السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقع رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفاقية مع قريش في صلح الحديبة.
وكانت في ظاهرها شديدة على المسلمين ومن اشدها البند الذي وافق فيه الرسول على اعادة اي مسلم يأتي من مكة ولا تعيد قريش اي مسلم مرتد.
كذلك اعادة ابن مفاوض قريش سهيل والذي وصل الى المسلمين قبل توقيع الاتفاقية اذ جاء فارا بدينه.
الصحابة تضايقوا جدا من الاتفاقية وامرهم رسول الله بذبح الهدي فلم يستحيبوا.
وعمر ندم ندما شديدا على اسلوبه في الحوار مع رسول الله .
والدروس العظيمة المستفادة من هذه الواقعة:
قد يحدث خلاف بين الرسول واتباعه لانهم بشر والاتباع نظرهم اضعف بكثير من نظر الرسول فهو يرى ما لايرون.
على الحاكم ان يكون مصدر ثقة عند الرعية وان يكون احرص ما يكون على هذه الثقة فإن فقدها لا يثقوا بقرارته وان كانت صوابا.
ان الخلاف في فهم اتفاقية صلح الحديبة كان عابرا وعادت الامور الى مجاريها لأن الثقة بالرسول مطلقة .
الحاكم يرى مالا ترى الرعية ولديه من العلم اكثر بكثير مما لدى الرعية لذا عليهم السمع والطاعة وان ظنوا ان بعض القرارات ظالمة.
على الحاكم ان يبتعد عن القرارات الساخنة في ايام الفتنة والتي تجعله محل شبهة وان يكون لديه مرجعية من العلماء الموثوقين من الرعية يشاورهم في امور دولته.
في عصرنا الحاضر والتي اصبح العالم فيه قرية صغيرة لسهولة وصول الخبر يجب ان يكون موقف الحاكم ملبيا لرغبات الامة حتى لا يحدث شرخ في العلاقات .
هذا والله اعلم والحمد لله رب العالمين