اختبار القوة بين الفرقاء الشيعة في كربلاء السيستاني والصدر

[city oki]

التنوع الديني والسياسي والعرقي يحول دون «جمهورية إسلامية» في العراق
«اختبار القوة» بين الفرقاء الشيعة في كربلاءالسيستاني والصدر يؤكدان على النضال السلمي

كربلاء (جنوب العراق) ـ أ.ف.ب، رويترز ـ تحيي مدينة كربلاء اليوم «اربعينية الامام الحسين» وقد استقبلت لهذه المناسبة ملايين العراقيين الشيعة الذين توافدوا سيرا على الاقدام من مختلف المحافظات العراقية. ويعتبر معظم المراقبين ان احتفال اليوم الذي كان قد بدأ امس، يشكل فرصة للشيعة العراقيين لاظهار قوتهم السكانية والسياسية، وللتعبير عن رغبتهم في القيام بالدور الذي يتناسب مع عددهم، ويعوض عنهم القمع الذي عانوا منه في عهد حزب البعث ونظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

وعشية احتفالات اليوم اعلن عدد من المراجع والزعماء الدينيين في كربلاء والنجف ان معارضة «الاحتلال» الاميركي يجب ان تتم بالطرق السلمية، واستبعدوا اقامة جمهورية اسلامية على غرار النموذج الايراني على الاقل في الوقت الراهن.


النضال السلمي
فقد اكد المرجع الاعلى السيد علي السيستاني والزعيم الديني مقتدى الصدر نجل المرجع الراحل محمد صادق الصدر، وهما زعيما التيارين الشيعيين الرئيسيين في العراق تأييدهما للطرق السلمية.

وقال الشيخ كاظم الناصري ممثل الصدر في كربلاء لوكالة فرانس برس «من المؤكد ان معارضتنا للاحتلال الاجنبي ستكون في البداية بالطرق السلمية». واضاف «الناس لا يملكون سوى الأسلحة الصغيرة وهي لا شيء مقارنة مع القوة العسكرية للقوات الاميركية. وإذا لم تأت السبل السلمية ثمارها بعد فترة فإننا سنقرر ما سنفعله بعد ذلك».


.. بعد تشكيل الحكومة
بدوره، قال الشيخ عبدالمهدي كربلائي ممثل السيد السيستاني ان النضال السلمي ضد الأميركيين لا ينبغي ان يبدأ إلا بعد تشكيل حكومة جديدة تمثل كافة طوائف وفئات الشعب. وتابع «نحن نرى انه يجب تشكيل حكومة تمثل كافة فئات الشعب ومجموعاته العرقية، وان تعمل بالطرق السلمية على ضمان انسحاب القوات الأجنبية في أسرع وقت ممكن».

وطالب المرجع الاعلى بانسحاب القوات الاميركية والبريطانية من العراق، وقال نجله محمد رضا السيستاني والمتحدث باسمه في النجف الاشرف ان «والده اعرب عن قلقه العميق من تدهور الاوضاع الامنية في العراق»، ونقل راديو طهران عن محمد رضا ان المرجع الاعلى يؤكد على «رفض اي هيمنة على العراق وضرورة انسحاب القوات الغازية في اسرع وقت من اراضيه».


لا «جمهورية اسلامية»
واكد ممثلا السيستاني والصدر ان اقامة جمهورية اسلامية في العراق، ليس واردا بسبب التنوع الديني والسياسي والعرقي في العراق.

وقال كربلائي «ان بلادنا تختلف عن ايران، وعلينا ان نأخذ في الاعتبار التركيبة الدينية والعراقية وان نشكل حكومة تمثل جميع الفئات».

وركز الناصري على التواجد الاميركي والتنوع السياسي في العراق، حيث تتطلع مختلف الفئات الى ان تمثل في الحكومة العراقية بعد اكثر من 45 عاما من الحكم الدكتاتوري من بينها 35 عاما تحت حكم حزب البعث.

وقال الناصري «في الوقت الراهن يبدو احتمال اقامة جمهورية اسلامية بعيدا لسببين، اولهما ان المستعمرين لن يسمحوا للعراق بان يصبح ايران ثانية، وثانيهما وجود العديد من الاحزاب السياسية المتنافسة».

الثلاثاء 20 صفر 1424 هـ ـ 22 ابريل 2003 ـ السنة 32 ـ العدد 10724 ـ الكويت
http://www.alqabas.com.kw/news_detai...ate=2003-04-22