العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-12, 06:02 AM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


جواب ضبط الصحابة


ضبط الصحابة


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقد اطلعت على مشاركة الاخ الفاضل ابو مارية نفع الله به وزاده الله علما وحرصا وقد اجاد وافاد حفظه الله وقد رايت ان ازيد شبهة رددها بعض من لم يمن الله عليه بالعلم والفهم فاردت توضيجها من نقولات اهل العلم المتخصصين ولاادرى هل كان من المفترض ان اضعها مع موضوع الاخ الفاضل ام ماذا حيث ان هذه اول مشاركة لى فى هذا المنتدى الطيب المبارك وما منعنى عن الكتابة فيه الا تصغيرا وتحقيرا لشانى ولكن طمعت فى الثواب والاجر وفى عفو الاخوة الافاضل هنا اذا بدر منى اي خطا عقدي او فقهي او لغوي مع العلم انهم ان شاء الله سيكونو لى من الناصحين الامناء


الشبهة كما هوو اضح من العنوان ضبط الصحابة فمن المعروف ان المحدثين اشترطو لقبول الحديث شروط هذه الشروط منها ما يتعلق بالرواة ومنها ما يتعلق بالسند ومنها ما يتعلق بالمتن فمن الشروط التى تتعلق بالرواة العدالة والضبط وإذا طبقنا هذه الشروط على الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين فنجد أن الصحابة قد ثبتت عدالتهم بالكتاب والسنة والاجماع والعقل ولااريد الحديث هنا عن عدالة الصحابة فهو امر يطول ذكره ولعلى ان شاء الله لو اذن الاكارم هنا ان اتكلم فيه فى موضوع مستقل والكلام هنا عن الشرط الثاني وهو الادلة على ضبط الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ويجب التنويه الى ان هناك عوامل لضبط الصحابة وادلة على ان الصحابة بالفعل قامت فيهم هذه الصفة صفة الضبط ولكنى احببت ان ادمج العوامل مع الادلة تحت تقسيم اذكره ان شاء الله

وحتى لااطيل على حضراتكم فادلة ضبط الصحابة تنقسم الى اقسام بعضها راجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم وفكره التربوي العالى المتقدم السابق لزمانه ومكانه كيف لا وهو لايينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وبعضها راجع الى الصحابة الكرام انفسهم افضل الناس علما وادبا وخلقا وانصاتا للحديث وادبا عند سماعه وبعضها راجع الى عوامل ومؤثرات خارجيه .

فاما ما يتعلق بالنبى صلى الله عليه وسلم فهو كالاتي :

اولا:ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يكرر الحديث ولايسرده سردا مما يساعد على الحفظ والضبط
والدليل على ذلك ما اخرجه الامام البخارى فى صحيحه حديث رقم 3303 حيث قال رحمه الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ الْبَّزَّارُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ
وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو فُلَانٍ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ

اما عن تكرار الحديث وفعل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الامام البخارى فى صحيحه : 93 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا
ولو ذهبنا نسوق الامثلة من كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم على تكراره الحديث اكثر من مرة او اثنين او ثلاث لما اتسع المقام والوقت ونذكر على سبيل المثال الحديث المتفق عليه من حديث ابى بكرة رضى الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ
وايضا مثال على ذلك الحديث المتفق عليه ايضا من حديث عبد الله بن عمرو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
ويلاحظ ان المقصود من تكرار الحديث هو التفهيم لاصحابه الكرام رضوان الله عليهم اجمعين واعانتهم على حفظ الحديث وعقله فاذا تحقق هذا المقصود من غير تكرار فلا باس بعدم التكرار

قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله فى كتابه الماتع جامع بيان العلم وفضله الجزء الاول صفحة 557 ((وذلك عندهم كان ليفهم عنه كل من جالسه من قريب او بعيد وهكذا يجب ان يكرر المحدث الحديث حتى يفقهم عنه واما اذا فهم عنه فلا وجه للتكرار))


وربما دعت الحاجة الى تحفيظهم بعض النصوص المهمة فيكررها اكثر من ثلاث مرات حتى يطمئن الى حفظهم اياها كنصوص بعض الادعية والتشهد وصلاة الاستخارة ونحو ذلك ففى صحيح البخارى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ...الخ
وفى صحيح البخارى ايضا عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ


واحب ان انوه هنا بمناسبة هذا الحديث عن اقتداء الصحابة رضوان الله عليهم بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم فى كل شئ حتى فى طريقة التعليم فهذا سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه وارضاه كان يفعل نفس الشئ مع بنيه ففى صحيح البخارى عن عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ قَالَ كَانَ سَعْدٌ
يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ وَيَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ


وهذا المنهج التربوى الكريم الذي طبقه النبى الامين ووعاه اصحابه المكرمين يبعث على الاطمئنان الى دقة ما نقلو عنه وتمام ضبطهم له ان شاء الله تعالى ولله الحمد والمنة .



ثانيا :ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يتخول الصحابة بالموعظة وكان معتدلا معهم فى الحديث وكان يراعى عدم الاملال عليهم وكذالك اختيار الوقت المناسب للحديث فكان صلى الله عليه وسلم يختار اوقات النشاط الذهنى والاستعداد النفسي لدى اصحابه ومباعدته بين الموعظة واختها حتى تشتاق النفس وينشرح الصدر للتلقى مم كان لهذا كله الاثر البالغ فى حفظ الصحابة وتمام ضبطهم رضوان الله عليهم اجمعين

والادلة على ذلك كثيرة ففى صحيح البخارى عن عبد الله بن مسعود قال كان النبى صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة فى الايام كراهة السامة علينا
ولاريب ان أن مثل هذا الاسلوب يراعى طاقات المتعلمين ويطارد الملل الذي قد يصيب بعضهم وتبقى النفوس فى حالة من الشوف والترقب والاذهان فى حالة من النشاط والتحفز فتجتهد فى الحفظ والضبط والوعى قال الجاحظ((قليل الموعظة مع نشاط الموعوظ خير من كثير وافق من الاسماع نبوة ,ومن القلوب ملالة ))



ثالثا ..ضرب الامثال ...فللمثل الاثر البالغ فى ايصال المعنى الى العقل والقلب ,ذلك أنه يقدم المعنوى فى صورة حسية فيربطه بالواقع ويقربه الى الذهن فضلا عن ان للمثل بنختلف صوره بلاغة تأخذ بمجامع القلوب وتستهوى العقول وبخاصة عقول البلغاء ولذلك استكثر القران من ضرب الامثال وذكر حكمة ذلك فى ايات كثيرة فقال تعالى((وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ))والنبى صلى الله عليه وسلم اكثر جدا من ضرب الامثال حتى قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه ((حفظت عن رسول الله الف مثل ))اخرجه الرامهرمزى فى الامثال وسنده ضعيف


وقد ألفت كتب كثيرة فى الامثال النبوية منها على سبيل المثال:امثال الحديث للقاضى ابى محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفى سنة 360
والاحاديث التى فيها ضرب الامثال من النبى صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا مثل حديث البخارى مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ....
وما رواه البخارى من حديث ابى موسى ان النبى قال ((مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث...
وهناك نوع اخر من ضرب الامثال ويسمى المثل السائر يتداوله الحكماء فى كلامهم مثل قول الرسول ((لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ))



رابعا :طرح المسائل فمن المعلوم أن توجيه السؤال يفتح ذهن المسؤل ويركز على اهتمامه فى الاجابة ويحدث حالة من النشاط الذهنى الكامل ,ويحدث لونا من التواصل القوى بين السائل والمسؤل
وقد استخدم النبى السؤال فى صور متعددة لتعليم الصحابة رضى الله عنهم مما كان له اكبر الاثر فى حسن فهمهم وتمام حفظهم

أ_فاحيانا يوجه النبى السؤال لمجرد الاثارة والتشويق ولفت الانتباه من ذلك ما اخرجه الامام مسلم فى صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ

ب- وأحيانا يسألهم النبى صلى الله عليه وسلم عما يعلم أنهم لاعلم لهم بهوانهم سيكلون علمه الى الله ورسوله وإنما يقصد إثارة انتباههم للموضوع ولفت انظارهم إليه من ذلك الحديث المتفق عليه من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ فَقَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ

ج-وأحيانا يسالهم النبى عن شئ معلوم لديهم فيجيبون بما يعلمون فيلفت النبى أنظارهم إلى معنى غريب لم ينتبهو إليه
من ذلك ما اخرجه مسلم فى صحيحه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ

د-وأحيانا يسأل فيحسن أحد الصحابة الاجابة فيثنى عليه ,ويمدحه تشجيعا له وتحفيزا لغيره كما فعل مع ابى بن كعب حين استحسن إجابته وذلك فى الحديث الذي اخرجه مسلم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ
{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }
قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ



خامسا:القاء المعاني الغريبة المثيرة للاهتمام والداعية الى الاستفسار والسؤال
وهذا لون رائع من ألوان التعليم يثيرفى النفس الرغبة القوية فى السؤال ويدفعها بقوة إلى التطلع للمعرفة واستشراف الجواب ومن ثم استيعابه وحفظه لما فيه من طرافة وغرابة
من ذلك الحديث المتفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ
ومن ذلك وهو مثال لطيف ما اخرجه مسلم فى صحيحه من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ


سادسا:::استخدام الوسائل التوضيحية فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يستخدم الوسائل التوضيحية لتقرير وتاكيد المعنى فى نفوس وعقول السامعين وشغل كل حواسهم بالموضوع وتركيز انتباههم فيه مما يساعد على تمام وعيه وحسن حفظه بكل ملابساته وهذه الوسائل كثيرة منها

أ-التعبير بحركة اليد:كتشبيكه بين اصابعه الشريفة وذلك للتعبير عن الاخوة بين المؤمنين وكانهم مثثل الاصابع التى شبكت مع بعضها البعض فى الحديث الذي اخرجه البخارى من حديث أَبِي مُوسَى
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ
ومن ذلك تمثيله للقرب بين بعثته وبين قيام الساعة بالقرب بين اصعيه السبابة والوسطى وذلك فى الحديث المتفق عليه من حديث سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ

ب_التعبيربالرسم فكان النبى يخط خطوطا على الارض توضيحية تلفت نظر الصحابة ثم يأخذ فى شرح مفردات ذلك التخطيط وبيان المقصود منه
فمن ذلك ماأخرجه البخارى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ وَقَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا
ومن ذلك رسمه صورة توضيحية للاسلام صراط الله المستقيم بالنسبة للسبل الاخرى وذلك فى الحديث الذي اخرجه البخارى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ
{ إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }

ج-التعبير برفع الشئ وإظهاره موضع الحديث كما فعل عند الحديث عن لبس الحرير والذهب فعن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي أخرجه ابو داوود وهو حديث صحيح

د-التعليم العملى بفعل الشئ امام الناس حتى يتعلمو من مشاهدتهم له فى فعله كما فعل عند تعليمهم طريقة الصلاة وذلك فى الحديث الذي اخرجه البخارى ومسلم وفيه عن سهل بن سعد قال ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَادَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتى



سابعا :::استعمال لطيف الخطاب ورقيق العبارات فان ذلك مما يؤلف القلوب ويستميلها الى الحق ويدفع المستمعين الى الوعى والحفظ ,كما فعل مع ربيبه عمر بن أبى سلمة حين أخذ فى تعليمه لآداب الاكل فعن عمر بن أبى سلمة رضى الله عنه قال :دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم فقال اجلس يابنى وسمى الله وكل بيمينك وكل مما يليك
كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يمهد لكلامه وتوجيهه بعبارة لطيفة رقيقة وبخاصة اذا كان يعلمهم امر قد يستحيا من ذكره كما فعل مع الصحابة عند تعليمهم آداب الجلوس لقضاء الحاجةإذ قدم لذلك بانه مثل الوالدين للمؤمنين يعلمهم شفقة بهم
ففى الحديث الذي اخرجه الامام ابو داود من حديث ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم فإذا اتى احدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطيب بيمينه ))
وعن ابن عمر رضى الله عنهما ان عمر استاذن النبى صلى الله عليه وسلم فى العمرة فأذن له وقال لاتنسنا من دعائك يا اخي))
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ يامعاذ والله انى لاحبك


ثامنا :التحذير من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم وبيان العقوبة الشديدة فى ذلك مما دعا الصحابة الكرام الى الدقة فى سماع الاخبار عن سيد الاخيار بل ان هناك من الصحابة البررة من أحجم عن الحديث كلية خشية ان يقع فى وعيد الاحاديث الاتية
عن رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ ))متفق عليه
عَنْ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ*متفق عليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ))متفق عليه

ومما يلفت النظر ان اكثر الاحاديث طرقا هو حديث من كذب على متعمدا فالعلماء يمثلون له دائما بالحديث المتواتر لفظا وهذا يدفعك الى التامل واستنتاج حفظ هذه السنة المطهرة اذ ان العشرات من الصحابة الافاضل روو هذا الحديث والتحذير من الكذب فهل هم بعد ذلك يقعون فى الكذب عمدا او سهوا بل كما قلت ان هناك من الصحابة من امسك عن الحديث خشية الوقوع فى هذا الوعيد الا وهو الصحابى الجليل الزبير بن العوام فقد اخرج البخارى عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ
إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ

الا فليخسأ المعتدون على جناب اسيادنا من صحابة نبينا



واخيرا وهو اهم شئ واهم دليل هو أمر النبى صلى الله عليه وسلم اصحابه بالحفظ والفهم والتبليغ ولن يستطيعو ان يبلغو الا اذا حفظو ولا نتخيل من اناس مثل اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم مع شدة اقددائهم بالرسول صلى الله عليه وسلم وحرصهم ومباردتهم الى امتثال امره أن يتخلفو عن شئ هو سجية لهم الا وهو حفظ النصوص والحديث من رسول الله
والاحاديث التى امر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه بالحفظ والتبليغ كثيرة منها
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ
وعند البخاري من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ

هذا مايتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم .





وهناك ما يتعلق بالصحابة انفسهم رضوان الله عليهم اجمعين مثلما حرص النبى صلى الله عليه وسلم على استخدام الوسائل التربوية السامية التى سبق ذكرها حرص الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين على التزام آداب ومبادئ مهمة كان لها عظيم الاثر فى حسن الحفظ وتمام الضبط وجودة التحمل والاخذ وهاك اهم تلك الاداب :

1_الانصات التام وحسن السماع :حتى لايفوتهم شئ من حديثه صلى الله عليه وسلم ويكون الاذهان من الصفاء بحيث يسهل الحفظ ويكمل الضبط ,ومعلوم أن الانصات مقدمة الحفظ وأن حسن الاستماع أول ابواب العلم ,كما جاء عن عدد كبير من السلف

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجل فى نفوس الصحابة وأعظم من أن يلغوا إذا تحدث ,أو ينشغلو عنه إذا تكلم أو يرفعو أصواتهم بحضرته وإنما كانو يلقون إليه أسماعهم ويشهدون عقولهم وقلوبهم ويحفزون ذاكرتهم لاستقبال ما يلقيه ووعيه وحفظه ليسهل لهم العمل به والتبليغ له ولم لا وقد أدبهم بذلك الحق جلا وعلا فقال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4
ولذلك كانو يوقرون مجلسه صلى الله عليه وسلم وينصتون بين يديه

فعن أسامة بن شريك رضى الله عنه قال:أتيت النبى صلى الله عليه وسلم وإذا اصحابه كأنما على رؤسهم الطير ما يتكلم منا متكلم

واخرج البخارى رحمه الله فى صحيحه من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ ثُمَّ ذَكَرَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا فَبَدَأَ بِإِحْدَاهُمَا وَثَنَّى بِالْأُخْرَى فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا يُوحَى إِلَيْهِ وَسَكَتَ النَّاسُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرَ ثُمَّ إِنَّهُ مَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ الرُّحَضَاءَ فَقَالَ أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا أَوَخَيْرٌ هُوَ ثَلَاثًا إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ وَإِنَّهُ كُلَّمَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ كُلَّمَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ الشَّمْسَ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ لِمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ فَجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَنْ لَمْ يَأْخُذْهُ بِحَقِّهِ فَهُوَ كَالْآكِلِ الَّذِي لَا يَشْبَعُ وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وكان العدد ربما كثر بين يدي النبى صلى الله عليه وسلم فكان يقيم من يستنصتهم ومن يبلغ عنه حتى يصل كلامه الى اسماع جميع الحاضرين كما حدث فى يوم النحر حيث أمر جرير بن عبد الله البجلى ان يستنصت الناس وامر على بن ابى طالب ان يبلغ عنه حتى يسمع من لم يبلغه صوته صلى الله عليه وسلم
فقد اخرج البخارى ومسلم من حديث جرير بن عبد الله أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ اسْتَنْصِتْ النَّاسَ فَقَالَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
واخرج ابو داود فى سننه وصححه الالبانى عن رافع بن عمرو المزني قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء وعلي رضي الله عنه يعبر عنه والناس بين قاعد وقائم .


2- ترك التنازع وعدم مقاطعة المتحدث حتى يفرغ من حديثه
وهذا من تمام الادب المفضى الى ارتياح جميع الجالسين واقبال بعضهم على بعض والمعين على سهولة الحفظ والضبط وقد مر بنا فى حديث على بن ابى طالب السابق وفيه ((ولايتنازعون عنده الحديث من تكلم عنده انصتو له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث اولهم ....الخ)) وقد شهد بذلك عروة بن مسعود الثقى وقد كان كافر حينما اتى يوم الحخديبية لمفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم وسفيرا لقريش فلما رجع الى اصحابه هاله ما راه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ووتعظيم اصحابه له فقال لهم((
ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ دَعُونِي آتِيهِ فَقَالُوا ائْتِهِ...


ثالثا :ان الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين كانو يراجعون النبى صلى الله عليه وسلم فيما أشكل عليهم حتى يتبين لهم فمع كمال هيبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة تعظيمهم له لم يكونو يترددون فى مراجعته صلى الله عليه وسلم لاستيضاح ما أشكل عليهم فهمه حتى يسهل حفظه بعد ذلك ولاشك ان المراجعة اعون على الضبط واحسن تهيئة لتمام الوعى والفهم
وقد اخرج البخارى فى صحيحه عن ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى
{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا }
قَالَتْ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ
قال ابن حجر فى الفتح :وَفِي الْحَدِيث مَا كَانَ عِنْد عَائِشَة مِنْ الْحِرْص عَلَى تَفَهُّم مَعَانِي الْحَدِيث ، وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتَضَجَّر مِنْ الْمُرَاجَعَة فِي الْعِلْم . وَفِيهِ جَوَاز الْمُنَاظَرَة ، وَمُقَابَلَة السُّنَّة بِالْكِتَابِ ، وَتَفَاوُت النَّاس فِي الْحِسَاب . وَفِيهِ أَنَّ السُّؤَال عَنْ مِثْل هَذَا لَمْ يَدْخُل فِيمَا نُهِيَ الصَّحَابَة عَنْهُ فِي قَوْله تَعَالَى : ( لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء )

واخرج ابن ماجه فى سننه وصححه الالباني عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلَ النَّارَ أَحَدٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ
{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا }
قَالَ أَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ
{ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }


رابعا:عرض الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم وترديده بين يديه للتاكيد من حفظه وضبطه ولاادل على ذلك ودقته من الحديث الذي اخرجه البخارى فى صحيحه عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ


خامسا::مذاكرة الحديث فقد كان الصحابة ومن بعدهم من التابعين الى يوم الناس هذا يتدارسون الحديث ويتذاكرونه فيما بينهم ويراجعونه تأكيدا لحفظه وتقوية لاستيعابه وحفظه والادلة على ذلك كثيرة جدا

واشهرها حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه مع صاحبه وشريكه الذين كانو يتناوبون سماع الحديث من النبى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ قَالَ
كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَ أَثَمَّ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ
اخرجه البخارى ومسلم فى صحيحهما

ومذاكرة الحديث امر معروف ومشهور تكلمت عليه كتب المصطلح وكانو يمتدحون بعضهم بالمذاكرة حتى ان بعض الصحابة فضل مذاكرة الحديث على قراءة القران كما ورد ذلك عن ابى سعيد الخدري رضى الله عنه
وعن أبي سعيد ، قال : « تذاكروا الحديث ، فإن مذاكرة الحديث تهيج الحديث »
وعن علي بن أبي طالب قال تزاوروا وأكثروا مذاكرة الحديث فإن لم تفعلوا يندرس الحديث
وقد كانت المذاكرة بابا من ابواب تحمل الصحابة للسنةفيسمع احدهم فى مجلس المذاكرة ما غاب عنه سماعه من النبى صلى الله عليه وسلم ويوضح ذلك الحديث المتفق عليه
فعن شَقِيقٌ قَالَ سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ قَالَ
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ قُلْتُ أَنَا كَمَا قَالَهُ قَالَ إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ قُلْتُ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ قَالَ لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ وَلَكِنْ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ قَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا قَالَ أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ قَالَ يُكْسَرُ قَالَ إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَدًا قُلْنَا أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ قَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ الْبَابُ عُمَرُ


سادسا:ملازمة الصحابة رضوان الله عليهم وارضاهم للرسول صلى الله عليه وسلم ونذكر مثالا على ذلك وهو اكثر من وجه اليه سهام الطعن من اعداء السنة الا وهو ابو هريرة رضى الله عنه كيف كان حاله وملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرج البخارى فى صحيحه
عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِي حَتَّى لَا آكُلُ الْخَمِيرَ وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ مِنْ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الْآيَةَ هِيَ مَعِي كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا
واخرج البخارى ايضا عن أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ
إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمْ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَالَ مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي ثُمَّ يَقْبِضْهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ


هذا من أقسام الادلة التى ترجع الى الصحابة انفسهم وقد ذكرت ان هناك بعض الادلة راجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكرتها ومنها راجع الى الصحابة الكرام وسبقت.


ومنها عوامل خارجية مؤثرة في ضبط الصحابة وادلة على ظهور هذا الضبط ومنها ما يلى :

أولا:كلما ازدادت العدالة ازداد الضبط وخاصة الطبقة العليا من الصحابة الكرام لاسيما وأن من عدلهم ليس ابن معين او شعبة او سفيان بل ان من عدلهم هو الله تبارك وتعالى من فوق سبع سموات ورسوله صلى الله عليه وسلم مبلغا عن رب العزة هذا التعديل


ثانيا:أن العرب أصلا عرفو بالحفظ والضبط والاتقان فقد كان الواحد منهم يحفظ القصيدة الطويلة وسمعنا عن القصائد الالفية التى تبلغ الالف بيت بل اننا سمعنا عمن يحفظ القصائد منكوسة من اخرها الى اولها وما امر المعلقات السبع واسواق قريش التى كان يتمارى فيها الشعراء منا ببعيد


ثالثا:ثناء بعض الصحابة على بعض فهذا ابن عمر رضى الله عنه يقول كان ابو هريرة الزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا

وقال عنه بعض الصحابة ولاشك انه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم نسمع والادلة على تعديل بعضهم بعضا وثناء بعضهم على بعض فى الحفظ والضبط كثيرة
رابعا:حرصهم على عدم الزيادة او النقصان فكان احدهم ربما توقف فى الحديث ان يحدث به بالكلية خشية أن يزيد او ينقص


خامسا :وهو امر مهم جدا الا وهو إجماع الامة على تلقى حديثهم من غير كلام فى ضبطهم ولا عدالتهم ولاشك ان اجماع الامة معصوم وهو احد الادلة فى الاسلام ...وإذا كان التعديل والتجريح يكون بأمرين الاول كلام العلماء والثاني الشهرة والاستفاضة فإن الصحابة الكرام جمعو بين الامرين فما جرح فيهم احد وشهرتهم سبقتهم بل ان من دونهم بكثير قبلنا حديثهم مثل الشافعى ومالك و السفيانين وشعبة وغيرهم من الائمة المشهورين افنرد من هم خير منهم واجل


سادسا:دعاء النبى صلى الله عليه وسلم لبعضهم بالحفظ والضبط بل انه جعل أحدهم محدثا ملهما لايقول من نفسه الا وهو الفاروق عمر لما قال النبى صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
وقال لابي هريرة انى ظننت انه لن يسالنى عن هذا غيرك لما علمته من حرصك على الحديث وكما ذكرنا ان اكثر من وجه اليه سهام الطعن هو ابو هريرة ويقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم انه حريص على الحديث


سابعا :وهو مهم ايضا جدا قول النبى صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع :ليبلغ الحاضر منكم الغائب هذا أمر لاكثر من مائة ألف صحابى بالتبليغ وأمره العام هذا لكل من حضر حجة الوداع يدل على انهم كلهم أهل التبليغ فكان من الممكن أن يقول لايبلغ الا فلان وفلان لانهم اهل للتبليغ وربما لم يحضر الا الاعرابى مرة واحدة ولكن علم النبى صلى الله عليه وسلم أنه أهل للتبليغ .


ثامنا:صاحب القصة أولى بحفظها فهم الذين شاهدو أحوال وأخبار النبى صلى الله عليه وسلم كمن حضر غزوة بدر مثلا وقص علينا ماحدث فيها فالذين شاهدو التنزيل يؤدي بهم الى تمام ضبطهم .


تاسعا:انعدام الاسناد فليس بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم احد انما سمعه من الرسول مباشرة فى الاعم الاغلب
بالاضافة إلى انهم انزاح عنهم علوم الحديث من الشاذ والمنكر والمعلول والكلام فى الجرح والتعديل وكل هذه الاشياء فكان الحديث عندهم سجية والله اعلم


وبهذا انتهى من الادلاء بدلوى الفارغ فى هذه الشبهة اسال الله العلى العظيم ان يكتب لى الاجر وأن يرزقنى وإياكم الصدق والاخلاص والتوفيق والسداد إنه ولى ذلك والقادر عليه



منقول من العضو كان يا مكان









ماذا عن ضبط رواة الرافضة

و من المثير للسخرية ان علماء الشيعة يعتبرون ان القرآن محرف ويسال عن كتب اهل السنة

و الشيعة ليس لديهم روايات صحيحة السند و السنة ضاعت بسبب التقية
ثم يسال عن كتب اهل السنة

صحيح الجمل لا يرى حدبته

ملف اصحاب الائمة ملعون كذاب حرامي سكير

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=140226


رواة نواصب في كتب الشيعة و تم توثيقهم

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=139960

عدالة صحابة الائمة الذين يعتبرونهم حفاظ الدين الامناء


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=143619


هل للسند قيمة في كتب الحديث الشيعية ؟ الجواب

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=10500


ملف ابطال ادعاء الشيعة الاثنا عشرية انهم اتباع ال البيت

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=140103










التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» السودان زودت ثوار ليبيا بالسلاح متى ستزود السعودية ثوار سوريا بالسلاح
»» جواب ضبط الصحابة
»» قواعد قبول متن الحديث.. نموذجاً
»» الحميني و مظلومية الشيخ شريعتمداري يطلب العفو من الخميني
»» يسعى الشيعة في الكويت الي اثارة مشاكل حدودية مع السعودية
 
قديم 10-06-12, 06:33 AM   رقم المشاركة : 2
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


وقد خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ يَبْلُغُهُ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِعٍ»
وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم بأهلية الأداء فدل على عدالتهم وضبطهم







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» خريطة ذهنية للمعاني و الفوائد المستقاة من سورة الكهف و الدجال و الفتن و الدنيا
»» مبادرة ابي سفيان من ابي جهل لانه لطم فاطمة الزهراء و دعى النبي لابن عمومته ابي سفيان
»» سر إهدار الخميني دم سلمان رشدي
»» كاتب شيعي حسن فحص يعترف ان حزب الله قام بحرب 2006 تنفيذ لاجندة ايران بخصوص النووي
»» المرجع الروحاني النبي شرب مسكر
 
قديم 10-06-12, 07:05 AM   رقم المشاركة : 3
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ما دليل أهل السنة على "ضبط" جميع الصحابة؟؟ سؤال مهم يبحث عن إجابة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=51889







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الى السيد السيستاني (قدس الله سره) نحن الشيعة نعيش في عصر الجاهلية!!
»» جمهورية ملالي الارهاب الايرانية و القتل تهديد بقتل الملك عبدالله
»» لم يأد سيدنا عمر بن الخطاب ابنته
»» واقع مشايخ الشيعة النصابين على لسان صحفي شيعي
»» الدليل ان نساء النبي من من آل البيت / أهل البيت / زوجات / عائشة
 
قديم 10-06-12, 09:06 AM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road



القرآن في دين الرافضة المجوس محرف و السنة ضاعت بسبب التقية
و ليس لديكم روايات صحيحة الي النبي محمد صلى الله عليه وسلم
و العترة التي يدعون انهم يتمسكون بها اين هي
و الامام غائب منذ 1124 عام فممن اين تاخذون دينكم

و ضدق امامنا الباقر حين قال ان الشيعة حمقى

الشيعة كفروا الصحابة و امهات المؤمنين كلهم الا 3

ثانيا رددنا على الموضوع

و بما ان الصحابة كفار فاتهامهم بعدم الضبط تحصيل حاصل فعند الشيعة الصحابة حرفوا القرآن

لكن لنرى



يكفيك شهادة أكبر علماء الجرح والتعديل عندكم في ضبط الصحابة ؟!!


يقول شيخك الخوئي : [واهتمام الصحابة بذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده وفاته يورث القطع بكون القرآن محفوظاً عندهم . جمعاً أو متفرقاً , حفظاً في الصدور , أو تدويناً في قراطيس , وقد اهتموا بحفظ أشعار الجاهلة وخطبها , فكيف لا يهتمون بأمر الكتاب العزيز , الذي عرضوا أنفسهم للقتل في دعوته , وإعلان أحكامه , وهاجروا في سبيله أوطانهم , وبذلوا أموالهم , وأعرضوا عن نساءهم وأطفالهم , ووقفوا المواقف التي بيضوا بها وجه التاريخ , وهل يحتمل عاقل مع ذلك كله عدم اعتناءهم بالقرآن ؟ ] البيان في تفسير القرآن ص ( 216 ) .


أقول نلاحظ أن الخوئي أثبت ضبط الصحابة ... وأستدل على ذلك بأنهم كانوا يهتمون بحفظ الأشعار وهذا عنوان لضبط.

اقول : وعندي وثيقة أيضاً من أحد علماؤكم يثبت فيها ضبط الصحابة .


هنا موضوع عن ضبط الأئمة :

http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=51681



أعترف علماء الرافضة بتثبت أئمة السنة في رواية الحديث وجاء في كتاب " السرائر "

وهو واحد من كتبهم المعتبرة

وقال عنه صاحب البحار ( كتاب الأسرار لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلفه على اصحاب السرائر "ووصف مؤلف السرائر ب ـ الإمامة العلامة حبر العلماء والفقهاء وفخر الملة والحق والدين شيخ الفقهاء رئيس المذهب الفاضل الكامل عين الأعيان ونادرة الزمان" منتهى المقال ص26 البحار ج1 \ص163 )
جاء في هذا الكتاب حديثم التالي عن بعض اصحابنا يرفعه إلى أبي عبد الله _ يعنون جعفر الصادق _ وفيه قال أي راوي الحديث يسأل أبا عبد الله :"هؤلاء _ يعني بهم أئمة اهل السنة _يأتون بالحديث مستوياً كما يسمعونه وإنا ربما قدمنا وأخرنا وزدنا ونقصنا "(السرائر ص163)




الفرق بين التدقيق عند اهل السنة و الشيعة

كان التدقيق بالأسانيد عند اهل السنة من تاريخ ( 35 ) للهجرة
والتدوين الرسمي بالدفاتر عام ( 99 ) للهجرة بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى -
والرافضة...سكارى...حتى....القرن الرابع...وفي حالة من الخزي والعار والأغاليط....اما اهل السنة فالعكس تماما .....
نجد الاهتمام بالأسانيد بدأ من خلافة خليفة رسول الله الصديق
ثم خلافة أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنهماقبل الفتنة بسنين عددا
وبعد الفتنة...ارتفعت العناية بالأسانيد الى الدرجات القصوى
والأدلة على هذا وافرة
من تحري أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين
للأسانيد أنهم يعرضون حديث الراوي على رواية غيره
من أهل الحفظ والإتقان
فحيث لم يجدوا له موافقًا على أحاديثه
أو كان الأغلب على حديثه المخالفة ردوا أحاديثه أو تركوها
إلى غير ذلك من الوسائل التي اتبعوها وميزوا بها الصحيح من السقيم
والسليم من المدخول
وهكذا لم ينقض القرن الأول
إلا وقد وجدت أنواع من علوم الحديث
مردها جميعا إلى نوعين :
المقبول : (( وهو الذي سمي فيما بعد بالصحيح والحسن ))
والمردود : (( وسمي بعد ذلك الضعيف بأقسامه الكثيرة ))
فأيــــن الرافضة....من صنيع أهل السنة
انظر فقط....إلى تاريخ ولادة ( بعض) الأئمة
جبال الحفظ
الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- مولود سنة (164) هـ
الإمام البخاري - رحمه الله - مولود سنة (194 ) هـ
الإمام الترمذي - رحمه الله- مولود سنة (200) هـ
الإمام أبو داود - رحمه الله- مولود سنة ( 202 )هـ
الإمام مسلم - رحمه الله- مولود سنة (206 )هـ
الإمام ابن ماجه - رحمه الله- مولود سنة ( 209 ) هـ
الإمام النسائي - رحمه الله- مولود سنة (215 )هـ
لم يكن للرافضة كتاب في أحوال الرجال
حتى ألف الكشي في المائة الرابعة
(( جابر الجعفي ))
قال عنه الحر العاملي :
( روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام
وروى مائة وأربعين ألف حديث
والظاهر أنه ما روى بطريق المشافهة عن الأئمة عليهم السلام أكثر مما روى جابر) ..!
- وسائل الشيعة 20 / 151
يعني أن رواياته تقريباً اثنين وأربعين ضعفاً
لجميع مرويات (أبي هريرة- رضي الله عنه -)
بصحيحها وضعيفها وموضوعها ومكررها..!
فلماذا لم يملأ الرافضة الدنيا نياحاً وصياحاً
على( جابر الجعفي)
في كيفية روايته لهذا العدد( الفلكي )من الأحاديث ..!
بينما نرى هجماتهم على أبي هريرة لا تكل ولا تمل ...!
مع أن الكشي روى عن زرارة بن أعين قال :
سألت أبا عبدالله عن أحاديث جابر ؟ فقال :
ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة و
ما دخل علي قط
- رجال الكشي ص 191
فإذا كان ( أبو هريرة رضي الله عنه)
قد روى خمسة آلاف حديث في خمس سنين عاشها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما جابر الجعفي فلا غرابة أن يروي( سبعين ألف حديث من جلسة واحدة)...!
أم أن جابر كان يملك تقنية الحاسب الآلي في ذلك الوقت ..!
فابتلع آلآف الأحاديث في جلسة يتيمة خاطفة...!

==============



اعتراف رجال الدين الشيعة ان دينهم ضاع / و مقارنة الكافي والبخاري

الامام الصادق

قال : إن ممن ينتحل هذا الأمر (أي التشيع ) ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه !! الكافي ج 8 ص 212 .
وقال كذلك : لو قام قائمنا بدأ بكذاب الشيعة فقتلهم . رجال الكشي ص 253 .
وقال أيضا (جعفر الصادق) : إن الناس أولعوا بالكذب علينا ، وإني أحدثهم بالحديث فلا يخرج أحدهم من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون الدنيا . بحار الأنوار ج2 ص 246
.
وهذا أحد علمائهم يشهد بهذا –محمد بن باقر البهبودي محقق كتاب الكافي وأحد علماء الشيعة – يقول : ومن الأسف أننا نجد الأحاديث الضعيفة والمكذوبة في روايات الشيعة أكثر من روايات السنة . وهذا قاله في مقدمة الكافي .
فهذه شهادات الشيعة على أنفسهم ،

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=79252


شهادة عالم التاريخ النصراني أسد رستم الذي استخدم منهج علم الحديث في مجال بحثه
و كما يقال والحق ما شهدت به الاعداء

لقد أعترف علماء الرافضة بتثبت أئمة السنة في رواية الحديث وجاء في كتاب " السرائر "
وهوواحد من كتبهم المعتبرة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=137440



ملف ابطال ادعاء الشيعة الاثنا عشرية انهم اتباع ال البيت

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...76#post1542376


صحيح الجمل لا يرى حدبته








بسبب البيئة الموبؤة بالكذب و الفساد واللواط كما راينا في فتوى المرجع مصباح يزدي الذي افتى في اللواط في الرجال واغتصاب النساء في سجون الولي الفقيه ضد الذين استنكروا تزوير انتخابات الرئاسية الايرانية

و ظهور الحركة السلوكية في الحوزات التي تبيح اللواط و الدعارة والقتل لتعجيل ظهور المهدي

و بسبب انتشار الكذب تحت ستار التقية بل ان الكذب المنتشر بين الشيعة اشتكى منه الائمة
إن ممن ينتحل هذا الأمر (أي التشيع ) ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه !

فالرافضي يريد ان يسقط امراض دين الاثناعشرية المسخ على دين الاسلام


ملف تحليل الكذب و بهت المخالف عند الشيعة الاثنى عشرية


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=139452







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الدليل ان الشيعة يعبدون الحسين من دون الله
»» تغريدة عن ايران عجيبة انقلها لكم
»» ملف الدفاع عن السنة و الرد على منكر السنة ( القرآنيين)
»» ملف نقل الردود على شبهات حديث غدير خم / الغدير من كنت مولاه
»» الزميل مضطفى الزرقاني للحوار بسان علي و الائمة الغيب
 
قديم 10-06-12, 09:18 AM   رقم المشاركة : 5
مُحبة الشيخين
عضو فضي






مُحبة الشيخين غير متصل

مُحبة الشيخين is on a distinguished road


بارك الله فيك موسوعة شبكة الدفاع عن السنة
حفظك الإله






 
قديم 10-06-12, 11:59 AM   رقم المشاركة : 6
رهين الفكر
عضو ماسي






رهين الفكر غير متصل

رهين الفكر is on a distinguished road


بارك الله فيك اخي الكريم

ويكفي منها ان العرب كانوا يحفظون كلامهم وخطبهم واشعارهم عن ظهر قلب وهي اقل شأنا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم

افلا يكونون اهل ضبط للحديث






التوقيع :
الاثني عشرية يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض

فهم ،،، يؤمنون بقوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) مع تحريفهاعن معناها
ولكنهم يكفرون بقوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)

وهم ،،، يؤمنون بقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) مع صرفها إلى من لم تنزل فيهم
ولكنهم يكفرون بقوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)



اقتباس:
ان خط الدفاع الاول ضد استهداف الصحابة يبدأ عند معاوية رضي الله عنه ذلك الرجل العظيم
فأعداء دين الله يبدأون به ولكنهم لن ينتهوا عنده



من مواضيعي في المنتدى
»» عمر بن الخطاب ،،، اعز الله به الإسلام
»» إذا كان الصحابة إرتدوا ، وعلي لم نره يدعوا لدين الشيعة ، فمن الذي دعى الناس للتشيع
»» هذه هي الفرضيات التي قام عليها دين الشيعة وكلها لا تثبت لا تثبت لا تثبت
»» إلى الرافضة ،، اعطوني فرقا واحدا بين (دين) اهل السنة و(دين) اهل البيت
»» عقولنا اين يمكن ان تذهب بنا في صحيح البخاري
 
قديم 10-06-12, 04:54 PM   رقم المشاركة : 7
شمري طي
عضو ماسي







شمري طي غير متصل

شمري طي is on a distinguished road


فلابد للاسلام ان لا يقصر في سعته وتعدد جوانبه وبعد مساحاته التشريعية عن سعة هذا الانسان . فكانت هذه
البديهة الاسلامية تدفع بالمسلمين إلى أن يرجعوا إلى الاسلام في كل ما يحدث لهم من شوؤن ، أو تطرأ عليهم من
مشكلات ، أو تعرضهم من قضايا ، وكان الامر سهلا حين كانوا والرسول بين اظهرهم يمدهم من تعاليم الوحي
وهداياته بما يشاؤون ويحتاجون وبعد أن أجاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دعوة ربه بقيت مشكلة الحاجة
إلى أحكام الاسلام سهلة الحل إلى حد ما حتى منتصف القرن الاول الهجرى وشيئا من نصفه الثاني ، حيث كانت
هناك باقية من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله الذين تحملوا العلم منه صلى الله عليه وآله قدر ما وقع إليهم
واستطاعوا تحمله ، فكانوا مرجعا للمسلمين ، يسألونم عن رأى الاسلام في ما تطرأ عليهم من مشكلات ، وتجد لهم
من مسائل . وانما بدأت المشكلة الكبرى بعد أن غادرت هذه الوجوه مجتمع المسلمين و أسلمت إلى ربها .

مقدمة مجمع الفائدة - الأردبيلي ج 1 ص 6







التوقيع :
الــــــــــرفــــــضُ داءٌ بأمتنا أعراضهُ الجهلُ والتكفيرُ = دوائهُ قرآننا وصحيح سنتنآ والعقل بلسمهُ مع التفكيرُ
من مواضيعي في المنتدى
»» كان السهو عادة فأصبحت الغفلة كثيرة ( جديد شيخ الدجالين )
»» زيارة القبور أفضل من الحج .
»» جزاكم الله خير يا ابو ياسين فغيرك لو شاهد خرافاته سيقطع يده .
»» رافضة العصر الحديث الأسوء على الإطلاق
»» الكليني العاملي المجلسي البحراني النوري والشاهرودي = نواصب .
 
قديم 11-06-12, 07:53 AM   رقم المشاركة : 8
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


اقتباس منقول عن الضبط من موضوع عنوانه
الجرح والتعديل عند المحدثين
رضا أحمد صمدي

اقتبس ماورد عن الضبط
هذه الصفة تؤهل الراوي لأن يروي الحديث كما سمعه ، ومارد المحدثين بالضبط أن يكون الراوي متيقظا غير مغفل ،حافظا إن حدث ن حفظه ، ضابطا لكتابه إن حدث من كتابه ، وإن كان يحدث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالما بما يحيل المعاني .وتأسيسا على هذه الصفات فإنه :
1- لا يقبل حديث من عرف بقبول التلقين في الحديث ، ومعنى التلقين أن يعرض عليه الحديث الذي ليس من مروياته ، ويقال له : إنه من روايتك ، فيقبله ولا يميزه ، وذلك لأنه مغفل فاقد لشرط التيقظ ، فلا يقبل حديثه .
2- لا تقبل رواية من كثرت الشواذ ( أي المخالفات ) والمناكير ( أي التفرد الذي لا يحتمل منه ) في مروياته ، قال شعبة : " لا يجيئك الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ " وعلة هذا أنه يدل على عدم حفظه .
3- لا تقبل رواية من عرف بكثرة السهو في رواياته إذا لم يحدث من أصل مكتوب صحيح ، لأن كثرة السهو تدل على سوء الحفظ أو التغفيل فلا يكون الراوي ضابطا .
4- من أصر على غلطه بعد تبيينه له وعاند فإنه تسقط روايته .
5- لا تقبل رواية من يتساهل في نسخته التي يروي منها إن كان يروي الحديث من تاب ، كمن يحدث من أصل غير صحيح أي من كتاب أو مكتوب غير مقابل على الأصول المسموعة المتلقاة عن المصنفين بالسند الصحيح .
منهج المحدثين في معرفة ضبط الراوي
يقول ابن الصلاح : " يعرف كون الراوي ضابطا بأن نعتبر رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان فإن وجدنا رواياته موافقة ولو من حيث المعنى لرواياتهم أو موافقة لها في الأغلب، والمخالفة نادرة عرفنا حينئذ كونه ضابطا ثبتا ، وإن ودناه كثير المخالفة لهم عرفنا اختلال ضبطه ولم نحتج بحديثه" .
واعتبار الروايات والموازنة بينها هو روح منهج النقد عند المحدثين والمرتكز الأساس فيه ، وسنعرض له بالتفصيل إن شاء الله عند الكلام عن مرتكزات المنهج عند المحدثين .
والمقصود أن الأئمة لا يوثقون أحدا حتى يطلعوا على عدة أحاديث للراوي تكون مستقيمة وتكثر حتى يغلب على الظن أن الاستقامة كانت ملكة لذلك الراوي ، وهذا كله يدل على أن جل اعتمادهم في التوثيق والجرح إنما هو على سبر حديث الراوي .
وتفصيل ذلك أن الناقد إذا أراد معرفة حال راو فإنه يعمد إلى جمع مروياته ويتتبع كل الطرق إليها ولا يكتفي بمجرد ورود مروياته من طرق معينة حتى يعرف أن تلك المرويات رويت عنه على الوجه ، ولم يحدث خطأ ممن تحته فيها، فإذا تجمعت لديه مرويات الراوي خالية من أخطاء غيره وازن بينها وبين مرويات الثقات الذين شاركوه في الرواية عن شيوخه مع اعتبار مرويات أولئك الثقات أيضا حتى لا يوازن بين مرويات الراوي الذي يبحث عن حاله مع أخطاء الثقات ، فإذا ما وجد أن مرويات ذلك الراوي تشابه روايات الثقات ولا تخالفها اعتبر ضابطا لما يرويه ، فإذا وجد بعض الخطأ النادر اغتفر له ذلك مع تنبيهه على ما أخطأ فيه ، فإذا كثر خطؤه وفحش غلطه ضعف أو ترك .
فاستبان بهذا أن طريق معرفة حال الراوي تحتاج إلى اطلاع واسع على مرويات الرواة وأسانيدهم ، وسنتعرض لشرح ذلك عند الكلام عن مرتكزات منهج النقد عند المحدثين .
وقد تشتبه هذه الطريقة في سبر حال الراوي بطريقة المحدثين في معرفة علة الحديث ، حيث تعتمد طريقة معرفة العلة على سبر روايات هذا الحديث بعينه عند كل الرواة الثقات وغيرهم ، والموازنة بينها ، وقد يوازن بين روايات الضعفاء مع الثقات أو روايات الثقات مع بعضهم ، بغية التوصل إلى الرواية التي اجتمع عليها الأكثر من الثقات الضابطين .
وبهذا يستبين أن طريق معرفة حال الراوي تكون بسبر كل مروياته وموازنتها بمرويات الثقات من طبقته .
أما طريقة معرفة العلة فتكون بسبر روايات الحديث الواحد عند كل الرواة الذين رووا هذا الحديث لمعرفة مصدر الخطأ لو وجد ومعرفة الرواية المنضبطة المحفوظة .
ويأتي لذلك مزيد بيان إن شاء الله عند الكلام عن نظرية العلة .
عدالة الصحابة وضبطهم
انتقد طه حسين وأحمد أمين وأبو رية منهج النقد عند المحدثين بأنهم لم يتعاملوا بموضوعية مع كل رجال السند ، باعتبار أن تعديل الصحابة مساحة غير مسموح لأحد أن يتجاوزها مقررين أن بساط الصحابة قد طوي ومكانتهم جازت القنطرة ، في حين انهم بشر كغيرهم وثبت فيهم النفاق والخطأ وغير ذلك ، فما الذي يجعلهم منزهين عن النقد والجرح والتعديل .
وتحريرا لمحل النزاع فإن منهج النقد عند المحدثين لا ينزه الصحابة عن أي خطأ بل الاعتقاد بعصمتهم ليس في معتقد أهل السنة أصلا ، والنقاد يستجيزون نسبة الخطأ إلى الصحابة متى قام الدليل القوي على ذلك ، وقد ثبت أن الصحابة خطأ بعضهم بعضا ، وهذه النقطة متعلقة بجواز ورود الخطأ على الصحابي ، وهذا لا ينازع فيه المحدثون .
أما ما ينازع فيه المحدثون ( ولا يقوله المستشرقون ومن تبعهم ) أن تعرض مرويات الصحابة لمعرفة الحافظ منهم والساهي وكثير الخطأ ، فالمحدثون يفترضون مسبقا ضبط الصحابة وعدالتهم (أي ديانتهم ) .ولنتحدث عن القضيتين كلا على حدة .

================

ضبط الصحابة
يمكننا حصر الكلام في أبي هريرة رضي الله عنه باعتباره الصحابي الذي نال من الهجوم أكثر من غيره (أعني من المستشرقين ومن تبعهم ) .
فإذا أثبتنا ضبط أبي هريرة وحفظه – وهو الذي روى خمسة آلاف حديث كما يقدر بعض المحدثين – فإن حفظ الصحابة الآخرين وضبطهم يكون أمرا مفروغا منه .
وبدءا ينبغي أن نقدر الأمور قدرها ، فالأحاديث التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه ليست كلها أقوالا ، بل جزء منها أفعال وتقريرات وهذه يسوغ روايتها بالمعنى ولا تشقى الذاكرة بحفظها لأن حفظ الحدث وحكايته بأي لفظ ليس أمرا خارقا للعادة حتى نتهم به أبا هريرة رضي الله عنه.
وثرثار سفيه في أي مقهى يستطيع أن يحكي عن مواقفه ومواقف أصدقائه الآلاف ويكون صادقا في جميعها ، فكيف لو كان الحاكي أبو هريرة ، والمحكي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
ثم إن حفظ أبي هريرة لهذه الآلاف من الأحاديث ليس بمستغرب أمام حفظ الصحابة لآلاف الأبيات الشعرية وروايتها ، فحفظ أبي هريرة في سياقه طبيعي وعادي بالموازنة مع قدرات أهل جيله وليس أمرا خارقا للعادة كما بينا .
وأهم نقطة في هذه القضية أن الصحابة ثبت عنه اتخاذ موقفين من أبي هريرة :
الأول : تخطئته في بعض الأحاديث ،كما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها خطأت أبا هريرة في روايته لحديث : " إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار " وأن أبا هريرة سمع الحديث مبتورا فرواه على غير وجهه ، ولم تكذبه رضي الله عنها وعنه .
الثاني : أن الصحابة اتهموا أبا هريرة بالإكثار من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذان الموقفان دليلا واضحان على أمور :
الأول : عدالة أبي هريرة رضي الله عنه وصدقه ، إذ لو كان كاذبا لكذبوه بل لمنعوه من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عرفه الصحابة وأقروه عليه ، إذ لو كان يروي حديثا ما سمعه أحد منهم لكان أسهل شيء عليهم أن يقولوا له : كذبت، كلنا لم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث .
الثالث : على أقل تقدير يقال : إن الصحابة إذا شكوا في حديث رواه أبو هريرة لم يجرءوا على تكذيبه لتسليمهم بأنه كان منقطعا لسماع الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الرابع : أنا أبا هريرة استمر يروي الحديث حتى مات رضي الله عنه ، وهذه السنون الطوال كافية في أن يختبر الصحابة حديثه ويعرضوه على ما يعرفون ، فلما لم يفعلوا دل على تسليمهم بذلك.
والمنهج العلمي يقتضي منا القول أن أحاديث أبي هريرة على وجه الخصوص تكتسب مصداقية أكثر من أحاديث بقية الصحابة لأنها كانت محل انتقاد الصحابة في كثرتها ولكنهم عجزوا عن إقامة الدليل على كذبه – مع ثبوت تخطئته في البعض – فيكون مثل ذلك دليلا على حصول إجماع سكوتي على الأحاديث التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه .
وبهذا العرض يتبين أن ضبط الصحابة متوافق مع المنهج العلمي ، متناسق مع أصول النقد ، ومع ذلك فالمحدثون قد يشيرون إلى خطأ الصحابي إذا ثبت ذلك بالبينة والبرهان .
وقد وَهَّم الدارقطني رافع بن عمرو المزني رضي الله عنه في قوله : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على بغلة بمنى" ، وروى الناس كلهم خطبة النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة أو جمل ، ثم قال الدارقطني: "أفيضعف الصحابي بذلك ؟! " كالمستنكر .
ووهمت عائشة رضي الله عنها ابن عمر في تواريخ اعتمار النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النووي : " سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان قد اشتبه عليه أو نسي أو شك " وقال ابن حجر : " وفيه دليل على أنه قد يدخل الصحابي الوهم والنسيان لكونه غير معصوم" . ووهم سعيد بن المسيب عبد الله بن عباس في قوله : " تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم " . وهذا التوهيم مع قبول المرويات الأخرى دليل على الضبط والحفظ .
وبهذا يستبين أن ضبط الصحابة مثل ضبط غيرهم ، لكن قبول الناس عنهم دليل على أنهم لم يستنكروا مما رووه ، وما ذلك إلا لأنه متفق على ما عرفوه وسمعوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا وحده كاف في ثبوت الإتقان وقبول الرواية عنهم .
الخلاصة
1- حصر المحدثون صفات القبول في الراوي على أمرين : العدالة والضبط .
2- اشترط المحدثون في الضبط والعدالة شروطا على ضوئها ردوا من فقد شرطا منها .
3- عدالة الصحابة جميعا أمر يستدعيه الدور التاريخي الذي قاموا به في تبليغ الدين ، ويقتضيه المنهج العلمي في النقد بدون تأثير عقدي ، خلافا للأصوات غير الموضوعية والآراء التي ثبت تأثرها بمؤثرات عقدية في قدحها في عدالة الصحابة .
4- وجد للمحدثين منهج واضح في معرفة عدالة وضبط الرواة .
قواعد في الجرح والتعديل
تواطأ المحدثون على العناية بسبر أحوال الرواة والمرويات وتصدى لهذا الشأن جهابذتهم الذين عرفوا بسعة الاطلاع والتيقظ وحدة الذكاء والموسوعية ، ونشأ عن ذلك رصيد هائل من أحكام الجرح والتعديل عن الأئمة على تعاقب العصور ، فعمد نقاد الحديث إلى وضع ضوابط للتعامل مع هذا الرصيد الضخم من معلومات الجرح والتعديل فاستقرءوا أحكام الجرح والتعديل ثم استنبطوا قواعد عامة حتى يتم تناول هذا الرصيد من معلومات الجرح والتعديل على أساس علمـي .
ونتعرض هنا إلى أكبر وأشهر القواعد الكلية التي يستخدمها النقاد عند تناول معلومات الجرح والتعديل .
القاعدة الأولى : لا يقبل الجرح إلا مفسرا ، أي مبين السبب ، أما التعديل فلا يشترط تفسيره .
قال ابن الصلاح :" التعديل مقبول من غير ذكر سببه على المذهب الصحيح المشهور لأن أسبابه كثيرة يصعب ذكرها – حصرها – فإن ذلك يحوج المعدل إلى أن يقول : لم يفعل كذا .. لم يرتكب كذا ، فعل كذا .. وكذا .. فيعدد جميع ما يفسق بفعله أو بتركه وذلك شاق جدا .
وأما الجرح فلا يقبل إلا مفسرا مبين السبب لأن الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح ، فيطلق أحدهم الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرح في نفس الأمر ، فلا بد من بيان سببه ، لينظر فيه أهو جرح أو لا ، وهذا ظاهر مقرر في الفقه وأصوله " .

=========

الجرح والتعديل عند المحدثين
رضا أحمد صمدي


http://www.eltwhed.com/vb/archive/index.php/t-3777.html

الاسناد ونشأته

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=12198

مَنَاهِجُ أهل الحديثِ في مجالِ النَّقْدِ (1): تَضْعِيفُ الرَّاوِي في شَيْخٍ دونَ آخر

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3678

مَنَاهِجُ أهلِ الحديث في النَّقْدِ (2): متى لا يصلُح اعتراف الرُّوَاةِ على أنفسِهم؟!


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3604

عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على السنة النبوية

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5842

السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ ضَرورَةٌ حَتْمِيَّةٌ (1): الْمُذَكِّرات التَّفْسِيرِيَّة


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4205

السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ ضَرورَةٌ حَتْمِيَّةٌ (2): اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4207

جهود العلماء في مقاومة الوضع في الحديث

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18683







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الخميني وعقيدة وحدة الوجود
»» الرد على من إدعى أن ابا بكر دفن على غير وجه حق
»» اخطاء سيدنا علي رد على الرافضة الذين يتهمون سيدنا عمر رضي الله عنه
»» شيعي من الكويت يطعن و يشتم النبي و ام المؤمنين و عثمان
»» نقاط الإلتقاء و الأختلاف ( الإباضية - الشيعية )
 
قديم 11-06-12, 07:54 AM   رقم المشاركة : 9
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ضبط الصحابة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على ضبط حديثه مع الصحابة

مسائل في السنة

إعداد / متولي البراجيلي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
استعرضنا في المقال السابق مسألة تدوين السنة، تلك المسألة التي ما فتأ المغرِّضون يدندنون حولها، فأوردنا أحاديث الإذن بكتابة السنة وأنها ناسخة لأحاديث النهي (مع قلتها وضعف غالبها) حسبما رأى الجمهور وحكاه عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، ورأينا أن الكتابة ليست من لوازم الحجية، وأن صيانة الحجة غير متوقفة عليها، وأن الكتابة دون الحفظ قوة، وأن العرب كانت عندهم ملكة الحفظ القوي بحيث كانوا يحفظون القصائد الطوال التي تقال في أسواقهم ومناسباتهم المختلفة.
ونستكمل- إن شاء الله- موضوع تدوين السنة وما يتعلق به من بعض المسائل:

حِرْص الصحابة وتنافسهم على حفظ حديث النبي #
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم وربما نكون نحوًا من ستين إنسانًا فيحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يقوم فنراجعه بيننا، هذا، وهذا، وهذا، فنقوم وكأنما زرع في قلوبنا. {الفقيه والمتفقه، للخطيب البغدادي}.
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يجزِّؤ الليل ثلاثًا، ويجعل فيه جزءًا لتذكر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم . "سنن الدارمي".
وكان ابن عباس، وزيد بن أرقم رضي الله عنهما يتذاكران السنة. "مسند المسند".
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "إنكم إن لم تذاكروا الحديث يفلت منكم". {سنن الدارمي}.
ويقول أيضًا: إذا سمعتم منا حديثًا فتذاكروه.
ويقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: تحدثوا فإن الحديث يذكِّر بعضه بعضًا. {شرف أصحاب الحديث}.
ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "تذاكروا الحديث، فإنكم إلا تفعلوا يندرس". {سنن الدارمي}.
ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "تذكروا الحديث، فإن ذكر الحديث حياته". {سنن الدارمي}.
وكذلك كان عمر بن الخطاب، وأبو موسى رضي الله عنهما يتذاكران حتى الصبح. "الفقيه والمتفقه".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتابع مذاكرة أصحابه الحديث، ويصحح لهم، ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، قال: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجات ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن متَّ من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به".
قال- أي البراء-: فردّدتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: وبرسولك الذي أرسلت. قال: لا، وبنبيك الذي أرسلت. "متفق عليه".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على ضبط حديثه معهم بما يناسب عظمة هذا الحديث وقدسيته التشريعية، من هنا كان قول عائشة رضي الله عنها: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يسرد الكلام كسردكم، ولكن إذا تكلم تكلم بكلام فصل يحفظه من سمعه. "متفق عليه".
فحفظ الحديث الشريف ومذاكرته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة قد لقي عناية خاصة نابعة من إيمان راسخ، فضلاً عما وهب الله- سبحانه- العرب من مقدرة عالية على الحفظ، فهم أمة حفظ وذاكرة، فكيف إذا أضيف لها صلاح العقيدة والدين وخشية رب العالمين وطلب رضاه، والحرص على دقة الحفظ لغاية الضبط، لقوله عليه الصلاة والسلام: من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار. "البخاري ومسلم في مقدمة الصحيح".
ولهذا قال أبو العالية: كنا نسمع الرواية من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في البصرة، فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم. "الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي".
لقد كان هذا حرص التابعين، وهو متصل ونابع من حرص الصحابة رضي الله عنهم جميعًا. "مقدمة موسوعة الأحاديث الضعيفة- بتصرف".
النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالبلاغ، وضبط هذا البلاغ:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالتحديث عنه، فيقول: "ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلِّغ من هو أوعى له منه". "مسلم".
ويقول صلى الله عليه وسلم : "نضَّر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يُبلِّغهُ، فرُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقهٍ ليس بفقيه". "مسند أحمد".
وقوله لوفد عبد القيس: احفظوه وأخبروا من وراءكم. "البخاري".
ومع أمره صلى الله عليه وسلم بالنقل عنه إلا أنه حذَّر تحذيرًا شديدًا من الكذب عليه، فقال صلى الله عليه وسلم : "إن كذبًا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". "متفق عليه".
فالنبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالتحديث عنه، وضبط هذا التحديث، ويتوعد من يكذب عليه بالوعيد الشديد، مما يؤدي ذلك إلى ضبط الصحابة لما يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم ضبطًا تامًا، وسبق أن بينا أن ضبط الصدور (الحفظ) هو الأساس الذي اعتُمد عليه في نقل القرآن والسنة، والكتابة كانت عاملاً مساعدًا، مع عدم التقليل من أهميتها.
عصور تدوين السنة
من المسائل المهمة في هذا المقام، مسألة التفرقة بين عصر الكتابة وعصر التدوين، لأن البعض قد خلط فيها وهم يعرضونها، حيث لم يميزوا بين عصر الكتابة وعصر التدوين ثم عصر التأليف.
أولاً: عصر الكتابة:
بدأت كتابة الحديث الشريف منذ عهد رسول اللَّه #- كما رأينا وكانت الكتابة فردية يقوم بها بعض الصحابة في صحفهم الخاصة بعد أن عرفوا أهمية الكتابة للسنة المطهرة.
واستمر عصر كتابة الحديث منذ عهده صلى الله عليه وسلم وحتى نهاية الخلافة الراشدة، والصحابة يكتبون، ويكتب بعضهم عن صحف البعض الآخر قلة أو كثرة حسب الحاجة، واستمر الصحابة والتابعون من بعدهم على كتابة الحديث الشريف.
ثانيًا: مرحلة التدوين:
يقدر بدؤها في الثلث الأخير من القرن الهجري الأول، حيث كان لا يزال فيه عدد غير قليل من الصحابة رضي الله عنهم، ولقد استمرت هذه المرحلة حتى أواخر العصر الأموي، وهنا بدأت مرحلة تصنيف الحديث، وهي المرحلة التي تقوم على التبويب وترتيب الموضوعات للحديث الشريف على وجوه متعددة.
ثالثًا: مرحلة التصنيف:
وربما كان أولها- والله أعلم- هو "الجامع" لمعمر بن راشد المتوفى 153ه، وهو مطبوع في المجلد الأخير من مصنف عبد الرزاق الصنعاني، ثم كان الموطأ للإمام مالك وغيره، وتوالى بعد ذلك تأليف المسانيد المفردة: كمسند أبي داود الطيالسي، ومسند عبد الله بن موسى العبسي، وغيرهما.
واستمر هذا التصنيف في حلقات مستمرة وصولاً إلى الذروة من مرحلة التصنيف هذه، والتي تجلت ذروتها في ظهور الصحيحين، وكتب السنن، والمسند، وغيرهم. "الموسوعة بتصرف".
وعلى ضوء هذا التقسيم لعصور تدوين السنة، نستطيع فهم ما قاله الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح، وحمله البعض على غير وجهه أن السنة لم تكتب إلا في عهد عمر بن عبد العزيز.
يقول الحافظ ابن حجر: اعلم علمني الله وإياك أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن من عصر أصحابه وكبار من تبعهم مدونة في الجوامع ولا مرتبة لأمرين:
أحدهما: أنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك- كما ثبت في صحيح مسلم- خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم.
وثانيهما: لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم، ولأن أكثرهم لا يعرفون الكتابة.
ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار، وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار، وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري القدر.
وأرسل عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم وغيره من العلماء يأمرهم بكتابة أحاديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فوقع ذلك على رأس المائة الأولى لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الحافظ ابن حجر: إن أول من دوَّن العلم (الحديث) هو ابن شهاب الزهري.
قال القاضي عياض: كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم: فكرهها كثيرون منهم وأجازها أكثرهم ثم أجمع المسلمون على جوازها، وزال ذلك الخلاف.
وكذلك قال ابن الصلاح، والحافظ ابن حجر. "الرد على من ينكر حجية السنة
د. عبد الغني عبد الخالق، بتصرف".
قولهم أن أبا بكر وعمر- رضي الله عنهما- حرقا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
ذكر الحافظ الذهبي- رحمه الله- في كتابه "تذكرة الحفاظ" قالت عائشة رضي الله عنها: جمع أبي الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيرًا، فغمَّني، فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك؟
فلما أصبح قال: أي بنية، هلمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنار فأحرقها، فقلت: لِم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت (فيه) ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذلك.
علَّق الإمام الذهبي على هذه الرواية بقوله: فهذا لا يصح، والله أعلم.
والقصة حتى إن صحَّت فلا دليل فيها على أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان لا يأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم (أو أنه ضد جمعها)، فأبو بكر رضي الله عنه تردد في ضبط الذي أملى عليه مجموعة الأحاديث فسارع احتياطًا إلى إعدامها بالحرق، حتى لا ينشر الناس أحاديث لم يتثبت كل التثبت من ضبط صدورها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فهو قد حرقها لتردده في ضبط أحد الرواة (مع ملاحظة أن الصحابة كلهم عدول)، وليس ذلك لشكِّه أو لوقوفه ضد جمع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما تردد واغتم وتحيَّر، عمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. "الشبهات الثلاثون: د. المطفي بتصرف".
ثم إنه من الممكن أن يكون قد خشي بعد وفاته وانتشار هذه الصحف عنه، أن تكون هي المقياس لقبول ورد سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاء حديث ليس فيها لم يعمل الناس به، وإذا جاء فيها عمل الناس به.
ثم لِمَ لا يقال إن أبا بكر رضي الله عنه تخوَّف من كتابة السنة كما تخوَّف من كتابة القرآن، ألم يتوقف في كتابة القرآن وجمعه في كتاب واحد، لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟، فقد روى البخاري بسنده عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده.
قال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني فقال إن القتل استحرَّ يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.
قلت لعمر: كيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر: هذا والله خير.
فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئًا لم يفعله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحدٍ غيره، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حتى خاتمة براءة.
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهما. "رواه البخاري".
فهذه الواقعة فضلاً عن أنها تبين تردد أبي بكر رضي الله عنه في كتابة القرآن وجمعه، فإنها توضح أن عدم التدوين ليس دليلاً على عدم الحجية.
أمَّا ما ورد عن عمر وغيره- إن صحَّ- من أنهم أحرقوا، ما كتبوه، فربما يرجع ذلك إلى أسباب هي ذات الأسباب التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم من أجلها بعدم كتابة السنة- ابتداءً- والتي ذهب العلماء إلى تخصيصها بأنواع التخصيص التي ذكرناها من قبل في مسألة الجمع بين النهي والإذن بالكتابة، كأن يخشى اشتباه القرآن بالسنة إذا كتبت معه في صحيفة واحدة، أو مطلقًا، أو يخشى الاتكال على الكتابة وترك الحفظ الذي يميل إليه بطبعه، ويُرى في ذلك مضيعة للعلم وذهابًا للفقه والفهم.
ثم إن امتناع بعضهم عن التدوين وإحراقهم لما دونوه، قد يرجع إضافة لما سبق إلى سببين آخرين:
أولهما: شدة الورع والخوف من الله تعالى خشية أن يتمسك أحد من بعده بحديث دوَّنه يكون قد وقع فيه سهو أو بدل حرفًا مكان حرف، ولهذا أشار أبو بكر في قوله لعائشة مبينًا سبب إحراق ما دوَّنه من الأحاديث، فقال: خشية أن أموت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به، ولم يكن كما حدثني، فأكون قد تقلدت ذلك.
ثانيهما: كثرة عدد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أدى إلى صعوبة أن يقف الواحد منهم على كل ما صدر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فلا يوجد أحد منهم قد لازم الرسول صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة في جميع لحظات رسالته، فربما يطلع على ما لم يطّلع عليه غيره، وربما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم في حكمٍ ما ثم زاد عليه أو نقص منه أو رفعه (نسخه) وهو لم يعرف ولم يصل إليه نبأ ذلك، فلو اجتهد بعضهم وكتب ما وصل إليه أو ما استطاع أن يصل إليه كما في واقعة أبي بكر فظن من جاء من بعدهم أنهم بذلوا كل الجهد وأمكنهم استيعاب السنة، كما فعلوا في القرآن، وجمعوها في هذا الكتاب المدَّون (أي السنة)، فاعتقد من جاء بعدهم أن ما ليس في هذا الكتاب المدون، مما يتحدث به الرواة ليس من السنة، أو لا يعتقد ذلك لكنه يقدم ما دونوه على ما يروى مشافهة عند التعارض، وقد يكون في الواقع أن المروي مشافهة ناسخ للمدون، وفي ذلك خطر وضياع لجزءٍ كبير من الأحكام الشرعية.
ولا يخفى أن هذا الاعتقاد محتمل الوقوع من المتأخرين إذا كان المدون للسنة أكابر الصحابة الذين كانوا أكثر ملازمة له صلى الله عليه وسلم من غيرهم ولا سيما أبو بكر وعمر، فيقال: لو قاله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما خفي على أبي بكر وعمر، لكنه إذا قام بالتدوين صحابي لم تعلم عنه الملازمة للرسول صلى الله عليه وسلم ( كعبد الله بن عمرو بن العاص مثلاً ) فيندفع هذا الاحتمال ويصبح بعيدًا جدًا.
قال أبو زرعة الرازي في جواب من قال له: أليس يقال حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث، قال أبو زرعة: ومن قال هذا (قلقل الله أنيابه) هذا قول الزنادقة، ومن يحصى حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟
قُبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن مائة ألفٍ وأربعة عشر ألفًا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه. فقيل له: أين كانوا وأين سمعوا، قال: أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وكل من رآه وسمع منه بعرفة.
وقد روى البخاري في صحيحه أن كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن تبوك: وأصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ ( يعني الديوان )...
فما بالنا إذا جمعت السنة بعد ذلك في عهد عمر بن عبد العزيز، فلن يتوهم متوهم أن ما جمع مِن طريق مَن تولى الجمع وقتها كالزهري استطاع أن يستوعب كل سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فلا بأس بالتدوين وقتها لاندفاع الاحتمال الذي كان قائمًا من قبل إذا دونها كبار الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فإذا جاءت أحاديث ليست في مدونات هؤلاء التابعين وتابعي التابعين لم يظن ظان أو يحتج محتج أنها ليست من السنة لأنها ليست فيما دوِّن منها.
أليس ذلك حفظًا من الله سبحانه وتعالى لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
لكن هل كان عدم كتابة أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة دليلاً على عدم احتجاجهم وأخذهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
كلاً والله، بل كان أبو بكر وعمر وكل الصحابة وقافين عند حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحتجون به ويُحتج به عليهم.
ألم يحتج أبو بكر في يوم السقيفة على الأنصار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : الأئمة من قريش واقتنعوا بذلك.؟
ألم يحتج على فاطمة رضي الله عنها بحديث: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة".؟
ولما جاءت الجدَّة إليه تطلب إرثًا، فقال أبو بكر: ما أجد لك في كتاب الله شيئًا، وما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر لك (أي للجدة) شيئًا، ثم سأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس، قال أبو بكر: هل معك أحد؟
فشهد محمد بن مسلمة الأنصاري بمثل ما قال المغيرة فأنفذه أبو بكر رضي الله عنه.
وعمر بن الخطاب الذي كان وقافًا عند حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يحيد عنه، فلما جاءه أبو موسى الأشعري يستأذن عليه ثلاثًا، فلم يأذن له فيرجع، فيستدعيه عمر ويلومه، فيعتذر أبو موسى بأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع".
فقال عمر: لتأتيني على هذا ( الحديث ) ببينة أو لأوجعن ظهرك وأجعلك عظة، فشهد أبي بن كعب أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال ذلك، فعفا عنه عمر، واقتنع بحديث الاستئذان وأخذ به.
وكان يناشد الناس في مواقف شتى: من عنده علم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من كذا، وهو الكاتب إلى عماله: تعلموا السنة كما تتعلمون القرآن.
وهو القائل: إياكم والرأي، فإن أصحاب الرأي أعداء السنة، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها.
وهو القائل: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
وهو القائل رضي الله عنه: سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنة، فإن أصحاب السنة أعلم بكتاب الله. "الشبهات الثلاثون، د. المصطفى، والرد على من ينكر حجية السنة: د. عبد الغني عبد الخالق- بتصرف".
وللحديث بقية إن شاء الله.
==========
للمزيد منقول من منتدى التوحيد
حتمية السنة النبوية وضمان استمرارها / د محمد حمزة بن علي الكتاني
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?14598-
==========================
10- إن القدح في الراوي يكون بعشرة أشياء: خمسة تتعلق بالعدالة وخمسة تتعلق بالضبط، اختصرها الحافظ ابن حجر في خمسة أشياء فقال: «أسباب الجرح مختلفة ومدارها على خمسة أشياء: البدعة أو المخالفة أو الغلط أو جهالة الحال أو دعوى الانقطاع في السند( ) فالحكم على ضبط الراوي مبني على مدى حفظه للسند والمتن معا، ولهذا فقد فحص العلماء مرويات كل راو وقارنوها بمرويات الرواة الثقات ليحكموا على ضبط ذلك الراوي، يقول أبو حاتم الرازي: لو لم نكتب الحديث من ستين وجها ما عقلناه( )، ويقول الإمام مسلم: وعلامة المنكر في حديث المحدث إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا خالفت روايته روايتهم أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث غير مقبوله( ). وقد ملئت كتب الجرح والتعديل بألفاظ الجرح للراوي بسبب الخطأ في مروياته مثل قولهم: « فلان منكر الحديث »، « يروي عن المناكير »، « يروي الغرائب »، « روى حديثا باطلا »، « رواياته واهية »( ).
11- كان الهدف من نقد السند هو الوصول إلى نقد المتن وخدمته، وكما نقد المحدثون السند واهتموا به واشترطوا سلامته من وجود الوضاعين والكذابين، فكذلك وضع العلماء شروطا لقبول المتن، ووضعوا علامات تدل على الوضع فيه دون النظر إلى سنده. وفي هذا رد واضح على من زعم أن نقد الحديث كان نقدا شكليا منحصرا في السند. ومن العلامات على الوضع في المتن: مخالفة الحديث للحس أو للمقبول، أو لصريح القرآن، أو لصريح السنة الثابتة المشهورة، أو كونه ركيك الألفاظ، سمج المعاني، وما إلى ذلك( ). يقول الإمام الشافعي: لا يستدل على أكثر صدق الحديث وكذبه إلا بصدق المخبر وكذبه، إلا في الخاص القليل من الحديث، ومن ذلك أن يستدل على الصدق والكذب فيه بأن يحدث المحدث ما لا يجوز أن يكون مثله، أو يخالفه ما هو أثبت وأكثر دلالات بالصدق منه.( ) ويعد الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه: المنار المنيف في الصحيح والضعيف أفضل من توسع في موضوع الكلام عن علامات الوضع في المتن وعن القواعد والقرائن التي تدل على الكذب في الحديث نفسه دون النظر إلى سنده، فذكر أربعا وأربعين قاعدة ومثل لها بمئتين وثلاثة وسبعين حديثا، وبيَّن وجه بطلانها من مجرد نقض المتن ولم يعرج على نقد السند في شيء.
ومما قاله في هذا الصدد: وسئلت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط غير أن ينظر في سنده؟ فهذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعلم ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه.. بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من أصحـابه..( ) ويقول ابن الجوزي:« الحديث المنكر يقشعر له جلد الطالب للعلم، وينفر منه قلبه في الغالب » وقال:« ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع»، ويقول الربيع بن خثيم التابعي الجليل أحد أصحـاب ابـن مسعود:« إن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل نعرفه بها »، ومن العلامات التي وضعها العلماء للدلالة على الوضع في المتن: الحديث الذي يتكلم على مذاهب سياسية ظهرت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وكما هو معلوم فقد وضعت أحاديث كثيرة لأهداف سياسية واجتماعية. إذ وضعت أحاديث كثيرة تتكلم على الخلافة التي كانت سببا في انقسام الأمة. وقد وضع كل من دهماء السنة والشيعة أحاديث لتأييد مذاهبهم. فالشيعة وضعوا أحاديث عديدة تتكلم على فضائل علي رضي الله عنه ولذلك قال عامر الشعبي: ما كذب على أحد في هذه الأمة ما كذب على علي رضي الله عنه.( ) واخترع الشيعة أحاديث تؤيد أحقية علي في الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» دليل وثاقة محمد بن سنان في كتب الشيعة
»» ملف الرد على الشيعة الاثناعشرية حول الامامة / الولاية / العترة
»» المدعو طارق سويدان في مقابلة في الوطن شاهد افلاسه بعد ان انفض الناس من حوله
»» كيف تقوم في ثورة و تنظم مظاهرات مواقع تعلم الفوضى من اميركا
»» الشيعة الرافضة يقيمون طقوس عاشوراء في تونس
 
قديم 11-06-12, 10:14 AM   رقم المشاركة : 10
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road



أسباب تفوق الصحابة في ضبط الحديث
سلطان العكايلة

رابط الكتاب بصيغة PDF
http://ia701202.us.archive.org/17/items/uhad9/uhad9.pdf


============

يمكن تحميل الكتب من الرابط التالي

سباب تفوق الصحابة في ضبط الحديث
سلطان العكايلة


http://archive.org/download/uhad9/uhad9.pdf







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» عبيدالله بن العباس ترك الحسن ولحق بمعاوية ينسف رواية قتل بسر بن ارطاة ابناء عبيدالله
»» الدليل الشيعة ليسوا اتباع النبي محمد و اهل بيته انما اعداء اهل البيت
»» رسالة خطيرة لولاة الأمر من محكم جزائري لمسابقة القرآن الكريم الدولية في ايران
»» ايرا ن عدو الشعب السوري
»» كيف تقوم في ثورة و تنظم مظاهرات مواقع تعلم الفوضى من اميركا
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "