" نسف التشيع الإمامي بإيمان السلف وعقيدة المهدي الغائب "
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحجرات16 وقال الله تعالى في محكم كتابه : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة 79
إن هذه الآية العظيمة تبين أن أصل القول على الله هو التكسب بجعل الدين مهنة لأحبار القوم لا يبغون منها هداية الناس ، فكيف من يجعل اليهود المراد بهم في هذه الآية قدوة ويقولون أنهم من يتبع الكتاب والسنة الصحيحة ؟ . هؤلاء هم علماء التشيع الإمامي الأثني عشري الذي بدأت ملامحه بعد الهجرة بأكثر من ثلاث قرون ، وجاءت دولتهم في عهد أسماعيل الصفوي بالسيف والتخريب وحرق كتب العلماء وقتلهم ونبش قبورهم ، وظهور طقوس العويل والجلد على الظهور والصدور واستخدام التربة الحسينية في الصلاة ، فأين أولي الألباب أم على قلوبهم غشاوة ؟ .
في قضية المهدي المنتظر ( الغائب) عند الإمامية يوجد أكثر من دليل على دينهم المصنوع ، مما يدل على أنه بدعة فقد أستدلوا عليه وعلى أصول مذهبهم وأوله الإمامة من القرآن والأحاديث بعد اعتقادهم ، وأتخذوا من التأويل طريق لتثبيت عقائدهم ، وهذا نهج الضلالة وأهل الزيغ . إن الله ثبت في كتابه بأن هناك أصول لدينه محكمات بينات وبها علمنا عقيدة التوحيد والنبوة والمعاد وعرفنا القضاء والقدر والإيمان بالملائكة والكتب السماوية ، وبه عرفنا أصول الشريعة من صلاة وصوم وزكاة وحج، ولم نعرف كل هذا بآيات ظنية تحتمل النقض ، وإلا لما وصف الله تعالى دينه بأنه هو الهدى، فالهدى لا يتخلله ضلالة ولا احتمالات الخطأ والتشابه على الخلق ، وكما قال الله تعالى : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
هذا المبحث المختصر لتبيين أن قضية المهدي الغائب الخاص بالشيعة الأثني عشرية هو (وهم وابتداع) ومن كتبهم ويتناقض منطقياً وتاريخياً مع الدين الذي عرفه الآل والأصحاب . لا يوجد فيه تطرق لمن هم الأصحاب ولا من هم الآل العترة مع أنه هام ، ولكن التركيز على قضية وجود المهدي الغائب بكل تفاصيله وليس عن فكرة المهدي الذي ورد ذكره في أحاديث نبوية ، فلا يراد منه الإلمام بكل التفاصيل وكل الروايات لتفنيدها، ولو أردنا التوسع لما عجزنا ولكن يطول لكثرة دلائل خرافة المهدي المنتظر (محمد أبن الحسن العسكري) ومن كتب القوم أنفسهم ، وكم ألفوا من الكتب ليثبتوا وجوده وحيثيات غيبته وسفراءه ونوابه ومن أدعوها وغيرها من الأمور كمواقع ومنتديات وصحف تختص بالمهدي الغائب والتي صُرف عليها من مال الشيعة من خمسهم الذي يدفعوه ضريبة لموالاتهم للمراجع وبلا نص عليه محكم أيضاً ، أليس فيهم رجل رشيد ؟ . لقد جعلوا الموالي يتشبت بأدعية وألقاب كفرية للمهدي المزعوم بأنه ( بقية الله في أرضه) ، وغاية في العجب ومتناقضة مع خصائص الإمام التكوينية والتشريعية، فكيف يستقيم الدعاء له وهو المخلص بيده ملكوت الكون وله كن فيكون ؟ بل طال الأمد عليهم فبرروا طول الغيبة بشكل مثير للشفقة أن ينطلي على أجيال تثقفت بالعلم وتخصصت بالعلوم الحديثة وحملت شهادات عليا، ولكن فضلت التخلف وضياع المنطق عند أقدام المهدي المنتظر الشبحية . خلصت نفوسهم المتعبة بالكف عن التساؤلات حوله والعودة لاعتقادهم بوجوده حتى لا يتحطم العالم الافتراضي الذي يعيشون فيه وتهتز نفوسهم ونظرتهم لمراجعهم أيما اهتزاز ، ولو علموا أن هذا هو ما سيخلصهم من الشرك واتباع علماء الضلالة سارقي أموالهم وأعراضهم بأسم المتعة لطلبوها بلا انتظار ، ولكن هيهات فخداع النفس بقبول الخداع أهون من الاعتراف بالحقيقة المرة وأثبت للتوازن في حياتهم من هذه الفضيحة التي تقلب موازين الحياة عندهم وتتعب البال وتفضح كذب علماء التشيع ليضيع مصدر الدين عندهم ، لم يلتفت العوام إلى هذا فقد أغلق مراجعهم منافذ التفكير بقاعدة ( الراد على الإمام كالراد على الله ) وقد جلس فقهاءهم مكانهم وتربعوا ، والله المستعان على ما يصفون .
اليوم بعد وصول المعلومة السريعة وظهور أهمية الحوار فلا حاجة للتغاضى والتعنت فنحن في عصر تموج فيه الفتن وتخلت المراجع بنفسها عن انتظار المهدي فكان حكم الخميني في إيران بديل عن المهدي الغائب وأصبح جيش المهدي ومنظمات بدر وغيرها من المجموعات المسلحة تنفذ مهام المهدي في قتل العرب من مخالفيهم وغيرهم ، وتبينت أن علامات ظهور المهدي هي الأخرى عبارة عن مخططات سياسية تقوم بها عمائم قم مع أسيادهم لتكون النتيجة جنود الإمام هم جنود إيران في السيطرة على البلاد وعودة حكمهم ونيران زرادشت وفواحش دينهم الغابر . يقول الكاتب أحمد الكاتب في جوابه عن سؤال حول المهدي الغائب ،: (فكرة المهدوية تعني الاصلاح ، وقد ادعىالمهدوية عدد من أئمة اهل البيت في القرون الثلاثة الأولى ، وقد توفي الامام الحسنالعسكري ولم يعلن عن وجود ولد له ، ولكن بعضا من اصحابه ادعوا وجود ولد له في السر، ولم يثبت ذلك لعامة الشيعة او الشيعة الامامية ، او حتى شيعة الامام العسكريالذين تفرقوا الى اربعة عشر فرقة ، ولم يظهر اي أثر لذلك الولد المدعى منذ ذلكالحين ، وقد انتظره قسم الشيعة الامامية قرونا من الزمن ، ولكن عامة الشيعة تخلواعن فكرة الانتظار وفضلوا اقامة الدولة الاسلامية بغض النظر عن شروط النظريةالامامية من العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية ،كما حدث في الجمهوريةالاسلامية الايرانية.) .
يقول عالمهم محمد المظفر : (نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة .)(1) أهـ . فأين النظر وأين التفكير؟ . حق للباطل أن يُعلن عنه وحق لمن يعيش دوامة الحيرة الجديدة أن يقرأ ، ومن أراد النجاة عليه أن يفتح عينيه وأذنيه وقلبه ويتفكر بالعقل الذي فرضوه على النقل لمعرفة الله ومعرفة الدين في طريقه الذي سلكه ، ولن يعذر بجهله فقد أُمرنا أن نتبين لخبر يأتي به أحدهم مخافة أن نلحق الأذى بقوم على الظن ، في قوله سبحانه :( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْأَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْنَادِمِينَ ) الحجرات 9، فكيف لنا أن نهمل البحث والتبيين في أمر هام كأصول الدين وأمر تبعاته من أحكام للمخالف من تكفير وخلود في النار بل وقصاص في الحياة الدنيا ونتكل على العلماء وقول ( ذبها براس عالم واطلع منها سالم ) ! ؟
عقائد الإمامية :
القانون الذي اتفق عليه الإمامية كما نص عليه عالمهم الشيخ المفيد في كتابه أوائل المقالات ، وهو من أساطين المذهب كما يقال عنه وهو الذي ادعى بأن المهدي الغائب قد أرسل إليه رسالة توثق محبته وتطري عليه وطبعاً لا يوجد خط للمهدي الغائب ولا رسالة تبين مكانه ، ولا شك أنها محاولة منه لتمهيد الأمر بجعله (نائب) المهدي الجديد والواضح أنه لم يفلح . قال في كتابه : ( اتفق أهل الإمامة على أنه لا بد في كل زمان من إمام موجود يحتج الله - عز وجل - به على عباده المكلفين، ويكون بوجوده تمام المصلحة في الدين.) وقال : واتفقت الإمامية على أن الأئمة بعد الرسول (ص) اثنا عشر إماما، و خالفهم في ذلك كل من عداهم من أهل الملة، وحججهم في ذلك على خلاف الجمهور ظاهرة من جهة القياس العقل والسمع المرضي والبرهان الجلي الذي يفضي التمسك به إلى اليقين. )(2) أهـ
إن هذه الحجة التي قدموا بها العقل على النقل الذي يكون بالسمع لا تصح ، لأن البشر لا يتساوون في إمكاناتهم العقلية ولهذا تكون فرصة الاختلاف فيما بين علماء الإمامية أنفسهم واردة فيما بينهم لخاصية التحليل والتعليل كل بحسب اجتهاده في الأمور، وسيأتي ذكر هذا آنفاً . أما مسألة وصف السمع ب(المرضي) دليل على أن هناك ما لا يرضى من العلم الوارد إليهم ، بينما تعج كتبهم بآلاف الروايات التي لا يتقبلها عقل عن الأئمة مما تخالف الكتاب والسنة، ولم يتفقوا على تركها بل على العكس بالغ علماءهم بالتوسعة فيها كطقوس الزيارات إلى قبور الأئمة خاصة في عاشوراء إلى ضريح الحسين بن علي رضي الله عنهما والحج إليه وتفضيلها على حج البيت في مكة المكرمة ، فلماذا هذا الكيل بمكيالين ؟ إلا أنها لمصلحة تقتضيها دوام عقائدهم لا غير ، وإلا أنهدم من أساسه. وقال المفيد في كتابه أيضاً ما يخص الحكم على من خالفهم : ( واتفقت الإمامية وكثير من الزيدية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين - عليه السلام - ضلال فاسقون، وأنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين - عليه السلام - عن مقام رسول الله - صلوات الله عليه وآله - عصاة ظالمون، وفي النار بظلمهم مخلدون ـ واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار. )(3) أهـ
بينما يقول عالمهم ( محمد المظفر ) في كتابه الذي يُدرس في الحوزة ( عقائد الإمامية )ما يوضح المعنى أكثر بأنه مجرد فكرة وشخصه لم يقل به سوى الإمامية الفرقة التي تميزت من فرق الشيعة بهذا الغائب . قال :
( ولو لا ثبوت ( فكرة المهدي ) عن النبي على وجهعرفها جميع المسلمين وتشبعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكن مدعو المهدية فيالقرون الأولى كالكيسانية والعباسيين وجملة من العلويين وغيرهم ، من خدعة الناسواستغلال هذه العقيدة فيهم طلبا للملك والسلطان ، فجعلوا ادعاءهم المهدية الكاذبةطريقا للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليهم . والخلاصة أن طبيعة الوضع الفاسد في البشر البالغةالغاية في الفساد والظلم ، مع الإيمان بصحة هذا الدين وأنه الخاتمة للأديان - يقتضيانتظار هذا المصلح ( المهدي، لإنقاذ العالم مما هو فيه . ولأجل ذلك آمنت بهذا الانتظار جميع الفرق المسلمة، بل الأمم من غير المسلمين غير أن الفرق بين الإمامية وغيرها هو أن الإماميةتعتقد أن هذا المصلح المهدي هو شخص معين معروف ولد سنة 256 هجرية ولا يزال حيا ، هوابن الحسن العسكري واسمه ( محمد ) .أهـ (4)