الديمقراطية الشرعية والديمقراطية غير الشرعية

[أبو نسيبة]

بسم الله

=== الديمقراطية الشرعية والديمقراطية غير الشرعية ===

معنى الديمقراطية المتعارف عليه هو حكم الناس .
ومجرد حكم الناس لا يلزم منه مدح ولا ذم. ففيه حق وباطل .
لذا لا ينبغي تحريمه بإطلاق ولا تحليله بإطلاق .


اذا حكم الناس بما لا يتعارض مع الشرع فهذا مباح
واذا حكموا بما يخالف الشرع فهذا محرم.


ما الحرج اذا حكم الناس بدين الله ؟


* اذا حكم الحَاكم (الفرد) بدين الله كان حاكما شرعيا
* كذلك اذا حكم الحُكّام (الناس) بدين الله كانوا حكاما شرعيين !
* فلماذا التفريق بين الفرد والناس والفعل واحد ؟


إن الحكم إلا لله ؟
هذا يقال للحاكم الفرد والحكام الناس على السواء = يلزم الجميع . فهل هذا هو كل سبب التحريم ؟


فمطلق حكم الناس= ديمقراطية (فقط).
* وحكم الناس بما لا يتعارض مع الشرع = ديمقراطية (شرعية) .
* وحكم الناس بما يتعارض مع الشرع = ديمقراطية (غير شرعية) .


أما الكيف (الالية) فتختلف بين الفرد والجمع (الناس) بداهة .
وكيف يحكم الناس هي مسألة فنية (إدارية) بحتة.

والشريعة ينص عليها في الدستور غير قابلة للاستفتاء . وتطبيق الشريعة يحفظ دين الناس.

أرغب في معرفة سبب التحريم لمن يحرم الديمقراطية بارك الله فيكم

(هذا سؤال نشر في منتدى وحذف وأرغب في قراءة التعليقات دون الالزام بالرد لأن الموضوع ليس بأهمية عاجلة ووقتي ضيق )

[حـوريه البدر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو نسيبة     أرغب في معرفة سبب التحريم لمن يحرم الديمقراطية بارك الله فيكم

أكثر شخص سمعته يحرم إستخدام مُصطلح الديمقراطيه هو الدكتور وجدي غنيم
ولعل أسبابه تنحصر هنا ....
http://www.wagdighoneim.net/article.php?id=12

[أبو نسيبة]

جزاكم الله خيرا لقد كان مفيدا قراءة ما في الرابط لتنسيقه في نقاط واضحة الى حد ما وليست مملة !
بالنسبة للمحتوى العلمي الشيخ وجدي يبني تحريمه على النقطة الاولى وهي كون الشورى "شعيرة" :

" 1. الشوري شعيرة اسلامية من شعائر الله تقوم علي اساس من قواعد الدين الاسلامي الحنيف لها منطلقاتها الاسلامية واهدافها الربانية." ا.هــ

ثم فسر الشورى بأنها تعني (1-) الربانية وأيضا (2-) مجموعة من القواعد الاسلامية فقال :
" وكلمة الشوري تعني الربانية والقواعد الاسلامية المنتظمة عليها" ا.هـ

فهي
1- شعيرة
2- تعني ربانية
3- مجموعة من القواعد

وفي ما يظهر لي لا يوجد تفصيل في نقاط الشيخ يبين كيف تعارض أو تحرم النقاط الثلاثة عنده التساؤلات التي طرحتها في الموضوع .

[رعشوم]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو نسيبة     أرغب في معرفة سبب التحريم لمن يحرم الديمقراطية بارك الله فيكم (هذا سؤال نشر في منتدى وحذف وأرغب في قراءة التعليقات دون الالزام بالرد لأن الموضوع ليس بأهمية عاجلة ووقتي ضيق )

احي حرمت الديمقراطية لان مفهومها الاصل هو جعل الحكم والسيادة للشعب ومصدر السلطات والتشريعات يحرج من عنده ويعود الية ،

وٍّهذا يحالف القران الكريم ويحالف الاسلام قال الله تعالى: (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) ،

واما اذا كنت تقول ان حكم الناس بما لا يحالف الشرع يسمى ديمقراطية شرعية ، فهذا حطأ لانها لن تبقى ديمقراطية !!

فلتسمه شيء ثاني ، ومن ثم ماحاجتنا للديمقراطية والاسلام عندنا كامل ؟ ، ولماّذا نذهب لمسمى االديمقراطية ولدينا مسمى الشورى ؟


عذار فأن حرف ح فوقه نقطة غير موجود في كيبوردي

[مجرى نهر]

هل حَكَم سليمان عليه السلام بسم الشعب ام بسم الله الرحمن الرحيم؟! وهو ما عليه سائر الانبياء والصالحين.

الحكم يعني السيادة والحاكم هو السيد وهو اعلى درجات السيادة في الدولة، فهل يستقيم ان يكون الناس كلهم اسياد؟

فكلمة السيادة للشعب كلمة فضفاضة واذا قسناها بالعقل لا تستقيم ابداً.

من الشعب يُتخَذ أهل الرأي والمشورة. وعادة تكون فيهم من السيادة ما يجعلهم مؤهلين لهذا الأمر، كالعلماء والتجار وغيرهم. وقد يكون لهم رأي او قرار اجماع لعزل الحاكم ان كان من المصلحة فعل ذلك. وهم اول من يبايع الحاكم ثم يتبعهم العامة.

اما في الديمقراطية فالصالح والفاسد، المستقيم والمجرم كلهم سواء. الفاسد والمجرم يريد حاكم فاسد مثله.

اما اذا كان الرأي لأهل الصلاح فقط، ولا يؤخَذ صراحةً لمشبوه او فاسد رأي، فعندها ستكون الديمقراطية مثالية وهذا مستحيل لأنها على اقل تقدير تدخل في النيات.

اما بالنسبة للتشريعات: الغرب مثلاً ليس لديهم منهاج ثابت مثل القرآن والسنة. كما ان مسائل الأجتهاد لديهم مبنية على التوافق بين الصالحين والفاسدين، واغلبهم الفاسدين. اما في الاسلام فالاجتهاد مقتصر على أهل البصيرة في مجالاتهم وبعدها يتم التوافق. لذلك نجد كثير من الشذوذ والتذبذب في تشريعاتهم. فنجد انعدام الأخلاق وتغير مقاييس المرؤة الحق، فالمثلية في العصور الاوروبية السابقة تعتبر من اشنع خوارم المرؤة في حين ان الآن تعتبر حرية شخصية مكفولة بتشريع فاسد.

بالتالي الديمقراطية تكتيك اليهود لأنهم اسياد الفساد في العالم ويعلمون انه من خلال الاصوات الفاسدة يحكمون العالم.

[أبو نسيبة]

تعريف الديمقراطية : حكم الناس بالناس . أي ليس بالشريعة.
لذا حسب هذا التعريف يسقط وصف "الديمقراطية الشرعية" .

فالحمل على التعريف. لذا سنفكر في المعنى اللغوي للديمقراطية فربما نعطيه معنى اصطلاحي آخر. يترك الأمر للنظر فيه لاحقا .

[مجرى نهر]

والله ما فهمت شي،
معذرة؟

[ابحث تجد]

بسم الله الرحمن الرحيم ، و به نستعين

أشكر الأخ : أبو نسيبة

على موضوعه ، و حرصه على التفكير بصوت عالي ، كي يستفيد و يُفيد غيره .

..

في البداية :

تعريف الديمقراطية : هو تحكيم الأغلبية على الأقلية . - حسب قرائتي -

و من هذا التعريف نستنتج أن حكم الديمقراطية متعلق بأفكار و توجّه الأغلبية فقط ، و لا يكترث لأي تشريع سماوي أو عُرف محلّي .

فمن حق الكل أن يُبدي رأيه في كل كبيرة و صغيرة حتى وإن كان يُخالف شرع الله ، و على أغلبية الأصوات يتم التقنين .

ففي وقتنا الحالي قد تكون الديمقراطية ذات فائدة لتحكيم الشرع - في دول دون أخرى - ، فهي وسيلة يختلف حكمها حسب إستعمالها و الحاجة إليها ، و لكن خطورتها تكمن في تأصيلها عند الأجيال القادمة - المجهول عمق تفكيرها و توجهها - ، بحيث تصبح قاعدة فكرية مُسلّم بها عند الشعوب ( العوام ) .

..

و الناظر لمجتمعاتنا يُلاحظ التالي :

إذا سُئلوا عن مسألة علميّة ( رياضيات - فيزياء ) ، إكتفت الأغلبية بالصمت لعدم علمها في خبايا هذا العلم .

و إذا سُئلوا عن مسألة فقهية ، صاح الكل بأعلى صوته كأنه جهبذ هذه الأمة و فقيه زمانها ، رغم قلة علمه و قصور فهمه .

ففي تقنين الديمقراطية مفاسد مُستقبلية أكثر من مصالحها الحالية و المُستقبلية .

و من قواعد أهل العلم ، درء المفاسد مُقدم على جلب المصالح .

..

أما بالنسبة لمُصطلحيّ ديمقراطية ( شرعية - غير شرعية )

أفضّل إستبدالها بمُصطلحيّ ديمقراطية ( تخدم الشريعة - لا تخدم الشريعة )

و تحديد خدمتها للشريعة من عدمه ، مُناط بالعلماء و أهل النظر ، حالها كحال باقي الوسائل .

..


هذا و الله أعلى و أعلم

و صلِ اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين