السوفييتي الشيوعي! فرغم أن السلطات كانت آنئذ تحارب كل المظاهر الإسلامية، بما فيها شعيرة صلاة الجماعة، والأذان، إلا أنها لم تكن قادرة على كبح سيل المطبرين يوم العاشر، لقد كان العسكر الشيوعي يرتعد خوفا ما إن يرى عشاق الحسين عليه السلام مرتدين أكفانهم البيضاء التي لطختها دماؤهم الحمراء حاملين تلك السيوف هاتفين (حيدر.. حيدر)!
ولذا فإن الشيوعيين في حكمهم لآذربيجان، ما كانوا يتعرضون إلى شيء اسمه الشعائر الحسينية، بل إنهم كانوا يعتبرون يوم العاشر من محرم يوما خارجا عن نطاق سيطرتهم!
ويتحدث أهل آذربيجان عن الكرامات والمعجزات التي تقع لهم في ذلك اليوم العظيم، عندما يحملون راية أبي الفضل العباس صلوات الله عليه التي لا يستطيع أحد حملها لضخامتها إلا يوم العاشر! فتنطلق بهم من جادة إلى أخرى حتى يستقر بها المقام في منطقة ما، فيبدؤون هناك بمراسيمهم العظيمة.
في العراق ورغم الحظر الصدامي الشديد، إلا أن المؤمنين هنالك يقيمون شعائر الحسين عليه السلام في البيوت المغلقة وبعض السراديب، وسط تكتم شديد.
وثمة مشهد ذا دلالة عميقة ينقله شهود عيان زاروا العراق في الآونة الأخيرة، يقول هؤلاء: (عندما زرنا مرقد أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في النجف الأشرف، لاحظنا أن ثلاثة من المؤمنين في الشارع يدفعون سيارة بدت معطلة، إلى هنا لم يكن الأمر غريبا بالنسبة لنا، إلا أننا وبعد وصولنا إلى كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، فوجئنا بعد يومين أو ثلاثة بالأشخاص أنفسهم والسيارة ذاتها في الوضعية نفسها! إذ كانوا يدفعونها أيضا وقد بدت عليهم معالم الإجهاد والتعب. فسألناهم عما يحدث فأجابونا قائلين: إن صدام اللعين منع كل شعيرة كنا نمارسها، حتى أنه منع زيارة أبي عبد الله مشيا على الأقدام، وهو ما نفعله عادة وكثير من المؤمنين الذين يسيرون على أقدامهم من النجف إلى كربلاء للزيارة، وفي الفترة الأخيرة كان كل من يقوم بذلك يتعرض للاعتقال والتعذيب! وكي نتحاشى جلاوزة النظام فإننا أوهمناهم بأننا ندفع هذه السيارة المعطلة، فكانوا عندما يمرون إلى جانبنا لا يرتابون بشأننا، وبهذه الطريقة استطعنا أن نسير على أقدامنا من النجف إلى كربلاء لزيارة سيدنا ومولانا أبي عبد الله، رغم أن قوانا قد خارت لكن كل شيء يهون في سبيله صلوات الله عليه)!!
.. حقا كل شيء يهون فداء لتراب نعلي أبي عبد الله الحسين!
في الإحساء ورغم الطوق الأمني إلا أن عدد هيئات التطبير يبلغ خمسة، حيث يشارك المئات في إحياء الشعيرة المقدسة دون أدنى التفات لـ (الطوق) أو(الفتوى) يقودهم إلى ذلك إيمانهم بإمامهم والتزامهم بشعائرهم وتمسكهم بمراجعهم.
ويضرب أهل الإحساء أروع أمثلة الصمود والتحدي يوما بعد يوم، فليت شيعة العالم يخطون خطاهم، ولو أنهم فعلوا ذلك لارتفعت رايتهم وقويت شوكتهم وتحققت عزتهم!
في الكويت ارتفع عدد هيئات التطبير إلى خمسة بدلا من ثلاثة، وشاركت النساء في التطبير في حسينية خاصة هذا العام للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد. ويتجاوز عدد المطبرين حوالي الألفين والخمسمئة. وتميزت صحيفتا (الوطن) و(الرأي العام) بتغطية فعاليات مجالس التطبير حيث أفردت صفحاتها الأولى لنقل الوقائع.
ورغم حرب المنشورات الدعائية التي وُزِّعت بغرض إحلال ما يسمى بـ (التبرع بالدم) محل الشعيرة المقدسة إلا أن المؤمنين لم يكترثوا بها وحرصوا على إقامة شعائرهم في يوم عاشوراء العظيم. ورصد بعض المهتمين عدد من شاركوا بما يسمى بـ (التبرع بالدم) فوجدوا أن عددهم لم يتعدَّ أصابع اليدين، حيث بقيت تلك المقرات التي أُعِدّت لهذا الغرض خالية من أي تواجد أو حضور ملحوظ.
وتميزت حسينية بن نخي في إقامة مراسم (المشق) ليلة العاشر، في حين تميزت حسينية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الكربلائية بالحضور الكثيف صبيحة يوم العاشر حيث أجريت مراسم التطبير بحضور ومشاركة جمع من آيات الله والعلماء والخطباء.
وكان أصغر مطبّر هذا العام في الكويت، طفل لم يتجاوز عمره تسعة أشهر، أسال والداه دمه موافقة لدم عبد الله الرضيع صلوات الله عليه. هنيئا لهذا الولد!
ومن البلدان الأجنبية التي جرت فيها مراسم التطبير هذا العام: كندا (ثلاث هيئات في مونتريال للسنة الخامسة على التوالي)، هولندا (هيئة في أمستردام)، أستراليا، بريطانيا (ثلاث هيئات في لندن)، السويد، الدانمارك، النرويج، الولايات المتحدة (هيئتان واحدة في ديترويت والأخرى في واشنطن العاصمة للمرة الأولى هذا العام بجهود الشيخ مكي آخوند).
ومن البلدان العربية؛ جرى التطبير للعام الثاني على التوالي في الأردن عند مقام جعفر الطيار صلوات الله وسلامه عليه، وقد تجاوز المطبرون عند المقام هذا العام الألفين بعدما كانوا في العام الفائت بحدود الثمانمئة.
وأقيمت الشعيرة المقدسة في دبي بالإمارات العربية المتحدة أيضا.
وهناك بلدان أخرى أدمى فيها عشاق الحسين عليه السلام أنفسهم مواساة له، إلا أنه لم يمكن التوصل إلى معلومات بشأنها.
أما في إيران فقد طرأ تطور ملفت في إحياء الجماهير المؤمنة للشعيرة المقدسة، تلك الجماهير التي أثخنتها الجراح جراء (الفتوى إياها)، وهي الفتوى التي جاءت متناقضة مع القواعد الشرعية والحضارة الإنسانية واحتُسِبت تجاوزا على الحوزات العلمية وفقهائها الكبار.
ويتمثل التطور في تسيير المؤمنين لمواكب التطبير في الشوارع العامة رغما عن أنف المخابرات، في تحدٍ واضح لها ولكل من يعتزم النيل من شعائر أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
في أصفهان طبّرت جموع تجاوز عددها خمسة آلاف يوم العاشر على مرأى من جميع الناس في الشوارع والميادين العامة، وذلك بواقع أربعة عشر موكبا ولمدة أربع ساعات بدأت منذ الصباح الباكر واستمرت حتى العاشرة تقريبا. وكان من بين تلك المواكب موكب خاص تجاوز عدد أفراده المئتين من طلبة العلوم الدينية. وتبقى أصفهان قلعة ولائية صامدة بأهلها، وبالسادة من آل الإمامي الأجلاء. وكذا بقت حوزتها المنيعة شامخة في وجه رياح التسييس النظامي.
وفي مشهد اتجه موكب تجاوز عدد أفراده الخمسين إلى الحرم الرضوي الشريف منطلقا من (بازار سرشور). أما في قم؛ حيث ترقد السيدة الطاهرة المعصومة فاطمة بنت الكاظم صلوات الله وسلامه عليهما، فقد تقاسم القميون والكربلائيون والأتراك إحياء الشعيرة المقدسة في تظاهرة عبّرت عن الولاء المطلق لسيد الشهداء عليه السلام والرفض المطلق لكل من ينتقص من شعائره العظيمة.
(حقا لقد كانت معجزة).. هكذا وصف أحد العلماء ما حدث في قم المقدسة هذا العام، حيث إن الجميع أحس بأن إمدادا قدسيا من لدن أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه كان هو الدافع والمانع! الدافع لقيام كل هذه الألوف بالمواساة في منتهى الشجاعة والإقدام، والمانع لأجهزة المخابرات والسلطات من البطش بمن طبّر رغم أنها كانت على مقربة من إجراء ذلك، بل قد أجرته بالفعل ولكن في نطاق محدود لم يؤدِّ إلى سجن أو تعذيب كما يحدث كل عام منذ صدور (الفتوى إياها)!
صبيحة يوم العاشر؛ تجمع الكربلائيون القاطنون في قم في معمل كبير حيث جلبوا معهم كل أدوات التطبير ووسائله. وكانت المخابرات الإيرانية (إطلاعات) قد علمت بالأمر، فطوقت عناصُرها المكان بُعَيْد بدء المراسم، وتأهبت لاعتقال المواسين إمامهم أثناء خروجهم، وبالفعل فإن عددا من الاعتقالات جرت لبعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين كانوا يترددون على المكان من الهيئة المنظمة، والمكلفين بتقديم الحلوى والعصير للمطبرين الذين يحتاجون إليها كما هو المتعارف لكل من يفقد جزءا من دمه.
وبينما كانت العناصر مرابطة في ذلك الموقع؛ صدرت أوامر بتوجهها إلى حرم السيدة المعصومة عليها السلام، حيث فوجئت أجهزة المخابرات بأن أعدادا هائلة من الإيرانيين من أهل قم قد خرجوا إلى التطبير، وهو ما لم يكن متوقعا.
كانت الأفواج الإيرانية قد اجتمعت في مسجد (رفعت) الواقع في منطقة (صفائية) وأفرادها حوالي الألفين، وهناك جرى شج الرؤوس، ثم خرجت الأفواج من المسجد متجهة إلى الحرم المطهر، ودخلت الأفواج الصحن الشريف مقدمة نفسها بين يدي السيدة صلوات الله عليها، هاتفة بالولاء معبّرة عن المواساة. ثم اتجهت المواكب إلى شارع (إرم) ثم إلى شارع (جهار مردان) ثم انعطفت إلى شارع (45 عمار بن ياسر) حيث كان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى الحمام للاغتسال في ختام المراسم.
إلا أنه في تلك الأثناء وصلت دوريات المخابرات بعناصرها، وقامت بقمع أفواج المطبرين واعتقلت جمعا كبيرا منهم وأودعتهم في السيارات النظامية تمهيدا لإرسالهم إلى المعتقلات! هنا ثارت ثائرة الجماهير المحتشدة التي كانت تتابع مراسم التطبير، فتصادمت مع عناصر المخابرات، وطوقت الدوريات ومنعتها من التحرك لساعات، وهتفت بأعلى الأصوات (حيدر.. حيدر.. يا حسين.. يا شهيد)! منددة بالاعتقال ومطالبة بإطلاق سراح المعتقَلين، الأمر الذي اضطر السلطات إلى تخلية سبيلهم بعدما اشتدت المواجهات وتشابكت الأيادي وكادت تتسبب في حدوث ما لا يحمد عقباه.
وبهذا نجّى الله تعالى بعناية سيد الشهداء وبركة السيدة المعصومة أفواج المؤمنين المطبرين، من بطش المخابرات التي ما فتئت تحارب هذه الشعيرة المقدسة لشعورها بتهديدها الجدي لكل الموازين السياسية في المجتمع. فالتطبير كان دوما شعارا لرفض الظلم وعنوانا لدحر الظالمين. وهذه هي المرة الأولى التي لم يستطع فيها العقيد المتجبّر (بيري) من إيقاف سيل المطبرين، وهو الذي كان يمشي مزهوا مختالا في الطرقات وهو ينسب إلى نفسه - بكل فخر - أنه القامع لمواكب التطبير!!
نعم.. هاهو الحسين ينتقم من أمثال (بيري)، وهاهو التطبير يعود إلى إيران الإسلامية بشعبها المسلم المؤمن، وهو في كل عام يزداد عن الذي سبقه.
والحري ذكره أن قائمة بأسماء 270 مرجع تقليد يفتون باستحباب التطبير خصوصا والشعائر عموما؛ كانت قد طبعت هذا العام في إيران ووُزِّعت بشكل كبير بعيدا عن أعين المخابرات، وهو ما ساعد على حدوث هذا التطور في إحياء الشعائر الحسينية هذا العام.
لعل الاسى سيتملك الكولونيل البريطاني (عبد الله (لبنس) هوبت) لو أنه علم بأن إحدى أهم الشعائر التي هزت ضميره وأحيت وجدانه قد تعرضت إلى القمع والاضطهاد في بلدان يفترض أن تكون حامية لها.
غير أن من المؤكد أنه سيشعر بالفخر والاعتزاز إذا ما علم بأن هذه الشعيرة وصلت إلى أقصى الأرض، في بلدان ككندا وأستراليا وجزر الكاريبي، وأنها يوما بعد يوم في توسع وتمدد، وأن أتباع ديانات أخرى، كالمسيحية والهندوسية والزرادشتية وغيرها، يقيمونها أسى وحزنا على الحسين عليه السلام واستذكارا لثورته العظيمة، ثورة الحق والحرية والعدالة والإنسانية.
حقا.. كم هو عظيم هذا الإمام!!
العالم يهتف باسمه، ويسيل الدماء لأجله!
يرتدي العالم في يوم العاشر كفنا أبيض، ملطخا بالدم الأحمر، ويصرخ قائلا: حيدر حيدر! يا نفس من بعد الحسين هوني!
حقا.. لقد انتصر الدم على السيف! وانتصرت كربلاء على الظالمين! فدماء كربلاء تسري في عروق كل أحرار العالم.
لقد اكتسح الظَلَمة هذا العالم، وتسلطوا على الرقاب حتى أوقفوا كل نبض من نبضات الحرية، وكاد القلب أن يتوقف، لولا أن دماء تنبض »يا حسين« تعيد نبض البشرية كل عام!
.. هذا ما جعل أمثال »هوبت« يسيرون نحو نور الحسين. فطوبى لعشاق الحسين!
http://www.14masom.com/menbar/14/images/10.jpg
__________________
إن كان رفضاً حب آل محمدٍ.. فليشهد الثقلان أني رافضي..
حب علي بن أبي طالب.. أحلى من السكر للشارب.. من لم يحب بن أبي طالب.. أمه زنت به وأبو ناصبي..
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
16-05-2002 02:47 PM
الخيال الحسيني
عضو
تاريخ التسجيل » May 2002
البلد »
عدد المشاركات » 18
بمعدل » 0.03 مشاركة لكل يوم
http://www.14masom.com/menbar/14/images/11.jpg
الإمام الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس حوزة قم المقدسة:
ضرب القامات إن كان لا يضر بحال فاعله فلا بأس به، فليس لأحد أن ينهى عن ذلك، بل جميع أنواع التعزية لأجل سيد الشهداء أرواحنا فداه مشروع مستحب.
وقد وقع على هذه الفتوى تأييدا لها كل من:
1) آية الله العظمى الشيخ محمد الآراكي.
2) آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبيكاني.
3) آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي.
4) آية الله العظمى السيد حسن الطباطبائي القمي.
5) آية الله العظمى السيد محمد الوحيدي.
6) آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي.
7) آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني.
8) آية الله العظمى محمد مهدي اللنكرودي.
.. وغيرهم كثيرون.
الإمام الشيخ
محمد حسين النائيني أستاذ مراجع النجف الأشرف
لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الاحمرار والاسوداد، بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضا على الأكتاف والظهور إلى الحد المذكور، بل إن أدى كل من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى.
وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأمونا، وكان من مجرد إخراج الدم من الناصية بلا صدمة على عظمها، ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم ونحو ذلك، كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب.
وقد وقع على هذه الفتوى تأييدا لها كل من:
1) آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم.
2) آية الله العظمى السيد محمد كاظم الشريعتمداري.
3) آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري.
4) آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي.
5) آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبيكاني.
6) آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني.
7) آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني.
8) آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي.
9) آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني.
.. وغيرهم كثيرون.
السيد الخوئي زعيم حوزة النجف الأشرف الأسبق
س: هل ثمة إشكال في إدماء الرأس (التطبير) على ما هو المعهود المعروف في بعض مظاهر إظهار الحزن وإشادة العزاء على روح إمامنا المفدى أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام مع فرض أمن الضرر؟
ج: لا إشكال في ذلك في مفروض السؤال في نفسه، والله العالم.
س: تفضلتم بنفي الإشكال عن إدماء الرأس (التطبير) إذا لم يلزم منه ضرر، فقيل إنه لا يثبت أكثر من الإباحة، وعليه فهل إدماء الرأس (التطبير) مستحب لو نوى بذلك تعظيم الشعائر ومواساة أهل البيت عليهم السلام؟
ج: لا يبعد أن يثيبه الله تعالى على نية المواساة لأهل البيت الطاهرين إذا خلصت النية.
السيد السيستاني زعيم حوزة النجف الأشرف الحالي
س: ما هو حكم الضرب بالزنجير ولطم الصدور والدخول في النار في عزاء سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام؟
ج: إذا لم يستلزم ضررا بليغا أو نقص عضو فلا مانع.
س: ما هو حكم لبس السواد واللطم على الصدور أثناء إحياء مراسيم العزاء لسيد الشهداء عليه الصلاة والسلام ولباقي الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام؟
ج: يجوز ذلك بل يعد من أعظم القربات عند الله فإنه تعظيم لشعائر الله تعالى.
الإمام الشيرازي زعيم حوزة كربلاء المقدسة
والمرجع الديني الأعلى> س: هل أن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام كانوا يؤذون أنفسهم على الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام في تعظيم شعائره حتى نؤذي أنفسنا؟
ج: نعم كما ورد.
س: هل ضرب الرؤوس يوم العاشر من المحرم »التطبير« يشوه سمعة الإسلام في الغرب؟
ج: بالعكس يقوي الإسلام.
س: هل يمكن الاستفادة من قول الإمام الحجة عليه الصلاة والسلام في خطابه لجده الحسين عليه الصلاة والسلام: (فلأندبنك صباحا ومساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما) في أن التطبير مستحب مؤكد؟
ج: نعم.
س: هل يعد البكاء على الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام من الطرق القديمة في إحياء ذكر الميت إذ العصر الحديث عصر الفكر والحضارة؟
ج: البكاء حالة حضارية.
س: ما رأي سماحتكم في ما يذكر من أن السيدة زينب صلوات الله وسلامه عليها عندما رأت رأس أخيها الحسين عليه الصلاة والسلام نطحت جبينها بمقدم المحمل فسال الدم من تحت القناع؟
ج: ثابت ذلك.
__________________
إن كان رفضاً حب آل محمدٍ.. فليشهد الثقلان أني رافضي..
حب علي بن أبي طالب.. أحلى من السكر للشارب.. من لم يحب بن أبي طالب.. أمه زنت به وأبو ناصبي..
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
16-05-2002 02:49 PM
الطالب
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد » السعودية
عدد المشاركات » 162
بمعدل » 0.25 مشاركة لكل يوم
لماذا تثير هذا الموضوع هنا بالذات!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
التطبير وهو ضرب الرؤوس بالسيوف وإدماؤها(1).
هذه الظاهرة الموجودة في بعض الأماكن بدعوى الحزن على أبي عبد الله الحسين عليه السلام، عند البحث عنها تاريخياً نجزم بأن ليس لها أي أثر في زمن من أئمة الهدى عليهم السلام بل ما بعدهم كما يقول الإمام الخامنئي (دام ظله)(2): "ليس له (التطبير) أي سابقة في عصر الأئمة عليه السلام وما والاه ولم يرد فيه تأييد من المعصوم عليه السلام بشكل خاص أو بشكل عام وليس من مظاهر الأسى والحزن في عُرفنِا، ولا يعد من شعائر الإسلام" (كما ادعاه البعض).
فيقول السيد الخوئي (ره): "لم يرد نص في شعاريته حتى يحكم باستحبابه"(3) وسيأتي رأي هذين العلمين عند الحديث عن حكم هذه المسألة.
إذاً فهو عادة طارئة على المسلمين الشيعة وكما يقول بعض الباحثين: لا يتعدى عمرها مئتي عام، والأغرب أن هذه الكلمة بهذا الاشتقاق والمعنى لا وجود لها في كتب اللغة العربية والظاهر أصلها فارسي، بمعنى (طَبَرْزَدْ: أي ضرب الفأس)، ويمكن استكشاف أن مصدر هذه العادة جاءنا من إيران الذي ورد إليها ظاهراً من بعض عادة الهنود كما يشاهد منهم مثل هذه الأمور إلى يومنا هذا؛ والذي يؤيد أنها عادة مستحدثة طارئة حتى عن زمان كبار مشايخ وعلماء المذهب الجعفري كالطوسي والمفيد والمرتضى والعلامة الحلي وغيرهم رحمهم الله من العظماء أنه لا يوجد لهذه المسألة أي أثر في كتبهم ومسائلهم ولا في طروحاتهم سواء الفقهية أم الكلامية وغيرهما وإلا لو كانت لسُئِلوا عنها وعن حكمها كما يفعل المؤمنون اليوم بالسؤال من المراجع عنها في زماننا وقبله من بعد حدوثها وسيما وأن الأمر مورد سؤال واستفسار لا أقل في مجال الضرر الشخصي بغض النظر عن الحديث عن الضرر المعنوي وتوهين المذهب والذي أخذ منه بعض الفقهاء كالإمام الخامنئي موقفاً واضحاً وصريحاً في تحريم التطبير وسيأتي كلامه.
وبعد إثبات أنه عادة طارئة وليس من شعائرنا ومعتقداتنا في شيء، يقع الكلام في مسألتين:
الأولى: حكم المسألة والفتوى فيها سواء من ناحية الضرر الشخصي المباشر والمسمى بالعنوان الأولي، أو بالضرر المعنوي والإساءة والتوهين لمذهب أئمة أهل البيت عليه السلام والمسمى بالعنوان الثانوي.
الثانية: اقتراح ونصيحة.
أما في الأولى: ننقل بعض آراء المراجع في الموضوع.
يقول السيد الخامنئي (دام ظله) في أجوبة الاستفتاءات(4) بعد السؤال عن حكم التطبير:
السؤال: تقام في عاشوراء بعض المراسم مثل الضرب على الرأس بالسيف (ما يسمى بالتطبير) والمشي حافياً على النار والجمر مما يسبب أضراراً نفسية وجسدية إلى آخر المسألة.
الجواب: ما يوجب ضرراً على الإنسان من الأمور المذكورة أو يوجب وهن الدين والمذهب فهو حرام يجب على المؤمنين الاجتناب عنه. ولا يخفى ما في كثير (وله رأي واضح بضرر التطبير وحرمته في مسائل أخرى) من تلك المذكورات من سوء السمعة والتوهين عند الناس لمذهب أهل البيت عليه السلام، وهذا من أكبر الضرر وأعظم الخسارة، وهو واضح بحرمة هذا العمل بالعنوانين الأولي والثانوي.
يقول السيد الخوئي (قدس سره) في صراط النجاة(5) عندما سُئِلَ عن ضرب السلاسل والتطبير والتي هي من العلامات التي نراها في شهر (محرم الحرام): فإذا كان هذا العمل مُضِراً بالنفس ومثيراً لانتقاد الآخرين، فما هو الحكم حينئذٍ؟
قال (قدس سره): "لا يجوز فيما إذا أوجب ضرراً معتداً به، أو استلزم الهتك والتوهين والله العالم".
وعند سؤاله عن المراد بالضرر وبالتوهين أجاب: "الضرر المعتد به هو الذي لا يتسامح بالوقوع فيه كهلاك النفس أو المرض المشابه لمثله" (وهذا تمثيل للضرر والتوهين وإلا يمكن شموله عرفاً للأعم من ذلك). والتوهين ما يوجب الذل والهوان للمذهب في نظر العرف السائد أي عندما ينظر غيرنا إلى هذا العمل وينعتوننا بسببه بأننا إرهابيون وسفاكو دماء، لذا ترى وسائل الاعلام كلها تنتظر هؤلاء ليصوروا هذه المشاهد وينقلوها للعالم بكل أسف، والعرف يقول بالضرر والتوهين. وعليه نجزم بأن رأيه التحريم لا أقل بالعنوان الثانوي.
وفي المسألة الثانية: الاقتراح إذا كان لابُدّ من إخراج الدماء على الحسين عليه السلام فهناك بنوك للدم ومستشفيات بل يمكن إحضار سيارات إسعاف وغيرها التي تعنى بالتبرع وجمع الدم للمحتاجين إليه إلى المكان الذي يرغب فيه هؤلاء وليتبرعوا بدمائهم بطريقة حضارية مشرفة لا توهين فيها إلى المستشفيات وغيرها ولهم الأجر على العمل هذا.
وفي الختام إنَّ مسؤولية العلماء في التصدي لمثل هذه الأمور واضحة من خلال فتاوى المراجع الاعلام الموجودة بين أيدينا.
الهوامش
(1) معجم ألفاظ الفقه الجعفري للدكتور أحمد فتح الله، ص114.
(2) أجوبة الاستفتاءات، ج2، ص129، م385.
(3) كتاب صراط النجاة.
(4) أجوبة الاستفتاءات، ج2، مسألة 384، ص129.
(5) صراط النجاة، ج2، ص445، سؤال 1404 و1405.
يتبع.............................................. ....
__________________
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء...
http://albehari.net/images/hizballa.gif
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
16-05-2002 03:27 PM
الطالب
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد » السعودية
عدد المشاركات » 162
بمعدل » 0.25 مشاركة لكل يوم
العلماء الذين أفتوا بحرمة التطبير :
1 -الامام الخميني
2 - الامام الخامنيء
3 - هادي معرفه
4 - السيد الهاشمي
6 - السيد الحائري
7 - الايرواني
8 - المشكيني
9 - صانعي
10 - اللنكراني
11 - فتوى للسيد محسن الحكيم يحرم التطبيربالعنوان الثانوي وقد نقلها السيد محمد باقرالحكيم .
وحتى السيد السيستاني يرى بحرمة التطبير بالعنوانالثانوي (اذا كان التطبير يؤدي الى السخريه والهتكبالمذهب ).
والحمدلله بفضل العلماء الواعين سوف تنتهي هذه الظاهره من المذهب الجعفري وفعلا قد قلصت هذه
الظاهره المرضيه كثيرا باستثناء بعض المواقع
والتي ليس لها رقما في الحسبات تذكر .
المؤساة الحقيقيه للأمام الحسين هي نشر الوعي الديني
وتذكير بالفاجعه من خلال المنبر الحسيني الواعي والمحاضرات .
اما ضرب الرؤوس ليس له فائده عمليه وان اردت
ذلك فساحة الجهاد هي افضل مؤساة يقدمها المحب
لحبيبه .
نسأل الله ان يهدينا لما فيه الخير والصلاح في
خدمة لمذهب الشريف .
يتبع..............
__________________
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء...
http://albehari.net/images/hizballa.gif
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
16-05-2002 03:38 PM
الطالب
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد » السعودية
عدد المشاركات » 162
بمعدل » 0.25 مشاركة لكل يوم
و قال المؤلف الاسلامي الكبير الامام السيد محسن الامين العاملي ان هذا العمل حرام، و غير مشروع و قال عميد المنبر الحسيني شيخ الخطباء العالم الكبير سماحة الدكتور الشيخ احمد الوائلي ان التطبير مظهر غير حضاري بالمرة و يوجب توهين الاسلام و الناس جميعا يذمونه حتى ان ابناعنا يسخرون منا.
وسأرود لك ما تبقى من أقوال العلماء متى توافرت المصادر لي
وأرجو من الله أن يوفقنا وإياكم لخدمة أهل البيت عليهم السلام
__________________
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء...
http://albehari.net/images/hizballa.gif
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
16-05-2002 05:16 PM
الطالب
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد » السعودية
عدد المشاركات » 162
بمعدل » 0.25 مشاركة لكل يوم
أبو الحسن الأصفهاني: ان استعمال السيوف والسلاسل والطبول والأبواق وما يجري اليوم من أمثالها في مواكب العزاء بيوم عاشوراء، باسم الحزن على الحسين، إنما هو محرّم وغير شرعي
يتبع................
__________________
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء...
http://albehari.net/images/hizballa.gif
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
16-05-2002 05:30 PM
مالك الأشتر
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد »
عدد المشاركات » 44
بمعدل » 0.07 مشاركة لكل يوم
حقيقة المسألة : (الفصل الاول )
بسم الله الرحمن الرحيم
(الفصل الاول )
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بعد أن قرأت الموضوع الذي ذكره الاخ الخيال الحسيني وما ورد عليه من تعليق من الاخ طالب ، راحت بي الذاكرة ثمانية عشر عاما الى الوراء
الى مناسبة إحياء يوم عاشوراء في معتقل أنصار في ظل الاحتلال الاسرائيلي .عام 1984 م
في ذلك الوقت كنا قد استطعنا ان نحول معتقل أنصار الذي أراده الصهاينة الغزاة مكانا لتحطيم معنويات المقاومين ، استطعنا ان نحوله الى قلعة متماسكة عصت على كل أساليب الغزاة التي تحاول بذر الشقاق ، فتحول الاخوة في المعتقل الى كتلة متراصة ، فصار السجن مدرسة مثالية للمعتقلين ، يتم فيه شحذ الهمم ، وتعطى فيه الدروس وتقام فيه الكثير من النشاطات مستفيدين من وحدتنا الى اقصى الحدود .
ونحن اليوم على أعتاب ذكرى المواجهة والهروب الجريئ الذي حصل في 18 أيار 1984 ، والتي أسست لمرحلة انتزاع المكتسبات لصالح المعتقلين التي صرنا نحصل عليها بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي ( جنيف ) ( ولهذا الموضوع حديث آخر ) .
فما أذكره هو ما حصل
يوم عاشوراء في المعتقل .( معتقل أنصار )
وكيف كان هذا اليوم يوما تاريخيا في فصوله ونتائجه ، ( ولهذا أيضا حديث مفصل آخر).
ولكن ما أشير اليه الان من تلك الذكرى مما هو مرتبط بموضوع هذا البحث والحوار بين الاخوين ،
هو أننا في ذلك اليوم وبعد أن قام عدد من الاخوة بصنع السكاكين والامواس ، رغم عدم توفر شيء من الامكانيات وتم تجهيز الفريق الداخلي من المعتقلين للقيام بعملية التطبير في المعتقل بعد الانتهاء من قراءة المصرع الحسيني ،
أبلغت بأن أحد الاخوة في المعسكر المجاور يعترض على مسألة التطبير .
وكادت أن تحصل بين الاخوة ما لا تحمد عقباه ، فتوجهت اليه وجلست معه لمدة خمس دقائق فقط .
ففوجئ الجميع بعدها بأنه خرج من الخيمة وقال : من يرغب بالتطبير فليطبر ولا إشكال شرعي في ذلك ، وأنا مع الاخ ( فلان ) ، وكلنا سنشارك في البرنامج المقرر .
وكان يوما مشهودا في معتقل أنصار ، ولا أزال أحتفظ بالسكاكين التي صنعت والاكفان التي لبست ، مصبوغة بدماء اولئك الابطال الذين ساهموا في تغيير وجه الصراع المعاصر .
عذرا على هذه الخاطرة الاعتراضية
وما أود أن أقوله هنا أن الاخوين : الخيال الحسيني وطالب . ليسا مختلفين ، وقد يفاجئهما كلامي . ولكني سأبين الامر .
أولا : إن ما ذكره الاخ الخيال عن ذاك الضابط الذي عشق الحسين وأسلم ، وما ذكره عن إحصائيات حول ما يحصل في البلدان المختلفة من طرق لإحياء ذكرى عاشوراء ، ما هو فعلا إلا نزر يسير من هذا الشعاع الذي شع في كربلاء منذ اربعة عشر قرن من الزمن ، ولا يزال نورا ملهما لكل الاحرار والثوار والادباء والمفكرين ، والذي سيتمر الى يوم الدين .
ولا أعتقد أن الاخوين الكريمين يختلفان على ما لذكرى عاشوراء من اثر مستمر عبر الاجيال .
ثانيا : لقد استعرض كل منهما آراء بعض المراجع العظام ، رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين حول مسألة التطبير والشعائر الحسينة بشكل عام . ويبدوا ولأول وهلة أن في الامر اختلافا فذاك يصنف مجموعة بأنها محللة والاخر محرمة .
ولكن الواقع خلاف ذلك
( لللبحث تتمة )
تم تحريره من قبل مالك الأشتر في 17-05-2002 عند01:08 AM
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 01:03 AM
مالك الأشتر
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد »
عدد المشاركات » 44
بمعدل » 0.07 مشاركة لكل يوم
( الفصل الثاني )
لذا فإنني سأشرح الان مسألة تتعلق بدور المسلم الشيعي وعلاقته بمرجع التقليد ، ودور مرجع التقليد في المسائل التي تكون موردا للابتلاء والسؤال .
مقدمة في التقليد والتكليف
أولا : نعتقد جميعا كمسلمين نلتزم بالمذهب الشيعي الاثني عشري الامامي أن كل مكلف يجب أن يكون في أعماله : إما مجتهدا أو مقلدا ( بكسر اللام ) او محتاطا . وهذه المسألة من الامور البديهية عند كل المسلمين الشيعة وتجدها في بداية كل رسالة تقليد عملية .
ثانيا : إن دور المجتهد الذي يرجع اليه المكلفون هو تحديد الاحكام الكلية التكليفية بشكل عام .فوظيفة المرجع أن يحدد الاحكام الشرعية للعناوين الكلية ، وبيانه للامور الجزئية الموضوعية يكون في مورد وجود نصوص محددة على ذلك ، وما عدا ذلك فهو لا يتدخل في تشخيص الموضوعات إلا من باب الرأي الشخصي ولفت النظر ، وبالتالي فلا يكون التقليد له في تشخيص الموضوعات . إذ أنه في تحديد الموضوعات لا يكون ملزما لمقلديه لانها ليست موردا للتقليد .
ثالثا : عندما يختلف المراجع في حكم مسألة معينة ولكل منهم دليله ،
فتارة يكون الاختلاف في حكم كلي ، وتارة يكون في تشخيص موضوع لحكم كلي . فإن كان الاختلاف بينهم في الحكم الكلي كما هو الحال مثلا في اختلاف الفتاوي بالنسبة لطهارة الكتابي وعدم طهارته ، ففي هذه الحال يكون كل مقلد ( بكسر اللام ) ملزما باتباع فتوى المرجع الذي يرى ان تقليده مبرءا للذمة ، ويلتزم بفتواه ، وإن كانت مخالفة لفتوى مرجع آخر ، كذلك الحال فيمن يوجب ثلاث تسبيحات في الصلاة وبين من يكتفي بتسبيحة واحدة مثلا ، وهكذا .
وتارة يكون الاختلاف في تشخيص الموضوعات ، فهذه ليست خاضعة للتقليد ، بل يكون كلام المجتهد في المسألة من باب النصيحة التي ليس لها صفة الالزام بالنسبة لمقلديه . ومن باب أولى ان لا تكون ملزمة للاخرين أيضا .
( للبحث تتمة )
تم تحريره من قبل مالك الأشتر في 17-05-2002 عند01:19 AM
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 01:16 AM
مالك الأشتر
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد »
عدد المشاركات » 44
بمعدل » 0.07 مشاركة لكل يوم
( الفصل الثالث )
بعد هذا البيان نعود الى اصل الموضوع وهو مسألة تعظيم شعائر عاشوراء وذكرى سيد شباب أهل الجنة ، وبالتالي النظر الى بعض مصاديقها والتي منها التطبير على سبيل المثال .
نقول :
أولا : لا خلاف بين المراجع العظام في الحكم بالاستحباب المؤكد - تبعا للنصوص والادلة المختلفة - على إحياء ذكرى عاشوراء باعتبارها شعيرة من شعائر الله ، (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ).وبالتالي فإن كل الشيعة يلتزمون بذلك وبالطبع فإن الاخوين ( الخيال الحسيني وطالب ) من هؤلاء .
ثانيا : نلاحظ في عبارات فتاوي المراجع أن حكم الاستحباب ينقلب الى حكم بالحرمة في حال طرأ عنوان آخر على الموضوع وهو الضرر الذي لا يحتمل عادة ، او ما يسبب ضررا معتدا به ، مما ينطبق عليه عنوان الحرمة كهلاك النفس ، وقطع عضو ، وما شابه ذلك . ولا نجد أي اختلاف في الحكم الكلي الذي يستند اليه جميع الفقهاء في ذلك . فملاك الحكم في المسألة عائد الى انطباق الضرر المعتد به سواء كان ماديا او معنويا .
ثالثا : نلاحظ في عبارات من اعتبر انه يقول بحلية التطبير : قوله : جائز ما لم يؤد الى ضرر الخ ..ومن اعتبر انه يقول بالحرمة يذكر أيضا : أن ما يؤدي الى ضرر غير معتد به فهو حرام ..فالمسألة موضع وفاق في أصل الحكم عند المراجع وليست موضع اختلاف .( ولهذا قلت بأن الاخوين ليسا مختلفين ) .
رابعا : استنادا الى المقدمة التي ذكرناها حول ( التقليد والتكليف ) فإن تشخيص الموضوع عائد الى المكلف وليس الى المرجع ، ورأي المرجع في خصوص الموضوع يؤخذ به على نحو الاستئناس والنصيحة ، لا على نحو الفتوى والالزام .
خامسا : إن الاختلاف في تشخيص الموضوعات هو أمر طبيعي ، إذ ليس من الضروري ان تكون كل الموضوعات على درجة من الوضوح ، بل نرى الكثير من الموضوعات التي يختلف فيها التشخيص كما هو الحال في اختلاف الاذواق - مع الفارق - . وكل يكون معذورا في عمله إن اتبع الاسس الموصلة لذلك.
( لللبحث تتمة)
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 01:24 AM
مالك الأشتر
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد »
عدد المشاركات » 44
بمعدل » 0.07 مشاركة لكل يوم
النتيجة
أولا : لا خلاف بين فقهاء المسلمين الشيعة في أن إحياء ذكرى سيد شباب أهل الجنة هي من افضل المستحبات التي يتقرب بها الى الله تعالى .
ثانيا : ليس هناك خلاف بينهم في أصل الحكم حول التطبير ، إذ لا وجود لنص شرعي يحرم التطبير كما حرمت بعض الاشياء ، ليكون ملزما للجميع ، ومع عدم وجود نص شرعي على ذلك ، فيرجع الجميع الى الاصل الاولي للاشياء وهو الاباحة . إذ أن كل ما لم يرد فيه نص فهو مباح بالعنوان الاولي .وأما انطباق عنوان آخر عليه فتشخيصه عائد الى المكلف ، فإن قام بالعمل ابتغاء وجه الله تعالى قاصدا منه تحصيل الثواب ، معتقدا أن هذا الامر وهو التطبير مثلا من مصاديق إحياء الامر ( كما قال الامام الصادق عليه السلام : أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) فلا شك في أن عمله هذا يكون سببا للثواب .وإنما الاعمال بالنيات ، ما لم يطرأ عنوان آخر يستدعي انقلاب الحكم .
ومن اعتقد أن في هذا العمل خلاف ذلك فعليه أن يعمل بتكليفه .
ثالثا : من أراد أن يستأنس برأي مرجعه سواء كان ممن يشجع على التطبير أم ممن لا يحبذه ، فإن ذلك راجع الى مدى تحققه من انطباق العنوان الكلي على هذه المسألة الفرعية .فإن كان مرجعه يرى ان هذا من مصاديق إحياء الشعائر ، وهو لا يراه كذلك فليس ملزما بتبني رأي مرجعه ، وكذلك الحال فيمن يقلد من يرى ان هذا العمل من مصاديق الضرر .. وهو يرى فيه أنه مساهمة في إحياء ذكرى سيد الشهداء فلا يكون ملزما أيضا بالاخذ بتشخيص مرجعه للمسألة .
رابعا: عند حصول الاختلاف بين اثنين في تشخيص الموضوع ، فلا يكون ذلك مبررا لكي يشهر أحدهما بالاخر ، أو يتهمه ، أو يجرح به ، أو يخاصمه ، أو يعاديه ، وكل يكون معذورا فيما يعمله ضمن مراعاته للاسس والضوابط الشرعية .
إذ أننا نتفق جميعا على أننا بعملنا نستهدف رضا الله تعالى ، وأننا جميعا ننهل من معين واحد هو علوم آل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ونرجوا شفاعة الحسين يوم المحشر ، وأن يسقينا حيدر من نهر الكوثر ، وأن تشملنا الزهراء عليها السلام برعايتها ، خاصة في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى انتهاك حرمة منزلها ...
فكما أننا ندعوا أن يفهمنا إخواننا في الدين أكثر ، ويزيلوا من أمام أعينهم تلك الطبقات الكثيفة المظلمة التي تكدست عبر رحلة طويلة من المعاناة والافتراءات . كذلك ندعوا إخواننا في المذهب الى أن يفهموا بعضهم أكثر ، ويضعوا الامور في حجمها الطبيعي ، لا أن يطلقوا العنان لانفعالاتهم الحادة التي قد تخرجهم عما يجب ان لا يخرجوا عنه ، وتدخلهم في ما لا يجب ان يدخلوا فيه .
أختم كلامي بقصة صغيرة حصلت في الجنوب اللبناني أيضا أثناء الاحتلال وبعد مواجهة النبطية الشهيرة بين مواكب المطبرين والقوات الاسرائيلية ، في عاشوراء 1983، وذلك عندما انقلبت سيارة مدنية أمام مركز لقوات الاحتلال في المدخل الغربي لبلدة لبلدة أنصار ، فتقدم الجندي الاسرائيلي نحو السيارة وخاطب السائق قائلا : (أنت شيعي ..؟ اخرج .. انت ما بيموت ... أنت بيضرب راسه .. وبيقول حيدر .. انت ما بيموت ..)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 01:29 AM
الأكرف
عضو مميز
تاريخ التسجيل » May 2002
البلد »
عدد المشاركات » 1969
بمعدل » 3.26 مشاركة لكل يوم
السلام...
نصيحة يا جماعة ....
أنا أقول على موضوع التطبير كل واحد يشوف مرجعة شيقول ويسويه
وهذا مو موضوع يطرح....
وأما عن رأيي...شنو اهيه الدليل على وجود التطبير .......!؟
لا تقول إن روايه عن السيدة زينب ...شنو سنده ؟؟؟
وهل من الصبر وهي أم المصائب أن تفعل ما يقال ؟؟؟
المهم سكرو هالموضوع أحسن
اللهم صلي على محمد وآل محمد...وعجل فرجهم
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 02:15 AM
الخيال الحسيني
عضو
تاريخ التسجيل » May 2002
البلد »
عدد المشاركات » 18
بمعدل » 0.03 مشاركة لكل يوم
أدعو جميع الإخوة إلى قراءة ردود الأخ الفاضل مالك الأشتر الذي كان رده منطقياً ، أشكرك من أعماق قلبي أخي مالك الأشتر..
__________________
إن كان رفضاً حب آل محمدٍ.. فليشهد الثقلان أني رافضي..
حب علي بن أبي طالب.. أحلى من السكر للشارب.. من لم يحب بن أبي طالب.. أمه زنت به وأبو ناصبي..
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 03:21 PM
الطالب
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد » السعودية
عدد المشاركات » 162
بمعدل » 0.25 مشاركة لكل يوم
سؤال
أشكركم جميعا على أريحيتكم
وعلينا ألآ نحجر على الآخرين (( أدعو جميع الإخوة إلى قراءة ردود الأخ الفاضل مالك الأشتر الذي كان رده منطقياً ))
دع الجميع يقرأ الموضوع بشكل كامل فأنا لم أذكر رأيي ولم افند رأيك
واستراتيجية المنتديات لا تصادر حرية التعبير والفكر ...وعلينا جميعا أن نكون منفتحين نقبل من الجانب الآخر....
أشكرك أخي العزيز مالك الأشتر على توضيحاتك
كما أشكرك أخي العزيز الخيال الحسيني على خيالك العذب
وأشكر كل الأخوة الأعزاء ...
ولدي سؤال :
هل معنى كلامك أخي مالك أن نهمش أقوال العلماء ونسير حسب أهوائنا ؟!!!
والسلام
__________________
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء...
http://albehari.net/images/hizballa.gif
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 03:59 PM
الطالب
عضو
تاريخ التسجيل » Apr 2002
البلد » السعودية
عدد المشاركات » 162
بمعدل » 0.25 مشاركة لكل يوم
أخي العزيز مالك الأشتر ...ما رأيك في قول الأخ الخيال :
أما في إيران فقد طرأ تطور ملفت في إحياء الجماهير المؤمنة للشعيرة المقدسة، تلك الجماهير التي أثخنتها الجراح جراء (الفتوى إياها)، وهي الفتوى التي جاءت متناقضة مع القواعد الشرعية والحضارة الإنسانية واحتُسِبت تجاوزا على الحوزات العلمية وفقهائها الكبار.
__________________
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء...
http://albehari.net/images/hizballa.gif
أخبر المراقب عن هذا الرد | رقم الـ IP
17-05-2002 04:02 PM
عدد الصفحات » (3): 1 2 3 الموضوع السابق الموضوع التالي