يقول الشيخ علي بن الحسين الكركي في رسائله المجموعة الاولى ص63 "فصل في النبوة"
. والامامة: عبارة عن العلم بأن الله تعالى أمر رسوله أن يستخلف من بعده من يكون حافظا لدينه، ومنفذا لأحكامه، معصوما من كل ذنب . وأمره بأن ينص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم غدير خم وغيره، وكذا ولادة الأئمة الاحد عشر صلوات الله عليهم أجمعين. وفي أدلة العقل والنقل من الكبات والسنة ما يدل على أن أمير المؤمنين
ص 62
هو الإمام دون غيره من الأرجاس ما يزيد على ألف دليل : مثل آية الصدقة بالخاتم الناطقة بأنه إمام. وآية المباهلة المتضمنة أنه نفس الرسول. وآية الطهارة الدالة على عصمته. إلى نحو من سبعين آية . ومن السنة مثل: الغدير ، وحديث الطائر المشوي ، وحديث الاخاء ، والمنزلة ، والنعل ، وغير ذلك مما لا يحصى. وبأنه أقدم اسلاما، وأشجع، وأزهد، وأعظم جهادا وغناء في الدين، ولإخباره بالمغيبات واظهار المعجزات مثل قلع باب خيبر، ودحو الصخرة عن فم القليب، ورد الشمس بعد غروبها في جملة أشياء تزيد عن عدد القطار. وأي عاقل يعتقد تقديم ابن أبي قحافة وابن الخطاب وابن عفان الأدنياء في النسب، والصعاب، الذين لا يعرف لهم تقدم ولا سبق في علم ولا جهاد، وقد عبدوا
ص 63
الاصنام مدة طويلة، وفروا من الزحف في أحد وحنين، وأحجموا يوم الأحزاب ونكست رؤوسهم الراية وبراءة، وظلموا الزهراء بمنع إرثها ونحلتها، والبسوا أشياء أقلها يوجب الكفر، فعليهم وعلى محبيهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ثم من بعد أمير المؤمنين ولده الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد باقر علوم الدين، ثم جعفر الصادق الامين، ثم موسى كاظم الغيظ سيد العارفين، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم الخلف الحجة القائم المنتظر محمد بن الحسن المهدي، المستر خوفا من الاعداء، الموعود بظهوره بعد اليأس، لتكشف به الغماء، فتملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.