مع المفيد والصدوق في نفيهما وجود أخبار تدل على تنصيب وإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق
مع المفيد والصدوق في نفيهما وجود أخبار تدل على تنصيب وإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق
إن مسئلة البداء التي حدثت في ترتيب وعدد الأئمة (المعصومين) في التراث الإثناعشري
تمثل كابوس يؤرق كل شيعي لأنها تتصادم من الأدلة والبراهين التي رتبها من وضع
فكرة الإمامة والتنصيب الالهي المزعوم
ولخطورتها على المعتقد الإثناعشري حاول بشتى الطرق كبار علمائهم
إنكار وقوع البداء الذي وتسبب في لخبطة سلسلة ترتيب الائمة
واليوم لي وقفة مع كلام شيخهما المفيد المسدد مباشرة من الإمام المهدي
صاحب العصر والزمان عجل فرجه الشريف وسهل مخرجه والصدوق ابن بابويه
حيث ذكر الأول ما يلي في كتابه الفصول المختارة صفحة[ 308 ]
في معرض رده على الشيعة الإسماعيلية
((وأما ما ادعوه من تسليم الجماعة لهم حصول النص عليه فانهم ادعوا في ذلك باطلا وتوهموا فاسدا من قبل أنه ليس أحد من أصحابنا يعترف بان أبا عبد الله - عليه السلام - نص على ابنه إسماعيل ولا روى راو ذلك في شاذ من الاخبار ولا في معروف منها وإنما كان الناس في حياة إسماعيل يظنون أن أبا عبد الله - عليه السلام - ينص عليه لانه أكبر أولاده، وبما كانوا يرونه من تعظيمه فلما مات إسماعيل رحمه الله زالت ظنونهم وعلموا أن الامامة في غيره فتعلق هؤلاء المبطلون بذلك الظن وجعلوه أصلا وادعوا أنه قد وقع النص، وليس معهم في ذلك أثر ولا خبر يعرفه أحد من نقلة الشيعة، وإذا كان معتمدهم على الدعوى المجردة من برهان فقد سقط بما ذكرناه.))
هل صحيح ما زعمه الشيخ المفيد المسدد من الحجة المنتظر من خلو أخبارهم من النص على إسماعيل؟
هل صحيح أن الصادق كان يعظم ولده إسماعيل أمام الناس؟ فلنقرأ
1-بحار الأنوار للمجلسي الجزء 50 ص 2416
- غط: سعد عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام وقت وفاة ابنه: أبي جعفر، وقد كان أشار إليه ودل عليه، وإني لافكر في نفسي، وأقول هذه قصة أبي إبراهيم وقصة إسماعيل فأقبل علي أبو الحسن عليه السلام وقال: نعم يا أبا هاشم بدالله في أبي جعفر وصير مكانه أبا محمد كما بداله في إسماعيل بعد مادل عليه أبو عبد الله عليه السلام ونصبه، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون أبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده ما تحتاجون إليه، ومعه آلة الامامة والحمد لله
2- الغيبة للطوسي صفحة 82-
روى سعد بن عبد الله الاشعري، قال حدثني أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام وقت وفاة إبنه أبي جعفر، وقد كان أشار إليه ودل عليه وإني لافكر في نفسي وأقول هذه قصة [ أبي ] (3) إبراهيم عليه السلام وقصة إسماعيل فأقبل علي أبو الحسن عليه السلام وقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي جعفر وصير مكانه أبا محمد كما بدا له في إسماعيل بعدما دل عليه أبو عبد الله عليه السلام ونصبه وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، أبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده ما تحتاجونه (1) إليه، ومعه آلة الامامة والحمد لله
3- الكافي الجزء الأول صفحة 241
10-علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر وإني لافكر في نفسي أريد أن أقول: كأنهما أعني أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر ابن محمد عليهم السلام وإن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر عليه السلام فأقبل علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الامامة
طبعاً رواية الكافي تم العبث بها لكن رواية غيبة الطوسي لها بالمرصاد حيث لما ذكر المجلسي في بحاره ج50 رواية الطوسي قال بعدها(عن علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن أبي هاشم الجعفري مثله)
4- الإرشاد للمفيد ج 2
10 - اخبرنى ابوالقاسم عن محمد بن يعقوب عن على بن محمد عن اسحق بن محمد عن أبن هاشم الجعفرى قال: كنت عند أبى الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه أبوجعفر وانى لافكر في نفسى أريد أن أقول: كأنهما أعنى أبا جعفر وأبا محمد عليه السلام في هذا الوقت كأبى الحسن موسى عليه السلام واسمعيل ابنى جعفر بن محمد عليهما السلام، وان قصتهما كقصتهما؟ فاقبل على أبوالحسن عليه السلام قبل ان أنطق فقال: نعم يا أبا هاشم بدالله في أبى محمد بعد أبى جعفر مالم يكن يعرف له، كما بدا في موسى بعد مضى اسمعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وان كره المبطلون، أبومحمد ابنى الخلف من بعدى عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الامامة
ونفي المفيد لحادثة البداء في أسماعيل في موضع وإثباته لها في موضع آخر شئ محير جداَ
5- كتاب فرق الشيعة للحسن النوبختي
وأما الفرقة الأخرى من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي فنزلت إلى القول بإمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد، فلم تزل ثابتة على إمامته أيام حياته غير نفر منهم يسير، فإنهم لما أشار جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه إسماعيل ثم مات إسماعيل في حياة أبيه رجعوا عن إمامة جعفر
ونختم بقول الآخر شيخهم الصدوق
قال الشيخ الصدوق:كمال الدين : ص 75
( بِمَ قلتم إنّ جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) نصّ على إسماعيل بالإمامة ؟ وما ذلك الخبر ؟ ومن رواه ؟ ومن تلقّاه بالقبول ؟ فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً ، وإنّما هذه حكاية ولّدها قوم قالوا بإمامة إسماعيل ، ليس لها أصل
الشيء الملفت للنظر هو عدم لجوء المفيد والصدوق لحمل روايات تنصيب إسماعيل على التقية كعادة المعممين
إزاء كلة خبر لايوافق عقيدة علماء الإثناعشرية