يتبع سلسلة تخريب العراق المستمر في ظل حكم الشيعة
أسباب الإحتلال الإيراني للعراق عقائدياً
إن أسباب الاحتلال والتخريب الإيراني للعراق راجع لسببين عقائدي وتاريخي ، أما الأسباب العقائدية فقد دون علماء التشيع الإمامي في كتبهم قائد الفرس في ( يزدجرد) هارباً من إيوان كسرى وهو يقول : (ها أنا ذا منصرف عنك وراجع إليك، أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا أوانه ). وهذه الرواية في كتاب بحار الأنوار للمجلسي مؤسس الفقه الإمامي، فإن كانت ليس للرواية مصداقية عند المسلمين فهي عند الإمامية يتناقلونها لأن لها علاقة بالإمام جعفر الصادق رضي الله عنه . تقول الرواية أن النوشجان بن ألبودمردان ذكرها أمامه وسألها عنه فقل أبو عبد الله : ( ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل السادس من ولدي والسادس من ولد يزدجرد فهو ولده )! . من المعروف أن جميع العلماء الإمامية لم يهتموا بسند الرواية وكل ما اهتموا به هي جمع ما روي حتى تكون لها تواتر فيحتجون بها لعامتهم وعامتهم لمخالفيهم ، وعجبي حين يقولون أن دينهم من المعصومين فالرواة من غيرهم وهي أما ضعيفة لمجهولة رواتها أو لكذبهم أو لا أصل لها، رويت عن لسان الإمام الصادق زوراً وهو القائل : رويت عني الكذابة . ! . إن عقيدة المهدي الغائب وما روي بشأنه تشكل محور الدين الإمامي وأصل ما تحمله العوام من بيعة لنصرته حين خروجه ، فكلهم رجالهم ونساءهم هم جند الإمام الذي سيخرج آخر الزمان وبيده الرجعة لينتقم من الصحابة ومن أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليهم لاغتصابهم حق الخلافة ولعداءهم بزعهمه ولكل ظلم حصل من بعدهم، وكذلك هو انتقام من جاحدي الإمامة من بعدهم . لقد تركز مهديهم على التخلص من العرب وترك أعداء الدين في آخر الزمان من الغرب ، فلا تشكل إسرائيل ولا أمريكا ولا من يواليها ممن يحارب الإسلام في كل العصور أي عداء عنده، بل ولا الملحدين بالله، فكيف سيكون العدل ورفع الجور وأوان الخير العميم على هذا التخطيط ؟ سؤال لم يجيبنا عليه أحد . لهذا قد طغت عقدة الانتقام الدموية القديمة على نهج الشيعة الإمامية كعقيدة دينية، وخير من كتب في هذا هو الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي في كتابه القيم ( التشيع عقيدة دينية أم عقدة نفسية) والمنشور في موقعه القادسية .
لقد ترتبت عليها خطط التوسع الصفوي بجعلها مستمرة عقب من أسسها بربطها مع أكثر ما يلازم الإنسان وأوله ويتوارثه جيل بعد جيل وهو الدين، وقد كان كتاب (الكافي) لمحمد بن أسحاق الكليني شاملاً لجميع عقائد الإمامية التي لا أصل لها من قرآن ومن سنة ، وقد تناقلتها العلماء منه الواحد بعد الآخر كلٌ يزيد على الآخر، فلم يك كتاب بحار الأنوار بهذه الأجزاء في أول مطبوعاته، ومع هذا لا يبالي الشيعة بالأمر مرة أخرى ! .
إن قال قائل: ما كل ما يروى في الكتب يأخذ به الشيعة، ومن غير المعقول أن عقدة الانتقام كهذه تصبح عقيدة يتوارثها أجيال وتخرج في ظل حكم الشيعة في العراق . الرد على هذا: أن ما فعلته المليشيات الشيعية في لبنان وفلسطين والعراق وخاصة جيش المهدي بأهل السنة من جرائم لا تعد طبيعية وفق نمط الجريمة، لأن من يشوي طفل ويقدمه على طبق من الرز على باب بيته ليراه والداه وأخوانه بهذه الصورة ساعياً لمن هذا إحراز لذة لا يدل إلا على نفس مريضة سادية، ومن يقتل أهل السنة بعد خطفهم بعربات تابعة للقوات الأمنية ذاتها ثم يلقوهم في فرن يسموه ( تنور الزهرة ) وهم أحياء ليستلذوا بسماع صراخهم حتى تخفت أصواتهم وتختفي ولا يبالون برائحة اللحم الرهيبة هم أشبه بآكلي لحوم البشر، ومن يقتل أهل السنة لمجرد أن أسمهم (عمر) لا تفسر إلا بهذا، فقد قتلوا مولود لم يشرب شربة من لبن أمه لأن ذنبه أن أسمه عمر ، فأي تربية مهلكة هذه وأي إرث فاسد ، ولكن لا قضاء ولا اعتراض في عراق الديمقراطية .
السؤال هنا : من أين لهم هذه النفسية الحاقدة التي لا تعرفها العرب والتي استطاعوا كبتها بالتقية طوال عقود حتى خرجت ناثرة لهب مجنون بين ليلة وضحاها ؟
والجواب: إنها نابعة من طبيعة الفارسي الذي يرى نفسه وسط أمم لا يستطيع الاندماج معها لاختلاف طبيعته النفسية والتي انتقلت بواسطة التشيع الإمامي، وتحوير الدين ليوافق الديانات الفارسية القديمة التي تخالف الإسلام في كل شيء ،فقد أوصلوها بعباءة عربية وعمامة فارسية بأسم اتباع آل البيت لا غير، ليتم قبولها وتكون مطية لعودة السيطرة الفارسية الزرادشتية، وليلاحظ من يعترض كيف دخلت النار في احتفالات ( عاشوراء) في كل عام في كربلاء وحتى وصلت بغداد في ساحات الملاهي ولم ينتبه إليها أحد ، وهذه علامة الدين الزرادشتي الذي أطفأه الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه وأطفأها من قبل الله تعالى حين ولادة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام .
يقول الأستاذ عبد الوهاب النجار (رحمه الله) في كتابه ( الخلفاء الراشدون ): يعتلج في نفسي سؤال كاما استعرضت الأحوال التي كانت في أخريات زمن عثمان وفي مدة (علي) وما بعدها وهو : لـِم َاختص المصرين البصرة والكوفة بقيام الخوارج دون الشام ومصر ؟ ولـِم َكان أهلوها بهذه الأخلاق من النزوع عن الطاعة والخلاف لأمر الأمام ؟
هذا السؤال مهم جداً وجوابه أهم، ويحتاج الى الأفاضة والشرح في البحث والتنقيب عن غوامض كثيرة وربط الأسباب بمسبباتها . غير أني أجتزيء بأن أقول كلمة موجزة تكون بمنزلة الأشارة، وأعتمد على ذهن القاريء في الأكتفاء بهذا ألأجمال . يقول علماء الأخلاق وأهل البصر بعلم الاجتماع : إن ماضي الأمة لا يموت أبداً وأنما يكون حيا ًفيها وفي أعقابها، وأن الروح العامة للأحياء من الأمة إنما هي مؤلفة من أفكار الأموات . ومعلوم أن المسلمين قد غلبوا الفرس واحتووا أموالهم ونسائهم وذراريهم، وأتخذوا النساء الفارسيات زوجات وأولدوهن أكثر أولادهم في تلك النواحي ، فنشأت نابتة تلك الأقطار بين آباء وأمهات من جنسين متباينين في المدنية والأخلاق والآداب والعادات والمعتقدات ومن دمين مختلفين يحمل كل منهما صفات متنافرة وعقائد متضاربة . ومثل هذا النسل تتفكك فيه أواصر الروح الوراثي وتوجد فيه أفكار متناقضة كل منها يجذب قواه الى ناحيته. ومعلوم أن الفرس قد أعتنقوا أديانا ًمختلفة واصطبغوا بصبغات متنافرة فهم قوم يجمعون بين الصابئة والمجوسية والأباحية ، ولهم ولوع بأختلاف الأساليب الدينية يمثلها خيالهم ولم يكن لهم ثبات على دين خاص أو نحلة معينة بل كانوا جميع أدوار حياتهم متأثرين بعوامل الجذب والدفع بين النحل والأديان .فلما نشأ هذا الجيل المولد بين العرب والفرس نشأ مختلط المزاج سريع التأثر بالعقائد . يلبس لباس الدين والتقوى التي ورثها من الآباء ولكنه يريد أن يجذب هذا اللباس ويوسع فيه حتى يحيط بكل ما انتقل إليه بطريق الوراثة من الأهواء المضلة التي يعجز عن التخلي عنها ولا يقدر على مفارقتها . وليس الدين عنده دينا ًإن لم يتسع له ولما جمله بالوراثة من النزعات والنزغات وليس في وسعه أن يقاوم تلك العوامل الداخلية التي تدفعه الى العمل على هذا النحو فهو يأتي ما يأتي بأعتقاد قوى وفكرة لا شك فيها إنه على الحق ليس وراءه إلا الضلال . وعلى ذلك يكون مزاجه العقلي والأخلاقي وآدابه التي يأخذ نفسه بها مزيجا ًمركبا ًمن عناصر شتى . ولهذا يقول علماء الأجتماع : إن الشعب الصحيح لا وجود له إلا عند القوم الأولين . واما الأمم المتحضرة فأن كثرة أختلاط التناسل ووحدة البيئة ولدت منها شعوبا ًتاريخية جديدة تشبه الشعوب الصحيحة . وإن صفات الشعب النفسية ثابتة ثبات صفاته الجسمانية وتنتقل بالوراثة على قاعدة واحدة وبالاستمرار . وإن المولد رجل تتجاذبه مؤثرات مختلفة من الوراثة والذكاء والآداب والأخلاق . فإذا كانت أمة كلها أو جلها على هذا النحو من التناسل بين أبوين مختلفين كل الأختلاف على هذا النحو الذي ذكرنا كان قيادها صعبا ًوإن البيئة إذا كانت بهذا الوصف أثرت بطريق العدوى في من لم يكن مولدا ًواندمج كثير بحكم التقليد وتغلب روح الجماعة في ذلك المزاج المختلط فتنعدم شخصيته ويكون متأثرا ًبالروح العامة للجماعة التي هو فيها .
وقد قال ( غوستاف لوبون ): ( أمة أهلها كلهم مولد لا تـُساس ) فليس عجيبا ً أن تعتاص على (علي) سياسة هؤلاء القوم وأن ينزع منهم نازع في كل يوم الى الخروج وأنتحال نحلة جديدة وتأويل الدين على مقتضى ما يجول بخواطرهم لأنهم مدفوعون الى هذا الضرب بعوامل الوراثة التي فيهم . أما أهل الشام فلم يكونوا كذلك لأنهم لم يكونوا يستكثرون من أيلاد السبايا من جهة، ومن جهة أخرى فأن الروميات كن متدينات بالدين المسيحي وهو دين يأمر بالخير وينهى عن الشر، وأهل تلك الناحية قد بعد عهدهم بالوثنية ولم ينقلبوا في الأهواء والبدع تقلب الفرس ، فكان المزاج الديني للأمهات قريبا ًمن مزاج الآباء فلم يكن التباين كثيرا ًمن هذه الناحية فكانوا أبعد من البدع التي تختلق في العراق . أ هـ
ـــــ
تولدت عند الشيعة عامة والإمامية خاصةً عدة عقد نفسية خطيرة تجعلهم ينزعون للتخريب والغدر بالمخالف ولا يتوانون عن إثارة الاضطرابات في بلدانهم بلافتات المظلومية ، وهذه هي العقد النفسية التي كانت سبب في ظهور أجيال عنف بعيدة عن التعقل لها نوازع الشر ومخالفة كل الحدود ولا ترى بد من عصيان الحاكم وطاعة إيران فكيف إذا تمكنت من مفاصل الحكم ؟ ! .