عند تغير المفاهيم وإنقلاب الصورة لمعنى لا تحكي عنه ماذا يحدث؟(من السعيد بمقتل الحسين)
كيف يكون حالك عندما يموت لك قريب في غرفة 110 في فندق ماريوت؟
بالطبع ستُفجع وستبكي أياما وستعود نفسك إلى الله تطلب منه الصبر والقوة..
ستمتنع عن الأكل أياما أخرى...
وربما تفقد حاسة التذوق
حتى يجبرك الأهل على تناول ولو تمرة واحدة...
وستفكر حينها .. هل تناولي لهذة التمرة يعني أني نسيت مصابي !
في مثل هذة النوازل ستكون سجادا قواما ..أليس صحيح ؟
ستقوم النهار والليل لله لتخفيف مصابك ..حتى يتخذك الطير من كثر وقوفك غصن له
لكن الأكيد والمؤكد أنك ستكره غرفة 110 في فندق ماريوت
ولن تأتيها مرة أخرى , وإن أجبرتك الأيام على المرور بها
ستمر عليها سريعا كالطيف دون أن تنظر إليها كما تفعل بمرورك من مدائن صالح
وعندما تمر السنون ... وتتلاحق الأيام ويأتي يوم ذكر وفاة القريب
ستشعر بالألم وستعاودك مرارة فقدان حاسة التذوق فتفضل الصوم
..وسيرى الجميع الحزن في عينك ظاهرا..
تمر بين قرابتك أثناء عودتك الى المنزل
فترى الألم يتلاشى بميلاد فرح جديد .,
اليوم هناك حفل ! ,, وبالطبع سيكون هناك صخب .. ليس صخبا عاديا بل يبدوا ككرنفال عظيم .!
تسير متعجبا وعلامات التعجب تحوم حول رأسك
مالذي يسعدهم في يوم ذكرى الراحل !!!
فترى أنه حفل فعلا ..ظنونك لم تخب .!
أُقيمت الأفراح وسُهر الليل بالأتراح ..!
ستتسائل ...! قمت نهاري صائما جائعا وهم هنا يمرحون ؟
ألم يكن الراحل قريبا منا جميعا ؟
هل فاق حبي له حبهم أم أنهم لم يكونوا من المحبين من الأساس !!!
إنهم يأكلون ... وحول الموائد يجتمعون !!
توقف أحدهم فتسألة أين البقية من أهلي ؟!
فيأتيك الرد بإبتسامة عريضة ,,بارك لهم فقد ذهبوا الى غرفة110في فندق ماريوت
لأخذ بعض الصور التذكارية في مكان إحتضار قريبنا الراحل
ويتركك سريعا ليلحق نصيبة من ....
حينها فقط ستتبدل المفاهيم وتنقلب الصورة
فيصبح الهرج والمرج والرقص والأكل الملون مظهرا من مظاهر الحزن
والوحدة والإنقطاع والجوع نوعا من أنواع السعادة
كل هذا ممكن أن يحدث وقد حدث
ولكنه حدث فقط في العقل الشيعي
في ذكرى وفاة رجل من كبار أئمة أهل السنة
الحسين رضي الله عنه.