يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله في كتابه المعروف التصوف المنشأ والمصادر ص 237 – 240 بعد أن يأتي بروايات الرافضة عن التقية والتي نعرفها :
ثم يستشهد في آخر الصفحة بقول المفيد الرافضي : " التقية كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه ، ومكاتمة المخالفين ، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين أو الدنيا ، وفرض ذلك إذا علم بالضرورة أو قوي في الظن"
( شرح اعتقادات الصدوق فصل التقية ص 241 )
فهل رأيتم حقاً يخاف منه ويُكتم عن المخالفين .. ؟؟
ويكمل الشيخ إحسان رحمه الله فيقول : ولكن المتصوفة أخذوه بكامله عنهم ، وزادوا عليهم .. !!
حيث اتهموا رسول الله بتهمة برأ الله ساحته عنها بقوله : { وما هو على الغيب بظنين } التكوير : 24. واستندوا بحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمهم بأنه هو القائل :
" من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار "
( رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وغيرهم )
فقالوا : " أمر الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بكتم أشياء مما لا يسعه غيره للحديث المروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" أوتيت ليلة أُسري بي ثلاثة علوم ، فعلم أُخذ عليّ في كتمه ، وعلم خُيّرت في تبليغه ، وعلم أُمرت بتبليغه "
" فالعلم الذي أمر بتبليغه هو علم الشرائع ، والعلم الذي خير في تبليغه هو علم الحقائق ، والعلم الذي أخذ عليه في كتمه هو علم الألوهية ، ولقد أودع الله جميع ذلك في القرآن.
فالذي أُمر بتبليغه ظاهر والذي خير في تبليغه باطن ، لقوله { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } وقوله :{ ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق } وقوله :{ وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه } وقوله : { ونفخت فيه من روحي } ، فإن جميع ذلك له وجه يدل على الحقائق ووجه يتعلق بالشرائع ، فهو كالتخيير فمن كان فهمه إلهياً فقد بلغ ذلك ، ومن لم يكن فهمه ذلك الفهم وفوجئ بالحقائق أنكرها ، فإنه ما بلغ إليه ذلك لئلا يؤدي ذلك إلى ضلالته وشقاوته.
والعلم الذي أخذ عليه في كتمه فإنه مودع في القرآن بطريق التأويل لغموض الكتم ، فلا يعلم بذلك إلا من أشرف على نفس العلم أولاً ، وبطريق الكشف الإلهي ، ثم سمع القرآن بعد ذلك ، فإنه يعلم المحل الذي أودع الله فيه شيئاً من العلم المأخوذ على النبي صلى الله عليه وسلم في كتمه وإليه الإشارة بقوله تعالى :{ وما يعلم تأويله إلا الله } على قراءة من وقف هنا ، فالذي يطلع تأويله في نفسه هو الله فافهم "
( الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي ج1 ص 117 – ط الرابعة 1402 هـ - مصر )
وهنا نلاحظ تصريحهم بأن التأويل بما أُخذ على النبي صلى الله عليه وسلم بكتمه لا يعلمه إلا الله وأولياء الصوفية بالكشف .. !!
وهل يا ترى قوله : فالذي يطلع تأويله في نفسه هو الله فافهم ، يقصد به الحلول .. ؟؟
لا معنى آخر لدي وأتمنى من الصوفية هنا توضيح ما غمُض على البرقعي .. !!
ويقول أبو نصر السراج الطوسي : " إن حقائق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وما خصه الله تعالى به من العلم ، لو وضعت على الجبال لذابت إلا أنه كان يظهرها لهم على مقاديرهم "
( كتاب اللمع للطوسي ص 119 )
أي لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم جميع العلوم التي كان قد خصه الله بها – حسب زعمهم – وذلك من أجل أن الناس لم يكونوا قادرين على حملها ومعرفتها.
وبمثل ذلك نقل الشعراني عن سيده محمد الحنفي أنه قال : " وههنا كلام لو أبديناه لكم لخرجتم مجانين ، لكن نطويه عمن ليس من أهله "
( طبقات الشعراني ج2 ص 98 )
وهذا عين ما ذكره الشيعة عن جعفر بن الباقر أنه قال : " إن عندنا والله سراً من سر الله ، أمرنا الله بتبليغه ، فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه "
( الأصول من الكافي ج1 ص 402 ، بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص 40 )
والغريب هنا عند الصوفية والرافضة هو أن أمر الله صعب مستصعب لا يحتمله الناس ليبلغه الرسول وأئمة الرافضة .. !!
فكيف يأمرهم الله بتبليغه وعقول البشر لا تحتمله .. ؟؟
وهل جهل الله سبحانه بذلك ليأمرهم بالتبليغ ثم يكتشف الرسول وأئمة الرافضة بأن الناس لا يحتملون ذلك .. ؟؟
ألم أقل بأن حبل التقية أقصر مما يظنون .. !!
ولم خُص أئمة الرافضة وأولياء الصوفية فقط بتحمل هذا السر الخطير .. ؟؟
ونحن نعرف من هم أولياء الصوفية من علي وحيش للسبكي للكليباتي إلى آخر قائمة المجانين الذين تحملوا هذا السر العظيم ولم يتحمله عقلاء البشر .. !!
لموضوع التقية عند الصوفية بقية .. !!
09-04-03, 07:29 PM
العرض العادي
