الامام علي يعاني من ظلم الصفوية
الأحد 22, يناير 2012
صباح الموسوي
لجينيات ـ لقد قتل الإمام علي مظلوما ( كالخلفاء عمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين )على يد من كانوا يزعمون أنهم شيعته ‘ من الذين انشقوا عليه يوم خالفهم الرأي وابرم الصلح مع معاوية بن أبي سفيان ‘حقنا لدماء المسلمين وحفظا لبيضة الإسلام‘وقد قتلوه بسيف الفارسي عبد الرحمن بن ملجم ألمرادي وهو قائم يصلي في محرابه. و بعد قتلهم علي رضي الله عنه‘ جاءهم اليهودي عبدالله بن سبأ وأحدث لهم فتنته الكبرى التي شقا فيها صفوف المسلمين ‘وأصبح أتباع ابن سبأ يغالون في سيدنا "علي " و يقولون فيه ما لم يدعيه هو لنفسه ‘ و قد راح هؤلاء الغلاة يختلقون الأحاديث والروايات ويصطنعون الأخبار الكاذبة بحق علي بن أبي طالب ‘وصاروا ينسبونها للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تارة وتارة أخرى لآل بيته‘ و اخذوا يكّفرون كل من لا يوافقهم الرأي أو يقول بغير ما يزعمون. و كم من الحروب التي أشعلوها وكم من دماء سفكوها بفتنتهم هذه .
وها هو "علي " مازال يُظلم اليوم على يد اشد الناس ادعاءا بحبهم وموالاتهم له ‘ و الظالمون لعلي ‘ رضي الله عنه ‘هم الصفويون الذين اتخذوا فتنة ابن سبأ اليهودي دينا لهم . فلم يكفهم سبهم لصحابة رسول الله الذين أحبهم "علي "وبايعهم بالأمر وصاهرهم بالنسبة ‘ ولم يكفهم ذلك بل عمدوا إلى الإساءة إلى "علي "عبر خلقهم الروايات الكاذبة جريا على عادتهم في ادعاءاتهم بتحريف القرآن وخلقهم الفتن لتشويه صورة الإسلام .
فعندما يريد المحبون لشخصية رابع الخلفاء الراشدين وأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ‘أن يقرؤوا سيرته الشريفة للاقتداء به و مراجعة كتب الفريقين " السنة والشيعة " التي تناولت هذه الشخصية العمالقة للاستفادة منها ‘ فأنهم وللأسف الشديد يجدون أن كتب الذين يزعمون مشايعة الإمام علي و يدعون موالاته ( وهم الصفويين تحديدا) ‘ قد ملأت إساءات لهذه الشخصية العظيمة التي تربت في حضن الرسول صلى عليه وآله و سلم ونهلت من معين أخلاقه الكريمة .
فهذا احد أعلام الصفوية " محمد باقر المجلسي" ينقل في كاتبه المسمى " بحار الأنوار ‘ والذي ما هو إلا بحار من الافتراءات و الاكدار‘ أبشع الإساءات إلى الإمام علي وأهل بيت الرسول. وهنا ننقل عددا من هذه الإساءات ‘ والتي ما هي إلا جزءا يسيرا من بين آلاف الإساءات التي أوردها المجلسي في كتابه المذكور بحق عليا عليه السلام.
فقد ذكر المجلسي في " بحار الأنوار المجلد 303ص/4 " رواية في مسألة قضاء الإمام علي زعم أن الخبر روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق‘ وفيه : " أن امرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه ، فأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها فجاءت إلى عمر بن الخطاب تدعي على الأنصاري ، فنظر أمير المؤمنين علي إلى البياض على ثوب المرأة وبين فخذيها فاتهمها "‘ أي انه اتهمها بالكذب.
وهنا نسأل ‘ ترى هل يعقل أن شخصية بمنزلة الإمام علي يقوم بالنظر إلى عورة امرأة محرمة عليه وأمام الملأ العام فقط لكي يثبت أن كانت صادقة أم كاذبة ؟ ‘ ترى اما كان بالإمكان أن يطلب الامام على من امرأة أخرى لتتحقق من صحة البياض الذي على فخذ هذه المرأة المدعية؟ ‘ ثم هل يعقل ان الإمام الصادق أو أي شخص من أهل البيت يمكن أن ينقل مثل هذه القصة السخيفة الذي لا يقبلها إنسان سوي ؟ .
إن هؤلاء القوم يدعون كذبا انهم محبون لأهل البيت ‘ ويزعمون بهتانا انهم شيعة علي بن ابي طالب دون غيرهم ولكن اذا ما قرأت رواياتهم و تفاسيرهم القرآنية تجدهم اعدى الناس للامام علي . و هنا سوف نعرض واحدة آخرى من اهاناتهم لامير المؤمنين ابي الحسن حيث يزعموا ان البعوضة التي ذكرها الله في القرآن الكريم المقصود بها الامام علي ( حاشاه ) وذلك حسب تفسير " القمي " الذي يُعد واحد من مفسرين الصفوية المعتبرين ومن اعلامهم في القرن الثالث عشر.
فقد جاء في تفسير القمي " علي بن ابراهيم - الجزء الاول صفحة 48" ان المقصود من قوله تعالى في سورة البقرة : " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام .
ويزعم القمي ان هذا القول للامام جعفربن محمد الصادق ‘ فقد جاء في الرواية :" و حدثني ابي ‘ عن النضر بن سويد ‘ عن القسم بن سليمان ‘ عن المعلى بن خنيس ‘ عن ابي عبدالله عليه السلام ‘ فالبعوضة امير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم .
ومن الإساءات التي جاءت في كتاب " بحار الأنوار المجلد 41 ص 293 أيضا‘ رواية نسبها إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق ‘ يقول فيها :" أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يخطب على المنبر فقامت له امرأة بذيئة الخُـلق وقالت له : يا قاتل الأصدقاء ‘ فلتفت لها الإمام وقال :" يا سلفع، يا جريئة،يا بذيئة، يا مذکرة، يا التي لا تحيض کما تحيض النساء، يا التي علي هنها شيء بيّن مُدلي "!.
وهنا نتوجه بالسؤال مرة أخرى إلى من يزعمون أنهم شيعة علي ‘ و إلى كل ذي عقل وبصيرة ‘ ترى هل يعقل أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ‘ قاهر الأبطال ومزلزل أركان المشركين والمنافقين ‘ يجادل امرأة بذيئة ويتفوه بمثل هذا الكلام الذي يخجل من لفظه ابسط الناس ؟. وهل يعقل أن الإمام الصادق الذي شهد له بالعلم و الورع والتقوى ‘ يروي مثل هذا القصة التافه ؟.
ولكن ما عسى أن نقول بمن زعموا تحريف القرآن و سبوا أمهات المؤمنين ولعنوا اعز أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ‘ فانه ليس غريب عليهم اختلاق مثل هذه الروايات والأخبار الكاذبة والمسيئة للإمام علي و الإمام جعفر الصادق وأهل بيت عامة
فدعوانا إلى من مازالت على أعينهم غشاوة ومازالوا مصدقين بما جاء في كتاب بحار الأنوار وأمثاله من كتب الصفويين و أتباع ابن سبأ ‘ أن يراجعوا عقولهم ويفكروا بما كتبه هؤلاء القوم ‘ لعلهم يرشدون .
صباح الموسوي