العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-15, 06:23 AM   رقم المشاركة : 1
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


السنية النقدية في نقد إنكار السنة

أظن أن السنية النقدية هي الحل لأن الطعن فيمن يطعن في كتب الحديث التي تلقاها الإستمرار التقليدي بالقبول، من غير حوار علمي رصين يأخذ بآداب الإختلاف، سيؤدي إلى طعن آخر، وهكذا تستمر سلسلة من الطعون لا تنتهي.

اقتباس:
نعم .. لقد فتح الدارقطني باب شر في نقده للصحيحين

كيف انتقد الدارقطني أحاديث فى البخاري وكيف يطعن جهال اليوم
https://www.youtube.com/watch?v=nj67To8oyu8

لا أعتقد أن هذا الأسلوب المبني على الإستعلاء اللفظي وممارسة الوصاية من خلال إتهام المخالفين بالجهل أسلوب حسن في التوصل إلى حلول علمية لمشاكل فكرية قائمة كانت في العصور الذهبية للإسلام ثم رجعت إلى الحياة مرة أخرى، حيث كان إحياء النفس النقدي في التعامل مع الروايات الحديثية نتيجة عوامل متنوعة منها بزوغ نجم التطرف والطائفية، وتراجع الصحوة من خلال إنشقاقات داخلية، إضافة إلى ظاهرة اللاتدين أو العَلَمَانِيَّة المصاحبة لتسونامي العولمة، كل هذا أدى أو يؤدي إلى مراجعات نقدية ذاتية تصدر من هنا ومن هناك، من متخصصين في الدراسات الإسلامية، ومن غيرهم من المهتمين بالشؤون الفكرية الثقافية. ولا ننسى طبعا دور الآلة الإعلامية التي تركز كثيرا على الإفراط دون التفريط، وكأنها يد واحدة مع المنظمات الإستشراقية المغرضة وأبواقها التغريبية والتبشيرية في العالم الإسلامي عموما، والشرق الإسلامي وما جاوره خصوصا.

إنكار السنة عندي في هذا الموضوع لا أقصد به المدرسة التي ترفض الروايات جملة وتفصيلا فقط، بل كذلك: كل من يرد صحيح المنقول بطريقة غير علمية لا تقوم على أدلة واضحة صريحة، ويدخل فيها الحشوية، وكذلك المتطرفون الحديثيون الذين يخلطون بين الحديث والسنة، بين رآي السلف وفهم السلف، بين منهج السلف وأحكام أو فتاوى أو أفهام السلف، إلى آخره. وقد رأيت من يدافع عن شرب بول الإبل والحجامة كأنها من السنة النبوية الشريفة لا كدواء لداء في السيرة النبوية. هذا وقد قال الشيخ إبن عثيمين، المحسوب على التيار السلفي، في شرحه لصحيح البخاري أن الحجامة دواء لا سنة. هذا مثال فقط. ويقاس عليه أيضا بعض البدع في المعتقدات السنية والشيعة المرسومة التي أقحمت ما هو دنيوي -ينتمي لمجال أنتم أعلم بأمور دنياكم- فيما هو ديني من قبيل أسئلة وإشكالات تاريخية في أفضلية الصحابة، وترتيب هذه الأفضلية، والتفكير خارج التاريخ من خلال إعادة طرح أسئلة لا معنى لها إلا في حقبة زمنية مضت، مما أدى إلى التأثير على الوعي التاريخي الإسلامي، ومن تلك الأسئلة من كان أحق بالخلافة آأبو بكر أم بلال الحبشي، هذا مع العلم أن الخلافة -أو إدارة الشؤون الدنيوية لمجموعة من الأفراد والجماعات تقوم بينهم علاقات مدنية أو وطنية وعهود ومواثيق بشكل عام- من الأمور الدنيوية .. إلا أنها تحولت وللأسف إلى عقائد راسخة في المنظومات العقائدية المرسومة في فترة زمنية ما وفي ظروف محددة أنتجها تكتل أحداث واقعية في التاريخ، فنجد الإمامة من أصول الدين عند الشيعة، ونجد تثبيت الخلافة وترتيب الإستحقاق لها عند السنة كما في العقيدة الطحاوية تحت عنوان حب الصحابة، وهي عقيدة خطيرة جدا تحجر على العقل النقدي الذي بدونه لا قيامة لوعي تاريخي صحيح عند المسلمين (وقد فصل هذه المسألة الأستاذ الشنقيطي في كتابه الخلافات السياسية بين الصحابة) عندما تقول لا نذكر الصحابة إلا بخير، كما أنها خطيرة حيث يلزم منها الطعن في صحابة كبار عندما تقول بغضهم كفر ونفاق وطغيان. وهناك مسألة أخرى تنتدرج تحت إنكار السنة وهي الخلط بين السنة التشريعية وغيرها، وفي الروايات التي تنسب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم الخلط بين ما صدر من محمد كونه نبيا وما صدر منه كونه إنسانا قائدا وحاكما قاضيا ومحاربا ومسالما وتاجرا وبشرا يأكل القديد، ومما نفهمه من أحاديث مثل "أنتم أعلم بأمور دنياكم" و "إنما أنا بشر، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض" وغيرها. إذن في هذا الموضوع إنكار السنة مفهوم أوسع مما هو مشهور عند الناس، وتوسيعه ضرورة تقنية للتوطئة للسؤال الذي سيأتي في نهاية المشاركة، وهو لب الموضوع حصرا.

أما السنية النقدية فهي عندي نقطة وسط بين منكري السنة - الطائفة المعروفة بالقرآنيين - و الحديثيين؛ وأقصد بها في هذا الموضوع وجوب التسامح مع منتقدي كتب الحديث إن كان نقدا علميا صريحا لا يطعن في الأحاديث الصحيحة التي توافق القرآن الكريم. وتعني أيضا إعادة النظر في معنى السنة سواء عند أهل الحديث أو عند أهل الكلام والأصوليين. وتعني أيضا أن الدليل الذي يأتي بها الحديثيون للرد على القرآنيين المتمثل في آية قرآنية كريمة "لا ينطق عن الهوى" دليل ضعيف لأن السياق يتحدث عن القرآن، عن الوحي، لا كل ما يتكلم به محمد بن عبد الله، ولا كل ما قاله محمد النبي صلى الله عليه وسلم. ثم إن هذا الدليل فيه من الخطورة ما فيه، أعني في تأويل الآية أو توطيفها في الرد، حيث سنظطر إلى الإقرار بوجود تناقض في القرآن، مثلا بين التوظيف السني النقدي للآية والآية الكريمة "لم تحرم ما أحل الله لك؟". ومن ناحية أخرى نقرأ في الذكر الحكيم "لتبين للناس مانزل إليهم"، إذن وظيفة محمد النبي عليه السلام إستلام الرسالة، تبليغها للناس، والبيان. ولذلك لا يمكن رد حديث صحيح يتماشى مع القرآن، ولا حتى حديث ضعيف يوافق مضمونه مضمون القرآن في الدلالة.

هذه هي الفكرة بخلاصة توصلت إليها بعد متابعة العديد من المواجهات والمناظرات والردود والإنتقادات والشتائم والإتهامات .. وقد صاحبت هذه الفكرة فكرة معارضة وهي: كيف نتيقن أن رواية صحيحة ما لا علاقة لها بالقرآن، أي كيف العلم أن حديث ما ليس ببيان للقرآن رغم عدم وضوح ذلك لنا ؟ كيف نحكم أن حديث معين ليس بتفسير للقرآن عندما لا نرى علاقة ظاهرة بين الحديث والقرآن؟ هذه هي الفكرة المعارضة لفكرة السنية النقدية، إلا أنني مبدئيا لا أقبل بحجة أن النبي كان يأتيه وحي آخر غير القرآن؛ هذه فكرة لا تدخل في رأسي حتى لو سعيت في ذلك ما سعيت، إذ لا أقبل مثلا حد خفيف مثل الجلد يكون في الوحي الرئيس القرآن حين أن الحد الأغلظ مثل الرجم يكون في وحي آخر، وحكم أخرى تكون في إلهامات ربانية أو علوم باطنية عند أئمة أو ما شابه. وأظن أن الذي فتح الباب للتجاوزات العقدية التي حدثت في الفرق الشيعية والباطنية، فهم أهل السنة للنبوة، وهو فهم غير صحيح، وقد فتح هذا الفهم الباب لفتنة عند غلاة الصوفية حتى كنا نسمع عن مصادر أخرى للمعرفة إلى جانب الرسالة والعقل -التجربة- وأشياء لا دليل عليها بتاتا.

تلك توطئة، وأخيرا السؤال:
هل هذه السنية النقدية مقبولة أم بدعة باطلة أم إلحاد في الشرع؟ هل كانت الإتجهات الإعتزالية تميل إلى هذا النوع من التعامل مع الروايات؟ وهل هناك مدرسة أخرى مثل المدرسة الزيدية أو الخارجية كالإباضية ترى ضرورة عرض الرواية على القرآن في أي محاولة لتصحيح وتضعيف الروايات؟ وكيف تعامل التيار السني والسلفي (مدرسة أهل الحديث والحنابلة) معها قديما؟

مجموعة من الأسئلة في سؤال واحد مركزي يتمحور حول فكرة السنية النقدية (المصطلح وضعته قياسا على العقلانية النقدية تيار حاول في الغرب التوسط بين العقلانية والتجريبية المنطقية). وشكرا، وأعتذر سلفا إن صدر مني ما يخدش الحياء العام في الألفاظ المختارة لوصف الأفكار ومعتنقيها، إن كان، فغير مقصود، والله من وراء القصد.






التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» النبوة وختمها
»» المسلسلات الشيعية تعكس حقيقة توجههم الاعتقادي
»» المسائل العقدية التي تعددت فيها آراء أهل السنة والجماعة
»» الشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الطرق الصوفية
»» أخت مؤمنة تقول أنها درست الاحسان وعرفته
 
قديم 20-09-15, 02:47 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاكم الله خيرا اهل التوحيد







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "