بسم الله الرحمن الرحيم و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن على المسلم أن يكون من الأوابين و الراجعين للحق كلما ظهر لهم الحق في غير ما كانوا يرونه و هذا ما يجب علينا جميعا لنكون على الجادة و نطهر نياتنا و أعمالنا عسى بها ربنا يغفر لنا و يرحمنا و يتوب علينا
فالاصل أن نياتنا جميعا هي الحق و اتباعه و العمل به و قد يحصل أن تكون لنا رؤية لم يظهر لنا عوارها أو المفسدة فيها ثم تظهر لنا بعد ذلك فعلينا أن نرجع عنها و نتخلص منها و كما قال أحد الحكماء : لأن أكون ذنبا في الحق خير من أن أكون رأسا في الباطل.
و أنقل لكم بعض الموانع و العوائق لتحقيق صفاء النية باتباع الحق و كذا الدواء لهذه العوائق ذكرها الشيخ المُعَلِّمي في كتابه الفذّ ( القائد إلى تصحيح العقائد )
الأسباب التي تمنع الإنسان من اتّباع الحق ومخالفة الهوى ومنها:
1-أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل فيشقّ عليه ذلك.
2-أن يرى الإنسان قد صار له في الباطل جاه وشهرة ومعيشة فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد.
3-الكِبْر فيرى أن اعترافه بالحق يعني اعترافه بأنه كان ناقصا وأن هذا الرجل هو الذي هداه.
4-أن يكون عاجزا عن تقبّل الصدمة وتضعف إرادته عن اتخاذ القرار فإنه يتبن له أن آبائه وأجداده وشيوخه وعلمائه الذين كان يُطريهم ويُعظمهم ويذب عنهم كانوا على خلاف الحق وأن الذين يُحقّرهم ويسخر منهم وينسبهم إلى الجهل والضلال والكفر هم المحقّون.
وعلاج هذا أن يجعل الإنسان نُصب عينيه الأمور التالية:
1-أن يفكر في شرف الحق وضَعَة الباطل.
2-أن يقارن بين نعيم الدنيا الزائل ورضوان رب العالمين ونعيم الآخرة.
3-أن يأخذ نفسه بخلاف هواها فيما يتبين له.
4-أن يسعى في التمييز بين معدن الحجج ومعدن الشبهات.
5-أن يوطن نفسه على أن لا يكون إمّعة إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤا أساء بل إن احسن الناس أحسن وإن أساؤا لا يُسيء.
6-أن يكثر من دعاء الله أن يُريه الحق حقا ويرزقه اتّباعه وأن يُريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه.
وفقنا الله لما يحب و يرضى و جعلنا من التوابين و الأوابين و من المخلصين في النيات