والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين .
وصلني خبراً من فرط جهل الرافضة أن " أخذتهُ " وقالت صحيح وأولهُ على أن أم المؤمنين تحاول الإنتحار , وأنها يأست من رحمة الله تبارك وتعالى ولا يقولُ بهذا إلا حاقد جاهل والعياذُ بالله , ثم قالوا أن الخبر صححهُ الحافظ " إبن حجر " متناسين ما أوردهُ الحافظ إبن حجر في فتح الباري , ثم أورد الخبر فأخذوا الخبر وقالوا بصحتهِ , وبتر الرافضة " كلام الطبراني " على الحديث في المعجم الأوسط , ونقلهُ من الكبير نسأل الله العافية .
حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت لما بلغني ما تكلموا به هممت أن آتي قليبا فأطرح نفسي فيه . قلتُ : أخرجهُ الطبراني في الأوسط (1/184) , وفي الكبير (23/121) من طريق خالد بن خداش عن أحماد بن زيد عن أيوب عن بن مليكة .
قال الطبراني متعقباً : " لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا حماد بن زيد ولا عن حماد إلا خالد بن خداش " قال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (3/327) : " خالد بن خداش الأزدي المهلبي أبو الهيثم روى عن مهدي بن ميمون وسكين بن عبد العزيز وحماد بن زيد ومالك بن أنس وأبي عوانة سمعت أبي يقول ذلك وروى عنه أبي وأبو زرعة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول سألت سليمان بن حرب عن خالد بن خداش فقال هو صدوق لا بأس به كان يختلف معنا الى حماد بن زيد واثنى عليه خيرا وقال كان كثير الاختلاف الى حماد بن زيد أو كثير اللزوم له حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن خالد بن خداش فقال صدوق " وقال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : " خالد بن خداش ( مس ) ابن عجلان الإمام الحافظ الصدوق أبو الهيثم المهلبي مولاهم البصري نزيل بغداد حدث عن مالك بن أنس ومهدي بن ميمون وأبي عوانة وحماد بن زيد وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة وطائفة حدث عنه مسلم في صحيحه وأحمد بن أبي خيثمة وأبو زرعة وأبو بكر بن أبي الدنيا وعثمان بن خرزاذ وولده محمد بن خالد وخلق سواهم قال أبو حاتم وغيره هو صدوق وقال زكريا الساجي فيه ضعف قلت أبلغ ما نقموا عليه أنه ينفرد بأحاديث عن حماد بن زيد وهذا لا يدل على لينه فإنه لازمه مدة مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين ومئتين وقد خرج له النسائي بواسطة ".
وقال الحافظ البغدادي كما في تاريخ بغداد ج8 ص 306 دار الكتب العلمية منقول من برنامج الموسوعة الشاملة (( سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول روى خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر حديث الغار ورأيت سليمان بن حرب ينكره عليه قال أبو داود وحدث عن حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنظر معسرا وحدث عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر يعني أن هذه تنكر عليه قلت أما هذه الأحاديث فلها أصول عمن رواها عنه فحديث الغار قد رواه صالح بن كيسان وموسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر وحديث أبي قتادة قد رواه جرير بن حازم عن أيوب السختياني وحديث الصلاة على القبر قد رواه حبيب بن الشهيد وأبو عامر الخراز عن ثابت عن أنس )) , ولكنها رضي الله عنها فداها نفسي وروحي لم تنتحر , وأن ذلك ما وقع لها من الإبتلاء في " قصة الأفك " ولخداش عن حماد حديث في صحيح مسلم , وهو صحيح وما نقموا عليه إلا ما تفرد بهِ عن حماد .
( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{11} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ{12} لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ{13} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ{15} وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ{16} يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{17} وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{18} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{19} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ{20) . وفي الفتح للحافظ إبن حجر رحمه الله تعالى قال : " في رواية أبي أويس " فقالت لها : إنك لغافلة عما يقول الناس " وفيها " أن مسطحا وفلانا وفلانا يجتمعون في بيت عبد الله بن أبي يتحدثون عنك وعن صفوان يرمونك به " وفي رواية مقسم عن عائشة " أشهد أنك من الغافلات المؤمنات " وفي رواية هشام بن عروة الآتية " فنقرت لي الحديث " وهي بنون وقاف ثقيلة أي شرحته ، ولبعضهم بموحدة وقاف خفيفة أي أعلمتنيه " . فرضي الله عنها هذا الخبر فيهِ نظر . والله أعلم .
كتبهُ /
تقي الدين السني