بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحدِ الأحد، الفرد الصمَد، الذي لم يلِد ولم يولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، تفرّد بالخلق والتدبير، وجلّ عن الشبيه والنظير، وتعالى عن الشريك والظهير ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ....وبعد
كل مسلم موحد يعلم أن ابليس لن ينته عن التزيين للشرك وسيزينه في زماننا كما لم يكن من قبل , فنجد أن أهل زماننا يبررون افعال الشرك تحت مسمى تعظيم الصالحين والتوسل بهم ومحبتهم بطرق تفردوا بها عن الذين قبلهم .
منها تلاعبهم بالتسميات فيعتقدون في أئمتهم صفات الرب عز وجل ويفرقون بين أئمتهم وبين الله عن طريق تغيير التسمية مع تشبيههم أئمتهم بالخالق في المسميات .
========
على سبيل المثال : هم يعتقدون أن أئمتهم بلا خطيئة ولا يفرقون بينهم وبين ربهم في درجة عدم الخطأ فهم يشبهون الله في ذلك
وعصمة الامام عندهم تعني :أن الإمام معصوم من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها لا يزل عن الفتيا ولا يخطئ في الجواب ولا يسهو ولا ينسى ولا يلهو بشيء من أمر الدنيا . كما جاء في (ميزان الحكمةج1 ص 174).
وهكذا شبهوا أئمتهم بالذي لا يضل ولا ينسى سبحانه وفرقوا بين الله وبين أئمتهم عن طريق تغيير التسمية فقالوا أن الفرق هو أن الله (عاصم) وأن الامام (معصوم) وليس لديهم فرق غير اطلاق التسمية مع مساواتهم الأئمة بربهم في (عدم الخطأ) .
كذلك شبهوا علم الامام بعلم الله العليم وخوفا من التنشيع فرقوا بين العلمين بالتسمية
فهذا شيخهم محمد المظفر يساوي بين العلمين ويشبه علم الامام بعلم الله في علم كل شيء ويفرق بين العلمين بأن جعل علم الامام (حضوري وحديث) وان علم الله (سابق وقديم) ليشبع غلو المغالين مع انه قد ساوى بين الامام ورب العالمين بعلم كل شيء !!
محمد المظفر - كتاب علم الامام (ص12)
إن علم الله تبارك اسمه قديم وسابق على المعلومات، وهو
عين ذاته وعلة للمعلومات. وأما علم الإمام الحضوري، فلا يشارك علم الله سبحانه في شيء من ذلك، لأنه حادث ومسبوق بالمعلومات. وهو غير الذات فيهم، وليس بعلة للمعلومات. وإنما حضوره عندهم بمعنى انكشاف المعلومات لديهم فعلاً.
فلا ينبغي أن يتوهم ذو بصيرة بأنهم مشاركون له تعالى في هذه الصفة وأن القول بالحضوري من الشرك او الغلو، لاختلاف العلمين في الصفة.
على أنّ علمه تعالى ذاتي، وعلمهم عرضي موهوب وممنوح منه جل شأنه. فلم يبق مجال لدعوى اتحاد العلمين بتاتاً.
وبعد أن زعم بتفريق العلمين خوفا من تشنيع المسلمين عليهم أخذ يصفهم بما وصف الله نفسه
محمد المظفر - كتاب علم الامام (ص13)
إنّ الكلام في علم الإمام يشمل العلم بالساعة والاجال والمنايا وغيرها مما ظاهره استئثاره به تعالى، والتي يجمعها قوله جل شأنه: (إن الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت)، لأن النصوص الخاصة صريحة في أن الله تعالى أطلعهم على هذا العلم، بل وبعض الآيات الكريمة مثل قوله تعالى: (ولا يظهر على غيبة أحداً إلا من ارتضى من رسول) وبها نرفع اليد عن ظواهر الآيات، والروايات التي دلت على اختصاصه تعالى بها دون خلقه؛ او يحمل الإختصاص على العلم الذاتي دون العرضي.
محمد المظفر - كتاب علم الامام (ص25)
فإذا كان أهل البيت هم الأئمة حقاً والخلفاء صدقاً، فلا بد أن يكونوا علماء بكل شيء علماً حضورياً مما كان ويكون وما هو كائن، وفي كل فن وحكم وأمر. فلا يجوز أن يسأل الإمام عن شيء مهما كان، ولا يكون عنده علمه، ولا يحدث شيء وهو غير خبير به، لتكون لله تعالى به الحجة البالغة على خلقه، كما كانت لصاحب الرسالة.
محمد المظفر - كتاب علم الامام (ص33)
ما الذي ـ عند ذلك ـ يحجز عن انخداعه بذلك الجمال البارز، فيمنعه عن الوقوع في الأخطار، وإيقاع سواه في المهالك. كل ذلك ركونا إلى تلك الصور الجميلة، وإعتماداً على ذلك الحسن الفاتن.
وأما إذا كان علمه حضورياً فلا تخفى عليه دخائل الصدور وخبايا الزوايا فكيف يغتر بالجمال الظاهر، أو يفتتن بالبيان الساحر؟ فصاحب العلم الحاضر أسلم عن الإنخداع وأبعد عن الإفتتان.
=======
أقول : أي فرق هنا بين علم الله العليم وبين علم الامام سوى تسميتهم بان علم الله قديم وعلم الامام حضوري مع اتحاد العلمين (بعلم كل شيء) !!
ذلك تأليههم وعبادتهم شئتم أم أبيتم فالخمر خمر وان سمي شرابا والزنى زنى وان سمي جماعا .
وقد ألزم الله الذين قبلكم وهم النصارى فقال تعالى (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
وما زال النصارى الى يومنا هذا ينكرون تأليه السيدة مريم عليها السلام وينفون الألوهية عنها كما تنفونها عن أئمتكم رغم أن الله قد ألزمهم بذلك وألزمكم كذلك .
فالكاثوليكية يمجدون مريم عليها السلام ويعتقدون انها (كلية القدرة) ويعتقدون انها (بلا خطيئة)
ولكن كتابهم يلزمهم بتأليه السيدة مريم عليها السلام
1- ولد يسوع من مريم بقوة الروح القدس (إنجيل لوقا ١: ٣٥)، وحاز على صفاته الإلهية بالشركة مع الله وعلى صفاته البشرية بالشركة مع مريم. ومن ثم، فإنه كلي القدرة بسبب إلوهيته (إنجيل يوحنا ١: ١ـ ٣، ١٤؛ رسالة بولس إلى أهل فيليبي ٢: ٦ـ ١١؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ٩؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ١: ١٩ـ ٢٣). لكن مريم لا تشترك مع يسوع في صفاته الإلهية. قولنا أنها كلية القدرة يرفعها إلى مقام الله.
2- الله هو بلا خطيئة (سفر تثنية الاشتراع ٣٢: ٤). مع أن يسوع كان دائما إلها، فقد جاء إلى الأرض كإنسان وعاش بلا خطيئة (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٥: ٢١؛ رسالة يوحنا الأولى ٣: ٥؛ رسالة بطرس الأولى ٢: ٢٢؛ الرسالة إلى العبرانيين ٤: ١٥). جميع البشر خطئوا (رسالة بولس إلى أهل رومية ٣: ١٠، ١٢، ٢٣). بمن فيهم مريم. قولنا أن مريم كانت بلا خطيئة يرفعها إلى مقام الآلهة ويجعل الله كذابا (رسالة يوحنا الأولى ١: ٨، ١٠).
كذلك ألزمكم الله لوصفكم أئمتكم بما وصف الله نفسه وجعلهم مساوون لله في صفاته وقدراته , فاستغاثتكم بهم عن طريق اعتقادكم فيهم القدرة الخارقة والولاية التكوينيه , وسماع كل نجوى , ونفي الخطيئة عنهم , ومساوتهم بعلم الله العليم .
كل ذلك يرفعهم فوق منازلهم الى منازل الألوهية وتلك عبادتهم .
وقد علم المشركون ان استغاثاتهم باولياءهم تلزمهم بمساواتهم برب العالمين قال تعالى ( تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ)
والحمد لله رب العالمين