بارك الله فيكم ..
أبو هريرة والشيعة :- وجدنا في موسوعة بحار الأنوار فقط أكثر من ثمانين حديثاً في مدح أهل البيت وفضائلهم ، يُسندونها إلى أبي هريرة !! ( إبحث عن كلمة (هريرة) في كتاب/ بحار الأنوار للمجلسي، ضمن القرص الليزري/ مكتبة أهل البيت ) فإذا كان الأمر كذلك ، فهو بطل من أبطال الشيعة ! فلماذا يشتمونه ؟؟!!..
وبعض هذه الروايات الثمانين فيها غلو فاحش ، لا يصدر إلا من الغلاة ، مثل: (النظر إلى وجه علي عبادة) (إن الله خلق مائة ألف ملك .. ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على أمير المؤمنين) !!! ولا يعقل أن أبا هريرة يرويها، مهما كان متشيعاً !! فالشيعة الأوائل لم يكونوا غلاة!! إذاً، من أين جاءت هذه الروايات ؟ ولماذا على لسان أبي هريرة ؟؟!!
السيناريو الأكثر إحتمالاً لتفسير ذلك هو أن الإثناعشرية في بداية القرن الثاني الهجري أرادوا رجلاً صدوقاً ، يحبه الناس ، متوفياً منذ فترة ، ليلصقوا به أحاديث وروايات مفبركة ، خدمة لمذهبهم ! فلم يجدوا يومئذ أفضل من أبي هريرة، فألصقوه بها! وقالوا للناس: أنظروا، أبو هريرة ، الصدوق الثقة ، يشهد لنا بصحة مذهبنا !!
ولكن عندما ظهرت كتب الحديث المعتبرة عند السنة (صحيح البخاري ومسلم وغيرهما) في القرن الثالث فما بعده ، تفاجأ الإثناعشرية أن أشهر راوية في تلك الكتب هو أبوهريرة !! وبما أن التشكيك في روايات السنة يعد هدفاً (إستراتيجياً) عندهم ، إستداروا نحو أبي هريرة وأشبعوه شتماً وتنكيلاً !!
ويدعي الإثناعشرية أن أبا هريرة إفترى أحاديث في ذم علي !! بتحريض من معاوية! وأبرزها رواية: (أشهدُ أن علياً أحدث (أذنب) فيها (في المدينة)) !! وبعد الدراسة، وجدنا أن هذا الكلام قاله إبن أبي الحديد (توفي القرن السابع الهجري) في كتابه / شرح نهج البلاغة 4/63 ، نقلاً (بدون سند) عن شيخ المعتزلة أبي جعفر الإسكافي (المتوفي قبله بأربعة قرون !!! ) . ولقد بحثنا ضمن مكتبة أهل البيت، فوجدنا كتاباً واحداً لهذا الإسكافي ، بعنوان: المعيار والموازنة (رقم 1900 ضمن قائمة الكتب في المكتبة) ، ولم نجد فيه تلك الأحاديث التي تذم علياً على لسان أبي هريرة، كما إدعى إبن أبي الحديد !!!
وبحثنا عن رواية (أشهدُ أن علياً أحدثَ فيها) ضمن مكتبة أهل البيت ، فلم نجدها في الكتب المعتبرة لأهل السنة! بل لم نجدها في الكتب القديمة للإثناعشرية ، كتب الكليني والقمي والطوسي، والتي كتبوها أبان العهد البويهي، في القرنين الرابع والخامس الهجريين، والتي على أساسها شيدوا مذهبهم !! فمن أين جاء بها إبن أبي الحديد في القرن السابع؟؟!!
كل هذا يؤكد السيناريو الذي وضعناه، وهو أن الإثناعشرية في البداية أرادوا إستغلال إسم أبي هريرة لتمرير كلامهم ! لكن كتب الحديث السنية والتي إنتشرت بعد القرن الثالث أظهرت أن أبا هريرة أكبر راوية عند السنة، لذلك تغيرت سياسة الإثناعشرية تجاهه !!!
وبدلاً من مدح معاوية والأمويين!! وجدنا أبا هريرة يروي أحاديث تقدح فيهم !!!
مثلاً:- إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثون، كان عباد الله خولاً (يتخذون الناس عبيداً لهم) (بحار الأنوار 2/ 85) .. ليرعفن جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا (بحار الأنوار 18/ 133 ) .. وذات يوم أرسل معاوية إلى أبي هريرة ليخطب هند بنت سهيل بن عمرو لإبنه يزيد، وكان الحسن بن علي يريدها ، فزوّجها أبو هريرة للحسن ، وخالف أمر معاوية ! (بحار الأنوار 44/ 173 ) . لو كنتُ إثناعشرياً لبنيتُ ضريحاً على قبر أبي هريرة في النجف وحججتُ إليه كل عام !
إحصائية عن روايات أبي هريرة في كتب الحديث الست عند أهل السنة (البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وإبن ماجة ومسند أحمد) :- بلغت 5374 .
وإذا طرحنا المكرر منها (وهو 4074) ، يبقى غير المكرر 1300 حديثاً فقط . وإن العديد من الصحابة قد رووا نفس هذه الأحاديث من غير طريق أبي هريرة ! فإذا قمنا بحذف الأحاديث التي رويت من غير طريق أبي هريرة في كتب الصحاح الستة ، لوجدنا أن ما انفرد به أبو هريرة ولم يروه أي صحابي آخر هو أقل من عشرة أحاديث.