ابن عباس
وأموال البصرة
دراسة وتحليل
السيد جعفر مرتضى العاملي
المركز الإسلامي للدراسات
إلا أن يقال: إن ذلك بعيد إذا لوحظ أسلوب الرواية ومتانتها وشبهها بكلام الإمام عليه السلام..
ومع ذلك.. فليس نهج البلاغة قطعي الصدور بكل ما فيه: كلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، ولذلك تجد فيه مدحاً لعمر حين موته، ليس للإمام وإنما هو لبنت أبي حثمة.وعلى كل حال.. فليس في الرسالة صراحة في أنها إلى ابن عباس بالخصوص، وإنما هو اجتهاد من الشرَّاح استناداً إلى الرواية المعروفة، التي اتضح كذبها وزيفها..
نعم.. قوله: «فلما رأيت الزمان على ابن عمك الخ.. » وقوله مثل ذلك بعد ذلك يدل على قرابة نسبية بين الإمام وبين المرسل إليه ولا ينحصر أقرباء الإمام الولاة على البلاد، بعبد الله ابن عباس.. بل هناك أخوه عبيد الله الذي كان والياً على اليمن.. وهناك غيره
الحمد لله الذي جعل الكتاب الذي قال فيه الرافضة
(( فوق كلام المخلوقين ودون كلام الخالق))
يهدم وعلى إيديهم أنفسهم
بسبب الصواعق المحرقة للرفض وأهله
من قبيل مدحه للصحابة وبالذات أبو بكر ومبيد المجوس الفاروق
طبعا العاملي الناصبي أراد التملص بحماقة
من كلام (المعصوم) بطريقة غبيه لكن مقدمة الشريف الرضي بالمرصاد
لكل من يريد أن يهرب من إلزامات هذا الكتاب
من مقدمة الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة
وكنت قد بوّبتُ ما خرج من ذلك أبوباً، وفصّلته فصولاً، فجاء في آخرها فصل يتضمن محاسن ما نقل عنه عليه السلام من الكلام القصير في المواعظ والحكم والأمثال والآداب; دون الخطب الطويلة، والكتب المبسوطة. فاستحسن جماعة من الأصدقاء ما اشتمل عليه الفصلُ المقدم ذكره معجبين ببدائعه، ومتعجبين من نواصحه، وسألوني عند ذلك أن أبتدىء بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في جميع فنونه، ومتشعبّات غصونه: من خطب، وكتب، ومواعظ، وأدب
فزعم أن هذه الخطبة التي في نهج البلاغة ليست من كلام (المعصوم)
ونسبها للصحابية ليلى بنت أبى حثمة رضي الله عنها
مستدلاً بما جاء في الطبري في إثبات أن الكلام ليس من كلام (المعصوم)
لكن حتى الطبري كان وبالاً عليه حيث نقل ابن ابي الحديد في شرحه للنهج
قال الطبري فروى صالح بن كيسان عن المغيرة بن شعبة قال لما دفن عمر أتيت عليا ع و أنا أحب أن أسمع منه في عمر شيئا فخرج ينفض رأسه و لحيته و قد اغتسل و هو ملتحف بثوب لا يشك أن الأمر يصير إليه فقال رحم الله ابن الخطاب لقد صدقت ابنة أبي حثمة ذهب بخيرها و نجا من شرها أما و الله ما قالت و لكن قولت . و هذا كما ترى يقوي الظن أن المراد و المعني بالكلام إنما هو عمر بن الخطاب .
وفوق هذا كلام ما ذكر (المعصوم) في النهج يتشابه في بعض الالفاظ
مع مانسب للصحابية لا هو بعينه فلو وضعنا النصين لوجدنا إختلافاً
كبيراً بينهما
فهذا الكلام المنسوب للصحابية /وا عمراه أقام الأود و أبرأ العمد و أمات الفتن و أحيا السنن خرج نقي الثوب بريئا من العيب .
وهذا المنسوب (للمعصوم) في النهج المقدس/ لِلَّهِ بَلاَءُ بِلاَدُ فُلاَنٍ فَلَقَدْ قَوَّمَ اَلْأَوَدَ وَ دَاوَى اَلْعَمَدَ وَ أَقَامَ اَلسُّنَّةَ وَ خَلَّفَ اَلْفِتْنَةَ ذَهَبَ نَقِيُّ اَلثَّوْبِ قَلِيلَ اَلْعَيْبِ أَصَابَ خَيْرَهَا وَ سَبَقَ شَرَّهَا . أَدَّى إِلَى اَللَّهِ طَاعَتَهُ وَ اِتَّقَاهُ بِحَقِّهِ رَحَلَ وَ تَرَكَهُمْ فِي طُرُقِ مُتَشَعِّبَةٍ لاَ يَهْتَدِي بِهَا اَلضَّالُّ وَ لاَ يَسْتَيْقِنُ اَلْمُهْتَدِي
------------------