أخي العزيز (طرابلسي سني) :-
الأصول الأربعمائة هي عبارة عن رسائل سرية .. كان الرافضة الإمامية يتداولونها سراً فيما بينهم .. في القرون الثلاثة الأولى للهجرة .. زاعمين أنهم نقلوها من أئمة أهل البيت عليهم السلام ..
وهذا إدعاء باطل جزماً .. للأسباب التالية .. التي جمعتُها من كتبهم :-
أولاً :- كثرة التناقضات فيها .. وقد إعترف علماؤهم بذلك (التهذيب للطوسي 1/ 1) .. وهذا يشير إلى كثرة الكذب والتزوير والتحريف فيها ..
ثانياً :- الكتب السرية يسهل تحريفها بسهولة .. وهذا بديهي !!
ثالثاً :- الكتب السرية يمكن تعرضها للتلف والحذف وفقدان أوراق منها .. وهذا متوقع جداً .. كما حصل مع كتب أحد كبار رواتهم .. وهو محمد بن أبي عمير (راجع ترجمته في معجم رجال الحديث للخوئي) ..
رابعاً :- تمكّن الكذابون .. من كل صوب وحدب .. من إختراق هذه الكتب و الرسائل .. وشحنها بالأكاذيب .. وقد أعلن أئمة أهل البيت عن ذلك بكل وضوح ..
راجع إعتراف جعفر الصادق (رض) بتمكّن المغيرة بن سعيد (أحد الغلاة) من (إختراق) كتب أصحاب أبيه محمد الباقر ، وملئها بالأكاذيب ، في البحار للمجلسي 2/ 250 ..
وكذلك راجع إعتراف علي الرضا بإختراق أبي الخطاب (أحد الغلاة أيضاً) لكتب آبائه ، في / البحار 2/ 250 ، رجال الكشي إختيار الطوسي (إثناعشري) 2/ 490 ، معجم رجال الحديث للخوئي (إثناعشري) 19/ 300 ، الحدائق الناضرة للبحراني (إثناعشري) 1/ 10 ) .
خامساً :- بات واضحاً منذ زمن علي الرضا (رض) .. أن هذه (الأصول) لا تصلح للإستدلال والإعتبار .. فلقد قام أحد الشيعة بزيارة العراق آنذاك .. وجمع العديد من روايات الشيعة .. الذين إدّعوا أنهم سمعوها من محمد الباقر وجعفر الصادق (رض) .. وذهب بها إلى الرضا .. ظناً منه أنه يُحسن صنعاً .. فإذا بالرضا يُنكر أحاديث كثيرة من هذه (الأصول) !! راجع البحار للمجلسي 49/ 250 ..
سادساً :- جميع رواة الإثناعشرية يُجيزون إستخدام التقية .. وبإفراط .. كما هو معروف في عقيدتهم .. فكيف تُصدّق رواية رجل يقول لك أنه على إستعداد للكذب .. قولاً وفعلاً وكتابةً .. إذا خاف على نفسه ؟؟!!
الخلاصة :- الأصول الأربعمائة .. على فرض وجودها .. لا تصلح للإستدلال ، ولا الإعتبار .. ولا تساوي الحبر الذي كُتبت به ..