بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الجزء الرابع من نقض شبهات الخليلي في محاضرته المنشورة على اليوتيوب وفيها الدليل الاخير للمثبتين ثم يبدأ بعده بادلة النافين وسنقف عند كل اعتراض أورده بإذن الله
قال الخليلي: ثم استدلوا بسؤال موسى للرؤية بحيث لو كانت غير جائزة على الله لما سألها والجواب عن ذلك:
1-موسى لم يسألها لنفسه كما هو واضح وإنما تبكيتا لقومه حتى يأتيهم الرد من الله وذلك مثل قول إبراهيم عليه السلام لقومه يقصد الشمس(هذا ربي)
وقوم موسى كانوا كفارا وأراد أن يريهم آية كما أراهم إبراهيم فأراد أن يسمع السبعين الذين معه رد الله على هذا الطلب الذي يطلبه قوم موسى
الجواب:
أ-هل عندكم دليل قطعي الدلالة والثبوت كما تشترطون في العقيدة؟
بأن قوم موسى كانوا عنده حين سأل الرؤية وأنه سألها تبكيتا لهم؟!
ليس عندكم دليل لاقطعي ولاظني
ب-كيف يكون السؤال تبكيتا لقومه مع أنهم لم يكونوا عنده حين سأل الرؤية؟
ثم ألم تكفهم الصاعقة التي أخذتهم حين سألوا رؤية الله جهرة؟إن قلتم إنهم لم يسألوا الرؤية إلا في نفس موقف موسى فقالوا أرنا الله جهرة فسال موسى ربه ان ينظر إليه فصعقوا قلنا هذا تدليس وكذب خلاف سياق القرآن
فلننظر سياق قصة موسى في الأعراف:
1. وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ
2. وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
3. قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ
4. وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ
5. سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ
6. وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
7. وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ
8. وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
9. وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
10. قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
11. إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ
12. وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
13. وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ
14. وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
فتسلسل الاحداث المهمة في هذه الآيات:
1-ذهب موسى لميقات ربه وطلب الرؤية
2-اتخذ قومه العجل في هذه الاثناء
3-لما رجع إليهم وعاتبهم اختار منهم 70 وذهب بهم إلى الله ليتوبوا ويعتذروا إلى الله
4-أخذتهم الرجفة
أما قصة موسى في سورة النساء فالأحداث فيها:
1-قالوا أرنا الله جهرة
2-أخذتهم الصاعقة
3- ثم اتخذوا العجل
و في قصته في سورة البقرة ليس في الآيات دليل على الترتيب فالجمل تبدا ب(وإذ) ومعناها واذكروا فلايعتمد ترتيب البقرة فنعود للسورتين النساء والأعراف
ففي آية النساء لاشك انهم ماقالوا أرنا الله جهرة إلا وموسى عندهم
وموسى لم يطلب رؤية الله قبل أن يتخذوا العجل بل في نفس الأثناء
فعبادتهم للعجل كانت في زمن طلبه للرؤية بصريح القرآن
فنقول اتخاذ العجل =طلب موسى للرؤية
إذن فمتى طلبوا رؤية الله جهرة؟
الجواب قبل عبادتهم للعجل
إذن فطلب موسى للرؤية كان بعد طلبهم للرؤية
الخلاصة:
هم طلبوا رؤية اللله جهرة ثم اتخذوا العجل
واتخاذهم للعجل كان أثناء طلب موسى للرؤيةعند ذهابه لربه.
والدلالة الاخرى على ذلك في تحديد وقت الصاعقة ووقت الرجفة:
فالرجفة التي قالوا إنها هي نفسها الصاعقة ليست هي
فالرجفة بعد اتخاذ العجل (أثناء اختيار موسى السبعين)
والصاعقة قبل اتخاذ العجل(فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم اتخذتم العجل)
والسبب الوارد في الرجفة في سورة الاعراف غير سبب الصاعقة في قوله(لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) فقد أخرج الطبري في سبب الرجفة آثارا لايصح منها سوى أثر عن قتادة أنه قال:ذكر لنا أن ابن عباس كان يقول:إنما تناولتهم الرجفة لأنهم لم يزايلوا القوم حين نصبوا العجل وقد كرهوا أن يجامعوهم عليه..
والرجفة وإن فسرت بالصاعقة فإنها أعم منها فهي ماحرك وزعزع
وصعق موسى ليس موتا لأنه أفاق بعده اما صعق قومه فإنه كان موتا فأحياهم الله منه بنص القرآن
إذن فيستحيل عقلا أن يطلبوا من موسى الرؤية وهم قد صعقوا من أجلها
ويستحيل أن يكونوا طلبوها في نفس الوقت الذي طلبها موسى كما اتضح في السياق الترتيبي
فيبنى على هذا أن موسى حين طلب الرؤية لم يكن معه قومه فكيف تكون تبكيتا لهم؟
فإن قيل كيف يطلبها وقد صعق قومه من اجل انهم طلبوها فنقول
إن سبب طلب قومه كان مكابرة وقد صعقوا من اجل المكابرة والكفر
أما سبب طلب موسى فهو الحب والتشوق والطمع
ج-هذا خروج عن ظاهر النص كعادة المعطلة بلادليل فليس في منطوق النص ولامفهومه أنه سألها تبكيتا لقومه وقد اكتفى قومه بالصاعقة
د-لم يقل به أحد من اهل التفسير
هـ-موسى قال(أرني أنظر إليك)وهذا صريح بانه يطلب الرؤية لنفسه فعلى من زعم خلاف ذلك ان يقدم الدليل
و-في قصة سؤال موسى الرؤية لم يرد ذكر قومه ولم يعد إليهم أي ضمير فلم يقل الله(لن يروني)ولم يذكر انه صعق غيره وإقحام آية(حتى نرى الله جهرة) لكي تكون القصة واحدة ويكون قوم موسى عنده حين سأل الرؤية هو غقحام خاطىء وظني لاقطعي وقد اشترطوا القطعي في العقيدة
ز-أنه نبي يجب عليه أن يجيب قومه ويعلمهم أن سؤالهم ممنوع كما بين ذلك حين طلبوا آلهة فقال(إنكم قوم تجهلون)
ح-إن كان قومه مؤمنين فسيكتفون بجوابه وإن كانوا كافرين فلن يصدقوا جوابه إذا سأل الله الرؤية لتبكيتهم كما يزعم المعطلة
2- قال الخليلي:كون موسى سألها ليس لإمكانها وحاشا أن تكون منزلة موسى ومعرفته بالله كالذين نقل الله قولهم(لولاأنزل علينا الكتاب او نرى ربنا)
الجواب:سبق الجواب عن إمكانيتها وأنها ليست ممنوعة ولامستحيلة عقلا
وكلام هؤلاء الذين ذكرهم الخليلي كلام مكابرة وتعنت وقلة ادب وقد رد الله عليهم أنهم استكبروا في أنفسهم وأما موسى فطلبه من باب آخر وهو يعلم منزلته عند من كلمه وقال له(واصطنعتك لنفسي)
3-قوله عليه السلام(تبت إليك)وكانت توبته أنه سأل الله ذلك من غير استئذان من الله وكما يقال(حسنات الأبرار سئات المقربين) وقوله تعالى(وأنا أول المؤمنين) أي أنك لاترى.
الجواب:
1-لايلزم أن تكون التوبة من ذنب بل قد تكون من غير شيء كما كان رسول الله يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة وقد تكون عند رؤية قوة الله وعظمته وآياته وكذلك من سافر بالسفينة فخاف يقول تبت من ركوب السفينة
2-أن التوبة كانت من سؤال الرؤية في الدنيا وعلى من زعم أنها في الآخرة الدليل القطعي وإلا فاستدلاله بهذه الآية ظني..
3-قوله(وأنا أول المؤمنين) أي بأنك لاترى في الدنيا وعلى من زعم أنها في الآخرة الدليل القطعي ليصرف الدلالة القطعية لها حيث أنها طلب للرؤية في الدنيا
4-موسى سأل الرؤية في الدنيا ثم تاب من ذلك السؤال فلاعلاقة للرؤية في الآخرة بهذه الآية
قال الخليلي:
4- الجبل لم يستقر إذن الرؤية لم تحصل وقد علم الله في الأزل أنه لن يستقر إذن فهو لن يستقر بحال إذن فالرؤية علقت بمحال فهي محال
الجواب:
هذه مكابرة لاعقلانية
وعلى هذه المقولة الساقطة فإن كل ماجرى في الدنيا فهو من المحال لا من الممكن لأنه كان في علم الله أنه سيجري
فلو قيل:سافر محمد إلى مكة
هل بقاؤه في بيته من المحال لأن الله كان يعلم أنه لن يبقى؟
لن يتغير حكمه عند اهل الكلام إلا إذا غيروا تعريف المحال والممكن
فنقول إن علم الله بتدكدك الجبل هو علم بممكن لابمحال
فالعلم من الله غير القدرة فالله يعلم ان الجبل لن يستقر لكن بقدرته أن يستقر
شبهات متفرقة من غير الخليلي:
قالوا :أليست الرؤية من مسائل العقيدة ؟؟؟ إذن كيف يمكن لموسى عليه السلام وهو نبي لا يعرف العقيدة الصحيحة وقد بدأ في دعوة قومه فالعقيدة أول ما يتقرر من الدين
وإن كان يعلم فكيف يسأله الرؤية في الدنيا وهي غير ممكنة؟
الجواب:
ليس هناك دليل على أن موسى كان يعلم أم لا يعلم
ونقول:هل كان نوح يجهل ان من مات على الكفر لايجوز الاستغفار له وأن الله لايغفر الشرك؟هذه المسألة أوضح وأهم وأولى أن يعلمها النبي من مسألة رؤية الله ومع ذلك فسؤالكم نقلبه عليكم بسؤال نوح ومع ذلك فإن الله لم يقر نوح بل انكر عليه ولم ينكر على موسى
اعترض على هذا إباضي فقال إن لم ينكر الله فيكفي نفيه
فنقول ألم تقولوا إن السؤال كان تبكيتا لقومه ليسمعوا إنكار الله؟إذا كان الجواب من الله مجرد النفي فالنفي لايدل على
قبح السؤال واستحالته
والصحيح أن يقال إن الرؤية ليست كما تقولون (غير ممكنة)أو(مستحيلة)
بل جائزة عقلا وليست مستحيلة لكنها غير جائزة شرعا فلذلك طمع أن يعطيه إياها الله
فإن كان طلب ذلك عندكم عبثا أو سفها كما تصفونه فإنه عند الله ليس كذلك
فإنه لم يعاتبه في ذلك وكان الرد متعلقا بإقناع موسى أنه لايستطيع ولايتحمل
فموسى لايمكن ان يجهل ان سؤاله يستحق الغضب لاسيما وقد رأى ماحل بقومه حين طلبوها لكن لمنزلته عند الله طلب شيئا يعلم أنه لايكون لأحد في الدنيا ولكن الله رد عليه بإقناعه أنه لايستطيع ذلك
-لما سأله قومه ان يجعل لهم إلها كما للمشركين هل طلب ذلك من الله؟مع أن ذلك السؤال أعظم فهو طلب الشرك الذي هو أعظم ذنب بنص القرآن(لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك)
لكنه رد عليهم وبكتهم
اذا كانت الرؤية ثابتة فلماذا لم يعد الله بها سيدنا موسى عليه السلام وقومه عندما سألوها؟
لانهم لم يكونوا مؤمنين بل كانوا مكابرين لذلك عاقبهم ولو أنهم كانوا مؤمنين ولم يكونوا معاندين لما أهلكهم بل لبين لهم كما بين لموسى
قال أهل السنة إن كانت الرؤية مستحيلا فلماذا سأل موسى الله الرؤية؟
قال الإباضية:
سألها تبكيتا لقومه لما سألوها
قال أهل السنة:أين الدليل على أن قومه كانوا عنده
وأين الدليل ان السؤال كان تبكيتا
وكيف يبكتهم عن هذا وقد سبق أن صعقوا عند طلبها
قال أهل السنة:من أي شي تاب موسى؟
قال الإباضية من سؤاله الرؤية دون استئذان!! وكان سؤاله جائزا كسؤال إبراهيم فهو وسيلة تعلم كوسيلة إبراهيم
قال أهل السنة:
1-أين دليلكم على ذلك
2-أين الدليل على أن إبراهيم استأذن الله
اعتراض: قال إباضي:
هل نسي في تلك اللحظة عقيدته لايعقل؟وهل كان يجهل أن رؤية الله في الدنيا ممالاينبغي على الله
ستقولون انه لم يكن يعلم انها غير ممكنه في تلك اللحظة التي سأل الله فيها الرؤية
اذا في تلك الحالة تثبتون لرسالة موسى علية السلام النقص في العقيدة
وفي كلا الحالات تسيئون للنبي موسى عليه السلام.
الجواب:أولا الإيمان بالرؤية ليس كل العقيدة وليس الجزء الأكبر فيمكن أن يتأخر علمه بها وإن زعمتم أن دليل استحالتها عقلي فقد جعلتم عقولكم اعقل من موسى وإن قلتم سمعي فلم يأته النص إلا في تلك الواقعة
ثانيا إن نوح عليه السلام لماأخذته العاطفة على ابنه الكافر الغريق سأل الله له
وهي مسالة في العقيدة وأظهر من مسألة الرؤية حيث يعلم يقينا بدعوته950سنة أن من لم يتبعه فهو كافر ومع ذلك لما كان سؤاله خطئا عاتبه الله وأنكر عليه واما موسى فلم ينكر الله عليه
فهذا يدل أن موسى لم يسأل محرما فدعوا التنطع من اجل أن تثبتوا معتقدكم الذي لايقوم إلا على خلاف الظاهر
فموسى طمع أن يخصه الله بالرؤية كما خصه بالكلام
اعتراض إباضي:لماذا لم يقل الله لموسى ستراني في الآخرة؟
الجواب:مذهب كثير من الأصوليين قصر الجواب على خصوص السؤال
قال إباضي:إن قوله(لن تراني) النفي مرتبط بالذات العلية لابمن يجوز تغيره فإذا كان النفي متوجه إلى مالايجوز تغيره فإن النفي لايجوز ان يتغير..
الجواب:
لو كان النفي متعلقا بالذات العلية لقال(لن أرى)أو(لست بمرئي) فهنا النفي على حال الذات العلية ومايقع عليها
أما في الآية فالنفي متعلق بموسى فقد جعله الله عند موسى فهو الذي لن يرى والفعل المنتفي فعل موسى (لن ترى) لأنه لايستطيع الرؤية بنفسه لذلك قال(أرني) فذات الله لن تتغير لكن نحن الذين ستتغير ذواتنا يوم القيامة
كلام ختامي:
إنكار الإباضية وأمثالهم لرؤية الله سبحانه هل هو رد على الاستحالة ؟ أم على دليل صحيح من الكتاب و السنة -بلا تأويل غير مسوَّغ -؟ أم يرد الرؤية عقلٌ لا يستسيغها؟
فإن كان على الإستحالة فقد كفروا بهذه وحدها ... لأن الله يفعل ما يريد.
و إن كان الدليل الصحيح من الكتاب و السنة فليأتوا به ... و لن يأتوا به. و إن كان على العقل فيرد ذلك تفاوت قناعات العقل و تأثره بتقدم العمر و أزدياد الخبرة و التعلم للفرد الواحد فما بالكم بالتطور الإنساني و زيادة الإدراك و المدارك بفعل الإحتكاك المباشر بين الأمم و تغير قواعد الإمستساغة تبعاً لذلك و بنفس القوة. فإذا لم تكن الإستساغة مبنيةٍ على أسس ثابتة متميزة بالكمال فالقياس لها سيصبح مضطرب حبث التباين في معاييرها.و لدينا المعايير الشرعية الثابتة - قال الله قال رسوله - التي لا تزيدنا المعارف الحديثة إلا زيادة تبصرٍ بها و وضوحاً لنا.
فائدة:سمعت احد الإباضية في مناظرة ونسيت الآن موضعها واسم المناظر ولكن كان ينكر ان يكون العطف يقتضي المغايرة واستدل على ذلك بقوله تعالى(الذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى) وهذا غلط فإن المغايرة
قد تكون بين ذاتين وقد تكون بين صفتين وقد تكون بين ذات وصفة
فالتي بين ذاتين مثل:خلق السماوات والارض
والتي بين صفتين قوله(الذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى)
والتي بين ذات وصفة (الكتاب والفرقان)فالتوراة هي الفرقان فهو من باب عطف الصفة على الموصوف
هذا المنقول أعلاه نقض لما ذكره الخليلي وغيره وليس استقصاء لأدلة اهل السنة ونضيف للتذكير أن قوله تعالى(لن تراني) لو كان المراد القطع مطلقا والتأبيد لقال(لاتراني)
أما قولهم إن (لن) للتأبيد فهو كذب ومخادعة للعوام المساكين وإلا فقد جاءت (لن ) في نصوص لاتحصى ولم تفد التأبيد
قال تعالى(فلن أبرح الأرض)
وقال عن اليهود(ولن يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) مع ان أهل النار يقولون(وقالوا يامالك ليقض علينا ربك)
وفي الجزء الخامس إن شاء الله الاستدلال ب (فلما تجلى ربه للجبل)و(لاتدركه الأبصار)
31-07-13, 08:56 AM
العرض العادي
