كثيرا ما يدندن اعداء دين الإسلام من اهل الضلال كالرافضة
مثلا بأن بعض الصحابة كانوا يبغضون علي بن ابي طالب ،،،
ثم هم ينطلقون من حديث ان علي بن ابي طالب لا يحبه الا
مؤمن ولا يبغضه الا منافق وذلك بجمعها بما ظنوه مسبقا وهو
ان بعض الصحابة يبغض علي بن ابي طالب
والحقيقة ان هؤلاء القوم الضالين لم يفقهوا المسألة
فبداية ان مسألة لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق هي عامة لكل المؤمنين وليست خاصة وهي متحققة لأبي بكر وعمر بن الخطاب وغيرهم من كرام الصحابة ،، ومن اوضح الأدلة على ذلك ان الأنصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق ،،،
ولكن في بداية الأمر يجب ان تتضح الصورة في ان حب الصحابة لعلي بن ابي طالب وكذلك حب المسلمين له ليس بسبب انه زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بسبب قربه من النبي صلى الله عليه وسلم ،،، وإنما حب الصحابة وحب المسلمين لعلي بن ابي طالب ناتج من كونه مؤمن تقي مشهود له بالإيمان وان له سابقة وجهاد في الإسلام
وإلا فعبدالله بن عباس يشاركه نفس القربة من النبي صلى الله عليه وسلم فكلاهما إبن عم للنبي صلى الله عليه وسلم ،،، كما ان عثمان بن عفان تزوج بإبنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يشترك مع علي بن ابي طالب في كونه زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،، فلذلك فحب المسلمين والصحابة لعلي بن ابي طالب هي كما اسلفت بسبب سابقته في الإسلام وبسبب إيمانه وتقواه مثله مثل كرام الصحابة رضوان الله عليهم
وهناك حقائق لا بد من عرضها
الحقيقة الأولى :ان حرص اهل السنة على حفظ الاحاديث في فضائل علي بن ابي طالب دون غيره من كرام الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان هي من باب دفاع اهل السنة عن علي بن ابي طالب ضد من طعن فيه واستنقصه كالخوارج او اهل الأهواء ،،، ولم يحصل لمن هم افضل من علي مثل هذه المطاعن ،، وهذا ما جعل اهل الحديث من اهل السنة والجماعة كانوا حريصين على فضائل علي بن ابي طالب دون غيره
وقد ورد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال عن ابي بكر وعمر انه لا يحبهما منافق ولا يبغضهما مؤمن ولكن الحاجة للدفاع عن ابي بكر وعمر لم تكن ماسة كما هي الحاجة للدفاع عن علي بن ابي طالب فلهذا كان حرص الصحابة واهل السنة على تناقل وتوثيق فضائل علي بن ابي طالب هي اشد من غيره
الحقيقة الثانية :ان اهل الضلال من الروافض وغيرهم يزعمون ان اهل السنة يبغضون علي بن ابي طالب ،،، وهذا كذب صريح فالثابت الصحيح انه لا يحب علي بن ابي طالب الا اهل السنة فقط ،، واما اهل الضلال فهم يغلون في علي كغلو النصارى في عيسى بن مريم ،،، ولو ان النصارى يحبون عيسى حقيقة لإتبعوه وإتبعوا تعاليمه وقد امرهم عيسى عليه السلام من قبل ان يتبعوا النبي الأمي
وكذلك الرافضة فهم لم يحبوا علي بن ابي طالب على حقيقته وإنما احبوه لأشياء توهموهما فيه وهي ليست فيه ،، فثبت بذلك ان حبهم إنما هو حب متوهم لا حقيقة له فيثبت بذلك انه لا يحب علي بن ابي طالب الا اهل السنة فقط
الحقيقة الثالثه :يزعم اهل الضلال ان بعض الصحابة لا يحبون علي بن ابي طالب ،،، وهذا كذب محض إذ لا دليل عليه ،،، فالتأول والمقاتله على التأول شيء والبغض لأجل البغض شيء آخر ،،، وحمل مقصد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على انه اي بغض او على انه يعني المقاتله هو حمل بدون دليل يسوقهم إليه الوهم والظن وإتباع الهوى
الحقيقة الرابعة :انه ثبت ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الأنصار انه لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق ،،، وقد بوّب مسلم لحديث حب الأنصار وحب علي بن ابي طالب بإسم "باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق" ،،، فمن الذي ابغض الأنصار وزعم انهم إرتدوا حين بايعوا ابابكر وحين لم يؤمنوا بالإمامة المكذوبة ،،، فعلى هذا فإن الكتاب الذي اورد حيث محبة علي هو الذي اورد محبة الأنصار ،،، فثبت بذلك على الرافضة ما يرمون به غيرهم
النتيجة
يتبين من ذلك وبناء على الحقائق السابقة ما يثبت انه لا يحب علي بن ابي طالب إلا اهل السنة فقط وتسقط بذلك مزاعم الرافضة حين يتهمون اهل السنة بأنهم لا يحبون علي بن ابي طالب ،،، وحين يدافع إبن تيمية عن عقيدة اهل السنة ويحارب غلو الرافضة في علي بن ابي طالب وأيضا حين يحارب إبن تيمية دين الرافضة بمجادلتهم بما هم يعتقدون به فإنه بذلك يثبت محبته لعلي بن ابي طالب إذ ان علي بن ابي طالب لا يرضى بما عليه الرافضة كما ان عيسى بن مريم لا يرضى بما عليه النصارى اليوم