أسرار وخفايا وشخصيات حزب الله الحجازي - بالصوت والصور
أسرار وخفايا وشخصيات حزب الله الحجازي - بالصوت والصور
صدر في لندن عام 1991 العدد الأول من مجلة شهرية تعرف باسم "الجزيرة العربية" تلك المجلة التي تمثل جهة "ما " للمعارضة السياسية للنظام السعودي .
صدرت مجلة "الجزيرة العربية" في وقت كانت فيه المنطقة كلها والجزيرة العربية على وجه الخصوص تمر بمرحلة عصيبة وحرجة إذ النظام العراقي قد احتل دولة الكويت والقوات الأمريكية تستعد لشن حرب ضد القوات العراقية المحتلة، وكان الخليج العربي في حالة هياج وقلق من تلك النازلة العربية والكارثة الأجنبية.
في ذلك الوقت بالذات صد أول عدد لمجلة "الجزيرة العربية" وكانت حينها غير واضحة المعالم ولا الجهة التي تديرها لكن ظاهر منها أنها مجلة للمعارضة السعودية. لكن العدد الثاني للمجلة أطل بملامح أكثر وضوحاً وتميزاً إذ ُصدِرت المجلة بالقول : ( إنها تعبر عن المعارضة السياسية في المملكة العربية السعودية بمختلف اتجاهاتها رغم أن القائمين عليها ملتزمون بالنهج الإسلامي، وهي امتداد لجميع الدوريات التي أصدرتها المعارضة في الماضي، إن الهدف المركزي الذي تتوجه المجلة إلى تحقيقه هو خلق رأي عام داخلي وخارجي يدفع بعملية التغيير لهيكل النظام السياسي السعودي المتخلف) .
واستمرت هذه المجلة بالصدور 32عدداً في ثلاث سنوات حتى توقفت في آب 1993.
هذه المجلة لم تكن سوى إحدى الواجهات الكثيرة للمعارضة الشيعية والتي كانت تنتسب إلى الحركة الإصلاحية الشيعية السعودية .
فما هي الحركة الإصلاحية الشيعية ؟
ومن هم أبرز قياداتها ؟
وإلى أي شيء تهدف ؟
كانت "منظمة الثورة الإسلامية " جزءاً من حركة أكبر تسمى "حركة الرساليين الطلائع" التي تأسست عام 1968 وظلت تنظيماً سرياً وفق أسس العمل الحزبي . وقد فرخت هذه الحركة مجموعة حركات خليجية مثل: الجبهة الإسلامية في البحرين، ومنظمة العمل الإسلامي في العراق، ومنظمة الثورة الإسلامية في السعودية.
وقد خرج تنظيم "الثورة الإسلامية " إلى العلن في عام 1975 واستمر حتى أواخر العام 1990 حيث جرى تعديل حزبي تكتيكي يقضي بحل "منظمة الثورة الإسلامية " شكلياً وتدشين حركة جديدة أو اسم جديد هو "الحركة الإصلاحية الشيعية " وكان هذا الاجراء التكتيكي يهدف إلى إعلان التباين الظاهري عن الحركة الأم من أجل تحقيق المزيد من النجاحات الـُقطرية مع وجود التنظيم السري المنظم المرتبط بالمنظمة الأم .
وكانت الحركة الإصلاحية تحمل اسماً مزدوجاً فهي الحركة الإصلاحية الشيعية في مفوضتها مع النظام السعودي وهي حركة "حزب الله الحجاز" صاحب النهج العسكري الثوري . أي يمكن القول أن هذه الحركة تتمثل في جناحين : جناح سياسي تكتيكي هو الحركة الإصلاحية، وجناح ثوري عسكري هو حزب الله الحجاز. وكانت الأدوار تتبادل بشكل محكم وشديد الذكاء حتي يظهر الأمر للأنظمة الحاكمة أن الحركة الإصلاحية لا علاقة لها بالعمل الثوري !
كان جناح الحركة الإصلاحية يهدف بالأساس إلى تحقيق أهداف سياسية إقليمية محلية للشيعة في السعودية ويطالب فيها النظام السعودي بالوسائل السياسية والضغوط الإعلامية . في مقابل الجناح الآخر حزب الله الحجاز الذي يهدف إلى لغة ثورية حماسية لاستقطاب الشباب الشيعي للانخراط فيه وتحقيق الضغط على السعودية من خلال تصدير الثورة والأعمال التخريبية.
حزب الله الحجاز أوالحركة الإصلاحية كانت تضم مجموعة من الحركيين الشيعيين السعوديين وكانت كذلك تضم المرشد الديني السياسي الأعلى .
صورة الزعيم الروحي والمرشد السياسي الديني لحزب الله الحجاز هو حسن الصفار، وكان يقيم في دمشق.
بعض خطبه في دمشق قبل رجوعه للسعودية وفيها يعلن لعنه للصحابه ومنهجية الثورات والانقلابات والقتل طريق للحزب للوصول إلى السلطة :
وحزب الله الحجاز أوالحركة الإصلاحية كانت تنقسم إلى قسمين :
- مجموعة لندن، وتتكون من : توفيق السيف، وجعفر الشايب، وحمزة آل حسن، ومحمد جعفر هاشم آل حسن الذي رجع للسعودية فيما بعد.
(صورة توفيق السيف المعارض الشيعي بلندن الآن )
(صورة المعارض الشيعي بلندن حمزة آل حسن - الآن بلندن )
ومجموعة واشنطن، وتتكون من : صادق الجبران، وعيسى المزعل الذي رجع للسعودية.
وقد استطاع حزب الله الحجاز أن يضغط على السعودية بشكل كبير إذا اتخذ نشاطه شكل إنتاج إعلامي ودعائي متطور شمل الكتب والدراسات والمنشورات بالعربية والإنجليزية وأصبحت هذه التقرير التي تكتب بأيدي المعارضة الشيعية تقدم كخدمات معلوماتية للمؤسسات والأحزاب السياسية الأوروبية والأمريكية كمصدر من مصادر المعلومات الحقيقية عن السعودية .
وقد سعى حزب الله الحجاز بكل جدارة إلى توطيد علاقته بالحركات والأحزاب والجماعات الضاغطة في أوروبا وأمريكا وكانت تربطه بالجمعيات اليهودية العالمية أشد الروابط إلى درجة التي كانت بعض جماعات الضغط اليهودية تسير حملات التبرع من أجل ذلك الحزب المعارض . وقد تطور عمل حزب الله الحجاز حتى فتح مكتباً تنسيقياً في واشنطن يعنى بانتهاكات حقوق الإنسان في الخليج وخلق له مؤسسة رمزية حركية تعرف باسم "اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في الخليج والجزيرة العربية" وكانت هذه المؤسسة تحظى بالرعاية الأمريكية إضافة إلى الدعم المالي التي كانت تتلقاه من الجماعات اليهودية .
ولذلك أخذت هذه اللجنة التي هي ستار لحزب الله الحجاز تتصل بشكل يومي مع منظمة العفو الدولية "أمنيستي أنترناشونال" و "ميدل إيست وتش" ومنظمة "ليبرتي" البريطانية . وقد أصدر الحزب نشرة باللغة الإنجليزية باسم "آرابيا مونيتر" أوصلتها إلى المئات من رجال الصحافة والشخصيات والمنظمات في الولايات المتحدة خاصة اليهودية .
( علاقات حزب الله اللبناني والحجازي باليهود الأمريكان )
وبذلك استطاع الحزب عن طريق مؤسساته الوجهات أن يكتب لتقاريره مصداقية في الأوساط الأمريكية عندما نال منحة قدرها 50 ألف دولار من "المؤسسة الوطنية لدعم الديمقراطية" وهي من أهم المؤسسات الأمريكية الداعمة للنشاطات المعارضة .
ولم يقتصر حزب الله الحجاز عند هذا الحد بل مد يد العون للجماعات الراديكالية المسيحية حينما قدم تقريراً عن حالة الاضطهاد الذي يعاني منه المسيحيون في السعودية حيث قدم تقريراً مفصلاً وكيدياً إلى مؤتمر "اضطهاد المسيحيين في العالم الإسلامي" الذي عقد في أمريكا . كما قدم تقريراً مماثلاً إلى مؤتمر "اليوم العالمي للتضامن مع الكنيسة المضطهدة" بيًن فيه بشكل كيدي أوضاع الأجانب ومنهم المسيحيين في السعودية!
ومن خلال علاقات حزب الله الحجاز بالمنظمات الحقوقية والإعلامية في أمريكا وأوروبا ومن خلال علاقاته وروابطه مع جماعات الضغط اليهودية والمسيحية استطاع أن يسبب الحرج للسعودية حيث أصبحت تقرير الحزب هي التي تنشر في الإعلام الأمريكي .
كل هذا الضغط دفع السعودية لمحاولة احتواء هذا الحزب أو هذه الحركة فتم تنصيب أول شيعي في مجلس الشورى السعودي وهو الدكتور جميل عبدالله منصور الجشي، وكانت هذه بمثابة إشارة للحركة الإصلاحية أو لحزب الله الحجاز من أجل قبول التفاوض .
وعلى الفور قدمت الحركة مطالبها إلى السعودية والتي تتمثل فيما يلي :
1- اعتراف السعودية بالمذهب الشيعي كمذهب خامس في المذاهب الإسلامية .
3- المناهج التعليمية تكون وفق المذهب الجعفري في المناطق الشيعية.
4- السماح بوجود مجلات وجرائد دينية شيعية .
5- السماح بدخول الكتب الشيعية .
6- السماح لإنشاء الحوزات الدينية في السعودية.
7- مصادرة ومنع أي كتاب أو أي شخص يتعرض للشيعة في السعودية .
8- إنشاء قضاء مستقل للشيعة وفق المذهب الجعفري .
9- فتح الجامعات والوظائف المرموقة الحساسة والمؤسسات السياسية والعسكرية أمام أبناء الشيعة بما في ذلك الحرس الوطني .
10- الاهتمام العمراني والخدماتي بالمناطق الشيعية .
كانت هذه هي أهم مطالب الحركة والحزب الشيعي وقد وافقت الدولة مبدئياً على معظم هذه الشروط واختير السفير السعود بلندن غازي القصيمي ليكون الوسيط بين الشيعة وبين الدولة وكانت أهم مطالب الدولة تتمثل فيما يلي :
1- وقف نشاط مجلة "الجزيرة العربية" .
2- تجميد اتصالاتهم بالإعلام الأمريكي والبريطاني .
3- تجميد علاقاتهم بالجماعات اليهودية والأحزاب السياسية الأمريكية .
وقد ساهم الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية والأمير تركي الفيصل في تقريب وجهات النظر لتتلاءم المواقف وتتجه نحو موقف موحد . كما ساهم السفير السعودي في دمشق أحمد الكحيمي في اتصالاته مع المعارضة الشيعية في سوريا.
درست الحركة الإصلاحية الشيعية المبادرة السعودية بشكل دقيق وعلمت أنها صفقة ناجحة لمجهوداتها لكنها اتخذت موقفاً تكتيكياً في غاية الدهاء حيث أعلن الموافقة على المبادرة بصفتها الحركة الإصلاحية الجناح السياسي ، كما رفضتها بصفتها حزب الله الحجاز الجناح العسكري. وبذلك ظهرت الحركة كحركتين منفصلتين أمام الدولة، فحزب يفاوض ويحقق المكاسب وحزب يستمر في العمل المعارض .
وقدمت الحركة الإصلاحية موافقتها على المبادرة مشترطة شرطاً جديداً هو : حق العودة لجميع المبعدين وإطلاق سراح المعتقلين الشيعة في السجون وإلغاء قرارات منع السفر . ووافقت السعودية على تلك الشروط، حتى تم ترتيب اللقاء التاريخي بين زعماء الحركة وبين الملك فهد في عام 1993 وبحضور الأمير محمد بن فهد، وقد وصفت الحركة لقاءها مع الملك بأنه لقاء ودي للغاية بعيداً عن البرتوكول الرسمي، وخرجت الحركة بتحقيق أكثر من 90% من طلباتها . أما الوجه الآخر من الحركة فلا يزال يعمل وهو مستمر بشكل كبير في واشنطن وفي لندن.
ومن يتأمل رجوع بعض المعارضين أمثال : حسن الصفار، والدكتورمحمد جعفر آل حسن،وعيسى المزعل . مع بقاء : توفيق السيف، وحمزة آل حسن وغيرهما يدرك أن المعارضة الشيعية استطاعت أن تضلل الدولة بخبثها لأن أصول الحركة أو حزب الله الحجاز لا تزال قائمة وبفعالية كبيرة في الخارج أما من رجع فهم عبارة عن سفراء فتنة يستغلون الأوضاع الداخلية لتأجيج الفتن وتحزيب الأحزاب وجمع الكلمة وتوحيد الصفوف الشيعية داخل وخارج السعودية .
29-04-03, 07:50 PM
العرض العادي
