نؤمن إيماناً كبيراً بمبدأ تكريس حقوق الإنسان في كل ما يتعلق بأنظمة الدولة وسياساتها، هذا أمر جيد لدولة المؤسسات والقانون، وهو مطبق في الدول المتقدمة (بريطانيا، أمريكا، فرنسا، أستراليا). حقوق الإنسان لا تنفصل عن حقوق المجتمع، فإذا كان المقصود بحقوق الإنسان (في البحرين اليوم) هي حقوق المتهمين ومن يرتكبون أعمال مخلة بالأمن وترهب المواطنين، فإن حقوق الإنسان تعني لنا أيضاً حقوق الناس وحقوق المجتمع، وحقوق الأمن والأمان، وحقوق استخدام الطريق.
لتسمح لنا الدولة أولاً، فهي من تضع السياسات، وليسمح لنا الإخوة في الداخلية، فما يحدث اليوم من إرهاب يستوجب أن يتعامل معه رجال الأمن بحزم وقوة لحفظ أمن الناس، بالأمس أصيبت طفلة أجنبية جراء القذف العشوائي للحجارة على المارة، ولم تفعل الدولة (إعلامياً) بشكل جيد لتوصيل إرهاب هؤلاء إلى السفارات والإعلام بالخارج، هذا العمل يجب أن يفضح، وحتى يعرف الأجانب من الذي يعتدي على الناس بشكل عشوائي باسم السلمية المزعومة.
لتسمح لنا الدولة والداخلية فما تقومون به من محاسبة رجال الأمن على حفظ الأمن هو محاسبة من يحفظون أمن المجتمع والناس، في القرية والمدينة، سنة وشيعة ومقيمين، فلا ينبغي أن تجلد الداخلية اليوم رجالها، مهما آمنا بحقوق الإنسان، حقوق المجتمع أكبر، حقوق الناس أكبر من حق أشخاص يلقون الطوب (والطابوق) من أسطح العمارات على رجال الأمن وهذا الإرهاب يقتل، فكيف يتم التعامل معه؟
خوفي يا دولة ويا داخلية ألا تجدوا من يحفظ أمن الناس، ومن حفظ كرامة البحرين، خوفي أن يبتعد المخلصون عن عملهم لأن الداخلية تحاسبهم على أداء الواجب.
إنها كارثة، والله لا تحدث إلا بالبحرين، حتى نقدم صك حقوق الإنسان، وهذا عمل لا ينبغي أن يستمر، على الداخلية أن تتوقف عن محاسبة رجالها ما لم يرتكبوا جرماً، فمن يقذف المولوتوف والأسياخ الحديدية والحجارة ويسكب الزيت بالشوارع كيف يتم التعامل معه؟
أخشى أن يصبح لدينا موقوفون من رجال الأمن أكثر ممن يرهبون على الأرض ويقتلون الناس، فمن يمارس الإرهاب ويلقي المولوتوف كيف يتم القبض عليه؟
هل نرسله رسالة نصية من فضلك لو تكرمت وإذا سمح وقتك ممكن نقبض عليك؟
ألم تشاهدوا أم الديمقراطيات ماذا تفعل حين يعتدى على رجال الأمن؟ ألم يطالب الرئيس الفرنسي بسحب الجنسية من الذين يعتدون على رجال الأمن أو يمارسون الإرهاب؟
ألم تشاهدوا كيف تتعامل شرطة نيويورك مع السلميين؟ أمن البلد خط أحمر، وأمن المجتمع خط أحمر، وسلامة رجال الأمن خط أحمر، لا نريد منكم أي شيء سوى الاقتداء ببريطانيا وفرنسا وأمريكا، الإرهاب لا يوقف إلا بالقوة، لن يوقف بالرجاء، أو العطف، لن يوقف أبداً بذلك صدقوني.
إلى وزارة الداخلية نقول: عليكم بتقوية رجالكم، وعليكم أن تمنحوهم الأوسمة على حفظهم للأمن وسهرهم على أمن البحرين وتعريض أنفسهم للقتل من الإرهابيين، لا أن توقف الداخلية رجالها، والله أن البلد لن تجد من يدافع عنها بهذا الأسلوب.
صكوك حقوق الإنسان للخارج تحرق أمن البحرين، وتكسر الخط الأول لحفظ أمن البلاد وهم رجال الأمن. لا تسمعوا لبكائيات حزب الله البحريني، هو قائم على الكذب والتدليس ولا يخجل من الكذب، هؤلاء مهرجون يلعبون بالبيضة والحجر، وولاؤهم ليس للبحرين، هؤلاء باعوا البحرين وأهلها ويدعمون الإرهاب الذي يصيب المجتمع والأطفال والمقيمين والأجانب.
كرموا من يسهر على أمن البحرين، احفظوا كرامتهم، بدلاً من أن تحاسب الداخلية وتوقف وتحول إلى النيابة، الإرهابي يفرج عنه، أو يعفى عنه، ورجال الأمن يقبض عليهم، والله إنها كارثة في هذا الوطن، وأخشى أن لا تجدوا من يدافع عن أمن البحرين بعد اليوم.
كاتب بحريني
هشام الزياني
جريدة الوطن البحرينية