بدت الملامح تتضح الآن لتحركات رجب طيب اردوغان بعد التصعيد الذي قام به ضد العدو الصهيوني مؤخراً، وهو في الأستراتيجيات ليس من الأولويات وجارته سوريا المسلمة غارقة في قهر واستبداد منقطع النظير وحمامات دماء، مع كامل زعمي بأنه اتفاق لتخفيف الضغط على النظام النصيري في سوريا.
اردوغان الذي لطالما تغنت بأسمه الشعوب العربية المنكوبة فهو الصوت الذي لا يخفت عند كل كارثة تحيق بالأمة العربية والمسلمين منهم خصوصاً.
اردوغان الذي وقف الى جانب غزة في تصريحاته اثناء العدوان عليها ولا زال في نظر العالم.
اردوغان الذي اجاد، على مسرح دافوس، الرد على زعيم الدولة اليهودية المغتصبة، وبادر اليهود بالأعتذار الضمني خوفاً منه ولم تصعد اسرائيل ضده اعلامياً وسياسياً كعادتها.
اردوغان الذي هزت تصريحاته مسامع العالم حول العدوان على اسطول الحرية مطالباً اسرائيل بالأعتذار.
اردوغان طالب.. اردوغان ندد.. اردوغان حذر.. هدد.. توعد..
خطابات قوية ولكن اين الأفعال يا اردوغان؟!!!!
ما مثل اردوغان الا كمثل اتاتورك، صنيعة مخابرات ماسونية خبيثة. اتاورك جاء في وقت تشرذمت فيه الأمة الى احزاب وبعدٌ عن عقيدة التوحيد، فأصبح القائد الفذ، الذي قهر بريطانيا العظمى في معركة غلوبولي وهتفت بأسمه الشعوب المقهورة، هو الذي أجهز على ما تبقى من الخلافة الاسلامية وقطع صلة الأتراك بالأسلام والمسلمين ليحكم بعدها تركيا بالحديد والنار. اما اردوغان فالوضع آخر فهو مساير للحس الأسلامي المتنامي في تركيا، بل في العالم اجمع، لتهتف الشعوب بأسمه وترى فيه المخلص وسليل الخلافة الاسلامية العثمانية. والواقع الذي يشاهده كل من يمعن في تحركات حكومة اردوغان، خصوصاً بعد الأنتفاضات العربية، يكتشف زيف ما يهتف به في كل حدبٍ وصوب.
سمعنا نصيحته في خطابه لحسني مبارك "كلنا زائلون" دعوة منه لتنحي مبارك عن كرسي الحكم، حقناً للدماء، كما زعم. فلماذا لم يتفوه بهذه النصيحة الى النظام الطائفي النصيري الدموي الأشِر؟
سمعنا دعوته وتفاؤله من قيام بشار الجرذ "المتأله" بالأصلاح بعد مضي زهاء ثلاثة شهور من اعمال الترويع وسفك الدماء! فلماذا لم تكن الدعوة والتفاؤل لنزول نمرود سوريا لرغبة شعبه في اسقاط النظام؟
سمعنا تحذيره للنظام السوري عن تكرار مجزرة حماه! و استبيحت حماه وقبلها درعا وها هي سوريا كلها مجازر!
سمعنا عن فقدانه الثقة في الرئيس "المتأله" ولم نسمع منه فقدانه الثقة في النظام الخادم لليهود والمجوس!
سمعنا وسمعنا ولم ولن نرى الا بعد اذن اسياده.
أما تحركاته الاستعراضية المريبة في الوقت الحالي فما تزيد اللبيب الا يقيناً من انه ورقة مخابرات ماسونية تستثمر ضد الشعب السوري بل المسلمون السنة منهم خصوصاً. فها نحن نراه في زيارة تعاطف مع الشعب الصومالي على المجاعة. واستغرب هل اهل الصومال تواقون لرؤيته عندهم؟! لماذا لم يعلن عن ملياراته التي سيقدمها لهم؟!
وما لم تلفت له وسائل الاعلام حالياً هي العمليات التركية والايرانية على المسلمون الاكراد السنة، فلماذا هذا التصعيد على الأكراد في هذا الوقت بالذات؟!
ونسمع حالياً التصعيد من قبل اردوغان ضد اسرائيل في ذريعة واهية بشأن عدم اعتذار اسرائيل لتركيا. الأعتذار الذي هو بمثابة مسمار جحا يتذرع به اردوغان كلما دعت حاجة الأعداء لذلك. فيقوم بطرد السفير الاسرائيلي ويقطع العلاقات، ووزير حرب اليهود يدعو الى التهدئة.
أيعقل ان اسرائيل ومن وراءها الغرب خائفين من اردوغان الى هذا الحد! وتدعو فيها اسرائيل الى التهدئة وهي في نفس الوقت لا تقبل ان تعتذر لأردوغان؟! ما هذا التناقض؟! تركيا حليفة النيتو وتواقة لأنظمامها في تحالفات اكثر مع الغرب واسرائيل ربيبة الغرب واقوى معهم حلف منها. ايعقل ان الغرب يدع اردوغان يسرح ويمرح دون اذن؟!
لا شك انه يوجد امثاله ممن يتقمصون ثوب الشجاعة والحمية، بأيعاز من اعداء الدين طبعاً. لكن ما نراه من الحكومة التركية بزعامة اردوغان، الممثل البارع، تكشف زيف ادعاءته وتصريحاته، خصوصاً عند الوقوف على ما يجري ويحاك ضد اهلنا في سوريا.
اسأل الله لهم الثبات والصبر وان يحقن دمائهم ويفك اسراهم يتقبل قتلاهم شهداء ويشفي جرحاهم ومرضاهم وان ينصرهم جل وعلا على عدوهم.