إطلاق نار على محطة تليفزيون لبنانية انتقدت "حزب الله"
أضيف في :26 - 6 - 2012
تعرَّض مبنى يضم محطة تلفزيون لبنانية خاصة لإطلاق نار الاثنين، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، وذلك غداة مقابلة بثتها هذه المحطة مع إسلامي سني هاجم "حزب الله".
وقد هاجم الشيخ أحمد الأسير - وهو إسلامي لبناني كان محط أنظار في الفترة الأخيرة بعد تنظيمه اعتصامات للتنديد بقمع الانتفاضة في سوريا - الأمين العام لـ"حزب الله" حليف دمشق، وذلك في مقابلة الأحد على محطة "الجديد".
ومساء الاثنين، بثت المحطة صورًا التقطتها كاميرات المراقبة وظهرت فيها مجموعة من الملثمين وهم يحرقون إطارات السيارات أمام المبنى في بيروت.
وذكر مسئولون في قناة "الجديد" أن المهاجمين لم يتمكنوا من دخول أستديوهات الأخبار، وعمدوا إلى إضرام النيران في بعض الإطارات التي أحضروها معهم.
وكان مصور للقناة قد قتل برصاص الجيش السوري في مايو الماضي أثناء قيامه مع فريق المحطة بمهمة عمل عند الحدود الشمالية اللبنانية السورية، ووضع وزير الداخلية اللبناني مروان شربل ما جرى في إطار اعتداء من "طابور خامس" كما وصفه، وقال: "إن موقوفًا قبض عليه بشبهة ضلوعه في الهجوم، هو من أصحاب السوابق، وكان مطاردًا من قبل الأجهزة الأمنية"، وذكر الوزير اللبناني أن الأجهزة الأمنية ستبدأ خلال يومين بإجراءات أمنية مشددة تشمل كل الأراضي اللبنانية.
ومن ناحيته، قال وزير الداخلية مروان شربل: إن تحقيقًا قد فتح.
ويوم الأحد، تحدث الأسير عن "شبيحة حزب المقاومة" (حزب الله) الذين يتعرضون لأتباعه، وبينهم رجل دين أوقفه الجيش اللبناني مع زوجته المنتقبة على أحد الحواجز في الجنوب بضغط من "حزب الله"، بحسب ما قال الأسير.
وأقسم الأسير أنه "سيدفع (أمين عام "حزب الله") حسن نصرالله ثمن ما حصل مع الشيخ سلميًّا".
وأضاف: "أنا أقسم أنه إذا استمر (رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل الشيعية نبيه) بري ونصرالله بهذه السياسة (استهداف السنة) لن أدعهما ينامان الليل".
وقال الأسير لتلفزيون الجديد الأحد: "حزب المقاومة هو المتهم بقتل" (رئيس الوزراء اللبناني الأسبق) رفيق الحريري.
============
أتباع حزب الله يهزون أمن بيروت باستهداف الإعلام وقطع الطرقات
أضيف في :27 - 6 - 2012
في وقت يستعد اللبنانيون لاستقبال "الشهر الأمني" بدءاً من اليوم, وعشية انتهاء الجلسة الثانية من الحوار التي شددت على الحفاظ على الاستقرار ورفع الغطاء عن أي مسلح, عاد الترهيب الإعلامي والاهتزاز الأمني إلى الواجهة مجدداً, من خلال تعرض قناة "الجديد", ليل أول من أمس, لإطلاق نار وإحراق إطارات من قبل عناصر مجهولة, والعثور على قنبلتين ولغم أرضي موضوعين في وعاء داخل مستشفى سيدة لبنان في جونية, إضافة إلى عملية سطو على أحد البنوك في الضبية.
وفي تفاصيل الاعتداء على قناة "الجديد", عمد 5 ملثمين إلى إطلاق النار على مبنى المحطة وإشعال الإطارات أمام مدخله, ما أدى إلى تضرر الطبقة الأرضية من المبنى. واستطاعت القوى الأمنية بالتعاون مع حرس أحد المراكز القريبة للحزب "التقدمي الاشتراكي" القبض على أحد المعتدين المدعو وسام علاء الدين, وتم سوقه إلى ثكنة الحلو للتحقيق معه, في حين أشارت بعض المعلومات الى أنه محسوب على حركة "أمل" التي نفت أن يكون من مؤيديها.
وافادت معلومات صحافية غير مؤكدة, أمس, ان "سرايا المقاومة" بقيادة المدعو محمود عكنان على علاقة بالاعتداء على القناة, فيما رفضت مصادر حزبية قريبة تأكيد أو نفي الأمر.
وربط البعض توقيت الاعتداء على "الجديد" بالمقابلة التي أجرتها المحطة مع إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير الذي هاجم "حزب الله" و"حركة أمل" من منبر القناة التي عمدت في اليوم نفسه إلى التبرؤ مما قاله.
وبعد توقيف علاء الدين, أقدم مجهولون على إطلاق النار على مبنى الكونكورد فردان وقطع الطريق بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات, كما تم أيضاً قطع طرقات احتجاجاً على عملية التوقيف في الخندق الغميق والبسطا التحتا وسليم سلام والضناوي وعند جسر الرينغ وبشارة الخوري, فانتشر الجيش في شوارع بيروت ليفتح الطرق ويمنع إقفالها من جديد.
ولقي حادث الاعتداء على القناة الفضائية, المعروفة بعدم طائفيتها, استنكاراً واسعاً من مختلف القيادات السياسية والإعلامية, حيث اتصل الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي بالمحطة مستنكرين, كما زارها وزير الداخلية مروان شربل ووزير الإعلام وليد الداعوق ووزير الصحة علي حسن خليل الذين دانوا الاعتداء وطالبوا بمعاقبة المعتدين.
بدوره, أكد رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري أن الاعتداء على المحطة غير مقبول, ويدل على أن الحل الوحيد سيادة القانون.
وأشار وزير الداخلية إلى أن علاء الدين لا يتمتع بأي تغطية سياسية, ولا يمكن أن يكون منتمياً, لا إلى حركة "أمل" أو "حزب الله", لافتاً إلى أن المتهم من أصحاب السوابق وسيُلقى القبض على من كان معه.
وأكدت أوساط قيادية في قوى "14 آذار" أن ما جرى يبرز بوضوح أهمية مطالبة المعارضة بنزع السلاح غير الشرعي, خاصة أن الذين قاموا بالاعتداء على محطة "الجديد" هم من المحسوبين على "أمل" و"حزب الله", ما يؤكد أن سلاح المقاومة مازال يوجه إلى الداخل ولغايات سياسية, خاصة أن حبر قرارات جولة الحوار الأخيرة لم يجف بعد, حيث شددت على رفع الغطاء السياسي عن أي سلاح غير شرعي ورفض استخدامه في الداخل, وهذا الأمر يؤكد أن بعض أطراف "8 آذار" غير جادة في ملف الحوار, وأنها تشارك فيه لتضييع الوقت, بانتظار تطور الأوضاع في سورية ومعرفة مصير نظام الرئيس بشار الأسد.