بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله،وحده لا شريك له،وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن حماية العقيدة من تحريف المبتدعين جهاد من أَعظم الجهــاد،والتصدي لهم لكشف ضلالهم وتلبيساتهم أَمر واجب على طائفة من أهل العلم والإيمـــان.
وقد وقفتُ على كتاب لابن الجوزي "1" اسمه: (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه).فلما نظرتُ فيه فإذا هو مشتمل على:التحريف،والتأويل،والتعطيل،والتفويض.والكتاب جملة:ظلمـات بعضها فوق بعض،وزاد الكتـاب ظلمة وعمىً وضلالاً المعلق عليه المسمى: [حسن السَّقَّاف]،فقد شحن الكتاب بتعليقاتِ مهلكة،وآراء ساقطة،وكشف بتعليقاته وقبلُ في ســـائر كتبه عن سوء معتقده وضلاله.
فلمَّا قرأتُ التعليقات على الكتاب المكتث بالبدع والضلالات؛رأَيتُ:أنه لا بدَّ من تبيين ضلالاته،وأَباطيله،وكذبه،وافتراءاته؛حتى ينكشـف أمره،ويظهر زيغه وجهله.فإنه قد طال عنـاده،وكثر شقاقه،وظن أن سكوت العلمــاء عن تبيين أمره؛لضعف فيهم،أو لعدم قدرة كشــف زيغه وانحرافه،وإظهار كذبه وافترائه.وما عَلِمَ أنهم سكتوا عنه تحقيراً لشأنه،وإخماداً لبدعه،وإماته لذكره.ولكن لا ضير إذا كان ذكره قد شاع،وخبره قد طار،في:البدع،والضلالات،والكذب،والافتراءات.
كما ستقف عليه أيها السُّنِّي في هذا الكشــاف:الذي يكشفه،وعشـرات معه من:أهل الزيغ والعناد والإلحاد،وبث البدع والضلالات في ثنايا كتب أهل العلم والدين،الذين أسهروا ليلهم،وأَظمأُوا نهارهم؛لنشر العقيدة الصحيحة،وتقريبها للقاصي والداني،نصحاً للأمة وبراءَة للذمة؛فصــارت محبتهم علماً لأهل السنة،وبغضهم علماً لأهل البدعة والفرقة.
فلِلَّهِ درهم من أقوام:عاشوا على الإسلام والسن،فنسأل الله تعالى أن يدخلهم الجنة.
ولمَّا رأضيت أن الردَّ سوف يطول لكثرة بدعه وفجوره،وكتابه قد انتشر،وكثر مروجوه،خصوصاً في مكة-طهرها الله من أهل الشرك والبدع-:خشيت على من لا يعرف حاله أن يغتر به،خصوصاً أنه علَّق على كتاب عالمٍ مشهور،ينطوي أمره على الكثير ممن ينظر إلى من قال لا إلى المقـال.فشرعت لأُبين ترهاته باختصار،وأدع الرد على تعليقاته وعلى كتاب ابن الجوزي رداً مفصلاً لوقت آخر إن شاء الله.