العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-15, 09:02 PM   رقم المشاركة : 1
سالم السهلي
مشرف






سالم السهلي غير متصل

سالم السهلي is on a distinguished road


استعراض بعض النصوص من كتب المذهب الإباضي في البراءة من الصحابة ( 18 ) كتاب

استعراض بعض النصوص من كتب المذهب الإباضي في البراءة من الصحابة ( 18 ) كتاب


يسم الله الرحمن الرحيم

إخواني هذا استعراض لنقول كثيرة من مصادر موثوقة معتمدة هي أمهات كتب المذهب الإباضي في مختلف فنون العلم ، في أصـول الديانات ، و التاريخ ، والأدب ، و التفسير ، و الفتاوى ؛ وكلها على لسان واحد ، وقلب واحد ، وديانة واحدة ، تتفق جميعها على تقرير البراءة من جملة كثيرة من كبار أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أربعة منهم من العشرة المبشرين بالجنة – وهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن عوام رضي الله عنهم أجمعين، وإثنان من هؤلاء هما من الخلفاء الراشدين المهديين ، وأيضاً من الذي طعنوا فيهم معاوبة بن أبي سفيان رضي الله عنه وهو صحابي جليل من كتبة الوحي ، و أيضاً من الذين طعنوا فيهم عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل عمان والذي أسلم أهل عمان على يديه ، وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم في ثنايا النقل من هذه الكتب الإباضية ، وقد اعتمدت في كثير من النقول من كتابات أحد الإباضية الذين اهتدوا إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، وبعضها الآخر مما وقفت عليه بنفسي .

وسأستعرض هنا عدد من الكتب التي ورد فيها طعن الإباضية في هؤلاء الصحابة أو أحدهم ، وهي قرابة ( 18 ) كتاب ، وأغلبها من أمهات كتب الإباضية ، والله المستعان .

[ 1 ] : كتاب " هيميان الزاد إلى دار المعاد " وهو كتاب تفسير للقرآن لمحققهم محمد بن يوسف أطفيش:

جاء في الجزء (11 ) ص ( 342- 348 ) عند تفسير قول الله عز وجل : ( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )الآية (55) من سورة النور ، قال أطفيش المفسر : ( قال " ومن كفر بعد ذلك " الإنعامَ منهم ، والإنعامُ يحصل بإنجاز الوعد ، وحصول الخلافة ، والمراد بالكفر كفر النعمة ، وهو المسمى عندنا كفر النفاق ، أو المراد كفر الشرك بالارتداد ، " فؤلئك هم الفاسقون " الكاملون في النفاق أو الشرك ، وقد قيل : من كفر بعد الذي أنزلت فأولئك هم الفاسقون فسق شرك . وأقول – والله أعلم بغيبه - : إن أول من كفر تلك النعمة وجحد حقها عثمان بن عفان ، جعله المسلمون على أنفسهم وأموالهم ودينهم فخانهم في كل ذلك … )
ثم ذكر أقوالا نسبها – زورا – لبعض السلف ، بدون إسناد إلى راو ، أو عزو إلى مرجع !!!
ومن مفترياته التي رفعها إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قوله : ( إن عثمان فرعون هذه الأمة )!!
ومن مفترياته ما نسبه إلى أبي ذرٍ رضي الله عنهقوله في عثمان رضي الله عنه : " والله لعثمان شر من ذلك الحمار ".
وكذلك ما نسبه إلى ابنمسعود رضي الله عنهتكفيره لعثمان رضي الله عنه ، فقد نسب إليه قوله : " وددت أنا وعثمان برمل عالج يحثو عليَّ و أحثوا عليه حتى يموت الأعجل فقيل إذاًيغلبك فقال لا يعين الله كافراً على مؤمن ". وينسبونإليه أيضاًقوله :" ما يوزن لعثمان يوم القيامة ذباب، ولا جناح ذباب " .
وكذلك ما ذكره عن عائشة رضي الله عنهاأنها قالت : " إنفيكم فرعون أو مثله " تعني عثمان . وكذلك ينسبونإليها أنها قالت لعثمان :" لقد لعنك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومااستغفر لك " .
ويذكرون عنها أنهما يتلاعنان ويتسابان ومن ذلك أنها نادته يوماً: " يا فاجر يا غادر خنت أمانتك وضعيت رعيتك وحلال دمك لولا الغواةالذين يمنعونك لذبحتك كالشاة فقال : ( امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين منعبادنا) .
وكذلك من مفترياته ما نسبه إلى أبو حذيفة رضي الله عنه قوله في عثمان رضي الله عنه : " والله ما يعدو عثمان ان يكون فاجرا في دينهاخرق في معيشته " ونسبوا إليه أيضاً قوله : " وددت ان ما في كنانتي من سهم في بطنه " .ونسبوا إليه أنه كفر عثمان رضي الله عنه حين مات فقال عنه :
" قتل وهوكافر " !!.
ومن عظيم مفترياته في سيرة عثمان رضي الله عنه أنه كان يتهم الصحابة ، بل ويتهم النبي صلى الله عليه وسلمفمما نسبوه إليه :
* أنه كان يتهم النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لعلي رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذك سارقا وما منعه عن قطع يدكإلا قرابتك منه " .
* ينسب إليه أنه كان يطعن في عماررضي الله عنه ويتهم بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وغير ذلك من الإفتراءات المكذوبة في عثمان رضي الله عنه تجدها في تفسيره لهذه الآية من سورة النور:
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...1&LanguageId=1

[ 2 ] : كتاب " الدليل والبرهان " لأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني:

وقد جاء في ( 1 / 27 ) من هذا الكتاب تحت عنوان ( باب : آفات الأمة في دينها ) حيث جعل أول آفات الدين فيما سماه ( زلة عثمان ) وعدد له من الجرائم المخترعة المصنوعة من قبل سلفه الخوارج ما استباح به دم هذا الإمام العادل ، والخليفة الراشد – رضي الله عنه وأرضاه – ثم ثنى بما سماه ( زلة علي ) ثم ثلث بما سماه ( زلة طلحة والزبير ) ، وهكذا حتى خلص في صفحة ( 29 ) إلى ما سماه ( زلة السنية ) يقصد أهل السنة والجماعة ، ثم ( زلـة الزهري ) !! في سياق يقرر به صواب منهج أسلافهم الخوارج ، ويضلل أعلام أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - !! .

وفي( 1 / 40-41 )قال وهو يتكلم عن أمير المؤمنين عثمان – رضي الله عنه-(وعزْله وخلْعه وقتْله حق لانتهاكه الحرم الأربع :
أولاها : استعماله الخونة الفجرة .. وثانيها : ضربه الأبشار وهتكه الأستار .. وثالثها : تبذيره الأموال وإسرافه فيها .. فحرم العطايا لأهل العطايا فجاد بها على اللعين وأبنائه الملاعين .. الرابعة : حين ظهرت خيانته ، فاتهموه على دينهم ، فطلبوه أن ينخلع ، فأبى وامتنع ، فانتهكوا منه الحرم الأربع : حرمة الأمانة ، وحرمة الصحبة ، وحرمة الشهر الحرام ، وحرمة الإسلام حين انخلع من حرمة هذه الحرم ، إذ لا يعيذ الإسلام باغيا ، ولا الإمامة خائنا ، ولا الشهر الحرام فاسقا ، ولا الصحبة مرتدا على عقبه ) انتهت عبارته ، وأقول بما قال الله عز وجل : (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ).
ثم ذكر علي بن أبي طالب ، ثم معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم وقال : ( وأما معاوية ووزيره عمرو بن العاص فهما على ضلالة ، لانتحالهما ما ليس لهما بحال ، ومن حارب المهاجرين والأنصار فرقت بينهما الدار ، وصارا من أهل النار ) انتهت عبارته التي قطع فيها بالنار لمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص كما قطع قبل ذلك بقليل بالنار لكل من الصحابيين الجليلين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام حواري رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فقال عنهما وهو يتكلم عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : ( ثم قاتل طلحة و الزبير وعائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – فقتاله حق عند الله تعالى ، لشقهم العصا عصا الأمة ، ونكثهم الصفقة ، فسفكوا الدماء ، وأظهروا الفساد ، فحل لعلي قتالهم ، وحرم عليهم الجنة ، فكانت عاقبتهم إلى النار والبوار ، إلا ما كان من أم المؤمنين التائبة ، فمن تاب تاب الله عليه ) انتهى كلامه الذي بلغ فيه من الجرأة على الله أن قطع بالنار – كما قد رأيت لعلمين من أعلام الصحابة الكرام ، بل ممن بشرهم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بالجنة ، كما قطع بالنار للصحابيين الجليلين معاوية وعمرو – رضي الله عنهما – فيما رأيته قبل قليل ، ثم لم يلبث حتى قال عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : ( وأما علي فقد حكم بأن من حكّم فهو كافر ، ثم رجع على عقبه ، وقال : ( من لم يرض بالحكومة كافر ) فقاتل من رضي بالحكومة وقتله ، وقاتل من أنكر الحكومة وقتله ، وقتل أربعة آلاف أواب من أصحابه [ يقصد الخوارج ] ، واعتذر فقال : ( إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ) فقد قال الله عز وجل فيمن قتل مؤمنا واحدا : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) إلى قوله : ( عذابا عظيما ) فحرمه الله – من سوء بخته – الحرمين ، وعوضه دار الفتنة العراقين ، فسلم أهل الشرك من بأسه ، وتورط في أهل الإسلام بنفسه ) انتهى كلامه . و إلى الله المشتكى !! .


[ 3 ] : كتاب " جوابات الإمام السالمي " لإمامهم نور الدين السالمي:

جوابات السالمي ( 6 / 132 ) وهي في " العقد الثمين "( 1 / 219 – 220) :
السؤال : حكم من صوب المخالفين أهل المذاهب الأربعة في ولا يتهم لعلي وعثمان ومعاوية جهلا منه وغرورا بما وجده عن عدو الله دحلان من الحمية والعصبية لمذهبه العاطل ، ومعتقده الفاسد الباطل ، وهل هذا منه نوع رجوع عن معتقده إذا كان معتقدا قبل ذلك عداوتهم ؟ وهل يسعه عدم الجزم بمعتقد الإباضية الوهبية فيهم ؟
الجواب : لا يحل لأحد تصويب هؤلاء المخالفين فيما خالفوا فيه المسلمين من أمر الدين ، فمن صوبهم على ذلك فهو منهم ، وحكمه حكمهم ، ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ورأس الولاية التصويب ، وعليه أن يتولى المسلمين ، وأن يعتقد أنهم على الحق في ولا يتهم لأوليائهم ، وبراءتهم من أعدائهم ، وليس الاغترار بقول دحلان على رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا في نصرة مذهبهم ، فإنهم يدعون ذلك قربة ، ويحتسبونه في الآخرة ، ولقد رأيت في سيرة دحلان ، نوعا من الكذب لم يسبقه إليه أحد فيما علمت ، فليأخذ المرء حذره ( ولا تسألون عما كانوا يعملون ) ,الله أعلم . )
في جواب آخر على سؤال عن علي وأهل النهروان ، وبعد كلام طويل شرح فيه ما حدث بينهما – كما يراه هو من زاوية الخوارج – قال في ( جوابات السالمي 6/ 153 ) و ( العقد الثمين 1 / 189 ) قال عن عمرو بن العاص في معرض وصف ما كان بينه وعلي بن أبي طالب : ( ولم يدر [ يقصد عليا ] أن هناك عمرو صاحب المكائد العظمى ، جراحات بدر في حشاه تفور ) ثم قال عن عمرو : ( على أنه قد باع دينه بمصر ، وهي يومئذ في يد علي ، وقال لمعاوية ، والله لا أعطيك شيئا من ديني حتى تعطيني شيئا من دنياك ، فجعل له مصر ) ثم قال : (فأهل النهروان هم المحقون ، ومن قاتلهم هم المبطلون ، فمن أدرك علم ذلك ، وجب عليه ولايتهم بلا خلاف بين المسلمين ، وكذلك – أيضا – تلزمه البراءة ممن قاتلهم )

جوابات السـالمي ( 6 / 208- 210 ) والعقد الثمين ( 1 / 181-182 ) :
( السؤال : ما يقال في الأحاديث التي رواها قومنا في فضائل عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وسبطيه ، وابن أبي سفيان معاوية ، ووزيره عمرو بن العاص ، و طلحة و الزبير ، و الأصح فيهم البراءة أو الوقوف لهذا الإشكال ؟، وهل يقال : إن علي بن أبي طالب ، تاب ؛ لأنه ذكر أنه بعد قتله أهل النهروان كان يظهر الندم والتوبة ؟.
الجواب : أكثر هذه الأحاديث مكذوب كما صرح به نقاد الحديث ، راجع المناقب من " اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " تجد بغيتك ، وتظفر بطلبتك ، والبراءة من أهل الأحداث واجبة على من بلغ علمه إلى معرفة حكم ذلك ، والمسلمون قد حكموا فيهم بحكم الله تعالى ، فمن علم فيهم مثــل علمهم جاز له الحكم بمثل حكمهم ، ومن قصر علمه عن ذلك كان سبيله الوقوف ، وعليه أن يتولى المسلمين على ولا يتهم لمن تولوا ، وبراءتهــم ممن برؤوا ، وطريقتهم واضحة كالشمس الطالعة لا يكدرها غبار ، وكذب الكاذب لا يورثنا إشكالا ، فنحن على بصيرة من أمرنا ، وخبرة من ديننا ، لا تميل بنا الأهواء ، ولا تستميلنا الرجال ، نعــــرف الرجال بالحق …) إلى أن قال : ( وندم علي إنما كان على قتل أصحابه ، وضياع أمره ، وانتقاص دولته ، ولا يوجب ذلك توبة ، لو كان تائبا لأذعن للحق وجمع المسلمين ، وطلبهم حيث كانوا ، وخلع الأمر على أيديهم ، فإن شاؤوا قدموه ، وإن شـاؤوا أخروه ، والغيب لله ، وحكمنا على ما ظهر ، فإن كان قد تاب توبة نصوحا فالله أعلم بها ، ولا ينافي في ذلك حكم المسلمين فيه، وقاتل أربعة آلاف مؤمن في معركة واحدة حقيق بالبراءة ، ومن خرج على الإمام العادل بغيا وعدوانا كالجمل وصفين حقيق بالبراءة ، وكأني بك قد جاورت المخالفين ، أو طالعت كتبهم فاحذرهم أن يضلوك ، فوالله الذي لا إله إلا هو إن الحق واضح عند هذه العصابة التي نظر إليها أهل الدنيا بنظر الاحتقار ، وذلك بعد ما انقرضت دولتنا ، وظهرت دولة الأراذل ، والأيام دول ، وغلبة الدنيا غير معتبرة ، والله ربي ، والأيادي شاهدة ، والله أعلم . ) .
وفي العقد الثمين ( 1 / 208-209 ) سئل عن البراءة من عثمان وغيره من المتقدمين من أي طريق تثبت على علماء المسلمين اليوم ؟ فأجاب : ( الشهرة بالشيء طريق من طرق العلم المسموع ، وهذا الطريق يسمى عند الأصوليين بالتواتر ، وهو يفيد العلم القطعي الضروري ، وقيل بل بالقطعي النظري ، وبالجملة فإنه يفيد العلم يقينا ، ومن هنا أوجبوا به ولاية الحقيقة وبراءة الحقيقة ، وإذا ادت الشهرة التي هذا حكمها حدثا من الأحداث المكفرة عن إنسان معين لزم من بلغه ذلك أن يبرأ من ذلك المحدث ، ومن ههنا قالوا : طرق البراءة أربع ، أحدها : شهرة الحدث ، وهو طريق المتبرئين من أهل الأحــــداث المتقدمين …) إلى أن قال ( وفي كلام سالم بن ذكوان الهلالي رحمه الله تعالى ما يقضي بأن شهادة المسلمين في البراءة من أهل الأحداث المتقدمين يلزم قبولها ، والله أعلم ) .
وفي " العقد الثمين – أيضا – ( 1 / 191- 193 ) سئل : عن الضعيف إذا قرأ في السير بوقائع الصحابة والأحداث التي حدثت بينهم من الفتن ، واشتهر عنده من تواتر الآثار بأن فلانا فعل هذا ، وغيَّر ، وقاتل غير المستحق كطلحة والزبير في صكة الجمل ، ومعاوية وعمرو بن العاص مع غدرهما بالمسلمين ، وعلي بن أبي طالـب مع ما جرى من خبره بالنهروان ، ولكنه لم يره إلا مسطرا في الدفاتر ،وحصلت له الشهرة من جم الكتب ، ولم يسمع من علماء عصره ، ولا جرى ذكر هؤلاء بحضرته ، أله أن يبرأ على هذا أم الوقوف أولى لهذا الضعيف ؟… الخ السؤال )
الجواب : الأحداث من المذكورين جاء بها التواتر ، ينقلها الموافق والمخالف ، واشتهرت عند الأوائل والأواخر ، والمسلم والكافر ، لكن وقع النزاع في حكم تلك الأحداث ، فأهل الحق [ يقصد الإباضية ] يرونها أحداثا مهلكة ، ويبرؤون من أهلها ؛ لما فتح الله لهم من العلم في حكم ذلك !!! .. ( الخ الجواب الذي مضى يدلل فيه على ما قرره ) . والعجيب أن العلامة !! المعــلق على الكتاب وهو سالم الحارثي المضـيربي قد علق على هذه الفتوى موردا الدلائل والبراهين التي أغفلها شيخه التي تسوغ البراءة من هؤلاء الصحابة في وجهة نظره وأن التحقيق لديه قوله : (وعنــدي أن منعه للحق [ أي عثمان ] كان خــرفا وغلبة ) .فالتحقيق – عنده !! – وصف أمير المؤمنين عثمان بالتخــريف !! .

وفي " العقد الثمين " ( ص 1 / 183-187 ) سؤال بالنظم تضمن استبيانا من الشيخ السالمي عن حقيقة قولهم بالبراءة من الصحابة جاء فيه :
ولقد برئتم من علي ذي الفقار وسبطه آل النبي الأطهار
فرميتموهموا بالضلال وقلتموا هم أهل تحريف بلا إنكار
ورضيتموا عن ابن ملجم الذي سفك الدماء بسيفه البتار
وعدلتموا عن ابن عفان الذي جمع الكتاب مصحح الآثار
ولعنتموا آل ابن مروان الألى فيهم أبو حفص حليف الجار

فكان مما قال في جوابه عن هذا الموضوع : (.. فأهل الأحداث المضلة في عصر الصحابة ومن بعدهم ومن قبلهم إنما نبرأ منهم بسبب ما أحدثوا من المعاصي التي أوجب ربنا تعالى مفارقتهم عليها ، والبراءة منهم بسببها ولا نقطع أنهم في النار إلا إذا كانوا قد ماتوا على ما علمناه منهم في حكم الظاهر … ) إلى أن قال : ( .. ونحن لم نرم عليا ولا سبطه الحسن بشيء ، وإنما ذكرناهم بأحداثهم التي رموا فيها أنفسهم … وابن ملجم إنما قتل نفسا واحدة،وعلي قتل أربعة آلاف نفس مؤمنة في موقف واحد إلا قليلا ممن نجا منهم… وعثمان قد أجمعت الصحابة على خلعه وعزله ومحاصرته في بيته حتى قتل والمسلمون له قالون ، وعليه ساخطون ، وإنما سترتْ أحداثه دولةُ أقاربه من بني أمية ، صارت الدولة لهم ، فأظهروا فضائله ، وكتموا أحداثه ، ألا تسألهم أين دفن عثمان ، إنما دفن في أرض ليهودي يقال لها "حش كوكب" لم يرضوا أن يدفنوه في مقابر المسلمين ، فلما صارت الدولة لمعاوية أمر الناس أن يدفنوا موتاهم بينه وبين مقبرة المسلمين ، حتي اتصلت القبور بقبر عثمان ، ليلبس على الناس أنه دفن في مقبرة المسلمين وهذا أمر مشهور …) الى آخر ما قالـــه في فتواه التي أخذ يعتذر لأصحابهم ( الإباضية) في براءتهم من عمر بن عبد العزيز وأشار إلى عدم اعتقاده هو شخصيا لذلك مخالفا لأسلافه ، ثم تهجم على أهل السنة بما سوف نعرض له في مقام آخر – إن شاء الله -

وفي الجزء الخامس من ( جوابات السالمي ) هذه صفحة ( 252) قال السالمي وهو يقرر صفة الباغي : ( ومنها أن يعطل الإمام الحدود ، ويتسلط على الرعية ، ويفعل فيهم بهوى نفسه ما شاء فيستتيبونه فيصر على ذلك فيصير بعد الإمامة جبارا عنيدا ، فإنه يكون بذلك باغيا على المسلمين ، ويجوز لكل من قدر عليه قتله ليريح الناس من ظلمه وفساده ، فإن أمكن الاجتماع عليه من المسلمين كان ذلك أولى كما فعل المسلمون بعثمان ، وإن لم يمكن جاز قتله غيلة كما فعلوا في علي ومعاوية وعمرو بن العاص فإن ثلاثة من المسلمين اتفقوا على قتل هؤلاء الرؤساء في ليلة واحدة بعد أن خلع علي نفسه ، وقاتل أهل النهروان … ) وراح السـالمي يمجد قتلتهم ويصوب فعلهم ، وإلى الله المشتكى .
وصريح كلام السالمي هنا أن الفقه الإباضي يجيز اغتيال الحاكم إذا خالف غلاة الإباضية المتعصبين ولم يسر وفق أمزجتهم ، فتأمل ذلك .. إنه تشريع لمبدأ اغتيال حكام المسلمين وأمرائهم ولو كان هؤلاء الحكام في تقواهم وعدلهم كأمير المؤمنين علي بن أبي طالب !! فكيف بمن هو دونهم من حكام المسلمين ؟؟ إنها فتنة ورب الكعبة !! وتضليل للأمة ، وتغرير بالشباب والأحداث بفقه غاية في البعد عن روح الإسلام وأحكامه وحقيقته ، وما العجب إلا منترويج هذا الفقه ونشره دون أي تدبر لعواقبه ولو على الأمد البعيد !!! .

[ 4 ] : كتاب " العقود الفضية في أصول الإباضية " لعلامتهم سالم الحارثي :

فقد جاء في( ص 121 ) : وقال العلامة الشماخي : عبد الله بن إباض المري التميمي إمام أهل التحقيق ، والعمدة عند شغب أولي التفريق ، سلك بأصحابه محجة العدل ، وفارق سبل الضلالة والجهل … وكان كثيرا ما يبدي النصائح لعبد الملك بن مروان :
وهذه رسالته التي وجهها إلى عبد الملك بن مروان من شرح العقيدة ، وأصلها في كتاب السير العمانية القديمة : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد ، من عبدالله بن إباض ، إلى عبدالملك بن مروان ، سلام عليك … )ثم قال في هذه الرسالة : ( وأما ماذكرت من عثمان ، والذي عرضت من شأن الأئمة ، فإن الله ليس ينكر على أحد شهادته في كتابه ما أنزله على رسوله ، أنه من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ، والكافرون ، والفاسقون ، ثم إني لم أذكر لك شيئا من شأن عثمان والأئمة إلا والله يعلم أنه الحق … وأخبرك من خبر عثمان والذي طعنا عليه فيه ، وأبين شأنه الذي أتى عثمان ، لقد كان ما ذكرت من قدم في الإسلام وعمل به ، ولكن الله لم يجر العباد من الفتنة والردة عن الإسلام …)
( .. ثم أحدث أمورا لم يعمل بها صاحباه قبله ، وعهد الناس يومئـذ بنبيهم حديث ، فلما رأى المؤمنون ما أحدث أتوه ، فكلموه ، وذكروه بآيات الله ، وسنة من كان قبله من المؤمنين ، وقال الله : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات الله فأعرض عنها ، إنا من المجرمون منتقمون ) ، فسفه عليهم أن ذكروه بآيات الله ، وأخذهم بالجبروت ، وظلم منهم من شاء الله ، وسجن من شاء الله منهم ، ونفاهم في أطراف الأرض نفيا ، وإني أبين لك يا عبد الملك بن مروان ، الذي أنكر المؤمنون على عثمان ، وفارقناه عليه فيما استحل من المعاصي … ) ثم أخذ يسرد بعض ما افتراه من الكذب على ذي النورين عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ويستشهد بآيات الوعيد فيه ، وينزلها عليه ، مثل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ، لهم في الدنيا خزي ، ولهم في الآخـرة عذاب عظيم ) قال : ( فكان عثمان أول من منع مساجد الله … )!! .وقوله تعالى : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، ما عليك من حسابهم من شيء ، وما من حسابك عليهم من شيء فتطرهم فتكون من الظالمين ) قال : ( فكان أول رجل من هذه الأمة طـــردهم .. ) إلى أن قال عن عثمان – رضي الله عنه - : ( وبدل كلام الله ، وبدل القول ، واتبع الهوى .. )
ثم عدد آيات أنزلها الله تعالى في الكافرين وينزلها هو على الخليفة الراشد ، والقانت الزاهد عثمان – رضي الله عنـه وأرضاه - ثم قال بعد ذلك :
( فلو أردنا أن نخبر بكثير من مظالم عثمان لم نحصها إلا ما شاء الله ، وكل ما عددت عليك من عمل عثمان يكفر الرجل أن يعمل ببعض هذا ، وكان من عمل عثمان أنه كان يحكم بغير ما أنزل الله ، وخالف سنة نبي الله .. وقد قال الله : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين ، نوله ما تولى ونصله جهنم ، وساءت مصيرا ).. ( ثم سرد أيات كثيرة وجعلها في عثمان رضي الله عنه ) .
ثم قال عبد الله بن إباض : ( فلما رأى المؤمنون الذي نزل به عثمان من معصية الله تبرؤوا منه ، والمؤمنون شهداء الله ، ناظرون أعمال الناس … ) (.. فعلم المؤمنون أن طاعة عثمان على ذلك طاعة إبليس .. ) ثم ذكر مقتل عثمان ، وأنهم قتلوه ، ونزل عليه قول الله تعالى : ( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم ، وطعنوا في دينكم ، فقاتلوا أئمة الكفر ، إنهم لا أيمان لهم ، لعلهم ينتهون ) ، ثم قال : ( وقد يعمل الإنسان بالإسلام زمانا ثم يرتد عنه ، وقال الله : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ، الشيطان سول لهم ، وأملى لهم ) .

ثم ذكر علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – بقريب مما قال في ذي النورين عثمان بن عفان ، ونزل فيه آيات من مثل التي سردها في شأن عثمان ، ثم ذكر معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – بمثل ذلك ، ثم قال : ( فمن يتول عثمان ومن معه [ ويقصد بمن معه علي بن أبي طالب ومعاوية ومن تولاهم كما يدل عليه السياق ] فإنا نشهد الله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، بأنا منهم براء ، ولهم أعداء ، بأيدينا ، وألسـنتنا ، وقلوبنا ، نعيش على ذلك ما عشنا ونموت عليه إذا متنا ، ونبعث عليه إذا بعثنا ، نحاسب بذلك عند الله …) ثم أغلظ القول في عثمان ومحبيه ، وتعرض لذكر الخوارج ، فأثنى عليهم ، وذكرهم بخير ذكر ، وعظمهم ، وقال بعد ذلك :
( فهذا خبر الخوارج ، نشهد الله ، والملائكة أنا لمن عاداهم أعداء ، وأنا لمن والاهم أولياء ، بأيدينا ، وألسنتنا ، وقلوبنا ، على ذلك نعيش ما عشنا ، ونموت على ذلك إذا متنا … ) ثم قال : ( أدعوكم إلى كتاب الله ، .. ونبرأ ممن برئ الله منه ورسوله ، ونتولى من تولاه الله ..)
هذه هي خلاصة " السيرة المشهورة ، والنصائح المعروفة المذكورة " !!!

وحتى يكون القارئ على بينة فإن رسالة عبد الله بن إباض هذه التي تقطر حقدا على أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لا يزال يشيد بها محققوا الإباضية المعاصرون الذين يرفعون للعامة - في الملإ !!- شعار التسامح والاعتدال ، وإذا خلوا عضوا الأنامل من الغيظ على أصحاب رسول الله ومن والاهم !! .

وممن تغنى بها ، ورقص على أنغامها – كما يقال - وأوردها كاملة مشيدا بها الدكتور محمد صالح ناصر المدرس بمعهد القضاء الشرعي والإرشاد بسلطنة عمان كما قال في مقدمة كتابه " منهج الدعوة عند الإباضية " فقد أورد رسالة عبد الله بن إباض كاملة في هذا الكتاب من صفحة ( 324 ) إلى صفحة ( 337 ) ، وقد نشرت كتابه هذا مكتبة الاستقامة بمسقط سنة 1418 هـ 1997م .

[ 5 ] : كتاب " المعتبر " لعلامتهم المحقق أبي سعيد الكدمي :


جاء في (1 / 139-141 ) : ( واعلموا أن المدعي مما وصفنا من أمر عمر بن الخـطاب ، وأمر علي بن أبي طالب ، لو ادعى ذلك أحد من أهل ديننا أنه صح معه على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن عمر بن الخطاب من الأشقياء ، وأن علي بن أبي طالب من السعداء ، لكان هذا المدعي عندنا على عمر بن الخطاب – رحمه الله – ذلك مخلوع عن الدين ، ندين الله بخلعه ، ولا نقبل منه على ذلك شهادة ؛ لما قد سبق من دينونة المسلمين بولاية عمر بن الخطاب ، لأنا تولينا عمر بن الخطاب بما ظهر وشهر في الآفاق من عدل سيرته وقيامه بالحق بين أهل رعيته ، وبرئنا من علي بن أبي طالب بما شهر في الدار من مخالفته الحق ، وسفكه لدماء المسلمين ، وإمساكه عن الرجوع إلى الحق …) .

[ 6 ] : كتاب " الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد " لأبي سعبد الكدمي :

جاء في هذا الكتاب (1 / 36-37 ): ( قلت : إن قال مناظرك : أليس يقال إن علي بن أبي طالب كان إماما للمسلمين .
قلت له أنت : بلى !! .
قال لك : كيف لا تتولاه ؟
قلت أنت : من جهة قتل أهل النهروان بغير حق .
قال : شهر عندك قتل أهل النهروان ، أم شهرت إمامته ؟
قلت أنت : لم أكن حملت له قبل هذا ولاية …) إلى آخر صورة هذه المناظرة المفترضة بين من يقول بعقيدة المؤلف وهي البراءة من علي بن أبي طالب ، وبين مخالف يتولاه ، وقد أنهى المناظرة حسب اعتقاده – الخاطئ – لصالح عقيدته التي تعلن البراءة ، فليرجع إليه القارئ غير مأمور .

[ 8 ] : كتاب " ديوان أبي مسلم الرواحي " لشيخهم ناصر الرواحي :

وهذا ديـــوان يعد في الأوساط الإباضـية رأس في الأدب ، والعلم ! افتتح هذا الفقيه الشاعر ديوانه بقصيدة سماها " النهروانية " مطلعها :
سميري وهل للمستهام سمـير تنام وبرق الأبرقين سهير
تمزق أحشاء الربـاب نصالـه وقلبي بهاتيك النصال فطير
وهي تتكون من ثلاثين بيتا ، ومائتي بيت .
ومما جاء فيها بعد أن أثنى على سلفه الخوارج ، وعرض بالصحابة الكرام يهجوهم ، وسماهم " حشوية " !!! قال – وهو يقصد من سماهم بالحشوية - :

رأوا طرقا غير الهدى فتنافروا اليها وبئست ضلة ونفور
لهم نصب من بدعة وزخارف بها عكفوا ما للعقول شعور
تدعمهم أهواؤهم في هلاكهم كما دع في ذل الأسار أسـير
لأقوالهم صد وفيهم شقاشـق لهن ولا جدوى هناك هديـر
دليلهم يهوي بهم في مضلـة وهم خلفه عمش العيون وعور
فيا أسفا للعلم يطمسه الهـوى ويا أسفا للقوم كيف أبـيروا
أرى القوم ضلوا والدليل بحيرة وللحق نور والصراط منـير
سروا يخبطون الليل عميا تلفهم شمـائل من أهوائهم ودبـور
يتيهون سكعا في المجاهل ما بهم بموطئ أخفاف المطي بصــير
يقولون مالا يعلمون وربمــا على علمه بالشئ ضل خبــير

ثم راح يعرض بالصحابة الكرام على هذا المنـوال ، ويثني على أسلافه بين الحين والآخر ، إلى أن قال يعد من مآثرهم قتل ذي النورين عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ويذكر كيف أن علي بن أبي طالب لم يكافئهم على هذا الجميل فقتلهم في حروراء ظلما – زعم - :

نحرن عقيب الدار بازل ناكث وأمسى بصفين لهن هريــــر
فلو قدرتها هاشم حق قدرهـا هشمن بن صخر للحروب صخور
ولكن وَهَى رأي وخارت عزيمة فحكم خصم واستبيح نصـــير
بني هاشم عمدا ثللتم عروشكم وفي عبد شمس نجدة وظهــــور
على غير ذنب غير انكار قسطهم وللجور من نفس المحق نكــــير
قتلتم جنودا حكموا الله لا سوى وقالوا علي لا سواه أمـــــير
فيا لدماء في حروراء غودرت تمور وأطباق السماء تمـــــور
ثم قال بعد عويل على الخوارج ، ونياح ثكلى :
مكيدة عمرو حين رثت حباله وكادت بحور القاسطين تغور
أبا حسن ذرها حكومة فاسق جراحات بدر في حشاه تفور
أبا حسن أقدم فأنت على هدى وأنت بغايات الغوي بصـير
أبا حسن لا تنس أحدا وخندقا وما جر عير قبلها ونفــير
أباحسن طلقتها لطليقهـــا وأنت بقيد الأشعري أســير

ثم قال في السياق ذاته :

أفي الدين شك أم هوادة عاجز تجوزتها أم ذو الفقار كـــسير
يبيت قرير الجفن بالجفن لاصقا وجفن حسام ابن اللعين سهــير
فلا جبرت حداه إن ظل مغمدا وهندي هند منجد ومغــــير

إلى أن قال :

تناسيت يوم الدار إذ جد ملكها فللعاص فيها دولة وظهـــــور
ويوم جبال الناكثين تدكدكت وطلحة والعود الطليح عقــــير

ثم قال :
فيا أسفا من سيف آل محمد على المؤمنين الصالحين شهير [ يقصد الخوارح أهل حروراء ]
نبا عن رؤوس الشام وانثنى إلى ثفنات العابدين يجــور

كل ذلك في سياق ثناء على الخـوارج وتوبيخ للإمام علي بأسلوب وقح متغطرس ، ولعن لغيره ممن هم دونه من الصحابة كمعاوية بن أبى سفيان ، وعمرو بن العاص ، وأبي موسى الأشعري ، وتعيير لمعاوية بأبيه ، وأمور منكرة يطول وصفها !!

وفي الديوان ذاته لهذا الفقيه قصـيدة عنونها بـ : " أشعة الحق " في ذات الموضوع ، حيث افتتحها بالثناء على الخوارج ، ثم تخلص من ذلك إلى تقرير البراءة من الصحابة ، مقررا أن سابقتهم في الدين لا تشفع لهم ، ثم عاد يوبخ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - ، فكان مما قال في توبيخه هذا :

قبلت عوراء من عمرو يفت بها سواعد الدين فت العصف بالحجر
ولم تعر نصحاء الدين واعيــة وليت للأشعث الملعون لم تعــر
فيم الحكومة أخزى الله ناصبها لم يترك الله هذا الحكم للبشــر
ولست في ريبة مما عنيت بـه ولا القضاء قياسي على صــور
فما قتالك بعد الحكم راضية وما قتالك من لم يرض بالنهــر
قد ارتكبت أبا السبطين في جلل وفاتك الحزم واستأسرت للحذر
وما قتال ابن ضخر بعدما انسكبت خلافة الله في بلعومه البحـــر
حكمته في حدود الله ينسفهــا نسف العواصف مندوفا من الوبر
بأي أمريك نرضى يا أبا حسن تحكيم قاسطهم أم قتلة الــبرر
أم بانقيادك عزما خلف أشعثها يفري أديمك لا يألو بلا ظفــر

ثم قال يعرض ببعض الصحابة ويلعن البعض الآخر ، ويعلن البراءة من علي ومعاوية وأبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص ومن تولاهم فكان مما قال :

تنافرت عنك أوشاب النفاق إلـى دنيا بني عبد شمس نفرة الحمر
محكمين براء من معاويـــــة ومن علي ، ويا ليت الأخير بري
والقاسطين أبي موسى وصاحبــه عمرو اللعين فتى قطاعة البظــر
وقاسطي الشام والراضي حكومتهم من أهل صفين والراضي على الأثر
ليت الحكومة ما قامت قيامتهــا وليتها من أبي السبطين لــم تصر
ملعونة جعلتها الشام جنتهـــا من ذي الفقار وقد أشفت على الخطر
مهلا أبا حسن إن التي عرضـت زوراء في الدين كن منها على حذر
ضغائن اللات والعزى رقلن بهـا تحت الطليق وعثـــمانية الأشر
لا تلبسن أبا السبطين مخزيـــة فذلك الثوب مطــوي على غرر
لم تنتقل عبد شمس من نكارتهـا دم الكبود على أنيابـــه القذر
فما صحيفة صفين التي رقمـت إلا صحيفة بين الركــن والحجر
نسيت بدرا وأحدا أبا حســن وندوة الكفر ذات المكــر والغدر
ويوم جاءك بالأحزاب صخرهـم فاندك بالريح صـخر القوم والذعر
وفتح مكة والأعياص كاســفة وأنت حيدرة الإســـلام كالقمر
والقوم ما أسلموا إلا مؤلفـــة والرأي في اللات بين السمع والبصر
متى ترى هاشم صدق الطليق بهـا وثغرة الجرح بين النحـــر والفقر
مالابن هند بثار الدار من عـرض له مرام وليت الــــدار في سقر
لقد تقاعد عنها وهي محرجـــة حتى قضت فقضى ما شـاء من وطر
تربص الوغد من عثمان قتلــته فقام ينهق بين الحــــمر والبقر
ينوح في الشام ثكلى ناشرا لهـم قميص عثمان نـوح الورق بالسحر
حتى إذا لف أولاها بآخـــرها شبهة ما تغــــطي نقرة الظفر
أتاك يقرع ظنبوب الشقــاق له روقان في الكـفر من جهل ومن بطر
تعك عك نفاقا خلف خطوتــه كأنها ذنب في عجـــمه الوضر
يدير بين وزيريه سياستــــه عمرو وإبليــس في ورد وفي صدر
وهذا كلام فيه من التعسف والظلم مافيه ، فقد أخرج هذا الفقيه غضبه لسلفه الخوارج عن حد المعقول من الكلام ، فراح يهذي ، ولعله لا يدري ما يقول ، والله المستعان !!!
وأخيرا.. قال يخاطب عليا – رضي الله عنه – قاطعا له بالنار – عياذا بالله من ذلك - بسبب قتله للخوارج ، ويعلن في مقابل ذلك محبته للخوارج وولايته لهم ، ويقطع عذر أمير المؤمنين عليا في قتلهم ظلما – زعم - :
ليهنك الدم يا منصور ! قد رجفت منه السموات والأرضون من حذر
لو أن رمحك في حرقوص اشتركت فيه الخليقة أرداهم إلى ســـقر
يا فتنة فتكت بالديـن حمـــتها تذوب من هولها ملمومة الحجـر
ما ساءني أن أقول الحق إنهـــم قوم قتلتهم بـــغيا بلا عـذر
وأنهم أوليـــــاء الله حبهم فرض وبغضهم من أفـظع النـكر

[ 10 ] : كتاب " بيان الشرع " : لإمامهم محمد بن إبراهيم الكندي :

في هذا الكتاب أي " بيان الشرع " ( 3 / 277- 293 ) سيرة لبعض الخوارج يدعى أبو الفضل عيسى بن نوري الخارجي ، معروضة على اثنين من كبار علماء الإباضية وهما أبو عبد الله محمد بن محبوب وأبو سعيد محمد بن سعيد الكدمي ، فتعالوا لنرى ماذا يقول أبو الفضل الخارجي عن الصحابة الكرام ، وبماذا كان يتعقبه العلامتان المحققان !! محمد بن محبوب وأبو سعيد الكدمي ، هل يوافقانه على البراءة من الصحابة ، أم يردان عليه في ذلك ؟؟ .
قال الخارجي في سيرته : ( ونبرأ من عدو الله إبليس – لعنه الله – وأتباعه من الفراعنة وغيرهم من أئمة الكفر ، وأتباع أهل الطاغوت من لدن آدم إلى يومنا هذا … وبرئنا بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – من أهل القبلة الذين هم من أهل القبلة ، عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وأبو موسى الأشعري ، وجميع من رضي بحكومة الحكمين ، وترك حكم الله إلى حكومة عبد الملك بن مروان وعبيد الله بن زياد والحجاج بن يوسف وأبي جعفر والمهدي وهارون وعبدالله بن هارون ، وأتباعهم وأشياعهم ، ومن تولاهم على كفرهم وجورهم من أهل البدع وأصحاب الهوى ، لقول الله تعالى : ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ، إن الله لا يهدي القــوم الظالمين ) [ سورة القصص الآية 50] .
قال أبو عبد الله محمد بن محبوب – رحمهم الله - : نوافقـهم على هذا والبراءة ممن سماه .
قال أبو سعيد محمد بن سعيد – رضي الله عنه - : نوافقهم على البراءة ممن سمى على الشريطة بما سماهم من الكفر )أ.هـ ( بيان الشرع 3/ 280-281 ) .
ثم قال الخارجي : ( وبرئنا من المعتزلة بما وقفوا [ أي لم يبرئوا ولم يتولوا ] عن عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير ، وغيره من أهل القبلة وأهل الكفر … قال أبو عبد الله [ أي محمد بن محبوب ] : أما البراءة فنوافقهم .. ) ( بيان الشرع 3/284-285 ) .
ثم قال الخارجي في آخر السيرة : (هذا دين الله ، ودين ملائكته ، وأنبيائه ، ودين أوليائه ، إليه ندعو ، وبه نرضى ، وعليه نحيا ، وعليه نموت ، ولا حكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ..) أ.هـ من بيان الشرع (3/293) .
وسيرة هذا الخارجي ومصادقة مشائخ الإباضية عليها نقلها مقرا لها جميل بن خميس السعدي في كتاب " قاموس الشريعة " ( 337 – 352 ) .
وآخر زهور !! فصول هذا الكتاب العجاب !! ، هذه الطرفة المريبة التي عقد لها المؤلف بابا مستقلا في ( 3 / 304 ) فقال :
( الباب الثاني والثلاثون
في ولاية المتقدمين ممن وقع فيه الاختلاف
قلت له : كيف تجوز البراءة ممن تولى عمر بن عبد العزيز وقد كف المسلمون عنه ، وقد يمسكون عن ولاية الرجل فمن تولاه فهو في الولاية عندهم ، ومن أمسك فهو في الولاية ، ومن برئ منه برئوا منه ؟
قال : لأن عمر قد قامت عليه الحجة !!! .
مسألة :
وسألت أبا معاوية ، أن من زعم أن عثمان وعليا دخلا حفرتهما مسلمين ؟
فقال : إن كان يعني الإسلام أهل التنزيل فقد صدق فيما قال ، وإن كان يعني الإسلام أهل التأويل استتيب ، فإن تاب وإلا برئ منه !! . ) أ.هـ .

[ 11 ] : كتاب" شرح النيل، وشفاء الغليل " لمحققهم محمد بن يوسف أطفـيش

جاء في هذا الكتاب مما يقرر العقيدة الإباضية في الصحابة المذكورين ، والأولياء الصالحين كثير ، أجتزئ منه بما يلي :
قال في الجزء (14) صفحة ( 322) من الطبعة التجارية الثالثة ما نصه :
( وفي " الأثر " : لا يتولى بمجرد الإمامة إلا من عقد له علماء المسلمين ، وصحت إمامة عمر بن عبد العزيز لصحة سيرته ، ولم يتوله المسلمون [ أي الإباضية ]لأنه لم يقدموه فيما قيل ، والمشهور أنهم لم يتولوه لأنه لم يتبرأ من عثمان ، وقيل : لأنه لم يظهر براءته وقد تبرأ منه ) أ.هـ
وفي ذات الجزء صفحة ( 342) قال : ( ..وقال : البراءة وحد السيف معا ، ولعله في الإمام أنه لا يجوز إظهار البراءة منه حتى يجوز قتله ، وذلك إذا أصر وحارب ، ولما كثرت أحداث عثمان وظهرت ، قتلوه بعد الاستتابة ، ونكثه بعد التوبة ، واستتابوا أيضا ولاته ، فمن تاب استحل استعماله ، ولقد كان ناس من أصحابه ما أمنوا في المدينة حتى لحقوا بمكة ثم البصرة مع طلحة ، ثم لحقوا معاوية ، منهم الوليد بن عقبة ، ومروان بن الحكم ، قيل : وعبد الله بن عمر ، وبلغنا أن المغيرة بن شعبة كلم عليا في تثـبيت مـعــاوية على الشام رجاء طاعته فأبى ، وقال : " ما كنت متخذ المضلين عضدا " ) أ.هـ .
ثم قال في هذا الجزء صفحة ( 360 ) : ( وأما ما فعله عثمان بأبي ذر وابن مسعود وعمار من ضرب أو نفي أو حرم للعطاء ، فظاهر أنه مما لا يفعل مسلم بمسلم قال الله تعالى : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) والله أعلم ) أ.هـ

[ 12 ] : كتاب " الضياء "لأبي المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري العوتبي:

وقد جاء في هذا الكتاب مما يقرر العقيدة الإباضية في الصحابة شيء كثير أقتطف منه على عجل هذا النص من الجزء الثالث صفحة ( 68 ) : ( وقيل إن الربيع [ ويقصد ابن حبيب محدث الإباضية وإمامهم !! ] كان له جاران ناسكان من قومنا [ يقصد أنهما من أهل السنة ]، فقال الربيع لأبي عبيدة : إن جاراي ناسكان ، وإنهما أحبا الدخول في دين المسلمين [ أي المذهب الإباضي ]، ولكنـهما استوحشا من البراءة من عثمان وعلي !! فقال له أبو عبيدة : فأنا أبرأ من عثمان وعلي فما يقولان في ؟ . فقال : يتوليانك !! . فقال أبو عبيدة : لا بأس عليهما ، قال له الربيع : فإن لم يتوليانك ؟ . فقال أبو عبيدة : هما هالكان !! ، وإنما أراد أبو عبيدة أنهما إذا تركا ولاية المسلمين [ أي الإباضية ]على براءتهم من عثمان وعلي خرجا من الإسلام !! . ومن زعم أن عثمان وعلي دخلا حفرتيهما مسلمين ، فقال أبو معاوية : إن كان يعني أهل التنزيل فقد صدق فيما قال ، وإن كان يعني أهل التأويل استتيب ، فإن تاب ، وإلا برئ منه !! ) أ.هـ ، وقد سبق وأن أوردنا هذه الرواية عن شيخهم الربيع بن حبيب فيما نقله شيخهم محمد بن جعفر الأزكوي في كتابه" جامع ابن جعفر " فارجع إليه غير مأمور !! .
وفي صفحة ( 73-74 ) من نفس الجزء الثالث و بعد أن ذكر قائمة أسماء الذين يتولاهم الإباضية ويحبونهم أورد قائـمة الذين يتبرأ منهم الإباضية ويبغضونهم فقـال : ( أهل البراءة عثمان ، وعلي ، وابناه الحسن والحسين ، وطلحة ، وجميع من رضي بحكومة الحكمين ، و… والشكاك [يقصد بالشكاك الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة كعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وأمثالهم] … والمعتزلة بما وقـفوا عن عثمان وعلي والزبير وغيرهم ، وجميع الكافرين من الأولين والآخرين … وكــل مخالف للمسلمين [ أي الإباضية ]بقول أو فعل … وقال أبو عبد الله : إن حسان بن ثابت هجا قتلة عثمان ولا يتولاه المسلمون ) أ.هـ ثم أشار أبو عبد الله هذا – ولعله يقصد محمد بن محبوب– إلى أن من آثام الحسن إعانته على قتل عبد الرحمن بن ملجم !! .

وهذا الكتاب عجيب في بيانه لمعتقد المذهب الإباضي في الصحابة فقد ملأه بكثير من جنس هذا الكلام الذي نقلناه عنه آنفا ، وفيه من الجرأة على إرسال الألفاظ الفجة النابية ما قد رأيت !! فإلى الله المشتكى !! .

[ 13 ] كتاب " السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان " لمجموعة من علمائهم :

أستعرض مع القارئ بعض النصوص من هذا الكتاب فيما يتعلق بموضوعنا عن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في العقيدة الإباضية ، ومن ثم فإني سوف أترك هذه النصوص للقارئ هكذا بدون تعليق ، وذلك أنها من الوضوح بمكان – فيما أحسب –
جاء في ( 1 / 37 ) من هذا الكتاب ما يلي : من كتاب " الأحداث والصفات " لأبي المؤثر الصلت بن خميس قال: ( .. وقد عصى عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله يقول : ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها أبدا ) فحق لإمام وجبت له النار أن لا يلي من أمور الناس شيئا ، وإن كابر عزل وقتل ) .
وفي ( 1 / 41 و 75 ) : ورد قول المؤلف المذكور آنفا ، أن المسلمين استتابوا الناس من ولاية عثمان مرتين ؛ أي حملوا الناس على البراءة منه ، واعتبار ولايته كبيرة من كبائر الذنوب ،تجب التوبة منها ، ويجب على الحاكم أن يستتيب الناس منها ، ويحملهم– ولو كرها – على تركها .
وفي ( 1 / 97 ) : في سيرة أبي قحطان خالد بن قحطان ، قال وهو يتكلم عن قتل الخوارج لأمير المؤمنين عثمان – رضي الله عنه - : ( .. فقتلوه خليعا من الإيمان ، خارجا منه بحكم القرآن ، لأن المسلمين إنما قتلوه بحكم كتاب الله ، لأن الله يقول : ( فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم ، لعلهم ينتهون ) ، فلما نكـث عثمان عن دينه ، وطعن في دين المسلمين ، قتلوه بكتاب الله ، كذلك كان في علم الله أنه يكون فكان )!!!
وفي ( 1 / 101 ) : في نفس السيرة لأبي قحطان ، قال : ( والمسلمون يبرؤون من الزبير .. ) أي ابن العوام – رضي الله عنه - ، ثم قال : ( .. فقتل طلحة معاندا للإسلام ) ويقصد طلحة ابن عبيد الله – رضي الله عنه - .
وفي ( 1 / 110 ) : في نفس السيرة لأبي قحطان ، قال : ( .. واستقام الأمر لمعاوية ، وظهرت دعوة أهل البغي ، وطفئت دعوة أهل الحق ، فلما خلص له المـلك ، قبض الله روحه منافقا لعينا . ) .
وفي ( 1 / 126 ) : في نفس السيرة لأبي قحطان ، قال : ( ولو وسع المسلمون الوقوف عن أحد ممن يستوجب البراءة عندهم لأمسكوا عن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأقاربه ، وصهرته ، ومن كانت له السابقة في الإسلام والفضل ،فلما خالفوا عن ذلك ، أنزلهم المسلمون حيث أنزلوا أنفسهم ، وخلعوهم على المنابر ، وبرؤوا منهم شاهرا ،ظاهرا ، ولم يكن في ذلك خفاء ولا استتار ، ولا تحكم ، فهم أعلم وأحكم منا ومنكم ، يطأ آخرهم أثر أولهم ، يدعون الناس إلى ذلك ، فلما وقعت بين أظهرهم ، في عصرهم ، أحداث مخالفة لكتاب الله ، وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – لم يسعهم جهل كفر من أحدث ذلك ، لأن الولاية والبراءة فريضتان في كتاب الله ، فبرؤوا ممن خالف الحق ، ولو وسع المسلمون الولاية لمن شك ، لمّا وقعت الفتنة في أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأمسك عن اتباع الحق ووقف ولم يقل شيئا ، لتولى المسلمون عبدَ الله بن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن مسلمة ، لأنهم كان لهم فضل في دينهم فلم يتولهم المسلمون لما وقفوا ، ووقف عنهم من وقف من المسلمين ، وبرأ منهم من برئ ، وقولنا فيهم قول المسلمين ، والمسلمون يأتمون بالبراءة ممن ارتكب مالا يحل له وخالف أهل الحق في ذلك ، ولا يتولون من وقف عن البراءة ممن ارتكب ذلك ، ولنا ولكم في آثار السلف الصالح هدى وبيان .
فافهموا ما كتبنا لكم ترشدوا وتسعدوا ، فقد كتبنا على أنفسنا وعليكم حجة ، ولم نكتب إلا ما نعرف من الآثار الواضحة الشاهرة ) أ. هـ .
وفي ( 1 / 200 ) : من سيرة لبعض فقهاء المسلمين ، كتبها نصيحة إلى الصلت ابن مالك ، ولمن وصل إليه هذا الكتاب من المسلمين من أهل عمان ، قال - وهو يتكلم عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : ( .. واستحل قتل المسلمين لخروجهم عليه ، فبرئ منه المسلمون ..) .
وفي ( 1 / 373 ) : من سـيرة السؤال في الولاية والبراءة لبعض فقهاء المسلمين ، قال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، قد اجتمعت كلمة أهل عمان ، بحمد الله ومنه ، على أمر واحد ، ودين قيم ..) إلى أن قال : ( فإن قال : فما قولكم في عثمان بن عفان ؟
قلنا له : هو في منزلة البراءة عند المسلمين . فإن قال : فمن أين وجبت البراءة من عثمان بن عفان ، وقد تقدمت ولايته ، وصحت عقدة إمامته ، مع فضائله المعروفة في الإسلام … قلنا : الولايـة والبراءة هما فرضان في كتاب الله ، لا عذر للعباد في جهلهما …) ثم قال : ( فإن قالوا : فما تقولون في علي بن أبي طالب ؟ ، قلنا له : إن علي بن أبي طالب مع المسلمين في منزلة البراءة … فإن قالوا : فما تقولون في طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ؟ ، قلنا : إنهما عنـد المسلمين في منزلة البراءة … فإن قال : فما تقولون في الحسن والحسين ابني علي ؟ ، قلنا له : هما في منزلة البراءة ، فإن قال : من أين أوجبتم عليهما البراءة وهما ابنا فاطمة ابنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ قلنا له : أوجبنا عليهما البراءة بتسليمهما الإمامة لمعاوية بن أبي سفيان ، وليس قرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم تغني عنهما من الله فإن قال : فمعاوية بن أبي سفيان في أي منزلة عندكم ؟ ، قلنا له : في منزلة البراءة … فإن قالوا : فما تقولون في أبي موسى الأشعري ، وعمرو بن العاص ؟ ، قلنا : هما عند المسلمين في منزلة البراءة … فإن قال قائل : من أين قلتم أنكم أولى بالحق من غيركم ، وما أنكرتم أن يكون المخطئون ، وغيرُكم المصيبَ للحق دوننا ؟ قلنا له : زعمنا ذلك ، وقلنا وأنكرنا أن يكون الحق في غيرنا دوننا …وأيضا فإنا وجدنا أئمة المسلمين الذين هم الحجة لرب العالمين على المستعدين ، قد أجمعوا على البراءة من هؤلاء الذين ذكرناهم بالبراءة ، وإجماعهم حجة لنا ، وعلينا التسليم لهم ، والاتباع فيما دانوا به ، إذ كانوا هم الحجة البالغة ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( أمــتي لا تجتمع على خطأ ) معنى قوله ( أمتي ) : هم الذين اتبعوه ، وسلكوا سبيله ، ولم يخالفوه ، وليس أمته كل من صلى وصام ، وأقر بالإسلام ) أ.هـ وهو يريد أن يقول إن أمته – عليه الصلاة والسلام – هم الإباضية – خصوصا – والخوارج – عموما - ، إنها براءة بالجملة !! وإلى الله المشتكى !!

وهذا النص المذكور أعلاه الذي أورده صاحب كتاب " السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان " (1 /373 ) أورده – أيضا – مقررا له ، جميل بن خميس السعدي في كتاب " قاموس الشريعة " ( 1/ 297 – 302 ) .

وفي ( 2 / 300 – 315 ) : في ذكر الاختلاف في أصحاب النبي – عليه الصلاة والسلام - : قال ( .. فاستخلف ستة رهـط ، عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن ، فولوا أمرهم عبد الرحمن بن عوف ، واختار أفضلهم يومئذ ، عثمان بن عفان ، فبايعوه وبايعه أهل الشورى وسائر المسلمين ، فسار بالعدل ست سنين ، وهو في ذلك مقصر عن سيرة عمر ، ثم أحدث في الست الأواخر أحداثا كفر بها ، من تعطيل الحدود ، و… فسار إليه المسلمون ، واستـتابوه ، فأعطاهم الرضى ، ثم رجع فنكث توبته ، ورجع إلى جوره ، وأصر على ظلمه ، فسألوه أن يعتزل أو يعدل ، فأبى ، فقتلوه ، وبايع المسلمون بعده عليا على طاعة الله ، وقتال من طلب بدم عثمان ، فنكث طلحة والزبير بيعة علي ، وخرجا بعائشة إلى البصرة … ثم سار إليهم علي بالمسلمين من المدينة ، فدعاهما إلى التوبة والرجوع فأبيا ، فقاتلهما ومن معه ، فهرب الزبير وثبت طلحة فقتل في المعركة ، وقتل الزبير فارا ، فبرئ المسلمون منهما ، واستتابوا عائشة فتابت من ذلك ، واستتاب المسلمون الناس من ولاية عثمان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام… )

( .. وأنكر ذلك المسلمون ، وقالوا لعلي : لا يحل لنا أن نكف عن قتال معاوية ومن معه ، حتى يفيئوا إلى أمر الله ، أو تفنى أرواحهم . فأعطاهم التوبة ، ثم رجع فنكث ، ودعا إلى تمام الحكومة ، ففارقه المسلمون ، وبرئوا منه ، واعتزلوه ، وبايعوا عبدالله بن وهب الراسبي … )

قال : ( ومن دين المسلمين البراءة من عثمان بن عفان ، بما ذكرنا من … والبراءة من طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام … والبراءة من علي بن أبي طالب … والبراءة من معاوية بن أبي سفيان … والبراءة من عمرو بن العاص … والبراءة من عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري… وأما محمد بن سلمة ، وعبدالله بن عمر ، وسعد بن أبي وقاص فمن المسلمين من وقف عنهم ، وقالـوا : قد تركوا الحرب ، فالله أعلم لما كان تركهم لها ، وبرئ منهم بعض المسلمين ، وقالوا : إنهم شكوا في قتال الفئة الباغية وفي قتال الجبابرة ، ولا يتولاهم أحد من المسلمين ، ومن وقف عنهم من المسلمين تولوا من برئ منهم ، ومن تولاهم فلا ولاية له مع المسلمين .
والحسن بن أبي الحسن ( البصري ) من المسلمين من وقف عنه ، ومنهم من برئ منه على الشك في قتال الجبابرة ، والذين وقفوا عنه يتولون من برئ منه ، ومن تولاه فلا ولاية له مع المسلمين .
وعمر بن عبد العزيز من المسلمين من وقف عنه حيث أعطاهم الرضىمن نفسه ، واعتذر بخوف بني أمية ، ومنهم من لم ير له عذرا في التقية ، ورأوا أنه لا بد أن يظهر عذر المسلمين ، ولا يحل له مقاررة من يكفر المسلمين وهو إمام ، وبرؤوا منه على ذلك ، ومن وقف عنه من المسلمين ،يتولون من برئ منه من المسلمين،ومن تولاه فلا ولاية له مع المسلمين ) أ.هـ .

[ 14 ] : كتاب " القول المتين " لقاسم الشماخي العامري :

ص ( 70- 71) قال : ( وأول الفتنة عثمان حين نزل عن طريقة صاحبيه ، بعد ما وقع الاجماع عليها . وزل في أربعة أمور ( أولها ) استعمال الخونة على دماء المسلمين وأموالهم والحكم بغير ما أنزل الله . ( والثانية ) ضربه الأبشار وهتكه الأستار .. . ( والثالثة ) تبذيره الأموال وإسرافه فيها … والله تعـالى يقول ( إن المبذرين إخوان الشياطين ، وكان الشيطان لربه كفورا ) ، ( والرابعة ) في البغي في أحد الأفعال !! … ) ثم قال : ( ولو كلفنا الإصلاح بينهما لقلنا لعثمان اعدل وللمحاصرين كفوا .. فإن عدل عثمان وأعطى للمسلمين ما يحبون ورجع لهم عما يكرهون وأقام حدود الله تعالى ورد المظالم وعزل الفساق والخونة واستعمل عليهم من لا يتهمونهم في دينهم و… أمرنا المحاصرين بالكف فإن أبوا قاتلناهم . وإن أبى عثمان الدعوة إلى سبيل الحق قاتلناه ، فطالبه المسلمون أن ينخلع عن أمورهم بعد ثبوت التهمة عليه في دينهم وتماديه على الغدرة وإصراره على التمرد والعناد فأبى فقتلوه بعلم ودين : يعني لانتهاكه الحرم الأربع الآنفة الذكر . فانتهكوا منه أيضا الحرم الأربع حرمة الأمانة وحرمة الصحبة وحرمة الشهر الحرام وحرمة الإسلام ، حين انخلع من حـرمة هذه الحرم ؛ إذ لا يحفظ حرمة الإسلام باغ ، ولا الإمامة خائن ، ولا الشهر الحرام فاسـق ، ولا الصحبة مرتد على عقبه ، قال الله تعالى : ( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم ، فقاتلوا أئمة الكفر ، إنهم لا أيمان لهم ، لعلهم ينتهون ) ) ثم قال : (.. والمنتصر له – أي لعثمان – بعد هذا البيان فقد رد النص مواجهة ، وعادى رسول الله – صلى الله علـيه وسلـم وأصحابه الصادقين ..) انتهى .

إن الذي يسمع هذا الكلام دون أن يقرأ فيه اسم عثمان – رضي الله عنه – ربما يتوهمه في مسيلمة الكذاب وشبهه ، فضلا عن أن يكون في مسلم !! بل فضلا عن أن يكون في صحابي !! ومن هو الصحابي ؟ إنه ذو النورين أمير المؤمنين خليفة خليفة خليفة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - !!! يا لمصيبة هذه الأمة ! التي لا نشكوها إلا إلى الله !! .

ويلاحظ القارئ أن هذا الفقيه الإباضي المعاصر يقرر نفس المعنى بألفاظه ذاتها الذي ذكره سلفه وشيخه أبو يعقوب الوارجلاني في كتابه " الدليل والبرهان " الذي سقناه في مبحث استعراض الكتاب المذكور مما يعني التزام متأخري الإباضية لمنهج سلفهم بعجره وبجره ، وسوئه وسوءاته !!وهذا جلي ثابت،لا يخفى على ذي عينين!!.

وفي ص ( 73 ) يقول عن أمير المؤمنـين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – : ( وقتل أربعة آلاف أواب من أصحابه واعتذر فقال : إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ! وغاب عنه قول الله تعالى فيمن قتل مؤمنا واحدا متعمدا الوارد في التنزيل قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) وقد تعمد قتلهم بإغراء من الأشعث بن قيس صنيع معاوية وعمرو بن العاص وأشياعهما ..) .

وقال في ص ( 100- 101 ) تحت عنوان :" عقيدة المسلمين " أي الإباضيـة : ( وندين .. بالبراءة من جميع أعداء الله من الأولين والآخرين .. وبالبراءة ممن تبرأ منه أئمتنا من الأئمة المشهورين في الشر وأتباعهم .. وممن دان برؤية الباري جل وعلا .. وممن دان بالخروج من النار ..وندين بتصويب أهل النهروان الذين رفضوا الحكومة على علي بن أبــي طالب والــبراءة ممن قتلهم .. ) .

وفي ص ( 103 ) تحت ذات العنوان السابق " عقيدة المسلمين " [ أي الإباضـية ] قال : ( وأما الحجة على من أنكر علينا البراءة من عثمان وعلي ومعاوية وأشباههم فقد جاءت واضحة دامغة في مناظرة الإمام جابر بن زيد – رضي الله عنه للخوارج .. ) .

[16] " الكشف عن الإصابة في اختلاف الصحابة " لمؤلفه محمد البطاشي :


وممن التحق بموكب هؤلاء القضـاة في الحـكم على الصحابة القاضي !! : محمد بن شامس البطاشي ، حيث ألف كتابا سمـاه " الكشف عن الإصابة في اختلاف الصحابة " طبعته مكتبة الضامري للنشر و التوزيع بسلطنة عمان ، مسقط ، السيب ، وكانت طبعته الأولى سنة 1994م _ 1414هـ وقد جرى فيه على قاعدة المحكمة التي بيناها قبل قليل ، وملأه بكثير مما لا يليق بجناب الصحابة الكرام من القذع والتوبيخ ، بالتلميح والتصريح ، في معرض سرد تأريخي مزور – ولا شك – دافع فيه عن سلفه الخوارج دفاع المستميت ، وهو كغيره من كتب الإباضية الكثيرة في هذا المجال إلا أنه يمتاز بأن مؤلفه من الجهابذة المعاصرين ، وصيارفة المذهب الإباضي المحققين ، وهو ممن يتظاهر – تقية كغيره – بالتسامح في عصر التقارب بين المذاهب الإسلامية استجداء لاعتراف العالم الإسلامي بالمذهب الإباضي كمذهب معتدل يقف في مصاف المذاهب الفقهية الأربعة التي يجمعها معتقد أهل السنة والجماعة .

[17] كتاب " الطوفان الجارف " لعلامتهم المحقق سعيد بن مبروك القنوبي :

فقد جاء في الحاشية ( 3 / 669) : " .. لنتعرف على موقفها – أعني الحشوية المجسمة – هل سيكون إلى جانب البخاري ومسلم أو إلى جانب إمامهاالضال معاوية بن أبي سفيان ".
ثم ذكر طعناً آخر لمعاوية رضي الله عنه في حاشية ( 3 / 670) : : " هذا يدل على كبر معاوية وغروره وجبروته والله حسيبه. هذا ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن أن تحمل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على فضل الصحابة وعلو منزلتهم ورفعة قدرهم وفخامة شأنهم على معاوية وأضرابه ".

[18 ] " موقف الإباضية من الخليفتين عثمان وعلي : شريط مسجل لمفتي الإباضية المعاصر أحمد الخليلي .

بعد كل تلك النقولات يأتي مفتي الإباضية بعد أن بان معتقدهم في البراءة من بعض الصحابة يأتي ويحاول أن يموّج المسألة ، فقد راوغ جهده في عدم التصريح بالبراءة من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولكنه فشل في ذلك كله لأنه يعلم ما تنطوي عليه مؤلفات المذهب وما يقرره محققوه !!
فراح يعتذر عن موقف الإباضية من ذلك بأنهم ليسوا وحدهم الذين يقدحون في الصحابة !! وأن معهم شركاء في هذا !!!
كما إنه اعتذر وحزبه أنهم إنما يذكرون التاريخ !!

تنبيه :
ما دعاني لذكر ما نقلته أعلاه من كتب الإباضية إلا بسبب أني قرأت من يوصي من علماء الإباضية بقراءة أمثال هذه الكتب ككتاب " هيمان الزاد " لأطفيش وفيه ما فيه من سموم وطعون ، وكذلك كتب الكدمي التي يصرح في بعضها البراءة من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، أضف إلى ذلك محاولتهم المستميتة في دفع مثل هذه الأمور العالقة في معتقد أسلافهم ، وتكذيبهم لمن يلصق مثل هذه الأمور في مذهبهم مع أنها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، والله المستعان.
هذا ونسأل الله أن يرينا وإخواننا الإباضية الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه .
كما نسأله سبحانه أن يجعل قلوبنا نقية صافية تجاه صحابة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن لا يجعل في قلوبنا حقداً ولا غلاً للذين آمنوا ، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .


المصدر الأخ (فوارس عمان)
شبكة أنا المسلم



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين






التوقيع :

عليك بالإخلاص تجِدُ الخَلاص .


من مواضيعي في المنتدى
»» أركان الاسلام من القرآن (الزكاة + الصلاة ) ابوإلياس تفضل
»» طعن الخوارج الإباضية بـ كِبار الصحابه رضي الله عنهم
»» سؤال للزميل husin تفضل مشكورا .....
»» مُكَافِح الشُّبُهات | أبو عمر الباحث – غفر الله له ولوالديه
»» كشف كذب وإفتراء المقبالي على الإمام الألباني / رحمه الله
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:51 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "