قال أبو القاسم[1] :
حدثنا أبو محمد حرب بن إسماعيل [2] قال :
هذا مذهب أئمة العلم ، وأصحاب الأثر ، واهل السنة [المتمسكين بعروقها ] المعروفين بها، المقتدى بهم [فيها] ، [من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ] ، وأدركت من ادركت من علماء أهل [العراق] والحجاز والشام وغيرهم [عليها] ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، او عاب قائلها ، فهو [مخالف] ، مبتدع ، خارج [من] الجماعة ، زائل عن منهج اهل السنة وسبيل الحق .
[قال]: [ وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم ] ، فكان من قولهم :
* الإيمان : قول وعمل ، ونية ، وتمسك بالسنة .
* والإيمان يزيد وينقص
* والاستثناء في الإيمان سنة ماضية عن العلماء
* [قال] : وإذا سئل الرجل : أمؤمن أنت ؟ فإنه يقول : أنا مؤمن إن شاء الله ، أو مؤمن أرجو ، أو يقول : آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله .
* ومن زعم أن الإيمان قول بلاعمل ، فهو مرجيء .
* ومن زعم أن الإيمان هو القول ، والأعمال شرائع ، فهو مرجيء
* ومن زعم أن الإيمان لايزيد ولاينقص فهو مرجيء
* وإن قال : إن الإيمان يزيد ولاينقص ، فقد قال بقول المرجئة .
* ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل أو الملائكة فهو مرجيء
وأخبث من المرجيء فهو كاذب .
* ومن زعم أن الناس لايتفاضلون في الإيمان فقد كذب .
* ومن زعم أن المعرفة تنفع في القلب وإن لم يتكلم بها فهو جهمي .
* ومن زعم أنه مؤمن عند الله مستكمل الإيمان ، فهذا من أشنع قول المرجئة وأقبحه . 38-39
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] هو القاسم بن محمد الكرماني نزيل طرسوس تلميذ حرب الكرماني : ذكره محقق كتاب إجماع السلف في الاعتقاد أسعد الزعتري . ص: 33
[2] هو الكرماني – رحمه الله - من تلاميذ الإمام أحمد – رحمه الله - وقد اورد هذا الاعتقاد ضمن كتابه : "مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه " تحت عنوان : " باب القول في المذهب " . قال ابن القيم –رحمه الله - : "ونحن نحكي إجماعهم كما حكاه حرب ..."حادي الرواح : 2/843 بواسطة مقدمة المحقق الزعتري وفقه الله . ص: 12