بسم من لايوصف إلا بما وصف نفسه بنفسه فقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير..
والصلاة والسلام على محمد النبي وعلى علي الوصي وعلى فاطمة خير البني وعلى السبطين ريحانة النبي وبارك وسلم
فلنبحث من هو الله وندتبر في المخلوق لنعرف الخالق..بما أننا نتكلم في الله والعقل والنفس وماجرى في البحوث المختصة بالتوحيد والفلسفة
فنقول أن العالم هو عبارة عن جسم عضوي واحد وأن النجوم والكواكب والمجرات المتناثرة في أطرافه ماهي إلا نفوس جزئية تنصهر في نفسة الكلية (ذاتة وأقول ذاتة للتقريب للفهم) وأن هذه الأعضاء المتناثرة هي له بمثابة الأطراف للجسد الواحد الذي يربطها وينظمها ويسوسها (العالم) في جسدة الكلي الكبير وينظمها ويقننها في قالب واحد فيسري فيها نظامة وقانونه و (حياتة) , فكما أسلفت أن العالم جسم عضوي واحد , وهي أي أجزاء العالم جواهر وإن كانت متفرقة ومتباعدة إلا أنها تتظافر جميعها لتؤدي وظيفة واحدة كبناء منظم يشد بعضة بعض ويستجيب بعضة لبعض (مسير من الله) لنفوذ مشيئتة عز وجل وليسري فيه أمرة وقضاءه..
وهو أي ألعالم كالجسد الإنساني مثل بمثل عقل ونفس وحياة وحركة وقوى تسعة وطبائع متعددة تقوم ويقوم حياته بها وهو دائم النمو حي قادر عالم ذو نفس واحدة (النفس الكلية) وذو عقل واحد العقل الأول أو الكلي ..وسيأتي الدليل معنا من القرآن في هذا السياق
قال تعالى (فقال لها وللأرض إءتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين ) فلو هذا العالم أو الوجود مخلوقاً عبثاُ أو إعتباطا ً لما أستجاب لله ولما عقل وأحس وأطاع نداءة ولكان (دوغمائي) صلب جامد لا عقل له ولا نفس ولما أجاب مبدعه بأتينا طائعين وآيات حياته وعقله كثير لو أستدلينا بها لطال بنا المقال..
وفي ذلك الدليل أنه ذو نفس تتنفس لقربة عز وجل وذو عقل كلي ينضح شوقأ لوصلة وبالعقل والنفس يتم الإنسجام لتدبيرة خاضعاً عابداً لناموسة تسري في إحساسة مخافة الله وهيبتة وخشيته قالتا أتينا طائعين
بشقيه المادي والعقلي
سامياً بهما ( الروح والحس)
في رضا خالقة ومبدعه
دائن بشرعة
وفي هذه الإستجابة للنداء أعظم مثال العبودية والخضوع والطاعة
وما هذه العلوم والإكتشافات في عالم الغيب والشهادة التي تقول بها الإسماعيلية إلا نتاج لتدبر وتأمل آيات الله وإستكشاف بواطنها وإستغراق النفس البشرية (الجزئية نسبة للنفس الكلية ) بواطنها وتنقيب لما خٌلق وصنع ٌ في العالم العقلي والحسي (السموات والأرض) علمها من علم وردها وأباها من أبى..
وما هذا الخطاب الإلهي للسموات والأرض إلا دليل أن لها نفس تعقل وتعي فنعزو لها بالتالي الإدراك الحسي والعقلي.. وماهذه القوى والطبائع المتعددة للحياة وفي الأرض على سبيل المثال (من معادن ونبات وحيوان وإنسان ) إلا دليل قوي من أن هناك طاقة نفسية حية تسري في جسدها كما هي في السماء تستمد منها المواليد الثلاثة مادة الحياة وذرة النشوء على سبيل قوة نامية وغاذية بعد تنتج منها الحياة (تهبها الأرض أولادها) وما هذا إلا دليل أن الجزء يستمد من الكل وأنها بمثابة الأجزاء والأعضاء الحية لنفس كلية واحده تصب فيها أودية وأنهار الحياة فترتشف منها المواليد قوامها وحياتها..
ومن هنا قال الصوفية بوحدة الوجود إشكالاٌ بعدم فهمهم علومنا وتأثراُ بنا كما قال بذلك إبن تيمية في كتابة الصدفية..
وماهذا التأمل العقلي في كلام الله وكتابة إلا دليل على إلإنظواء تحت رواق الإيمان بالله عز وجل وعظمة صنعه وبكتبة ورسله..
قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله (الأرض أمكم وهي بكم بره).. إذن كيف تكون أمنا لو أخذنا الكلام على علاته فلو سلمنا أننا فقط مخلوقين من تراب في البدء ثم تطور ثشوء التخلق الفسيلوجي بين الذكر والأنثى فكيف تكون بنا بره ؟
ماهذا الحديث إلا دليل أننا ولدنا من رحمها كما قال دعاتنا ورضعنا عطائها وغذائها فوهبتنا الحياة ونبتنا منها جسم حي واحد كامل بأعضائه وعروقة وأعصابة حتى كنا القامة الألفية الحية وليس على هئية التمثال في خلق آدم الذي لو سلمنا بها لكان أجوف يفتقد كل ذلك قال تعالى وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا
وماهذا إلا دليل أن المحسوس لا يأتي إلا من مثله المعقول الحي (مادي نسبة للعالم وعقلي للعالم العقلي) ..
فإذاً وقد قال الله أن العالم حي فهذا دليل أن إبن العالم ثمرة من ثمرات جسدة ونفسه مستمدا ً منه حياته متفاعلا ً معه متشابة له تشابة الجزء بالكل ..
متسلسلاً في سلسلة ومنظومة النشوء الكوني , منساقاً في نظامة الحسي لعالمة الكبير..
مستمدا ُ منه البقاء والحياة والديمومة..
فلا تلوموا الإسماعيلية إن هم تدبروا في عالم الملكوت وأستنبطوا من دستورة المسطور أن له حياة وأنه يخاطب الله..
فبنوا وأسسوا النظريات ورموا نظرهم في آفاق الملكوت ..
فقالوا بالعقل والنفس
وردوا الجزئيات للكليات
والممكنات للظروريات
فعلموا أن للظاهر باطن
فنقبوا الخزائن وأظهروا الدفائن وسبروا خفايا كمائن الآيات, آيات ملكوت الله فوصلوا آفاق الآفاق
كل ذلك من كلام الله الذي فيه مفاتيح مغاليق علوم الكون وأسرارة ولم يخروا عليها صما ً وعميانا
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا
فعلمها من علم وجهلها من جهل
قال تعالى (إن في ذلك آيات للمتوسمين )
وقال (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك آيات لقوم يعقلون)
يعقولون وليس يصومون ويصلون فحسب بل يقرنون العمل بالعلم
حتى يعرفون الله حقيقة معرفته وأول الدين كما قال الإمام علي أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِْخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَة أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوف أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ، [وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَيْهِ، ]وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.
كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَث، مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَم، مَعَ كُلِّ شَيْء لاَ بِمُقَارَنَة، وَغَيْرُ كُلِّ شيء لا بِمُزَايَلَة، فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاْلةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ
فبماذا سخرها ولماذا ولمن الـ ٍ ننام بالليل ونقوم النهار ونصوم ونصلي كحالة طبيعية مادية إعتيادية كما جرت العادة دون روح وحياة وعمق (باطن)
أم لنعرج في ملكوت الله ونسبح في عبابة لنصل بالمخلوق للخالق وأن نتدبر الآيات ونتفكر المعجزات وليس هذا التدبر والتفكر إلا تبريرا ً عقليا ً ليثبت هذا الوعد الإلهي وهذه الآيات المسخرات الأفلاك والنجوم والمجرات والشمس والقمر من الله عز وجل
وتثبيت للمفاهيم العقلية والنفسية اللتي قالت بها الإسماعيلية قالت ومازالت تقول (لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)
فقلنا بالعقل والنفس
وأن الإنسان إبن لهما (عقله ونفسه) وأهما أثراً من العقل الكلي والنفس الكليه على سبيل نظام إلهي دقيق
وقلنا بالأفلاك والنجوم وأنها مدبرات
وأن لها تأثير وعطاء وعطف على من دونها
وأنها تعقل الله وأنها حيه وقادرة وعالمه
وأن دورة الحياة تبدأ من الأعلى للأسفل , وما إستجابة الأسفل إلا إدراك وتعقل وإستجابة وتفاعل فيزيائي وحيوي وعقلي لها
وأن عالم الظاهر وتصوراته لاتكفي النفس المتطلعة المتشوقة لله فقط
وأن وراءة باطن عميق غني بالقوى الروحانية التي تغوص في أعماقة وفي قاعه كنوز العلم والمعرفة وأسرار الملكون وسحر الصنعه صنعة الله وعظمته وقوته وجماله وإعجاز إتقانه وما كل ذلك إلا لنقترب من هويته ..
وأن هذا الظاهر الذي يغلف الطبيعه ماهو إلا غلاف اللب وقشر السنابل وأن الظاهر ماهو إلا بمثابة الهيولى والمادة متى تسلطت عليه العله الفاعه المادية والصورية والغائية وقبلها الفاعلة حتى ظهر جماله وبهر الألباب جمال بيانه..
وهذا العلم بما سخره الله لنا لنرتقي في درجات سلم الصعود للعروج إلى عالم من البهاء والمسرة والعظمة لما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..
فنعرج بالتالي من عالم الشهادة لعالم الغيب حيث الله عز وجل
والقرآن كلام الله المسطور هو مصدر إلهامنا وبحثنا في جنبات الكون فعندما يطالبنا أحد بالدليل على ما نقول بالعقول والعقل الكلي والنفس الكلية والأفلاك وأن الله لم يظمن القرآن المباحث العقلية وكذلك العلوم التجريبية والتطبيقية والمباحث الفلسفية ..
فهو أيضا ً لم يهملها على الجانب الآخر وهي مبثوثة بين دفتيه ومنثورة في ثناياه كمسائل تحفيزية ومفاتيح غيبية فهمها من فهم وجهلها من جهل وكما قلنا أن للعالم عقل ونفس كما قلت سالفا ً فأستنتجنا من خطاب الله لها السموات والأرض أن لها عقل ونفس تعي خطاب الله وتطيعه وتعبده فبنينا على ذلك فلسفتنا ونظرياتنا وكا حثنا الله لذلك فأعتبروا يا أولي الأبصار وقوله (ويتفكرون في خلق السموات والأرض) فهانحن تفكرنا فلم العجب..
فلو كان الله جعل في القرآن مايغنينا من عناء البحث وتكبد المشقة لما دعانا للتفكر والتدبر والإستكشاف.
إذاً القول على المباحث الإلهية والنظريات الفلسفية وعالم المثل والملكوت والشهادة ليس خروجا ً عن المسار , مسار التدين لله وعبادتة , بل ذلك من صميم عقيدتة بأن حثنا هو على ذلك ودعانا لتكبد عناء مشقته ونحن على الرغم من ذلك نوفق بين العلم والشريعة ولا نكتفي بالجانب الظاهري من حج وصوم وصلاة وغيرها من سائر الطاعات بل نقرنها بالبحث والتدبر والنظر في ملكوت الله كجانب بحثي معرفي فلسفي تطبيقي في الأخير وما نحن ببدع من سائر الملل والنحل وسالف الأمم فقد سبقونا لذلك وإن شذينا عن قوم وافقنا آخرين.
والقرآن لم نجد فيه صناعة الطائرات والناقلات الذي لو قال بها أحد في عصر الرسول والقرون الأولى للإسلام فقال أنه يستطيع أن يلف العالم في ساعة واحدة فلربما وصموه بالجنون وبالكفر والإلحاد , على أن ذلك لم يقل به الله ولا رسوله ولا غيرهم من الأئمة وعلماء السلف , بالرغم من أنها علوم تطبيقية أو تجريبية دُرست وبحثت وطبقت فأثمرت وهانحن لانستطيع العيش من دونها وعلى هذا السياق.
هذا والكثير من هذا مازال هناك من يتبناه من يعيش بيننا ممن يحرم التلفاز والجوال والطائرة والكيمياء والفيزياء بالرغم من أن كل شيء بمثابة السيف ذو الحدين يحوي الجانب الإيجابي والعكس.
فالكلام في الله وفي أسماءة وصفاته وحدوده وأنبياءة ورسله على سبيل التوفيق بين الدين والفلسفة ليس كفراً ولا خروج عن المألوف بل ذلك كله في ميزان العقل والدين والإنصاف مرهون بالبرهان (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
وكل ذلك مطروح للنقاش دون المساس بالذات الإلهيه إشراك وتعطيل ولا بالمفاهيم الشرعية الثابتة للدين..فنحن عندما نعطي الأدله والبراهين على نفي الصفات مثلاً فهذا ليس نفياً للوحدانية طالما لم تتوجه لام النفي للهوية كأن نقول (لا إله) فقط ونسكت
بل نثبت ثم نوحد ونوجب ثم نبحث ونتفلسف ونبرهن على قولتكم
وما ذلك إلا نتيجة الأستنتاج والإستنباط والإستقراء لكلام الله
(ليس كمثله شيء)
(ولايحيطون به علما)
(هل تعلم له سميا)
(يدرك الأبصار ولا تدركة الأبصار)
(شديد المحال)
وغيرها من الآيات التي بنينا عليها أسسنا الفلسفية والعلمية في نفي الرؤية والذات (المادية) هذا مع أننا نؤمن بهويه لانعلم ولا ندرك كنهها
وكذلك نفينا عنه عز وجل النفس الإنسانية مثل اللتي لنا ..
والأسماء والصفات موفقين بين العقل والنقل, مؤمنين من أن الكثير من الآيات اللتي عكس ماسبق متشابه جائت على سبيل الإستعارة والتقريب للأفهام لإن الإنسان العالم غير العامي فيستحيل مساواتهم في الخطاب
ويستحيل كذلك إهمالهم
وعلى الرغم من المساواه في الخطاب يقول الله عز وجل وما يعقلها إلا العالمون
وقال مايعلم تأويله إلا الله والرسخون في العلم
فأنت لو قلت أن رسولنا محمد صلى الله عليه وآله جاء بمعجزات لوصمك الآخر غير المسلم بالأساطير والإيمان بالمثيلوجيا عالم الخرافات والمخيله , وما معروف الرصافي وكتابة الشخصية المحمدية ببعيد ولا إستاذه تيودر نولدكة صاحب كتاب تاريخ القرآن الذي دون فيه كل دروس الرصافي اللتي إستقى منها نقدة
فالبتالي نحن بحاجة للبرهان الفلسفي حتى نميط عن شريعتنا الأذى وننقي منه الجيد ونلقيء بالزبد, حتى يجد العقل البشري طريقه ممهدا ً ومفروشا ً بالحكمة متسلحاً بالدليل والبرهان ثابتا ً راسخا ً رسوخ الجبال في وجه العواصف والأهواء المظلله وأن لانسمح لأحد بالتغلغل في نسيجنا الديني فينجرف ضعيفي العقيدة في التيارات الفكرية العنيفه ويغرقون في خضمها
فحديث أن الوحي كصلصة الجرس على جسد الرسول وأنه يزبد ويرعد منه الذي روته عائشة رحمها الله وغفر لها رمو به الرسول بمرض الصرع والجنون كما لدى تيودر نولدكة وغيره
وكذلك حديث غمس الذباب
وجد منها أعداء الإسلام نافذة التهكم والسخرية والتسقيط , تسقيط الدين والشريعه المحمدية في حين أن الوحي وكيفيته قد فصل الكلام فيه الداعي أبويعقوب السجستاني في كتابه إثبات النبؤات وكذلك رد الداعي الإسماعلي أبو حاتم الرازي على الملحد أبي بكر الرازي صاحب كتاب مخاريق الأنبياء رد عليه في كتابه أعلام النبوه بالبراهين الفلسفية الدامغه والآيات الإلهية الراسخه , وكذلك رد الداعي المؤيد في الدين قدس الله روحه على الملحد إبن الراوندي في المجلد الخامس من المجالس المؤيدية وقد أورد كلامه الداعي حاتم بن إبراهيم في كتابه جامع الحقائق الذي نسخ منه مجلس الإسلام في مصر هذه الردود في الكتاب المطبوع , ويستطيع من يجد في نفسه الرغبة مطالعة ذلك.
على أننا لم نجد من يرد على هؤلاء الفلاسفة والملحدين سوى الإسماعيليه لإن القرن الثالث والرابع كن قد أتسم بالجدال العنيف بين المسلمين بعضهم البعض وبين غيرهم.
عليه فنحن الإسماعيليه نقول لتيودر نولدكة وغيره أننا لانرى الوحي صلصلة كصلصلة الجرس وقرع وأنه كالجبل كما أستنتج من الرويات الوارده في ذلك وأنه كالجبل تتكسر منه الراحله عندما يمتطيها الرسول محمد صلى الله عليه وآله , بل نرى أنه إتصال بين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبين الله بواسطة النفس الكليه التي للعالم وللرسول جزء منها بتدبير العقل الفعال قال تعالى ((وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) وهذا دليل أن الوحي ليس كلام وصلصه وجرس وقرع بل إلهام وتحريك وتحكم في العقل والنفس..كما هو في النحل التي منطقياً لا تسمع الكلام..
قال النبى صلّى الله عليه وسلم وآله : «إن روح القدس نفث فى روعى أنه لن تموت نفس حتى...إلخ الحديث
وقال الرسول محمد صلى الله عليه وآله (هو قلب أشرق لله فأشرق الله فيه)
فتسمع نفسه من خلال وسائط كلام الله مجرده من الحواس دونما حاجه لها السمع والبصر وغيرها (الجوارح) تماما ً كخطاب الملائكة للميت في القبر وقد تجرد من الجسد المادي وماتت كل حواسه من منكر ونكير حين يسألانه كما في حديث مخاطبة الرسول صلى الله عليه وآله لفاطمة بنت أسد عندما دفنها..
وقد قال الرسول يلقى في روعي بدون حاجة للإذن والسمع
اليماني