الدين النصيحة: فتوى غير ملزمة
هذا حكم شرعي لا نلزم به أحداًَ، ولكنها " النصيحة " لله ورسوله والمؤمنين من عامة الأمة وخاصتها وولاة الأمر فيها. أعلنها تبرئةً للذمة وخدمةً للأمة، لا أبتغي بها إلا مرضاة الله عز وجل.
لقد نشرت جريدة الخليج الإماراتية في عددها رقم (8926) الصادر يوم الاثنين 27/10/2003م في الصفحة (38) نقلاً عن رابطة هواة الفلك ما يفيد أن الرطوبة والأتربة هي السبب في حجب رؤية الهلال الذي غاب بعد أن مكث 46 دقيقة أي أكثر من ثلاثة أرباع الساعة بعد غياب الشمس في أبوظبي مساء الأحد 26/10/2003م.
ولكن الظروف سمحت في مصر الشقيقة أن يُرى الهلال الوليد لشهر رمضان المبارك مساء السبت بالعين المجردة وأعلنت عنه في حينها دار الإفتاء وعلى الهواء مباشرة في احتفال رسمي !.
ورؤية الهلال في مصر هي رؤية للأمة جميعها انطلاقاً من حديث: " صوموا لرؤيته ... " لأن الخطاب للأمة جمعاء في كل أقطارها وأمصارها وليس لشعب بعينه أو دولة بذاتها.
ثم إن " لجنة التقويم الهجري الموَحد " المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي في مؤتمرها الثامن المنعقد في مدينة جدة في الفترة من 27 إلى 29 رجب عام 1419 هـ الموافق لـ 16 – 18/11/1998م أقول إن هذه اللجنة أعلنت بإجماع الوفود المتخصصة في علوم الفلك والدين أن "الهلال" إذا رُئي في بلد فهي رؤية لجميع البلاد التي تشاركه ولو بجزء من الليل.
ولما كانت جميع البلاد العربية بما فيها دول الخليج وشمال أفريقيا تشارك الشقيقة مصر بأكثر الليل وليس بجزء منه فحسب فإن ذلك يوجب عليها أن تشارك مصر في الإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك بناء على رأي الشريعة وإجماع علماء الفلك معاً فيكون الأحد 26/10/2003م غرة رمضان على الحقيقة والصواب.
والخلاصة: يتوجب على مَن أفطر خطأ يوم الأحد 26/10/أن يقضيه دون كفارة اعتباراً من بعد يوم عيد الفطر القادم لأنه يومٌ بمثابة الدَين في ذمته، وهو حقٌ لله تعالى وحق الله أحق أن يُقضى.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
عن: الشيخ/ محمد كاظم حبيب
الحائز على براءة اختراع التقويم الأبدي المقارن
من الولايات المتحدة الأمريكية - واشنطن دي.سي
الثلاثاء 3/رمضان المبارك 1424هـ
28/10/2003م